إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً
ثم أما بعد…
انتهينا إلى قوله تبارك وتعالى مالك يوم الدين ونتكلم أولاً عن قضية المعرفة الضرورية والواجبة.
لقد قلنا مراراً أن الله سبحانه وتعالى قد جعل فاتحة الكتاب حتماً لازماً في صلاة المرء، وإذاً فما في تضاعيف وتفاصيل هذه الصورة هو الحد الواجب الذي لايمكن أن يستقيم إيمان عبد حتى يأتي به، وقد ذكرنا منة الله تبارك وتعالى على عباده إذ عرفهم بنفسه سبحانه وتعالى.
طيب الحد الأدنى من المعرفة الذي لا يقوم إيمان إلا به إنما يتمثلإذاً في هذه الأسماء الخمس.
فنحن نحتاج في بناء الإيمان إلى هذه الأصول، تأتي مجتمعة مكتملة، فنحن نبدأ بالحمد لله.
يبقي أول حاجة هي الله، ثم هذه الكلمة العظمى، تقوم على ثلاثة أركان، الربوبية العامة، والرحمة الواسعة الشاملة، والملك لكل ما في هذا الكون.
إذاً إذا الإنسان آمن حقاً بهذه الأركان الثلاث قامت عبادته لله سبحانه وتعالى كأصل قيام، ثم كلما ازداد إيماناً وازداد معرفة بالقرآن، وازداد معرفة بربه سبحانه وتعالى من خلال كلماته كلما ارتقى في مراقى الإيمان، لكن الحد الذي لا يقوم إيمان المرء إلا به هو هذه الأركان إذا وفق الله العبد لتحقيقها.
فالإنسان إذاً يؤمن بأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يستحق وحده أن يتوجه إلى العباد، أن يفروا إليه، أن يخشعوا له أن يتوكلوا عليه، أن يخضعوا له سبحانه وتعالى لأنه هو رب العالمين، هو خالق هذا الكون بكل من فيه، هو المدبر والمصرف لهذا الكون، هو المربي لهذه الخلائق جمعيهم بنعمه وبره وإحسانه، وهو سبحانه وتعالى صاحب الرحمة الواسعة العامة التى عمت كل مخلوق، ثم يضيف إليها رحمة خاصة يختص بها المؤمنين من عبادة، ثم هو سبحانه وتعالى المالك المتصرف في هذا الكون بكن من فيه، ثم خص ملكيته سبحانه وتعالى ليوم الدين، فهو سبحانه وتعالى المالك لكل شيء، هو الملك سبحانه وتعالى، لكنه خص بالذكر يوم القيامة.
يبقى إذاً لا يكتمل إيمان العبد حتى يؤمن بهذا الملك العام وبهذا الملك الخاص لهذا اليوم العظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين، ولذلك لما كانت هذه هي فاتحة الكتاب، كانت خاتمته كما أسلفنا، قلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَـٰهِ النَّاسِ فهو سبحانه وتعالى يشدد ويؤكد على هذه المعاني في خاتمة كتابه تبارك وتعالى كما سبق أن أسس بها الإيمان ونوه بها ونبه عليها في فاتحة كلام الله تبارك وتعالى. ونحن نتحدث اليوم عن الملك، وغالباً دا مش هيحصل، هيبقى في حاجة في النص كده هتاخد الخطبة.
نحن نقرأ في صلاتنا فنقول مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، ويقرأ إخوان لنا في صلاتهم فيقولون ملك يَوْمِ الدِّينِ، هنقف هنا..، العلاقة ما بين مالك وملك وقضية الأوجه عموماً.
نحن نتكلم اليوم عن جانب عظيم من جوانب الإعجاز لهذه الكلام الإلهي العظيم، نبدأ أولاً بحادثة وقعت في زمان النبوة، ثم نتلوها بمثلها.
يقول عمر رضي الله عنه، يقول: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فاستمعت لقرائته، فوجته يقرأ بأحرف كثيرة لم يقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، دلوقتى هو هشام بيقرأ وهو بيسمع سورة الفرقان والنبي صلى الله عليه وسلم قد سبق وأن أقرأ عمر سورة الفرقان، فشايف فيه اختلاف ما بين اللى هوا بيسمعه وما بين اللى هو اتعلمه في بعض المواضع.
