Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

وهم يستغفرون

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارًا به وتوحيدًا وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا مزيدًا .. 

ثم أما بعد ،،، 

تحدثنا في الجمعة الماضية عن حقوق المرأة في الإسلام، وذكرنا أننا يجب أولًا أن تستبين قلوبنا معنى الإسلام، ما هو الدين ندين الله تبارك وتعالى به، وذكرنا أن الإسلام الذي نؤمن به وندين إنما هو نور الله تبارك وتعالى الذي أِرق على هذا الكون ورسالته التي أنارت سبيل عباده ممن استجاب لندائه ولدعائه سبحانه وتعالى وبالتالي لا معنى لأن نقف داخل هذه التفاصيل الإيمانية أو القرآنية هل هي تمثل حقًا أو غير حق؟ تمثل عدلًا أو تمثل ظلمًا؟

 فإذًا أول خطوة يخطوها الإنسان في طريق الإيمان، ما هي؟ الإنسان من فضل الله سبحانه وتعالى ولد بفطرته مفتقرًا متوجهًا إلى ربه تبارك وتعالى، وهذه أول نعمة أنعم بها علينا سبحانه وتعالى قال الله تعالى: فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا وجعلها في أصل الخلقة لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ لكي لا يكون الإنسان تائهًا، هو بداخله التوجه إلى الله قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَـمًّى هذا هو أول فضل، الله سبحانه وتعالى تفضل به علينا بعد أصل الإيجاد، وبعدين؟ الله سبحانه وتعالى أنزل علينا نورًا يهدينا إليه يعيدنا إليه ويبين لنا تفاصيل هذه الهداية وتفاصيل طريق السعادة، وجعل في هذه الكتاب دلائل صدقه ويقينيته، فإذًا بالنسبة لتعاملي مع نفسي أو تعاملي مع أي شخص، المحور الأساس ينصب حول القرآن، هل القرآن كلام الله تبارك وتعالى حقًا وصدقًا، أم أن هذا الكلام فيه شك وريب؟ إذا تيقنت من خلال القرآن نفسه، أن هذا الكتاب لا يمكن أن يكون إلا أن يكون كلامًا إلهيًا، أصبح كل حرف فيه معلمًا من معالم التعبد، نحن نتعبد لله سبحانه وتعالى بكل حرف، نتعامل معه باليقين والإيمان والثقة، ونستصحب صفات الله العظيمة من خلال هذه الكلمات، يمعنى أنني سوف أتعامل مع هذا الكتاب على أن هذا الحرف نور إلهي، أو جزء من النور الإلهي، فإذًا سوف استصحب فيه العلم في الكلام الإلهي والحكمة لأن هذا هو الكلام الإلهي، اللطف والخبرة والرحمة والرأفة والعزة، لأن هذه هي صفات الله تبارك وتعالى المتكلم بهذه الكلمات، فإذًا كل هذه المضامين العظيمة موجودة في هذه الكلمات، فإذًا كيف يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه وهو كلام رب العالمين سبحانه وتعالى، ولذلك لو أنا لست مدركًا عظمة المتكلم بالقرآن، لا يمكن أن أدرك عظمة القرآن، هذا هو المحور الأول، طب المحور الثاني: صفات المرسل بهذا القرآن النبي صلى الله عليه وسلم، فإذًا نحن عندنا الدين يقوم على ركنين، ركن الإيمان بالقرآن وركن دلائل النبوة، التي هي الصفات الموجودة في شخص النبوة التي نجزم بها ونؤكد وهذه أمور كثيرة، أنه ليس إلا رسول لرب العالمين سبحانه وتعالى، طيب إذا لم أصل لهذا اليقين لا ينبغي أن أتجاوزه، يعني أن الآن أتكلم مع أحد، هذا الشخص لا يؤمن بأن القرآن كلام إلهي، لا يمكن أن أقول له لكنه يحتوي على كلام قيم، بغض النظر عن كونه كلام الله أم لا، يمكن أن نجد فيه تفاصيل جيدة، ليس هذا هو الموضوع، الدين أصلًا بيقوم حول هذا المعنى، أنه يسلم ” هو اسمه إسلام ليه؟ ” أنه يسلم ويذعن ويستسلم لرب العالمين في أحكامه وفي منهاجه وفي توجيهاته رجاء رضوانه وخوفًا من عقابه، رجاء ثوابه في الآخرة، ليس لأنه يحتوي على كلام جيد، لماذا هي قضية إيمانية؟ لأن هذا مستمد من عند الله سبحانه وتعالى، طيب إذا آمنت بهذا، مش معنى أني أتكلم حول إنه ماشي كلام ربنا، بس في حاجات مش مظبوطة، مش هاينفع، يبقى إذًا الشخص يعتقد النقص في الرب نفسه سبحانه وتعالى، يبقى أنا لازم هرجع تاني أني أتكلم عن صفات العظمة لله سبحانه وتعالى، ولذلك إذا لم أعرف من أين أبدأ في الخطاب مع أي شخص لن أصل لنتيجة، يجب أن أحدد من البداية أين النقطة التي سوف أبدأ منها في إقامة أي حوار، أو في إقامة أي مناظرة أو مناقشة لكي أصل إلى نتيجة، فلما يأتي أحد ويتكلم عن إن الإسلام فيه نقص، يجب أن نسأل سؤالًا، ” الإسلام اللي هو إيه؟ “

