الحمد لله الذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً
ثم أما بعد…
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا.
يحكي الأصمعي يقول: قيل لعبد الملك بن مروان – الخليفة – : قد أسرع إليك الشيب، راسك شابت بسرعة على صغر سنه، مكبرش يعني للدرجة دي، قال: وكيف لا؟ وأنا أعرض عقلي على الناس في كل جمعة، أسرع إليه الشيب للمسؤلية وللعبء الكبير الذي يلقاه حينما يقف بين يدي الناس في كل صلاة جمعة يعرض عليهم عقله وفكره ورؤيته.
إن المرء ليعجب ممن يستسهل ويستهين بالكلام في الدين، فهو لعمر الحق أمر عظيم وخطب جلل، يقول الله تبارك وتعالى إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ويقول الله عزوجل إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ.
نحن كنا في الجمعة الماضية نتحدث عن كلمة الدين ،ولا استطيع أن أبين كيف يرهق المرء إذا أراد أن يتكلم عن معنى الدين ما بالك بحقيقة الدين أو عمق الدين أو الامتداد الذي يمتد في أعماق الإنسان أو في طبيعة الفطر الإنسانية، أو عظمة وكمال وشمولية الدين، كلمة الدين نفسها، معنى كلمة الدين، كلمة بالغة العمق وبالغة الصعوبة في التعبير عن معناها، تجيب الموضوع يمين وشمال وتطلع.. مش عارف، لا تستطيع أن تعبر عن حقيقة هذه الكلمة، فهي بالحقيقة مسؤلية ذات عمق كبير.
احنا المرة اللى فاتت تكلمنا عن معنى هذه الكلمة، كنا بتكلم عن يوم الدين، يعنى ايه دين، وقلنا إن كلمة الدين دي إن الإنسان يخضع، ويخشع، ويذل، وينقاد لله رب العالمين، يبقى كلمة الدين تساوي إن أنا أخضع، طب يعنى إيه أخضع؟ إن قلب الإنسان يتطامن لعظمة الله تبارك وتعالى، ينزل يعني، طب والانقياد؟ يتبع أمر الله، الحاجة اللى حصلت جوه دي هتخلي الإنسان يسلس انقياده لله، يعنى يسلم نفسه، يسيب نفسه لربنا سبحانه وتعالى يوجهه إلى حيث يشاء وإلى حيث يريد وإلي حيث يرضى سبحانه وتعالى.
احنا عندنا حاجة اسمها الدَين، يعني إيه الدَين؟ إن شخص يكون عليه حق مالي لحد، حق مالي، في دائن وفيه مدين وفيه دَين، طيب، دا الدين بفتح الدال، والدين؟ هي الحق الأدبي على الإنسان، يبقى احنا عندنا فيه حق مالي، وفيه حق أدبي، أدبي يعني إيه؟ يعني نفسي ووجداني وأخلاقي، طيب، الدَين دا عبارة عن حق، فيه شخص مدين، اللى الحق في رقبته وفي شخص دائن صاحب الحق، واجب على المدين أن يرد الحق إلى صاحبه.
يبقى إذاً الدين اللى هو الحق الأدبي عبارة عن إيه؟ عبارة عن عبد، العبد دا مدين بدين أمانة عليه، واجب عليه إن هو يؤديها إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا يبقى هذا الدَين هو الدين، الأمانة، الإيمان، الأمانة دي اللى هي الإيمان، أنا مدين بيها لله رب العالمين سبحانه وتعالى وأُأدي هذا الحق لصاحبه سبحانه وتعالى رجاءً في رضاه وثوابه والعوض الذي يعطيه العبد في الآخرة من الجنة والرضوان.
