Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

هل تؤمن بمحمد ؟

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

أن تؤمن بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، وحقيقة هذه الكلمة وما هو الإيمان حينما سأل جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم سؤال التعليم والإرشاد والتنبيه قال: أخبرني عن الإيمان، قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره.

 حسناً، ” أخبرني عن الإيمان ” هذا سؤال عن أمرين، ما هو الإيمان؟ وما الأشياء التي من المفترض أن نؤمن بها؟ فكان الجواب النبوي عن ماهية الأشياء التي ينبغي أن نؤمن بها ولا يتم إيمان عبد حتى يكتمل في قلبه هذا البنيان.

 الإيمان عبارة عن منظومة متكاملة لابد أن تكتمل فيها هذه الأركان الست، تبدأ أولاً بأن تؤمن بالله تبارك وتعالى، حسناً ما معنى أن يؤمن الإنسان بالله؟ ومتى سيعد الإنسان مؤمناً بالله تبارك وتعالى؛ أن تؤمن بالله خالقاً، وتؤمن به ربّاً مدبراً وتؤمن به رازقاً، وتؤمن به إلهاً وتؤمن به سميعاً بصيراً عليماً قديراً، عظيماً عليّاً كبيراً، برّاً ودوداً محسناً رؤوفاً صمداً وحيّاً وقيّوماً سبحانه وتعالى، إذاً تحت هذا العنوان الكبير ” أن الإنسان يؤمن بالله ” توجد معاني كثيرة ستتكامل وتتساوق وتتتابع لكي تكون هذا المفهوم العظيم.

 حسناً، الإنسان إذا آمن بالله، التوجيه الذي بعده أن يؤمن بأن لله عز وجل رسلاً من الملائكة وهذا سيندرج تحته أشياء كثيرة لكن لن نفصّل فيها الآن.

 إذاً الإنسان سيؤمن بالله سبحانه وتعالى ثم يؤمن بملائكة الله، ثم يؤمن بأنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام، ثم يؤمن بالكلمات الإلهية، ثم يؤمن بلقاء الله ثم يؤمن بأقداره تبارك وتعالى.

 إذاً الرب، إيمان بأن الرب سبحانه وتعالى لم يترك خلقه سداً وهملاً وإنما من رحمته أرسل لهم نوراً وهداية، هذه الهداية جاءت عبر الرسل من الملائكة، نقلوا الكلمات الإلهية إلى رسل من البشر، أناس من أهل الاصطفاء والصفاء، هؤلاء الناس تلقوا هذه الكلمات الإلهية من هذه الرسل الملكية ثم نقلوها لعباد الله، المحور الأساس الذي يخاطبوهم به أنه يوجد شيء يسمى لقاء ربنا سبحانه وتعالى، أننا كلنا سنقف يوماً ما بين يدي الله سبحانه وتعالى لكي نُسأل عن موقفنا من الله ومن رسالات الله ومن رسل الله تبارك وتعالى.

 ثم ختم ذلك بأن يؤمن كل إنسان أن كل مجريات الحياة التي نعيشها مندرجة تحت علم ربنا سبحانه وتعالى ولا تتحرك إلا بقدرته سبحانه وتعالى.

 حسناً، الإيمان بالقدر الذي يساوي الإيمان بعلم ربنا سبحانه وتعالى المحيط، والإيمان بقدرة ربنا سبحانه وتعالى التامة التي لا يعجزها شيء، وهذا جزء من الأصل الأول، جزء من الإيمان بالله، فلماذا أفرد بالذكر؟، لماذا وضع هذا بمفرده؟ مثلما قلنا قبل ذلك في إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ الاستعانة طلب المدد من الله، طلب السند والعون من الله، الاعتماد والتوكل على الله،، هذا ركن أساسي من عبادة ربنا سبحانه وتعالى، فلماذا قال ربنا سبحانه وتعالى إِيَّاكَ نَعْبُدُ وأخذ جزء من العبادة التي هي الاستعانة ووضعها بمفردها؟ لأن هذا الجزء من العبادة هو الذي على أساسه سيتحدد هل توجد عبادة أم لا، فأنا أقول، أنا أقول إِيَّاكَ نَعْبُدُ هذا أمر أتمناه فلابد أن أكون صادقاً فيه، ولكن لكي توجد إيَّاكَ نَعْبُدُ في الحياة، أستطيع أن أفعل شيئاً، أستطيع أن أتقرب من ربنا سبحانه وتعالى بالفعل لابد أن أستمد المدد والعون من الله، لماذا؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أنه لا حول ولا قوة إلا بالله وليس إلا بالعبد فالعبد لا يملك شيئاً، ولا يقدر لنفسه فضلاً عن غيره على شيء.