 إن هذا كلام الله سبحانه وتعالى، ووحي الله الذي أنزله على نبيه صلى الله عليه وسلم وقال في كتابه:مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ۝ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى لا يأتي بشيء من عنده إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ۝ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى جبريل عليه السلام، قال تعالى: فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ ۝ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ۝ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ۝ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ ۝ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ۝ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ۝ مُطَاعٍ ثَمَّ في السماوات أَمِينٍ أتى جبريل عليه السلام بهذا الوحي، إلى من؟ وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ لماذا صاحبكم؟ هو سبحانه وتعالى عرفنا بجبريل عليه السلام لأننا نتعرف عليه؟ وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟ قال الله تعالى فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِه أفلا تعقلون ” هو مش لسه جاي أول إمبارح ” لقد عاش في هذا المجتمع أربعين سنة، الناس تعرفه معرفة وثيقة ولصيقة، آثروه بلقب الصدق وبلقب الأمانة، وغلبت عليه الأمانة، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل حينما تنازعوا في بناء الكعبة وفي إعادة الحجر إلى مكانه، وكان هذا الموقف قبل البعثة بخمس سنوات، كان سن النبي صلى الله عليه وسلم خمس وثلاثين سنة، فقريش تنازغت من سيضع الحجر في مكانه، لأن هذا الحجر أشرف وأعظم شيء في الكعبة، هما الآن مشركين، لكن هناك أمور يدركونها جيدًا، فكل شخص يريد أن ينال هذا الشرف، فماذا سيفعلون؟ بدأ يحدث التنازع، وأثر التنازع؟ الناس هتتعارك، الآن نحن نريد ننال شرف وضع الحجر في مكانه، ماذا سنفعل؟ سوف نقتتل عند الكعبة، فنريق الدماء الحرام عند البيت الحرام، لكي نضع الحجر في مكانه، يعني أنا لكي أنال قدر من الشرف أنتهك الحرمات العظمى، المهم أن كل واحد منهم جاء بجفنة من الدم ووضعوا فيها أيديهم، فواحد منهم كبير اقترح، قال سوف نأخذ رأي أول واحد داخل الحرم، طيب هل هذا معيار يوصل لشيء؟ أصل هذا أمر اتفاقي محض، ” فلو أنا أول واحد داخل كان زمانهم كلهم لبسوا في بعض، هو دلوقتي ربنا سترها، لأن ربنا سبحانه وتعالى قدر إن سيدنا محمد هو اللي دخل، طب لو دخل حد تاني، يعني لو دخل واحد زي أبو جهل كان زمان قريش كلها ولعت في بعض، بس أحيانًا ربنا سبحانه وتعالى هو اللي بيستر ” فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا هذا الأمين قد رضينا به، ووصف الأمانة هذا ألصق وصف بالنبوة، فالله سبحانه وتعالى يقول: وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ والصحبة هذه هي الملازمة التامة، عارفينه كويس، ماينفعش يبقى مجنون، وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ۝ وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ ۝ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ۝ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ۝ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ لكن من الذي سوف يستفيد منه لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ وربنا يوفقه وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ.