يبقى إذاً احنا هننظر للدين بعتبار إن دا دَين على الإنسان، واجب عليه، طب لو الإنسان جحد الحق؟، ما هو دلوقتي الدَين فيه 3 احتمالات، جحد الحق، مطل الحق، أداء الحق، مفيش حاجة رابعة، يعني إية جحد؟ أنت ملكش عندي حاجة أصلاً، قال تعالى إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ كنود يعني إيه؟ يعني جاحد لنعم الله وفضله، جاحد لحق ربنا عليه، قال تعالى قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ قال تعالى واصفاً فرعون وقومه وَجَحَدُوا بِهَا أي بالأيات وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ، يبقى الجحد إن الإنسان ينكر أصلاً بالأصالة حق ربنا عليه، ودا أسوء ما يأتي به المرء إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ.
طب والتاني؟ المماطلة، يعترف بالحق، دا اللى احنا عليه، يعترف بالحق، بس يعني إيه حين ميسره، يعني إن شاء الله، أنا مش جاحد إن ليك عليا حق بس هدهولك، طب إمتى؟ هدهولك..، تسويف الإنسان في أداء حقوق ربنا سبحانه وتعالى عليه، إنشغلاً عنها بما لا يعادلها، ماهو إيه اللى بيخيله يماطل في أداء الحق عليه؟ إن هو منشغل ما يراه هو أهم أوأفضل، أو عدم إدراكه لقيمة أداء الحق بالنسباله، ما هو دلوقتي أنا لما أُأدي هذا الحق الإلهي أصنع معروفاً بحق الإله عياذاً بالله؟، يعني أنا أحسن إلى الله بأداء حق الله، ما هو لو أنا فاهمها كده تبقى دي مشكلة كبيرة، ولا اُحسن إلى نفسي بشكر نعمة الله؟.
طيب يبقى أنا دلوقتي بهذه المماطلة، الضرر بيقع على مين؟ مين اللى متضرر؟ طب أنا لو أدركت المعنى دا إيه اللى يخليني أتباطئ إذا كنت أنا في النهاية بعتقد إن دي في مصلحتي وإن دا الخير اللى هيعود عليا أنا إنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا إن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَوَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ يبقى دي أول حاجة، الدَين بعيداً عن الجحود والنكران بعيدأ عن المماطلة والتسويف، يبقى احنا لازم نقع في دائرة الأداء، ولابد من حسن الأداء، يعني حد أحسن إليا برد حقه، لابد وأنا برد حقه أن اُجَزيه خيراً لأنه صاحب المنة عليا، طب هل يمكن للإنسان أن يؤدي حق الله عليه؟ يقدر الإنسان يعمل كده؟!، دا في طاقة الإنسان؟!، هل يمكن للإنسان إن يشكر نعم ربنا عليه؟ أكيد لأ، أصلاً لأ، ولذلك كان من رحمة الله أن رضي منا بأقل القليل، لأن دا حقيقة هو تعبيرعن شعورنا احنا الداخلي بالشكر والامتنان بس، مش أكتر من كده لأن احنا منقدرش نرد هذه الديون الإلهية في الحقيقة، ولا عشر الأعشاء، ولا مقدار ذرة منها، لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ بِعَمَلِه، العمل مهما كان حتى أعمال النبيين لا توفي الحقوق الإلهية ولا توفي شكر النعم الإهية ولكن هي فقط التعبير عن الشكر والإمتنان والعبودية لله بس، ولذلك ربنا سبحانه وتعالى بيقبل من الإنسان جهد المقل أياً
كان مستوى إمكانياته ومستوى ظروفه ومستوى كعبلته الحياتيه، هو بيحاول، محاولة الإنسان الدائمة وتوجهه إلى الله هو بس دا المطلوب.دي النقطة الأولنية، الدين دَينٌ، دي أول حاجة.
الحاجة التانية. الدين من الدونية، يعني الإنسان بيدين لله ليه؟ لأن هوا بيعتقد أنه دون هذا المقام العظيم، فاحنا تحت وربنا فوق سبحانه وتعالى فحق اللى فوق على اللى تحت أن يدين له ويذل ويخضع، يبقى إذاً احنا بننظر إن المخلوق في مقام دني في مقابل المقام العلي الرفيع وهو مقام رب العالمين سبحانه وتعالى، يبقى أنا تحت وبطبيعتي أنا تحت، فأنا المفروض أخضع لللى فوق سبحانه وتعالى، يبقى الخضوع دا طالما أنا شايفني تحت يبقى دا خضوع بحق، يعني أنا شايف إن دا الطبيعي تكون عليه الأمور، وخضوع بحب، خضوع بحق وخضوع بحب، وإلا مبيبقاش دين.