يقول، فكدت اُساوره، اُساورة يعني أمسكه من دماغة، يقول: ولكني تصبرت حتى سلم، يعني هوا كان بيصلي !!، هوا أصلاً هشام كان بيعمل إية؟ كان واقف في المسجد بيصلي، فهو كان هيجيبه من الصلاة مبدئياً كده، لما تقرأ كده، كدت أساوره، يعني كان هيمسكة ويتصبر وهدى نفسه، لأ، دا هو صبر لحد بس ما يسلم من الصلاة.
يقول: فلما سلم لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ ]مسكه من رأبته كده[، قال: من أقرأك هذه القراءة التى سمعتك تقرأ؟، قال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: كذبت، قد أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه السورة على غير ما قرأت، لأ أكيد لأ..
يقول: فانطلقت به أقوده، على فكرة هو ما سبهوش مسكه وفضل مجرجره، حتى أتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن هذا قد قرأ سورة الفرقان بغير الوجه الذي أقرأتني به، قال: أرسله !، سيبه، قال: اقرأ يا هشام، قال: فقرأ القراءة التى سمعته يقرأ، فقال صلى الله عليه وسلم: هكذا اُنزلت، ثم قال: أقرأ يا عمر، قال: فقرأت القراءة التي أقرأنيها، فقال: هكذا اُنزلت، ثم قال صلى الله عليه وسلم: إن هذا القرآن اُنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه. دا أول موقف.
موقف تاني، عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، يقول أنه كان في المسجد فسمع رجلاً يقرأ على خلاف ما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقرأه، فسأله، فقال له نفس الكلام، قال: فذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته الخبر، يقول: فعرفت في وجهه الكراهية ،أتدايق ” تضايق ” من اللى أنا عملته، وقال: كلاكما محسن فلا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا.
احنا هنا عايزين أول حاجة نقف وقفة مع إدارته صلى الله عليه وسلم، النبي صلى الله عليه وسلم أنزل جبريل عليه القرآن وفيه بعد الكلمات تقرأ على أكثر من وجه، وهو صلى الله عليه وسلم يُقرأ ويعلم أصحابه، لكنه لم يلفتهم إلى هذا الوجه، وإنما يقرأ كلاً ببعض ما اُنزل عليه.
يبقى إذاً النبي صلى الله عليه وسلم لم يثر المسأله ابتداءاً، هو يعلم ويُقرأ، يعلم الصحابة ما أنزل عليه، ويُقرأ كلاً ما ينفعه ويفيده ويقيم إيمانه، ثم لما اسمتع بعضهم إلى قرأة بعض أدركوا إن فيه تباين، ودا قرآن مينفعش فيه التنازع والاختلاف والتباين، فبدأ يحصل شيء من عدم الفهم ،أو شيء من الاضطراب، طيب، النبي صلى الله عليه وسلم كيف عالج ذلك؟، أول حاجة أمر عمر بالإرسال، براحة يعني، براحة، تعامل مع الأمر بالرفق والتؤدة والتأني، مفيش داعي للثورة، الواحد الأول يتبصر الأمر وبعدين يبني حكم، وإن كان تحمل عمّر الغيرة على كتاب الله ولكن، ربما كان في هذا الفعل نوعاً من الإيذاء لشخص لم يرتكب موجباً للإيزاء إنما كان يصلى بما أقرأه صلى الله عليه وسلم.
ثم بيّن صلى الله عليه وسلم العلة، أن جبريل عليه السلام أنزل إليه القرآن، عامة القرآن على وجه واحد، وبعض كلماته نزلت على أوجه عدة يجمعها رسم واحد، الرسم اللى هي شكل الكلمة، فلما جاءهم ابن مسعود بمثل هذا الأمر عُرفت في وجهه الكراهية، طب ليه؟ لأنه صلى الله عليه وسلم يخشى علينا من وقوع التباين والاختلاف في الدين وأصله، لكنه لعظيم خٌلقه صلى الله عليه وسلم لم يواجهه بإنكار، وإنما عُرف ذلك في تغير وجهه، يقول: فعرفت في وجهه الكراهية، ثم قال: كلاكما محسن، طب ليه؟، لأن كل واحد منهم إنما أتى بما تلقنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يبقى إذاً إذا كنت أنا ماشي على وفق النهج اللى النبي صلى الله عليه وسلم علمني إياه فأنا على صوابٍ وسداد، طب لو حصل شيء من التباين؟، التباين دا زي ما هيأتي معانا، وهندرك أكتر إن دا إعجاز وتكامل، إن كل كلمة أتت على وجه هي بمثابة الآية المستقلة، تضيف معانٍ ومعانٍ لهذا الكتاب العظيم الذي وصِف في قول علي رضي الله عنه بأنه لا تنقضي عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد.