 فإذًا الله سبحانه وتعالى جعل القرآن ذكر أي هداية وإرشاد لمن؟ لكل الناس، لكن من الذي يقبل عليه؟ لماذا هناك أناس تقبل على القرآن وهناك من يعرض عنه؟ الرغبة في الاستقامة، لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ فإذًا الذي لا يريد الاستقامة فلن يقبل على القرآن، لماذا؟ لأن ليس هذا ما يبحث عنه، ليس هذا الذي يريده، فإذًا هذا القرآن الذي امتن الله سبحانه وتعالى علينا به، هو الحكم الذي نحتكم إليه، ويجب أن يكون هذا مبني على ثقة منا فيه، فإذا كانت الثقة ضعيفة؟ وهذا الذي نعيشه، أصل إحنا أخذنا الدين تقليدًا يجب أن نكون مدركين هذا جيدًا، يعني إيه تقليدًا؟ يعني إحنا ورثنا الإسلام، طيب لكي نشعر بقيمة النعمة التي ورثناها، يجب أن نبذل الجهد للتبصر فيها، في استجابة واستجاشة الأحاسيس بقيمة وعظمة ومحبة وإجلال وتقدير هذه النعمة، هذا هو المنطلق الأول لاستعادة الإيمان واستعادة الثقة، وبالتالي استعادة الاستقامة، لذلك نحن كل ما نريد أن نقوله أنك إذا أردت أن تناقش أحد في تفاصيل شيء هو ليس مؤمن بأصله، هذا منطقيًا خطأ.

 النقطة الثانية التي تكلمنا عنها المرة السابقة، عرض ما جاء به القرآن على أنه في هذه القضية أو في غيرها على أن القرآن سبق الحضارة الغربية الحديثة في الوصول إلى هذا المرتقى العظيم، فإذًا نحن عن ماذا نتكلم؟ على أن القرآن سبق، قلنا يعني إيه القرآن سبق؟ قلنا أننا لا ينبغي إذا أردنا أن نتكلم عن شيء نازل من عند الله، نتكلم عن الزمن، أصل هذا السبق، يعني انت بتتكلم عن حاجة بشرية في مقابلة حاجة بشرية، فمينفعش تتكلم عن حاجة إلهية وتقول إن دي قديمة، أو دي نزلت من زمان، ربنا سبحانه وتعالى ليس مقيدًا بإطار الزمن، الوحي الإلهي مرتبط بالعظمة الإلهية، لا يفرق معها ماضي ومستقبل، أو زمن قديم أو زمن حديث، لكن نحن درسنا في الكليات في التصور الحضاري، أن هناك ثلاث عصور كبرى، العصور القديمة والعصور الوسطى، والعصور الحديثة، ثم الزمن المعاصر، وإن هذه مراحل الرقي والتقدم، فأنت الآن تريد أن تقول أنه برغم أن الإسلام جاء في العصور الوسطى إلا أنه أتى بمثل ما أتت به الحضارة الحديثة، إحنا عايزين نقول كده، ولا عايزين نقول حاجة تانية؟ طب العصور الوسطى هذه بأي معيار؟