طيب إذا الإنسان نظر إلى هذه الحقيقة؟ حينئذٍ يستحق الإنسان الرفعة، يعني الإنسان لما يرى نفسه في مقام الدونية في مقابلة الله، يستحق مقام الحرية والرفعة والعلو في مقابل أي حاجة تانية، يشعر بقدره وقيمته لأن ربنا سبحانه وتعالى كرمه، ولأنه لا يشعر بالدونية إلا لله، طب لو مكانش؟ يشعر الإنسان بالدونية تجاه الأشياء والأشخاص والهيئات والقوى، يبقى امتى الإنسان يمتلك الرفعة، يمتلك العزة، حينما يستشعر الدونية إزاء الله وفقط، طب لو مكانش؟، تقع هذه المشاعر الرديئة الذميمة، مشاعر الدونية والنقص والهوان في قلب العبد طالما إنه هيخرج عن إطار الخضوع لله سبحانه وتعالى وحده، لذلك ربنا سبحانه وتعالى قال للمؤمنين في أواسط آل عمران وهما مكسورين، وهما مكسروين، في لحظات ما هما مكسورين قال وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ دي معناها إيه؟ يعني إيه وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين؟، بما إن هما مؤمنين فهما لا يستشعروا هذا الضعف أو هذا التذلل إلا في حق الله، بما إن هما لا زالوا منتسبين لله، فلابد إن هما يستشعروا داخلياً إنهم لا يخضعون ولا يذلون ولا ينكسرون إلا لله.
ولذلك أهل الإسلام انتابهم في تاريخهم إنكسارات كتير، عسكرياً وربما سياسياً كتير، لكن عمر دا ما كان بيرتب نفسياً إنهيارات، خالص، طيب ربنا سبحانه وتعالى عالجهم إزاي؟.
احنا عندنا 3 محاور أساسية في سورة آل عمران، الآيات دي، وآيات بعدها بشوية، وآيات في الآخر خالص…
وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ يبقى دي سنة إلاهية في البشر، هما حبة فوق وحبة تحت، قال هرقل لأبي سفيان: كَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى، ثم تَكُونُ لَهم الْعَاقِبَةُ، قال :الحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَالٌ، يَنَالُ مِنَّا وَنَنَالُ مِنْهُ، يبقى إذاً دي سنة ربنا في البشر، لا بيبقوا فوق على طول ولا بيبقوا تحت على طول.
ولذلك الشافعي كان بيقول :
ولا حزن يدوم ولا سرور ولا بؤس عليك ولاشقاء
يعني الدنيا حبة فوق وحبة تحت.
يبقى دي أول حاجة، مفيش أزمة، طب الحاجة التانية أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَـٰذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ
طب والحاجة الأخيرة يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ لَـٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ
يبقى إذاً أول حاجة إن دا عادي، مفيش أثر نفسي للموضوع، دي أول حاجة، تاني حاجة طب اللى عادي دا حصل ليه؟ ما هل العادي دا عشاوائي، يعني احنا نقوم بحق الله وبعدين ننكسر؟ لأ، يبقى إذاً دا عادي؟ آة، لكن له سبب في الفعل البشري إيه هوا؟ وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّـهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُم وَاللَّـهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، مكانش بيحصل حاجة.