 الحول هو التحول، أغيّر وضع إلى وضع، أنتقل من حالة إلى حالة، هذا بالله سبحانه وتعالى، والقوة على فعل الخير بالله سبحانه وتعالى فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ.

 إذاً هذا الإيمان منظومة متكاملة تحتها أشياء كثيرة، حسناً، هل يصلح أن يسقط منه شيئاً؟، أية منظومة متكاملة ومتناسقة إذا أسقط منها جزء أو ركن تنهار، ولذلك ماذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث في المسند من رواية عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه وعن أبيه، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره، فإذا آمنت بالله وملائكة الله ورسل الله وكلمات الله ولقاء الله وجئت إلى هنا وتوقفت، أو جئت إلى هنا وشككت، ” لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره “

 يقول ابن الديلمي: أتيت أُبي بن كعب رضي الله عنه، فقلت له: قد وقع في قلبي شيء من القدر، أي لدي تردد وقلق واضطراب بشأن هذه القضية الإيمانية العظيمة، فهو ماذا يريد؟، قال: فحدثني بشيء، قل لي شيئاً لعل الله سبحانه وتعالى أن يرزقني اليقين، هو يريد أن يطمئن، قل لي كلام يرزقني ربنا سبحانه وتعالى به السكينة والطمأنينة، فماذا قال له أُبي بن كعب؟ قال: إن الله تعالى لو عذّب أهل سماواته وأهل أرضه لعذّبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته خيراً لهم من أعمالهم، وإنك لو أنفقت مثل أحدٍ ذهباً ما تقبله الله منك حتى تؤمن بالقدر خيره وشره وتعلم أن ما أصابك لم يكن يخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، الوليد بن عبادة بن الصامت يقول أنه لما رأى على أبيه أمارات الموت سأله الوصية، فقال عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال له: اعلم يا بني أنك لن تطعم طعم الإيمان ولن تعلم حق العلم بالله تبارك وتعالى حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب، فكتب أو فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة، وإنك إن مت على غير ذلك دخلت النار.

فلماذا هذا؟ لأنني إذا أسقطت هذا – مثلما قلنا – فأنا هكذا أسقط الإيمان بعلم ربنا سبحانه وتعالى، فالقدر هذا عبارة عن ماذا؟ أن ربنا سبحانه وتعالى يعلم ما كان وما يكون وما سيكون ويعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون، وأن كل شيء يتحرك أو يسكن في هذا الكون إنما يتحرك ويسكن بقدرته ومشيئته وإرادته سبحانه وتعالى، هذا هو الموضوع، فإذا أزلت هذا هل سيظل الركن الأول العظيم – الإيمان بالله – موجوداً معي؟، إذا ألغيت عن ربنا سبحانه وتعالى وصف العلم وألغيت عنه وصف القدرة؟، ولذلك قلنا قبل ذلك كثيراً ربنا سبحانه وتعالى في ختام سورة الطلاق قال: اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لما كل هذا؟ لِتَعْلَمُوا لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا لكي نوقن نحن بهذا لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا هذه هي الغاية، كل هذا لكي نصل إلى هذه الغاية، لكي يكون عندنا هذا اليقين، لكي نوقن أن كل شيء بعلم الله سبحانه وتعالى، وكل شيء تحت قدرة الله سبحانه وتعالى، أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لا يوجد استثناء وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا لا يوجد استثناء لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِين

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الحمد لله رب العالمين

 إذا قلت أن فلاناً يؤمن بالاشتراكية، فلان مؤمن بالاشتراكية، ما معناها؟ معناها أن هذا الشخص يؤمن ويوقن بأن هذه المنظومة هي التي ستصلح الحياة، هي التي ستحقق العدل، هي التي ستنفي الظلم، هي التي ستلغي الصراع بين الطبقات، هي التي ستؤدي إلى تماسك المجتمع، ما معنى هذا؟، إذاً ثقة الإنسان في هذه المنظومة ويقينه بأنها ستنجح، ذلك يسمى إيماناً، ولذلك لو أن هذا الشخص في حياته يتعامل بالترف البالغ وبالجشع والاستئثار وبالأنانية والأثرة لن يكون مؤمناً، أنت لا تعتبره مؤمناً بها إلا إذا عاش على وفق هذ الكلام، يهتم ” بالغلابة ” ويهتم بالفقراء ولو عنده سعة مالية لابد أن يرضخ بماله لهؤلاء، حينئذٍ فقط تستطيع أن تقول أن هذا فلان يؤمن بالاشتراكية، فلان يؤمن بالقومية العربية، ما معنى ذلك؟ يؤمن برقي العنصر العربي وما له من خائص وسمات مميزة، وأن هؤلاء لو تكاتفوا واتحدوا واجتمعوا لم يغلبهم أحد، وأن هذا الرابط هو أقوى رابط يمكن أن يأتلف عليه هؤلاء الناس وهذه المجتمعات، هذا تصفه بأنه مؤمن بالقومية، حسناً، والمؤمن بالزعيم الملهم؟ مؤمن بأن هذا الشخص مخلص ووفي، مؤمن بأنه يمتلك قدرة مؤمن بأنه يمتلك مشروع، مؤمن بأنه سينجح، كل هذه الأمثلة التى ذكرناها آخرها كان في الستينات، بغض النظر عن إذا كانت صحيحة أو خاطئة، جيدة أو سيئة، خير أو شر ” لكن دي آخر فترة كان فيها حاجة أياً كانت الحاجة، ولذلك هتلاقى كتير من الناس في الوقت دا كانت بتسمي ناصر وبتسمي جمال، محدش كان بيجبرهم على كده.. هما بيعملوا كده ليه؟ لأن هما آمنوا بأن الراجل دا هو اللى عنده الحل، هو دا المنقذ ” ، شخص لديه مشروع، لديه حلم، لديه فكرة، فوالدته أو امرأته أو أصحابه أو أي شخص مؤمنين به، ما معنى مؤمنين به؟ هم لا يعتقدون أنه رسول، هل معنى آمنوا به اعتقدوا أنه إله أو رسول؟ لا، مؤمنين أنه سوف يقدر على تنفيذ هذا الأمر، وهم إذا دعموه سوف يصل إلى ما يفكر به.

 بناءً عليه إذا قلت أنك مؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم.. ” دي ترجمتها ايه؟ ” ما معناها؟، حسناً، الإيمان بالله معنى كبير ومفهوم، نحن الآن نتكلم عن شخص، خلق من خلق الله، الآن أنت من المفترض أن تؤمن بجبريل عليه السلام، ما معنى أن تؤمن بجبريل؟ ما معناها؟ هذا الشخص أو الكائن الذي خلقه الله سبحانه وتعالى، لقد آمنت بجبريل، آمنت بميكائيل، آمنت بإسرافيل عليهم السلام، آمنت بآدم، آمن بأيوب، آمنت بسليمان، آمنت بموسى، هكذا هي، وإلا كيف يكون الإيمان بالرسل، كل رسول ذكره ربنا في القرآن تؤمن به بذاته، ليست مجموعة على بعضها أو عنوان عام، الإيمان بالمرسلين أي أن كل رسول بينك وبينه علاقة، تؤمن بكل واحد منهم على حدى، أي أنك إذا آمنت بداود سيحصل شيء، وإذا آمن بسليمان سيحصل شيء، وإذا آمنت بأيوب سيحصل شيء، وإذا آمنت بيعقوب سيحصل شيء، وإذا آمنت بموسى سيحصل شيء، وإذا آمنت بعيسى سيحصل شيء، شيء يضاف إلى شيء ” حاجة بتضاف لحاجة ” ولما يكتمل وتؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم سيحصل أشياء، لذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما تكلم عن النبوة جعلها بنيان، بنيان حسن وجميل لآن ربنا هو الذي بناه فيجب أن يكون كذلك، والناس تطوف حول هذا البنيان تتعجب من بهائه ومن جماله ومن حسنه، ولكن هناك موضع ناقص، ” إلا موضع لبنه في زاوية من زواياه ” ، كله مكتمل عدا لبنة واحدة في زاوية من الزوايا، كأن توجد الكعبة دون الحجر الأسود. أنت تريد الحجر كي يكمل البناء، والناس يتعجبون من جمال هذا البناء ثم يقولون هلا وضعت اللبنة؟ ألن يكمل ربنا البنيان؟ فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: فأنا اللبنة؟ ’ إذاً لماذا جاءت هذه اللبنة؟ جاءت لتكمل بنيان النبوة العظيم البهي الجميل الحسن ” هتعمل حاجة.. هتضيف حاجة ” .