فقال: كلاكما محسن، كما إن الإنسان إذا اجتهد في أن يبذل وسعه في معرفة ما يُرضي الله سبحانه وتعالى من أحكام حلاله وحرامه ثم لم يوفق لذلك بعد أن بذل وسعه، فأنه لا شيء عليه، بل أنه صلى الله عليه وسلم جعل الحاكم الذي يحكم على وفق اجتهاده متحرياً للصواب بعد أن يكون مستجمعاً لأدواته وآلاته، فأخطأ الصواب أنه ليس فقط يرفع عنه الوزر بل هو مأجور، ” إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر ” ، ولكن إذا كان هو من أهل هذا الإجتهاد، أما إذا كان متسوراً على أمر ليس هو من أهله، فهو هاهنا في دائرة العقوبة، قال صلى الله عليه وسلم: القضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة، رجل علم الحق فقضى به فهو في الجنة، حاجتين، ورجل علم الحق فقضى بخلافه فهو في النار، لأن هو بيقضي بخلاف الحق على بينة، ورجل قضى الناس على جهالة، فهو في النار، هنا النبي صلى الله عليه وسلم مقالش أثر الحكم إيه؟!، ماممكن يقضي على جهالة تيجي معاه ساعات كده، لأ، هو دخل فيما لم يأذن له فيه، وإنما النجاة أن يعلم ثم يقضى متبعاً لما علم، ولذلك اُمرنا أن نقول في صلاتنا، وسيأتي معنا هذا بعد، اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ هما دول، اللى هما علموا ومشوا على وفق اللى هما علموه غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ اللى هما علموا وساروا على عكس ما علموا، والضالين اللى هما أصلاً فاقدين أصل العلم فهم يخبطون بغير علم فيضلون ويُضلون، وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ، كلاكما محسن فلا تختلفوا فأن ما كان قبلكم اختلفوا فهلكوا.
الثالث، عمرو بن العاص رضي الله عنه، كذلك سمع رجلاَ يقرأ هذه الآية، فسأل، فقيل له إن المُقرأ له هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلق إلى رسول الله كذلك، فأقرالوجهين كذلك، لأن هوا مصدره، ونقلهم عن جبريل وجبريل عن رب العزة سبحانه وتعالى، وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ.
فبين صلى الله عليه وسلم كذلك، قال: إن هذا القرآن اُنزل على سبعة أحرف فأي حرفٍ قرأتم فقد أحسنتم ولا تتماروا فيه، المنزعة والجدل، فإن المراء فيه كفر، ليه؟ لن هوا هيئول إلى الشك أو التكذيب بحرف بما أنزل الله، ما هو لازم كده في الآخر، هيئول للشك أو للإنكار.
يبقى إذاً النبي صلى الله عليه وسلم إزاي بيعالج؟ أول حاجة هو ممشي كل واحد في مسار بحيث يكتمل عند الجميع المنزل، يبقى لا يشق على كل واحد بتعديد الأوجه، وفي نفس الوقت القرآن موجود عن المجموع، فلما يتناقشوا في مسأله أو يتشاوروا فيها يُخرج كلاً ما عنده فيجتمع عنده ويكتمل العلم الذي أراد الله سبحانه وتعالى أن ينزله عليهم، طب لما تنازعوا؟ بدأ بقى يبين، هو أصل الموضوع جي منين؟ واحنا نتعامل معاه إزاي؟، وإيه المحذور اللى يجب إن احنا نتجنبه؟.
الحديث الرابع، والأخير، اُبي بن كعب، يبقى الكلام دا وقع مع عمر، عبد الله بن مسعود، عمرو بن العاص، اُبي بن كعب، دا فيما روي أو فيما أحصينا من النقل، واُبي بن كعب له شأن وأي شأن.