طب الحاجة التالتة والآخيرة، لو هؤلاء ليهم شيء من العلو والظهور؟، مش دا الميزان النهائي، الميزان النهائي في الآخرة، استقبال ربنا للعباد، بإيه؟ فوق ولا تحت؟، المآل النهائي إيه؟، الدنيا في النهاية هتزول وتفنى بكل ما فيها وكل من فيها، وبعدين؟ في يوم الدين اللى احنا بنتكلم عليه، ولذلك يوم الدين دا ميزان، هو دا الميزان، طب احنا لما فقدنا دا وصلت الإنكسارة والشعور بالدونية والنقص تجاه من تغلب علينا إلى سيوداء القلوب، يبقى امتى؟، لما احنا أزلنا هذه المعالجة القرآنية من حياتنا، جنبنا المعالجة الإلهية، فأصبحت الإكسارات الواقعية الميدانية هزائم وانكسارات نفسية، وهي دي المشكلة، فتبقى بدل ما احنا بنشعر بإن احنا في مقام الدونية تجاه رب العالمين وفي مقام الرفعة تجاه غيره، بقت لأ، أصبحت الشعور بالدونية والنقص تجاه العباد، تجاه الخلائق تجاه الحضارات، بل تجاه الثقافات، قال تعالى وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ طالما إن هما مؤمنين، مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ الرفعة فَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا بتاعت ربنا مش بتاعة حد إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ إيه اللى بيخلي الإنسان يرتفع قدره ومكانته؟، الكلمات الطيبة والأعمال الصالحة، وفي المقابل وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَـٰئِكَ هُوَ يَبُورُ يبقى دي النقطة التانية.
يبقى احنا أول حاجة قلنا الدين دَين، الحاجة التانية الدين أصلها من شعور الإنسان إن هوا دون في مقابلة الله وفقط، ودي لو باظت تبوظ نفسية الإنسان.
النقطة الثالثة، احنا قلنا المرة اللى فاتت إن ربنا سبحانه وتعالى أمر نبيه أن يقول صلى الله عليه وسلم في ختام سورة الكافرون لكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ يبقى إذاً ربنا سبحانه وتعالى بيّن إن الإنسان والمجتمع لابد إن يكون له دين، والدين دا قد يكون حق وقد يكون غير حق، فوصف ما عليه صلى الله عليه وسلم أن هو دين ووصف ما عليه قريش في جاهليتها بأنها أيضاً دين، يبقى الدين دا بيتماز إلى دين حق ودين باطل، وذكرنا أيضاً قول الله سبحانه وتعالى في سورة يوسف مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ وقلنا إن الدين ليه نُسب للملك؟ لأن هما بيدينوا للملك، السلطة القاهرة، وقلنا إن الدين عبارة عن إجتماع عناصر أربعة ’، سلطة عليا يخضع لها الناس، لها قوة وسطوة، بشر بيخضعوا وبيلتزموا بهذه والسلطة ،ومنهاج اللى هوا القانون، وصورة جزائية، اللى هيطيع القانون له ثواب واللى مش هيطيع القانون له عقوبة.
يبقى دا مفهوم الدين العام كصورة نظام أوصورة وضعية، ولذلك محتاجين إن احنا نميز ما بين دين حق ودين ليس بحق، ولذلك ربنا سبحانه وتعالى قال هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ.