 فهذا هو السؤال، أنا أؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم.. ما معناها؟ وكيف تكون؟، أنت تؤمن بهذا الشخص، وكما قلنا هذا شيء مُطَّرِد، من أول نبي ربنا سبحانه وتعالى أمرنا أن نؤمن به، الأب الأول، أول الأنبياء، الذي حمل الرسالة للأبناء، أول معلم، نحن تكلمنا قبل ذلك على أنه لا يصلح أن يكون أرسطو هو المعلم الأول ” لأن أرسطو لو المعلم الاول يبقى آدم دا مش موجود، أصل المعلم الأول دا قبل كده الناس كانت بتعمل ايه؟ بغض النظر هو كان بيعلمنا إيه؟ بس هو قبل المعلم الأول.، القرون المتطاولة السابقة كان فيها ايه طيب؟ ” هل ربنا سبحانه وتعالى أخلى عباده من الهداية، أي تركهم في الأرض يتخبطون إلى أن جاء المعلم الأول؟ ماذا كانوا يفعلون؟، نحن قلنا أول شيء الإيمان بالله، الآن هل يصلح أن أكون مؤمناً بالله ولم أؤمن أن رحمة ربنا سبحانه وتعالى وهداية ربنا سبحانه وتعالى وحكمة ربنا سبحانه وتعالى يمتنع معها أن يتركنا نضل ونتخبط، لو أنني آمنت بالله أصبح على يقين أنه لا يصلح أن يتركنا ربنا هكذا، لا يصلح أن يترك ربنا خلقه دون أن يوجههم أو يرشدهم أو يهديهم، لا يصلح، ممتنع، هذه نقطة مهمة ” مينفعش ” ، على قدر ما يرزقنا ربنا العلم بالله على قدر ما ندرك منطقية وضرورة أشياء كثيرة أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى لماذا السؤال بالاستنكار؟ لأنه لا يصلح أن يكون أي حد على علم بالله وبصفات الله وبحكمة ربنا سبحانه وتعالى وبعظمة الله و ” يبقى ربنا سبحانه وتعالى خلق الخلق دا كله كدا بدون حكمة أو بدون غاية ” ، أو أن ربنا سبحانه وتعالى يترك الحياة الدنيا تمشي على ما فيها من اضطراب وعلى ما فيها من ظلم وعلى ما فيها من تعدي ولا يكون هناك وقت ينتصف فيه لمظلوم ظالم أو يجازى كل إنسان بحسب عمله أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ۝ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ كيف تفكرون؟ هذه كلمات الله أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ۝ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ” هو انتو شايفين الدنيا إزاي؟ بتفكروا إزاي أصلاً؟ ” .

 هذا هو خطاب ربنا سبحانه وتعالى للإنسان، خطاب ربنا للإنسان الغير مؤمن بالله، يقول له: كيف تفكر؟ العقل الذي أعطاك الله إياه.. ماذا تفعل به؟ هذا ما قاله ربنا سبحانه وتعالى، فإذاً لكي يكون هناك شيء اسمه الإيمان بالله يجب أن يكون مشتمل على العلم العميق بعظمة الله، لكي أؤمن بملائكة الله يجب أن أكون مدركاً لحقيقة الملائكة ووظيفتهم وكيف أتعامل معهم، ربنا سبحانه وتعالى أمرنا أن نؤمن بجبريل وأمرنا أن نؤمن بآدم، ولم يأمرنا أن نؤمن بإبليس مع إنه حقيقة موجودة، وذكرها ربنا في القرآن، ” طب ليه آدم آه وإبليس لأ؟ ” لماذا لم يدخل الله سبحانه وتعالى إبليس في دائرة الإيمان؟ مع أنه مذكور في القرآن ومحور حياة الإنسان والصراعات والمشاكل التى تواجهها في الحياة هي عداوة الشيطان، هذا شيء أساسي وربنا سبحانه وتعالى ركز كثيراً معنا على تنبيهنا على ذلك إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا من أول الأمر يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ۝ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى ۝ وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى لكن ربنا سبحانه وتعالى لما وجهنا للإيمان لم يقل لنا آمنوا بإبليس، وهل يصلح أن ننكر وجوده؟ لا يصلح أن ننكر وجوده، فلماذا لم يكن ركناً في الإيمان؟ لأن الإيمان منظومة، الإيمان منظومة الرسالة والخير والهداية، إبليس هو الشخص المعترض للمنظومة، ليس جزءاً منها، هو شيء موجود ويجب أن تعرف أنه موجود، ويجب أن تواجهه، لكن الله سبحانه وتعالى لم يجعله ركناً في إيمانك، ربنا سبحانه وتعالى لم يدخل أي شيء موجود في منظومة الإيمان، لكنك يجب أن تؤمن بآدم، لأنك إذا آمنت بآدم مطلوب منك أن تسلك مسلك آدم، لكن لو آمنت بإبليس؟!، أنت مطلوب منك أن تعادي مسلك إبليس، تحذر مسلك إبليس، لكنك لن تؤمن بإبليس، أنت تصدق وجوده لكنك لن تؤمن به، إذاً ما الفرق بين الإثنين؟ أنت تؤمن بآدم، أنت تقتدي وتتأسى، تتلعم وتسترشد، تسلك هذا المسلك.