فهو يقول، ولذلك هنلاقي إن اُبي بن كعب بعد الواقعة دي هو اللى راوي معظم الأحاديث اللى فيها تنزيل القرآن على سبعة أحرف، وهو اللى أصبح بعد كده أقرأ هذه الأمة، يبقى إذاً اُبي عمل إيه؟ بعدما وعى هذا الدرس، حرص على جمع هذه الأوجه لكي تكون عنده محفوظة فيكون مرجع لأمة الإسلام في هذا الأمر.
فإذاً اُبي بيقول: أنه دخل، دي مشكله أكبر أنه دخل المسجد وسمع واحد بيقرأ قرأه فأنكرتها عليه، ثم جاء آخر فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه، يعني دول تلاتة !، يعني العادي في التلت حاجات اللى فاتت دول واحد وواحد، لأ، دا هنا اتنين بيقروا نفس القراءة، نفس المقطع أو السورة أو الآيات كل واحد حاجة شكل.
يقول: فلما قضينا الصلاة، دا هما كلهم كانوا بيصلوا، يعني واضح إن دي آيات كانت لسه نازلة، فهما كلهم بيرجعوها، يعني التلاتة جايين يصلوا نفل، في الجامع، جمع بعض، وكلهم بيقروا نفس المقطع، يبقى دا لسه نازل، لسه نازل وهما بيحفظوه ويرددوه عبر صلاتهم، فهما كلهم سمعوا بعض بيقروا حاجات تانية خالص، فإيه؟، يقول: فلما قضينا الصلاة انطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سمع قراءة الرجلين حَسَّن شأنهما، وهنا بقى هنقف عند حته صعبة أوي أوي أوي.
يقول اُبي، هوا بيقول عن نفسه: فوقع في قلبي من التكذيب ولا إذا كنت في الجاهلية، فبيقول أنه وقع في قلبه شيء من الاضطراب أو شيء من الشك، أصل هو كله شغال، مش هو قرآن واحد، احنا خلاص عرفين إنه هو قرآن واحد وأربع أناجيل، هو إيه اللى حصل في الدنيا؟، يعني هو تلت قرأنات !، مش هينفع !، وبعدين كلهم تلقوه من رسول الله ويحسن أمر الجميع، فهو مش فاهم، يقول: فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بي ضرب في صدري، طب ليه ضرب في صدره؟، قال تعالى الَّذِي يُوَسْوِسُ فين؟! ما هي الوسوسه وقعت هنا] الصدر [، هو مش ضربه عشان عايز يضربه، لأ، هو ضربه عشان يحصل إيه؟ يُخرج ما في قلبه من أثر الشيطان، ولذلك في رواية الطبري نفس الحديث، الحديث دا في مسلم، في رواية الطبري نفس الحديث، يحكي أنه يقول: فوقعت في قلبي وسوسه الشيطان حتى أحمر وجهي فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدري، وقال اللهم اخسىء عنه الشيطان، ثم قال صلى الله عليه وسلم: يا اُبي أنه قد اُرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، يعني على وجه، فردت إليه – أي الله سبحانه وتعالى – أن هون على اُمتي، يسر عليهم، فرد إليه الثانية أي اقرأه على حرفين، فردت إليه أن يسرعلى أمتي، فرد إلي الثالثة أن اقرأ على سبعة أحرف، ولك بكل ردة ردتها مسألة تسألني إياها، يعني ربنا سبحانه وتعالى رد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات وأعطاه فوق هذا الفضل العظيم وهذه التوسعة، ثلاث دعوات مستجابة، فقلت: اللهم أغفر لأمتي، دي الأولى، اللهم أغفر لأمتي، دي الثاني، وأدخرت الثالثة، ليوم يرغب إلي الخلق كلهم حتي إبراهيم، يقصد الشفاعة صلى الله عليه وسلم.
فلما جاءته المسأله، هو سأل لمين؟ مسألوش، عشان كده احنا من أعظم الواجب علينا، المحبة والتعظيم والتوقير لصحاب هذا المقام الرفيع، لأنه أبداً لم يسأل لنفسه قط، هو لا يشغله إلا نحن، فقال: اللهم أغفر لأمتي، دي الأولى، ثم لم تكفي، فقال: اللهم أغفر لأمتي، دي الثانية، طب التالتة؟ أدخرها لليوم العظيم شفاعةً وسؤالاً للمغفرة كذلك، صلى الله عليه وسلم.