يبقى إذاً يبقى فيه عندنا دين ممكن نعتبره دين أرضي، نظام الناس حطينه عشان يمشوا بيه، طب هل الدين الأرضي الإنسان بيجبوا كله من دماغه؟ لأ، هوا برضة بيعتمد على الفطرة الإلهية في نفس الإنسان وعلى بقايا الوحي الإلهي، بس هوا بياخد منه اللى هوا عايزه ويسيب اللى هوا مش عايزه، دا الدين بالمفهوم الحياتي الدنيوي، لازم يكون فيه دين، وفي حاجة اسمها دين سماوي، يعني إيه دين سماوي؟ ينتسب إلى الله، الدين السماوي دا ربنا سبحانه وتعالى قال إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ، كلمة إن الدين عن الله الإسلام، يبقى قلنا إن الأديان كتير، هل ينفع الإنسان يخلوا تماماً من الدين؟ اللى اصطلح على تسميته علمانية، مجتمع علماني مجتمع معندوش دين، هل ينفع إن الإنسان يخلو من الدين؟ هل يقدر الإنسان يتجاهل الحقيقة الدينية؟، احنا ذكرنا المرة اللى الفاتت الفيلسوف الفرنسي هنري برجسون كان بيقول إيه، قلنا إن هو قال إن هو قد وجدت وتوجد جماعات إنسانية بغير فنون أو بغير علوم أو بغير فلسفات، دا ممكن يكون موجود، لكنه لا توجد قط ولم توجد قط جماعة إنسانية بغير ديانة، مش مجتمع وجد بدون دين، مينفعش، مش موجود، فيلسوف ومستشرق ألماني اسمه سانت هيلر، كان بيقول إيه؟ بيقول إن هذا اللغز العظيم الذي يحير عقولنا، ما العالم؟ ما الإنسان؟، من أين جاءا؟ من الذي صنعاهما؟ من الذي يدبرهما؟ ما هدفهما؟ كيف بدأا؟ وكيف ينتهيان؟ ما الحياة؟ وما الموت؟ ما هو القانون الذي ينبغي أن يقود عقولنا أثناء سيرنا في هذه الحياة الدنيا؟ ألاما سيئول أمرنا بعد هذه الحياة؟ وهل يوجد بعد هذه الحياة الدنيا حياة أخرى؟ وما هي علاقتنا بهذا الخلود؟، بعد ما خلص هذه الأسئلة الكتير دي، بيقول: هذه الأسئلة لاتوجد أمة ولا شعب ولا مجتمع إلا أوجد لها حلولاً، جيده أو رديئة، مقبولة أو سخيفة، ثابتة أو متحركة، لازم يكون فيه عند الفرد والشعب، المجتمع، الأمة إجابات عن هذه التساؤلات، دا الى احنا بنسميها عقيدة، حاجات الإنسان بيعتقدها وبناءً عليها بيعيش في الحياة.
فربنا سبحانه وتعالى بيقول الدين عند الله، دا بقى المنقول من الله، إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ احنا أحياناً بنستخدم تعبيرالأديان السماوية، فيه حاجة اسمها كده؟ أصل الأديان دي معاناها إيه؟ معناها إن هي في دائرة التعدد، يعني فيه بدائل موجودة واختار اللى أنتا عايزيه، فهل فعلاً فيه بدائل؟ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ إيه المقصود بالإسلام؟ الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى للإنسان، أول مسلم على وجه هذه الأرض هو آدم عليه السلام، وكل دعوات المرسلين لدعوة الإسلام هوا دين واحد، الرسل بيسلم بعضهم بعضاً، زي كده عارف سبق التتابع، في واحد كده معاه عصايا وبعد ميت متر بيسلم العصايا لواحد تاني يسلمها لواحد تالت وهكذا، هو دين واحد مش أديان، وفي كل مرحلة بتأتي دعوة تتسلم الراية من دعوة أخرى، يبقى إذاً نوح عليه السلام رسول الإسلام كذلك هود وصالح وشعيب وإبراهيم، حتى جاء موسى عليه السلام، حدثت نقلة لما ظهر موسى، إيه النقلة؟ إن بقى فيه أمة وشعب كبير مستقر، فيه مجتمع، احنا قبل كده الرسل في النهاية بتهلك أقوامها وينجون وهم عدد قليل من الناس، بس مش مجتمع، مجموعة أفراد، هما بيعيشوا بالإيمان وبعد كده خلاص، وبعد
كده تنحرف الناس من الأجيال التي تتوارث حتى تأتي الرسل وهكذا، لكن وجدت أمة مستقرة، احتاج التشريع فأنزل الله سبحانه وتعالى التوراة على موسى عليه السلام ليه؟ لأن حاجة البشر اقتضت أن يتم توسيع الإسلام ليشمل شرائع مستقرة، وبعدين؟ وبعدين حدث إنحراف، فأرسل الله عيسى عليه السلام متتماً ومكملاً ومصححاً ومرشداً ورافعاً للأصار والأغلال عن بني إسرائيل، إذا قبله بعض هؤلاء المسلمون، اللى هما بقوا اسمهم يهود، ما هو أتباع سيدنا موسى دول مسلمين، طيب، إذا قبلوا هذا التصحيح وقبلوا هذا التخفيف استمروا في مسيرة الإسلام، طب إذا ما تبعوش؟ يبقى هما انحرفوا وخرجوا عن جادة الصواب.