 إن المشكلة هي أن الإنسان الأوروبي عشان هو إنسان ” شايف نفسه أوي ” ، فهو بيعتبر أن تاريخ أوروبا هو تاريخ العالم، الأوروبي بيعتبر أنه هو الإنسان، الأوروبي هو الإنسان، وبالتالي تاريخ أوروبا هو تاريخ الإنسان، فالعصور الوسطى دي كانت فين؟ كانت في أوروبا، وبما أن الإنسان الأوروبي هو الإنسان، فمن المؤكد أن الدنيا كلها كانت تعيش في ظلام، فإحنا بندرس كده في التاريخ، من العصور الوسطى؛ العصر الإسلامي، وبعدين إيه اللي حصل بعد كده؟ طيب العصور الحديثة التي بدأت فيها النهضة الصناعية في أوروبا، فهم وصلوا إلى مرحلة من الرقي القانوني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي، فإحنا بنقول إحنا برده كان عندنا في هذه الجوانب حاجات كويسة إحنا سبقناهم بها ما معنى أننا سبقناهم؟ أن هذا أمر لا علاقة له بالله، طب هل وصلوا هم الآن لمستوى الكمال الذي ليس بعده كمال في الفكر وفي التقنين، وفي التشريع والإدارة وفي الاقتصاد وفي السياية حقيقة، لكي نقول أن الدين والحمد لله يتوافق مع المنظمة الغربية!! طيب هل هذا الكلام صحيح، وهل فكرنا فيه قبل ذلك؟ طب هل نحن مقتنعين به، طب هل الإنسان يستطيع بدون الوحي أن يصل إلى مستوى يماثل لمستوى الوحي؟ يعني الإنسان الذي وصفه الله سبحانه وتعالى أنه ظلوم جهول يستطيع بعقله وحدها بدون استهداء بنور الله يصل لما يصل إليه عبر استهدائه بالوحي الإلهي، فما فائدة الوحي إذًا؟ طيب الحاجات الكويسة اللي الإنسان بيوصلها بيوصلها منين؟ يعني نحن الآن عندنا شيء اسمه أخلاق، من أين تأتي هذه الأخلاق؟ هذه آتية من الفطرة، يعني هل إحنا اجتمعنا وقلنا عايزين نناقش الصدق حلو ولا الكذب حلو، وبعدين اتفقنا إن الصدق حلو والكذب وحش؟ ولا دي فطرة موجود بداخلنا، قاعدنا مع بعض وتواضعنا إن الأمانة كويسة والخيانة وحشة؟ هذه الأشياء موجودة في فطرنا اللي ربنا فطرنا عليها، التي منحنا الله إياها أصول هذه الأخلاق، هل إحنا قاعدنا وقلنا إن العدل حلو والظلم وحش؟ فلما يأتي أحد يعلي في بعض الأجزاء قيمة العدل أو قيمة الصدق أو قيمة الأمانة، ماذا فعل؟ هو استخرج شيء مما فطرنا الله عليه، هو لم يأتي بشيء من نفسه، لكن تدخله الشخصي هو الذي يصبغ هذا بصبغة الهوى أو الطبقية أو الظلم وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ هذا في كل شيء، نحن نظنها مادية فقط، أليست الهداية والتوجيه لوجوه الخير نعمة، من أين تأتي النعم؟ من الله سبحانه وتعالىسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ۝ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى ۝ وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ كل شيء خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى الهداية من الله، كل شيء وصل له الإنسان أو وفق له، إنما هي من الله، لكن الإنسان إما يشكر أو يكفر، هذا شيء آخر، يعني ينسب هذا لنفسه أو ينسبه لمولي النعم سبحانه وتعالى قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أنا الذي أتيت به، ما معنى أنا الذي أتيت به؟ يعني لا ربنا وفقني أو هداني ولا رزقني، وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ هو يقول أن هذا لم يحدث، الله لم يحسن إلي، هذا من علم عندي، طيب من أين أتى بهذا العلم؟ من الذي هيأ له أسبابه؟ من الذي أعطاه العقل الذي هو أداة الإدراك؟ هل وهبه لنفسه أو موهوب من عند الله؟ من الذي أعطاه الذكاء الذي يستطيل به على الناس؟ هل هو الذي أعطاه لنفسه أم وهبه الله إياه؟ وكان قادرًا سبحانه وتعالى أن يحرمه منه، لكن هذا هو الإنسان ينسى ويجحد فضل الله عليه، إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ يعني جاحد لفضل الله عليه، وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ ۝ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ۝ أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ ۝ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ ۝ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 الحمد لله رب العالمين.