يقول اُبي: كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ، بئر صغير، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام، فَقَالَ: أقرأ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ، أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفٍ، فَقَالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ، مُعَافَاتَهُ، وَمَغْفِرَتَهُ،فَإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، فقال وقد أتاه الثانية، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ، أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى حَرْفَيْنِ، فَقَالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ، مُعَافَاتَهُ، وَمَغْفِرَتَهُ، فإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، ثُمَّ جَاءَهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ، أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى ثَلَاثَةِ أَحْرُفٍ، فَقَالَ: أَسْأَلُ اللَّهَ، مُعَافَاتَهُ، وَمَغْفِرَتَهُ، فإِنَّ أُمَّتِي لَا تُطِيقُ ذَلِكَ، ثُمَّ أتاه الرَّابِعَةَ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكَ، أَنْ تَقْرَأَ أُمَّتُكَ الْقُرْآنَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَأَيُّمَا ذلك قَرَءوا، فَقَدْ أَصَابُوا.
ويقول أبي أيضاً بعد ذكر ذلك أنه أتاه جبريل عليه السلام فأمره أن يقرأ على حرف، فقال له: تقرأ على حرف أو حرفين، يقول: فقال الملك الذي معي، دي رواية أبي داود، في سنن النسائي، تبيان إن دا كان ميكائيل عليه السلام، يعني جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، فجربيل، يخيره، وميكائيل يرشده، فقال: قل على حرفين، فقلت على حرفين، حتى انتهي إلى سبعة فقال صلى الله عليه وسلم: كلها شافٍ كافٍ، إن قلت سميعاً عليماً أو قلت عزيزاً حكيماً ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب.
هنا النبي صلى الله عليه وسلم بيقول إيه؟ بيقول: كلها شافٍ كافٍ، يعني إيه؟ ما هو دا المقصود من التنزيل، هو إيه اللى مقصود من التنزيل؟، كلها شافٍ كافٍ، هي دي وظيفة القرآن، يعني أنا لو قرأت بحرف يكفيني ويشفي ما بي من أمراض سواءً أكانت من قبيل الشبهات والاضطراب أو من قبيل الشهوات والغي؟ نعم يفعل، وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ لكان هذا القرآن.
يبقى إذاً وظيفة القرآن إيه؟ الشفاء والكفاية، قال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يتغني بالقرآن، يكفيه ويغنيه.
يبقى إذاً القرآن وظيفته الشفاء لما في الصدور ،ووظيفته تحقيق الكفاية الكاملة للإنسان في كل ما أهمه من أمر دنياه وآخرته، يضطرب عليه أمر، مش عارف يعمل إيه في مشكلة معينة؟، مش عارف يحل أزمة إزاي؟، يجد الكفاية في كتاب الله، طيب عنده مرض من الأمراض التي تعتلي الصدور؟ بل التي تعتلي الأبدان؟ يجد شفائها ودوائها في كتاب الله تبارك وتعالى.
يبقى إذاً ربنا سحانه وتعالى من رحمته جعل لنا في كلامه سعة ورحبة، وجعل لنا من كلامه الشفاء والكفاية والنور والهداية والرحمة، وكان صلى الله عليه وسلم بنا رؤوفاً رحمياً يتوسل ويتضرع إلى ربه تبارك وتعالى أن يخفف علينا وأن يوسع لنا، يقول أنه قال لجبريل عليه السلام: أنني بعثت في قوم اُميين، فيهم العجوز، الست الكبيرة، والشيخ الكبير، الراجل المسن، وفيهم الغلام، والجارية العيال الصغيرة، وفيهم الرجل الذي لا يحسن أن يقرأ كتاباً، التعليم عليهم صعب، فقال جبريل عليه السلام: إن القرآن اُنزل على سبعة أحرف.
يقول جابر بن عبد الله: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن، فمنا الأعرابي ومنا الأعجمي، طب الأعرابي اللى هو لا يحسن القراءة، طب والأعجمي؟ مبيعرفش عربي أصلاً، يعني حروفه نفسها هتطلع بيظة، زي ما يكون شخص أفريقي أو شخص من أمريكا الجنوبية أو أمريكا الشمالية هو دا مش لسانه، فمشعارف يقيم لسانه بالحروف، فالنبي صلى عليه وسلم قال إيه؟ قال: اقرأوا فكلٌ حسن، وسيأتي أقوام يقيمونه إقامة القدع، يتعجلونه ولا يتأجلونه.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم…
الحمد لله رب العالمين، يبقى إذاً اقرأوا وكلٌ حسن دي معناها إيه؟ إن هو القضية إن أنا بحاول إن أنا أفهم أو أتجاوب أوأتأثر بالقرآن، بقطع النظر عن قدرتي على الأداء أو ضبط المخارخ أو ضبط أحكام التجويد، المقصود المعنى على قد ما بقدر.