 خلاصة الموضوع، يجب أن ندرك أو على الأقل نفكر في معنى هذه الجملة ” أنك تؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ” ، تشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، والإيمان في النهاية مبني على هذا الأمر، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، هذه هي حقيقة الدين، وهذا الذي عليه حقيقة الجزاء، ليس لنا وجهة إلا الله، ولن يهدينا أحد لربنا إلا نبينا صلى الله عليه وسلم، هذا هو الموضوع ببساطة، من رحمة ربنا أن جعل الدين غاية في اليسر والبساطة والموافقة للفطرة، ليس به تخبط ولا تعقيد لا في الفهم ولا في التطبيق، كلمتان فقط، ليس لنا وجهة إلا الله وليس لنا معتمد ولا مستند إلا الله ولا نعظم أحداً إلا ربنا سبحانه وتعالى، ونريد أن نذهب إلى تلك الجهة، نريد أن نقترب من الله، نريد أن نرضي ربنا.. ماذا نفعل؟ ربنا سبحانه وتعالى من رحمته نصب لنا قدوة يأخذ بأيدينا ليوصلنا إلى ربنا، فقط، معبود واحد ومتبوع واحد، فقط، هذا هو الموضوع كله، وجهة واحدة وصراط واحد، غاية واحدة وطريق واحد فقط، موضوع غاية في اليسر والبساطة والسهولة، ” لما يكون ليا وجهة واحدة مبيبقاش عندي صراع داخلي، لما يكون ليا وجهة واحدة مبيبقاش عندي نزاعات، لما يكون ليا موجه واحد مبقاش ملوش ولا مضطرب ولا بتخبط في الطريق اللى أنا ماشي فيه، فيه واحد ماشي قدامي، أنا شايفة، النبي صلى الله عليه وسلم مجاش وقلنا كلمتين، يا جماعة الموضوع واحد اتنين تلاتة وامشوا يمين في شمال في يمين يبقى انتوا كده هتوصلوا، الموضوع مش كده ” ، أرشدنا وعلمنا ووضح لنا كل شيء ثم قال لنا أن هذا الكلام يطبق هكذا، لم يقل اتبعوني، النبي صلى الله عليه وسلم فعل شيئين ” لو واحدة بس منهم الدنيا متمشيش كويس ” ، إذا أرشدك شخص للطريق وشرحه لك بالتفصيل ولكنه قال لك أنك ستجد صعوبة وأنت تسير، حسناً، إذا جاء شخص ولم يدلك على الطريق وقال لك اتبعني؟ لن تفهم شيئاً والدين لا ينبني على التبعية والتقليد من غير فهم أو رؤية أو إدراك، فمن رحمة ربنا أن جعل المرسلين الذين نؤمن بهم يفعلون الأمرين، يشرحون ويوضحون، ثم يسيرون ويبطبقون هذه الأشياء خطوة وراء خطوة، لذلك ونحن نصلي نقول اهدنا الصراط المستقيم، يا رب أرشدنا وثبتنا على طريقك القويم، هذا الصراط المستقيم مشروح صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ” فيه ناس ماشية قدام ” ومَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ” الناس دول ماشيين قدام ” ، فنحن نقول يا رب أرشدنا لهذا الطريق، الطريق الذي سار عليه هؤلاء، هم أمامنا، نراهم، فإذا كانوا أمامنا ونراهم والطريق واضح ومنير، وغايته واضحة وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ يرشد إلى الله وعلى الله تبينه وتيسيره وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى، فإذا كان كل ذلك موجوداً.. فما الذي ينقصنا؟ ما الذي يوقفنا إذا كانت المنة هكذا؟ والموضوع في غاية البساطة واليسر والوضوح تأصيلاً وممارسة وتتطبيقاً، لماذا نحن واقفون؟ لماذا لا نتحرك؟، يجب أن يكون لهذا السؤال إجابة، كلما كانت النعمة أعظم كلما كانت المسؤولية أكبر، كلما كان فضل ربنا على الإنسان أوفر كلما كانت مساءلته عند ربنا أكبر، كلما تزداد نعم ربنا على الإنسان كلما تزداد واجبات الرب عليه.