فإذًا نحن سنحتاج أن نفكر أو نناقش هل هم وصلوا حقيقة لنموذج الكمال الذي نحن لابد أن نرتقي لكي نصل إليه؟ طيب نرتقي لكي نصل له عبر أن نسلك مسلكهم؟ أم سنرجع إلى قرآننا لكي نصل إلى نفس النتيجة؟ حتى لو نفس النتيجة؟ سنترك هذا السؤال مفتوح والمرة القادمة نحاول أن نبحث له عن إجابة؟ هل الإنسان الغربي سواء أكان رجلًا أو امرأة، يعتقد نفسه فعلًا نموذج الكمال، هو يرى نفسه هكذا أم نحن الذين نرى الناس بهذا الشكل؟، لأننا نفسيًا منهارين ” مضعضعين ” ، لأن الإنسان حينما يقهر حضاريًا ينهار نفسيًا، لذلك ابن خلدون في المقدمة يقول، أن الإنسان المغلوب أو المجتمع المغلوب مولع دائمًا بتقليد غالبه في لبسه وهيئته وملبسه ومركبه، يقلدهم في الأشياء الشكلية، لأنه يعتقد أن هذه الأشياء هي التي ظهر بها عليه، ” برده لما العقلية تكون ضيعة بتيجي في الهيفة وتتصدر ” .

 بسبب هذا نستطيع أن نعرف عظمة كلام الله سبحانه وتعالى وهو أول شيء قيل في أعقاب الهزيمة والانكسار أول جملة وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ۝ ِإن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ لماذا كان هذا هو أول شيء قيل؟ هو الآن في أناس أخطأوا وعصت أمر الله وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وترتب على المعصية انكسار وهزيمة واستشهاد وإصابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه، إحنا بالطبيعي والمنطق سنفتح ملف الموضوع ونحقق فيه ونرى من هو المدان ونعاقبه، ونقرع من تسبب في الخطأ، لكن الله سبحانه وتعالى الرحيم بعباده لم يفعل ذلك، أول ما قاله ” محصلش حاجة ” ، ليه؟ لكي لا يكسر هذا الأمر نفسيتهم.