ثم يتحدث عن سورة أخرى تأتي قد انتشرت في أمتنا، القدرة العالية جداً على الحفظ وإقامة اللسان بعيداً عن القيام بحق القرآن، يتعجلونه أي يخلوا ” يجعلوا ” ثوابه دنيوي، ولا يتأجلونه، يغفلون عن قيمته الأخروية ودوره في إقامة بنيان الإيمان.
طيب، آخر حاجة، أمثلة لبعض الأوجه، عشان ندرك المعنى ده.
احنا دلوقتي في فاتحة الكتاب هنقرأ مالك يوم الدين ويقرأ إخوان لنا ملك يوم الدين، احنا عندنا فيه اختلاف يؤول للأداء بس، ودا ميشغلناش، وإنما يشغلنا اللى هيترتب عليه معنى وإضافه محتاجين إن احنا ندركها لأن احنا اُمرنا بتدبر القرآن.
يعني مثلاً، قول الله سبحانه وتعالى إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا هكذا نتقرأ، وتُقرأ فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّا، وتُقرأ فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّي وَلَا تَنْهَرْهُمَا دا في النهاية اختلاف شكلي، مش هيؤثر، هو المعنى واحد مطابقاً، هي كلمة أف كلمة التضجر، أين كانت صياغتها الشكلية، دا مش مؤثر.
مثال تاني لما ليس له تأثير، قال تعالى قلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّـهِ تُقرأ قلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لجَبرِيل وتقرأ لجبرائيل وتقرأ لجبرئل، دا هيفرق في حاجة؟، هو سيدنا جبريل أياً كانت صياغة الاسم.
لكن نأتي لما هو أثر في المعنى ودا اللى بيُظهر الأعجاز العظيم، ويُنبئ، وإن كان الأمر مش محتاج إنباء، وينبئ عن أن هذا لا يكون إلا كلاماً إلاهياً، ليه؟ لأن هوا البشر أصلاً ميخطر على ذهنه دا، يعني لو قلنا عياذاً بالله إن دا في دائرة الإختلاق، مفيش بني آدم هيجي على باله إن هو يعدد أوجه كلمه من الكلمات، أبداً، متخطرش على ذهنه، متخطرش على ذهن الإنسان أصلاً، وليس هذا من عادات البشر في كلامهم.
فحينما يقول تعالى مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ طب المالك هو صاحب الشيء الذي له الحق المطلق في أن يتصرف فيه بما يشاء، والمالك له من السلطة بالأصل ما ليس بالملك، يعني الملك دا بيدير ويحكم، لكن لو واحد بيمتلك حاجة، عربية، المفروض الملك مش هيبيع عربية الراجل أو هيخدها منه، إلا إذا كان على سبيل الغصب والظلم، فله الحق أن يبيع وأن يشتري وأن يهب، فالمالك الذي له الحق في التصرف لأنه هو بيتصرف فيما يملك، طب الملك؟. هو الذي يدبر الأمر ويحكم سلطانه، فلما نقول ربنا سبحانه وتعالى هومَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، هو الذي يتصرف فيه كما يشاء سبحانه وتعالى، هذا التصرف منبي عن حق واستحقاق لأنه المالك سبحانه وتعالى، بخلاف تصرفات الملوك، التي ربما تأتي على غير حق وعلى غير استحقاق، وربما يكون المرء مالكً، ولا يملك سلطاناً لتأميم أو غصب أو نحو ذلك، فحينما نقول مالك وملك فنحن ندرك المعنى الواسع العظيم لملكه تبارك وتعالى، قال تعالى يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّـهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ وقال تعالى قُلِ اللَّـهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ الملك نفسه مملوك له تبارك وتعالى يضعه حيث يشاء ابتلاءً واختباراً.