.ثم جاء محمد صلى الله عليه وسلم بتميم الشرعة، وتتميم الإسلام، الصورة النهائية التي تتسع للبشر جميعاً إلا أن يرث الله الأرض ومن عليها.
إذا قبل ما أدعى النسبة إلى موسى أو عيسى عليهما السلام، قبل هذا التصحيح وقبل هذا التوجيه وقبل هذه الإستقامة للعوج الذي أحدثوه صاروا متممين لمسيرة الإسلام، طب إذا خرجوا؟ يبقى خرجوا عن مسيرة الإسلام وذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: وَالَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، اللى هي المفروض أصل أمة الإسلام أو بيدعي الانتساب إليها، يَهُودِيٌّ، أو نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ لا يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ مش الناس، النبيين لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم…
الحمد لله رب العالمين، يبقى احنا دلوقتي اتكلمنا عن 3 محاور، إن الدين دَين على الإنسان، الحاجة التانية: إن الدين أصله من دونية العبد تجاه المعبود سبحانه وتعالى، الحاجة التالتة: إن الدين اللى هو الدين عند ربنا سبحانه وتعالى الدين المقبول عند الله هو الاستسلام لله، هو عبارة عن جملتين، توحيد الله، اتباع رسل الله، لأنهم مبلغون عن الله ولا يأمرون إلا بما يأمر به الله، أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ هو دا كل الموضوع، أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ أي أطيعوا الرسل يعني، هوا دا المضمون، والمضمون دا ساري من حين ما بُعث نوح عليه السلام إلى حين ما بعث محمد صلى الله عليه وسلم، وإن اللى بينتسبوا لهؤلاء الرسل وبيقبلوا التصحيحات الإلهية المتتابعة هؤلاء هم المسلمون، واللى بينحرف عن كده بينحرف عن جادة الصواب والإسلام، هو دين، مش الأديان إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ هو دا دين جميع المرسلين مفيش حاجة تانية، مفيش بدائل دينية، لأن هوا لو احنا فهمنا إن المعنى الدين هو الخضوع إزاي هتبقى أديان؟، أصل أديان دي معناها بدائل كل واحد غير التاني، احنا بنقول الدين معنى واحد، الدين إن الإنسان يخضع لله، فهيلتزم بأوامر ربنا في إحداثيات الزمان والمكان، مش هينفع يبقى فيه مجموعة بدائل وكلها دين !، ما هو دين واحد، مفيش حاجة اسمها أديان، لأن الدين دا عبارة عن معنى، معنى الخضوع لله على وفق أمر الله أو معنى الخضوع لأهواء النفس، مفيش حاجة تالتة، ولذلك هو لازم يبقى دين.
طيب، الدين في الحياة، يبقى احنا هنتكلم عن إيه، عن الدين الدنيوي اللى احنا بنعيشه.