 فإذًا الله سبحانه وتعالى يفرق بين العلو الظاهري وبين تأثير هذا على قلوب العباد، لكي لا تكسر وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا الوهن الضعف النفسي والحزن الانكسار نتيجة المصيبة وأنتم الأعلون لكن على الأرض مش كده، على الأرض قريش هي التي في الأعلى، الله سبحانه وتعالى يقول؛ لا إن كنتم مؤمنين على مدى ارتباطنا بالله سبحانه وتعالى، وعلى مدى الإيمان على مدى ما يستحقه الإنسان من علو نفسي أو قيمة عند الله، لكنه أخطأ، والخطأ هذا لابد أن يعاقب عليه، لا يوجد أحد بينه وبين الله نسب، لا يوجد أحد يعامله كأنه فئة خاصة، وإلا لن يكون هناك معنى للدين أو معنى لطاعة الله سبحانه وتعالى، هي قوانين وسنن تجري على الجميع ومداولة الأيام بين الناس قوانين وسنن تجري على الجميع، بناءًا على أخذهم بأسباب القوة وعلى مدى استمدادهم من الله إن كانوا مؤمنين، لأنه هناك قانون عام وهناك قانون خاص، القانون العام هو أن أي أحد سيبذل جهد سوف يعطيه الله ثمرته أما المؤمنون فلهم تأييد خاص من الله حينما يكونوا متحملين لأمانة الله، فإذا لم يكن هذا يكون أي أحد كأي أحد وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً نسلطهم على بعض بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ هذا قانون، وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ هذا قانون آخر، هذا شيء وهذا شيء آخر، هناك قانون عام وقانون خاص، قلنا قبل ذلك كثيرًا قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ سيدنا موسى في هذا الموقف أختص ربنا بنفسه، فالله سبحانه وتعالى رب فرعون ورب الجنود ورب بني إسرائيل، الشعب الذي معه، لم يقل ربنا، قال إن معي ربي، هنا هناك تأييد خاص، الله سبحانه وتعالى يختصه وحده في هذا المشهد كله يختصه بتأييده، هل كان عنده أسباب مادية لهذا في هذه اللحظة، هو لا يدري ما الذي سيكون، وهذا مقتضى الإيمان، هو يسير على أمر الله وهو على يقين أن الله سوف يهديه، هو لا يدري ما الذي سيكون، وهم يتكلمون كلامًا منطقيًا، بنو إسرائيل يتكلمون بكلام منطقيًا، وسيدنا موسى يقول كلامًا خزعبلي ليس له معنى، هو دلوقتي البحر أهو وهنغرق ومعناش مراكب، وده الجيش مش هنقدر نقاومه ولا هنقدر نعدي، إِنَّا لَمُدْرَكُونَ دي مفيهاش آه ولأ، مينفعش منطقيًا تقول لأ، الأسباب كلها بتقول كده، قال كلا طب لأ دي بناء على إيه؟ إيه الحيثيات اللي عنده؟ ليس عنده شيء؟ هو عنده وعد من الله سبحانه وتعالى طب ماذا سيحدث لا يعلم؟ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ۝ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ طيب عصا في البحر ماذا ستفعل؟ َأنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ وبعدين؟ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ يعني إيه أزلفنا؟ قربناهم، الطبيعي والمنطقي أن فرعون عندما يرى ذلك يقف و ” يفرمل ” لا يتحرك، لأن هذا شيء إلهي فوق قدرة البشر، فمالمفروض لا يدخل، هو سوف يدخل وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ ۝ وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ ۝ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ۝ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً ومع ذلك وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ ۝ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ لأن هناك طائفتين، هناك أناس تتجبر فربنا العزيز، وفي ناس غلابة فربنا الرحيم، هذا يعلمنا الله سبحانه وتعالى إياه فالمشكلة أننا لما ننهزم داخليًا ووجدانيًا ننهار، لما ننهار، نريد أن نقلد الغالب، طب في ماذا نقلده؟ في أسباب القوة الحقيقة التي عمل على أساسها، لا نحن أضعف من ذلك، ما سنفعل؟ سنقلد تسريحة شعر أسلوب لبس، ” كل واحد يمشي بكلب ” ، نريد أن نكون مثل المجتمع الأمريكي، ونحن لا نريد أن نتعب لا على معايير دينية تحقق خير الدنيا والآخرة، ولا حتى على معايير دنيوية تحقق خير الدنيا فقط، هنشوف أي حاجة ملهاش معنى نبقى إحنا بنعملها وخلاص، ده هاينزلنا أكتر، مش هنطلع، ما الذي يقدمه الله سبحانه وتعالى؟ يجب أن ندرك الإدراك الصحيح، من أين أوتيت؟ وتدرك أن الانكسار هذا تقدير من الله، الكون كله يديره الله سبحانه وتعالى ليس أحد غيره، فالانكسار هذا تقدير من الله سبحانه وتعالى، لكي يدرك الذي لم يكن مدركًا، وستيقظ النائم، ويستفيق الغافل، والذي أدرك أنه مقصر يستدرك ما فاته وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى الذي هو عذاب الدنيا دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ الذي هو عذاب الآخرة لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ، وهي متعلقة على يرجعون، نحن كما نحن، لكن الفكرة هل لعلهم يرجعون هذه، مفتوحة دائمًا؟ يعني ربنا سبحانه وتعالى علق لنا الرسالة وفتح الباب لكي نرجع، إلى متى؟ نحن الآن نتباطئ، طيب عندنا الثقة أن الوعد مفتوح دائمًا، وأن هذا الباب لن يغاق أبدَا، أم من الممكن أن نتأخر؟ وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ هذه عقوبة وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وبعدين وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ لأن هذا القلب هو الذي يملكه ليس أنا، فأنا توانيت وتوانيت، وأسوف وأقصر، وبعدين؟ هل أنا ضامن أن عندي فرصة للاستدراك أو العمر يسمح أن أرجع، هل أن ضامن هذا الأمر؟ أنا لست بضامن يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ كيف نفعل ذلك؟ لا يوجد أحد منا يعلم متى هو ميعاد أجله، أعملها إزاي؟ ربنا بيقولك لا تمت إلا وأنت مسلم، حاضر، طيب إزاي، بمما عندي أن هذا الأجل عندي مجهول، فمعنى ذلك أني أحاول في كل لحظة أن أحقق الإسلام، حتى إذا جاء الوقت الذي لا أعرف ميعاده يلقيني جاهز، أنا موجود، أنا لو عندي الأجل محدد لن يكون هناك مشكلة، لو كل واحد عارف ميعاد انقضاء أجله امتى، مش هيبقى فيه مشكلة، لكنني لا أستطيع أن أحقق هذا الأمر الإلهي إلا بأن أحافظ على الإسلام في كل وقت، أحافظ على الإيمان في كل لحظة، لكي أكون مستعدًا حينما تأتي هذه اللحظة.