كذلك حينما نقرأ قول الله تبارك وتعالى وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ فَكَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ ثم نقرأ هنالك تتلوا كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَت وَرُدُّوا إِلَى اللَّـهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ طيب، تبلوا وتتلوا، تتلوا يعني إيه؟ تتلوا يعني تقرأ، وتتلوا يعني تتبع، وتبلوا؟ يعني تختبر، في يوم القيامة تتلوا كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَت، تقرأ، اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا يبقى تتلوا هتقرا، وبعدين تتلوا تتبع، هتسلك طريقها على وفق أعمالها المدونة في الكتاب، إما إلى الجنة نسأل الله تعالى أن نكون من أهلها، أو إلى النار عياذاً بالله من حرها.
يبقى تتلوا دي هتوجهنا اللى هي هتقرأ وهتتبع أثر ما تقرأ، طب وتبلوا؟، هتختبر رؤيتها وفكرها وعقيدتها ومنهجها اللى أدعت في الدنيا إن هي كانت ماشية على صواب، هتختبر دا، هل هيكون صواب فعلاً ولا لأ؟، هل هو كان صح ولا ماكنش صح؟، امتي هيظهر أثر الإختبار؟ وتختبر كل نفس نظريتها وتوجهاتها وأفكارها؟ في يوم القيامة، فتبلوا مع تتلوا.
نحن نقرأ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ويقرأ أخوة لنا يا أيها النبيئ بالهمزة، النبي والنبيئ، طب إيه النبي وإيه النبيئ؟، النبيئ أصلها من النبأ، الإخبار، إن دا صاحب الوحي الذي يتلقى الأخبار من الله ولا يخبرنا إلا عن الله تبارك وتعالى، مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ طب والنبي؟ النبي أصلها من النبوة والإرتفاع، يبقى صاحب المقام الرفيع، صاحب المكانة الشريفة، ولذلك اُصطفي لأنه نبي لكي يكون نبيئاً، طب والنبي مرة تانية؟ العَلَم، الجبل الكبير، الذي يهتدى به، فالأنبياء هم الذي يهدون الناس الطريق إلى ربهم تبارك وتعالى.
حينما نقرأ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ونقرأ بِمَا كَانُوا يُكذبونَ ،بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ إن هما بيخبروا خلاف ما في قلوبهم، طب يُكذبون، إن هما عملوا كده ليه؟ لأن هما من جوا لم يكونوا مؤمنين، نتيجة لعدم الإيمان ظهروا بمظهر الكذب.
آخر خاجة، قول الله تبارك وتعالى وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّـهُ قال تعالى وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يطّهرن، يطهرن أن دم الحيض نفسه ينقطع، طيب، إذا انقطع، هل للزوج أن يأتي امرأته بمجرد انقطاع الحيض؟ لا لابد أن تغتسل، ولذلك جاءت القراءة الآخرى حتى يطّهرن فأضافت هذه إلى الأولى أنه لا يكفي انقطاع الدم بل لابد من التطهر لكي يصير ما كان حراماً في هذه الحال يعود إلى أصله من الحل، ومش هنطيل، الأمثلة كثيرة، لكن دي مجرد تنبيهات.
احنا نظلع بأيه من الكلام دا؟، أول حاجة عظمة كلام الله تبارك وتعالى وما يحويه من المعاني العظمى، وهذا الإعجاز في الكلام الإلهي الذي لا يقدر البشر أن يأتون بمثله، في نفس الوقت قال تعالى وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا كل الأوجه دي إنما تتساند وتتعادض وتتكامل أبداً لا تتعارض أبداً لا تتناقض، وإنما يقوي بعضها بعضاً ويضيف بعضها إلى بعض.
عظمة نعمة ربنا علينا بهذ القرآن، وعظمة نعمة ربنا علينا بأنه حفظ لنا هذا القرآن وفضل أهل العلم علينا إن هم استقصوا هذه الأوجه فلم تتفلت من أيديهم، هي وصلت لنا النهاردة، احنا بنا وبين زمان النبوة، زمان النطق المبتدئ بهذه الكلمات 14 قرن، دا مش زمان بسيط، ولو نظرنا إلى حال أهل الكتابين من قبلنا لعرفنا فضل الله علينا وفضل هؤلاء العلماء علينا، إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
أما الذين سبقوا، استحفظوا فضيعوا، فربنا سبحانه وتعالى حفظ القرآن بإيه؟ بأن هيئ له من يعكف عليه يحفظة ويقيمه ويضبطة.