أنا عنونت الخطبة بأيه؟، الرابعة مش فكراها، طب الرابعة مش فكراها دي إيه؟ اتني آنثات ركبين في سيارة أجرة، على الكنبة اللى ورا بيتكلموا، فوحدة بتكلم التانية بتنصحها بخصوص موضوع الزواج، هي متقدم لها تقريباً واحد وفيه واحد تاني، فبتقول إن الواحد دة أمه ممشياه، تمام دا بلاش منه، والتاني دي شكل مش عارف إيه…، المهم يعني قعدوا يتكلموا، فالراجل سواق التاكسي دا بعد ما وصلوا، قلها بعد أذنك بس ممكن أقولها حاجة؟، فهو عايز ينصحها نصيحة يعني، إن لازم تفكر إن الراجل دا علاقتة بربنا إيه، لازم يكون متدين، الكلمتين دول يعني، فبيقولها إن النبي صلى الله عليه وسلم بيقول: تُنْكَحُ الْ… !، قالتة: عرفاهم !، حلو جداً، عرفاهم؟، قالتلة آة، لجمالها ولمالها ولحسبها ونسبها، هي في الحديث الحسب، الحسب اللي هوا الشرف، مفيش نسب، الحسب اللى هوا الشرف العظيم أو المكانة، النسب العالي يعني، لجمالها ولمالها وحسبها ونسبها، والرابعة مش فكراها ! ،والرابعة مش فكراها دا احنا، هي دي مقصود الحديث أصلاً، قال: ولدينها فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَدَاكَ، هو الحديث أصلاً عشان كده، بتقوله والرابعة مش فكراها، طبعاً دا نظام المصريين، أول حاجة كل حاجة احنا عرفينها، أنا عرفاهم، ما ديما كده، مبنسمعش الجملة لأخرها، أبو العريف، عارفين كل حاجة، والحاجة بقى اللى احنا لازم نعرفها هي اللى احنا مش عرفنها أو بنناسها.
دي عاملة زي مين بالظبط، أشعب، رجل من التابعين مشهور أنه اسمه أشعب الطمع، راجل إيه بيتتبع الولائم، المهم يعني إيه، وكان يصحب سالم بن عبد الله بن عمر، رجل من فقهاء التابعين السبعة في المدينة، فالمهم إيه، فبعد الرحمن بن أبي زناد، بيقول له: يا أشعب أنت شيخ مسن، راجل كبير في السن يعني صحبت ناس من تلاميذ الصحابة والتابعين، هل تروي شيئاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، قال: حدثني عكرمة عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: خصلتان من حافظ عليهما دخل الجنة، وبعدين سكت، فطول في السكوت، فقال ابن أبي الزناد: وما هما؟ قال: نسي عكرمة الأولى ونسيت الأخرى، طب احنا استفدنا إيه؟ يعني دلوقتي احنا طلعنا بإيه؟ خصلتان من حافظ عليهما دخل الجنة، ها هاتهم بقى، والله هوا نسي واحدة وأنا نسيت التانية !، طب فين الحديث؟، في الأخر فين الحديث؟ هي نفس الفكرة، الرابعة مش فكراها.
يبقى إيه الحاجة اللى وقعت مننا؟ هي الدين، طب ليه هي فاكره الحاجات التانية؟، لأن دي المعايير اللى احنا بنعشها، احنا في النهاية بعيش المعايير دي معايير الفلوس، الأحساب، المناصب، النفوذ، الوضع الجمالي، والوضع المالي، الوضع الإجتماعي، حقيقةً هي دي الحاجت اللى بعيشها، اللى بيسقط مننا؟ هوا الدين، دا بالظبط بيمثل اللى احنا فعلاً بنعيشة، إن دي الحاجة العظيمة جداً اللى المفروض نتثبث بيها، حاجة وقعة مننا مش موجودة، موجودة في الخلفيات كده أفكار معينة لما ينبغي أن تكون عليه الأمور، لكن في اللى احنا بنعيشة؟، والرابعة مش فكراها، هي دي المشكلة، إن احنا في النهاية لازم نعيد للدين قيمته في الحياة، هي دي القضية وعلشان نعيد قيمته في الحياة لازم نفهم يعني إيه قيمته، وإيه هوا، لذالك إحنا بنحاول نبالغ في اللى احنا نبين يعني إيه دين؟ وهل ينفع نستغنى عن الدين؟، ينفع الإنسان يستغني عن ربنا سبحانه وتعالى؟، طب لو استغنى عن ربنا، هل هيقدر يكتفي؟ يقوم بنفسه يعني؟، احنا تكلمنا قبل كده من كام خطبة كده عن كريتي موريسون وهو بيقول، أو بيكتب أو بيدون، الإنسان لا يقوم وحدة، تكلمنا عن الجزيئة دي إن الإنسان مبيقدرش يعيش من غير
ربنا، قيومية ربنا هي اللى بتحفظ الإنسان، رعاية ربنا ورحمته هي اللى بتكفل للإنسان الراحة النفسية والسعادة والطمأنينة، لا يمكن للإنسان أن يتجاهل وجود الله، طب أنا إذا تجاهلت وجود الله شعورياً، هل أنا أقدرأتجاهل قدر ربنا سبحانه وتعالى اللى بيسايرني في الحياة دي؟ ما هو ربنا قال وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا لو احنا لغينا طوعاً، نقدر نلغي كرهاً؟ هنتجاهل إن ربنا هو اللى بيدبر الكون؟، هو اللى بيسير الناس إلى حيث يشاء؟ ميقدرش الإنسان يستغني عن ربنا سبحانه وتعالى أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ لكنه بيتخيل بما أتاه الله من نعم أن هو مش محتاج ربنا في حاجة، إن هو يقدر يعيش بدون ربنا كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى، ليه الإنسان بيطغى ويتكبر؟ أن رآه، شاف نفسه استغنى عن ربنا، مبقاش محتاج ربنا في حاجة، هو يقدر يقوم بعقلة وبإمكانياته وبذكائه وبخبرته وبأمواله، استغنى؟، لأ، كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى هيروح فين بعدين، إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ.
فاحنا عايزين نفتكر الرابعة اللى احنا نسيناها، مع الىنسة دي، الرابعة دي احنا نسيناها ولازم نفتكرها، النبي صلى الله عليه وسلم مكانش بيقول بدايل وبس، لأ، علشان في الأخر يوجه إن دي الحاجة اللى هتقيم بقيت الحاجات، دي الحاجة اللى هتظبط كل حاجة، الدين هو الحاجة اللى هتظبط كل حاجة، هتخلي الجمال دا مبقيبقاش فتنة أو سبب لاستعلاء المرأة ونشوزها عن الرجل، إن المال دا ميبقاش سبب إزلال للمرأة لزوجها، ولا الحسد يبقى سبب للعوجان من المرأة على زوجها، إيه اللى هيظبط الحاجات دي؟ والنبي صلى الله عليه وسلم مقلش الحاجات دي تجاهلها، لأ، هو أرشدنا للميزان اللى يظبط كل حاجة، لو فيه دين بجد، مش دين شكلي، دين حقيقي، لأن ممكن يكون فيه دين شكلي، مماراسات احنا بنمارسها، شعائر تعبدية لكن ملهاش أثر في حياتنا، مبتحجزناش، مبتمنعناش عن إن احنا نمشي على غير ما يرضي الله.
احنا محتاجين نستعيد الدين، القيمة العظيمة دي اللى بيها قوام السعادة في الدنيا والأخرة، فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا بس هوا كان بصير فعلاً؟ حسياً بيشوف آة، بس بصير بمعنى البصيرة، اللى هي نور القلب، دي مع الإيمان بس، ولذلك هو منتفعش بالنعمة دي فسُلب إياها لأن هو موظفهاش فيما يرضي الله وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى.
اللهم أرنا الحق حقاً وأرزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم، اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم، ولا تعذبنا بذنوبنا فأنت علينا قادر، ولا تعذبنا بذنوبنا فأنت علينا قادر، والطف بنا يا مولانا فيما جرت به المقادير، واختم لنا بخاتمتة السعادة أجمعين.
اللهم يا ولي الإسلام وأهلة مسكنا الإسلام حتى نلقاق عليه، اللهم يا ولي الإسلام وأهلة مسكنا الإسلام حتى نلقاق عليه، اللهم يا ولي الإسلام وأهلة مسكنا الإسلام حتى نلقاق عليه.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.
اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك وطاعة رسولك صلى الله عليه وسلم
اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك وطاعة رسولك صلى الله عليه وسلم
اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتنعا اللهم بأسماعنا وبأبصارنا وقوتنا أبداً ما أحييتنا، واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادنا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ عرضنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا، ولا تجعل النار إلى النار مصيرنا، واجعل الجنة هي دارنا.