 تكلمنا قبل ذلك، عن كلام تونبي حول الحضارة، وقلنا أنه قال أن الحضارة تحقق حينما توجد استجابة لتحدي، يقول أن أي أمة من الأمم تواجهها تحديات كبرى، هي متى تبني الحضارة؟ حينما يكون عندها الاستجابة أو المواجهة والتعاطي والتعامل مع التحديات، تستطيع أن تقاومها، وتواجهها، وهذا يقوم على مقدار ما لدى هذا المجتمع من سلطان الروح، هذه الروح فسرها هو بالقيم، والدين والأخلاق، هذا هو قوام المجتمع، وقال أنه حينما يحدث شرخ في الروح ينهار المجتمع، فإذًا أي مجتمع تواجهه تحديات، على مقدار ما لدى المجتمع من روح؛ التي هي القيم والدين والأخلاق، وده تونبي، على مقدار وجود هذه الروح على مقدار ما يقاوم المجتمع ويقوى ويتحضر ويرتقي، فإذا انكسرت هذه الروح ينهار المجتمع، لذلك إحنا ذكرنا إن هو قال إيه؟ قال إن الحضارات لا تموت قتلًا وإنما تموت انتحارًا، تنهار داخليًا ليس خارجيًا، أي انكسار يصيب أي مجتمع، إحنا لمما جت 67 سمينها نكسة، ليه؟ على اعتبار أن حقيقة الهزيمة هو الاعتراف بها، فإحنا مش معترفين بكده، فإحنا سنقاوم نفسيًا وهنحاول نتعارك، الآن القضية إني أنا من الداخل انكسرت، لكن أي حاجة ظاهرة لم تمسرني من الداخل، أنا ما زال عندي القدرة، لكن إزاي أعيد بناء وتشكيل نفسي تاني؟ بشكل يمنحني استعادة القوة دي، ويل ديورنت في قصة الحضارة وهو يتكلم عن الحضارة اليونانية يقول نفس الكلام، يقول أن الحضارة اليونانية أو الحضارات الكبرى عمومًا، إنما تنهار حينما تدمر نفسها، فيقول أن الحضارة اليونانية انهارت حينما انهارت أخلاقيات الشعب، ساد الصراع بين فئاته وهيئاته، وزاد فيه الاستبداد، هنا المجتمع الروماني، الحضارة الرومانية العظيمة هذه التي كانت مسيطرة، انهارت، منين؟ برده من الداخل وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ وَإِن مَّن قَرْيَةٍ أي قرية، أي حضارة، ستجري عليها هذه السنن الإلهية طالما أنها لاتحافظ على نفسها وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ في ربنا فوق، فوق أي حاجة وأي حد في ربنا سبحانه وتعالى، إحنا تكلمنا قبل ذلك، أننا من أول يناير 2011 كل شيء يذكر ماعدا الله، كل قوة وكل سند وكل تربيطة وكل شلة، هو الله سبحانه وتعالى فقط، نتذكر كده شوية حاجة ورا حاجة، تم تنحية الوجود والتأثير الإلهي بالكلية إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ َوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً فربنا سبحانه وتعالى قسم الحضارات إلى قسمين حضارات تهلك، وحضارات تعذب، هناك حضارة ستفنى تمامًا وهناك حضارة يوجد فيها بقية من خير فيشدد عليها وتعذب كي تستعيد نفسها إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ في اللوح المحفوظ الذي كتب فيه الله سبحانه وتعالى مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ۝ وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ ۝ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ۝ وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ ۝ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ ۝ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ هذا هو المآل النهائي لكل شيء فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ هذا هو مآل الأمر في النهاية، هذه هي النتيجة النهائية، وراء هذه الدنيا هناك أمر كبير، لابد ألا نغفل عنها أو ننساها، إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ ۝ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ.

 اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.

 اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك.

 اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم، ولا تعذّبنا فأنت علينا قادر، ولا تعذّبنا فأنت علينا قادر، والطف بنا يا مولانا فيما جرت به المقادير، واختم لنا منك بخاتمة السعادة أجمعين.

 أقولي قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.