وعظمة رحمة ربنا سبحانه وتعالى وتوفيقة على هذه الأمة، وحرص النبي صلى الله عليه وسلم الشديد على أن يتيسر هذا القرآن للناس، قال تعالى وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ على عظيم حيائه صلى الله عليه وسلم يسأل ربه المرة تلوالمرة أو يوسع على أمته.
والنقطة الآخيرة أن كل كلمة من هذه الكلمات تفتح أفقاً من آفاق العظمة في تدبر كلام الله سبحانه وتعالى ومعرفة عظمته سبحانه وتعالى ومعرفة حكمته في أقواله وأفعاله وأقداره وتشريعاته.
إزاء كل هذه النعم، ماذا عينا من واجب؟ هنعمل إيه؟ إزاء هذه النعم العظيمة التي اختصنا الله تبارك وتعالى بها؟، دا سؤال محتاجين نعرف هنعمل فيه إيه؟ لكن اللى انا يهمني أوي أركز عليه، أهم حاجة ندرك بس النعمة، ندرك إن ربنا سبحانه وتعالى اختصنا ومن علينا بنعمة عظيمة، واصطفانا اصطفاءً عظيماً بأن جعلنا من أهل الإيمان بهذا الرسول العظيم وبهذا الكتاب الكريم، وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ احنا محتاجين لهذا اليقين لأن النهاردة في حالة اضطراب شديدة، في كل حاجة، حالة شك وتشكيك تعتري الجميع إلا من رحم الله سبحانه وتعالى، اليقين لابد من اليقين، ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ واليقين دا لا ينبني إلا على معرفة، احنا مشكلتنا فين؟، إن أي حد ممكن ياخدنا يمين أو شمال ليه؟ لأن احنا معدناش تحصين داخلي، للأسف هي دي المشكلة، احنا للأسف حصلنا تجريف ديني عبر قرون مش سنوات، احنا أجيال توارثت على قلة المعرفة، إن العلم أصبح مختص بفئات معينة اسمهم المختصين، والمختصين دول منعزلين عن المجتمع وهما نفسهم بيذبلوا مع الوقت، طيب بهذه الصورة الدين هيضيع، مش هنصل لليقين إلا إذا بنينا اليقين على قواعد راسخة، من العلم والمعرفة وهي الحمد لله متاحة، متاحة اليوم أكثر من أي وقت مضى، فأقل درجات شكر النعمة أن نبحث عن اليقين، ولا يقين بدون علم ومعرفة، قال صلى الله عليه وسلم: هَذَا أَوَانُ يُخْتَلَسُ الْعِلْمُ مِنَ النَّاسِ حَتَّى لا يَقْدِرُوا مِنْهُ عَلَى شَيْءٍ، فقَالَ: فَقَالَ زِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ الأَنْصَارِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يُخْتَلَسُ مِنَّا العلم، إزاي يضيع مننا؟، ونحن نقَرَأْ الْقُرْآنَ؟ فَوَاللَّهِ لَنَقْرَأَنَّهُ وَلَتَقْرَأَنَّهُ نِسَاؤُنَا وَأَبْنَاؤُنَا، قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا زِيَادُ إِنِّي كُنْتُ لأَعُدُّكَ مِنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ هؤلاء اليهود والنصارى بين أيديهم التواراة والإنجيل فما أغنت عنهم، مش مجرد وجود الكتاب، احنا فين من الكتاب، مدى إدراكنا له، مدى معرفتنا بيه، مدى يقينا بيه، مدى التزامنا بيه، لَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم خذ بأيدينا إليك، أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك،لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك
اللهم يا ولى الإسلام وأهله مسكنا الإسلام حتى نلقاك عليه، اللهم يا ولى الإسلام وأهله مسكنا الإسلام حتى نلقاك عليه، اللهم يا ولى الإسلام وأهله مسكنا الإسلام حتى نلقاك عليه.
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بنا فتنه فاقبضنا إليك غير مفتونين، اللهم إنا نسألك علماً نافعاً وقلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً ويقيناً صادقاً وعملاً صالحاً متقبلا.
اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع ومن نفس لا تشبع ومن قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم