Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

الآن حصحص الحق

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. إنه من يهديه الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم..

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمً

ثم أما بعد..

كنا في الجمعة الماضية مع ذكر سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه وذكر منافحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في إطار عام وهو التذكير وليس بيان ! التذكير بحال الصحابة رضي الله عنهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وماذا كان يمثل لهم وماذا كانت قيمته في حياتهم.. ماذا كانت مشاعرهم تجاهه.. مدى حبهم وتعظيمهم وفدائهم بالقول وبالفعل.. وأن هؤلاء لا يمكن إلا أن يكونوا آمناء على الوحي الذي أنزله الله تبارك وتعالى وعلى التعليم الذي علمهم إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه إنما كان يمثل لهم نبراس حياتهم كان يمثل لهم جزءاً من ذواتهم لم يكن شيئاً منفصلاً منفكاً عنهم حتى يتصور منهم أن يغفلوا عنه فضلاً عن أن يخونوا آمانتهم التي أئتمنهم الله تبارك وتعالى عليها يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ

فانتهينا إلى ذكر حسان رضي الله عنه وقوله:

فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمدٍ منكم وقاء

صلى الله عليه وسلم…

وذكرنا كيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه عبد الله بن رواحة ثم وجه كعب بن مالك رضي الله عنه إلى أن يجيبوا المشركين ويردوا على هجائهم وطعنهم في الإسلام وفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لم يبلغوا من ذلك إلى القدر الذي يرتضي صلى الله عليه وسلم، فدعا بحسان وأمره أن يجيب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم… بل وأخبره أن جبريل عليه السلام أن روح القدس عليه السلام مع حسان ما نافح عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وذكرنا في تضاعيف ذلك ما للكلمة من أثرٍ ومن خطر.. هذا الهجاء من المشركين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الطعن منه في الدين.. إنما كان بألسنتهم لم يكن بأيديهم واكن الكلمة لها أعظم الوقع والأثر في النفوس ولذلك قال صلى الله عليه وسلم هجاهم حسان فشفى واشتفى كل ده ذكرناه الجمعة اللي فاتت..

وقلنا معنى شفى إن هو شفى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلوب المؤمنين.. طيب إيه معنى الشفاء؟ يبقى إذن الكلمات كان ليها وقع وأثر سلبي وقعت كلمات حسان دواءاً وشفاءاً وذكرنا قول الشاعر..

وظلم ذوي القربة – قلنا إن أكتر واحد كان بيهجو النبي صلى الله عليه وسلم ويشتد عليه أبو سفيان بن حارث ابن عمه صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة –

وظلم ذوي القربة أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند..

فإذن القلوب بيصبها الضيق والهم والحزن بسبب الطعن فتأتي هذه الكلمات شفاءاً لهذه القلوب فشفى واشتفى.. شفى قلوب من حوله من المؤمنين واشتفى هو لنفسه..

وذكرنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدير معركة مع المشركين وأن هذا التوجيه منه لهؤلاء الشعراء الأبذاذ إنما كان في إطار هدف وغاية يبغي أن يصل إليها صلى الله عليه وسلم لأن هو في الأول قيل له يا رسول الله إئذن لعلي رضي الله عنه أن يجيب هؤلاء فهو صلى الله عليه وسلم لم يأذن – قلنا ليه لم يأذن – قال إن علي رضي الله عنه ليس قدره ووزنه في إجابة هؤلاء بالقدر الذي يرتضي.. ما هو حيجيب.. وقلنا إن علي رضي الله عنه فيما نقل إلينا من شعره لم يكن ضعيف الملكة أو المنة في هذا الباب لكنه صلى الله عليه وسلم كان يرى أنه لم يصل إلى الغاية المنشودة يبقى إذن في حاجة هو مش كلام بيتقال قصاده كلام وخلاص كده… لأ ! في غاية منشودة وهدف مراد إن في أثر سلبي لهذه الكلمات يقع في نفوس من يسمعها سواء من العرب من خارج المدينة أو من أهل الإيمان في المدينة.. فهذه الكلمات لابد أن تبلغ المبلغ المؤثر ويرى أن علياً ليس بذاك في هذا الباب فوجه ابن رواحة ووجه كعب بن مالك رضي الله عنهما.. وقلنا طب ليه النبي صلى الله عليه وسلم حاد عن حسان في البداية..؟ مع إن حسان أشعر هؤلاء في جاهلية وفي إسلام..

قلنا إن هو صلى الله عليه وسلم أرادأن ينافح عن الإسلام من هم أعلى مكاناً ومنزلة وسابقة فيه ثم لما لم يبلغوا إلى القدر الذي يريد أعطى القوس باريها ثم قال له إن روح القدس معك ما نافحت عن الله ورسوله طب ما هو كان ممكن الروح القدس مش ده جبريل عليه السلام يؤيد ابن رواحة ويؤيد كعب بن مالك لو هي بالتأييد بالروح القدس كان ممكن يؤيد يبقى إذن الأول أنت بتعطي القوس باريها ثم إذا أخلص في أمره وكان صادقاً في الذب عن الله ورسوله حينئذٍ يستحق أن يؤيد بروح القدس !!

ثم انتهينا إلى هذه الجملة هي دي الحته اللي احنا عايزين نقف عندها الروح القدس ده جبريل عليه السلام جبريل عليه السلام تنزل بالوحي من الله تبارك وتعالى ولكن ليس ذلك فحسب بل بقي جبريل عليه السلام يتنزل بتأييد هذا الوحي وتسديده فهو ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنور الذي آتاه الله تبارك وتعالى إياه.. ثم يتنزل بتأييد هذا النور وتأييد أصحابه ممن يذبون ويحمون ويدافعون عنه.. التنزيل الأول ده انقطع بانقطاع القرآن.. طب والتنزيل التاني؟ بقي ما بقي المؤمنون ينافحون عن دينهم… ده اللي احنا عايزين نقوله !!!

يبقى روح القدس لازال يتنزل تأييداً للوحي لكن قلنا هي المشكلة على من يتنزل روح القدس..

نحن الآن نتحدث عن الوحي الذي أنزله الله تبارك وتعالى وعن طعن الطاعنين فيه أنا عارف إن احنا مش هنا سواءاً المتكلم أو السامع وعارف إن دي قضية إحنا في الحقيقة بمعزل عنها تماماً لكن ده ماينفعش يعني كل واحد فينا مشغول في عالمه الخاص وربما هذه القضية لا ترد له على بال وإذا وردت وردت عفو الخاطر لكن ده ماينفعش هذا الدين وهذا النور نعمة امتن الله عز وجل علينا بها يجب علينا أن نقدرها حق قدرها يجب علينا أن نعرف لها قيمتها وقدرها ووزنها مش حقول زي الصحابة بس ماينفعش يكون المسافة بهذا القدر من الاتساع وهذا القدر من البول والنأي والبعد هذا لا يصلح إنما تحفظ النعم بشكرها ولا تحفظ النعم بكفرها وجحودها.. إذا أردنا أن يحفظ الله عز وجل علينا هذه النعمة فلا أقل من أن نقدر هذه النعمة حق قدرها وأن تتحرك قلوبنا تعلقاً بها وغيرة عليها فنحن الآن نتكلم عن هذا النور الذي أنزله الله تبارك وتعالى وتهيأ له أناس يحفظونه ثم ينقلونه سليماً تاماً محفوظاً إلى من بعدهم وهكذا من جيل إلى جيل حتى وصل إلينا إن لم نحفظه انقطعت هذه المنة وضاع هذا النور… !!

لقد ذكرنا قديماً كلمات علي رضي الله عنه وأفردنا لها خطبة من فترة طويلة.. كلماته التي خاطب بها كميل بن زياد علي رضي الله عنه وهو خليفة في الكوفة يصطحب شاباً صغيراً سنه حوالي ستة عشر سنة.. فخرج به من الكوفة إلى ناحية الجبان – الترب – برة المدينة خالص.. يقول فلما أصحرنا واحنا في الصحراء بعدنا عن الناس جعل يتنفس – الشخص لما يكون مهموم وياخد نفس عميق… ينفس به عن الهم الذي في صدره – ثم قال له يا كميل بن زياد – هو خرجه من الكوفه للصحرا علشان يقعد في جو من الهدوء علشان عايز يبث إليه هذه الكلمات علشان يحفظها.. – قال يا كميل بن زياد القلوب أوعية.. فخيرها أوعاها وقلنا أوعية دي معناها إيه؟؟ الوعاء يحفظ.. والوعاء يعيّ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ واعية تستوعب متنساش متسربش واعية تعيّ وتفقه.. قال فالناس ثلاثة.. الحاجة اللي هو عايزه يحفظها.. فعالمٌ رباني ومتعلم على سبيل نجاه وهمجٌ رعاعٌ أتباع كل ناعق.

بيقول الناس بينقسموا إزاء العلم إلى تلت أقسام ملهمش رابع الأول عالم اشترط في هذا العالم أن يكون ربانياً وكنا ذكرناها قبل كده في قوله تبارك وتعالى الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ في معنى الرب عن كلمة الرباني.. الرباني أي المخلص لله سبحانه وتعالى الذي ينسب إلى الرب سبحانه وتعالى اللي بينه وبين الرب سبحانه وتعالى صلة خاصة من الإيمان والتعلق والإخبات والإخلاص.. وذكرنا تعبيرنا احنا لما نقول إن فلان ده بتاع ربنا بنقصد بيها إن هو خارج قطار الصراعات اللي احنا بنصطرعها مش معانا هو في العالم بتعنا له سكه تانية وتوجهاته..

فقال العالم لابد أن يكون ربانياً مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ قلنا ربانيين أي مخلصيين إلى الرب سبحانه وتعالى وداعيين الناس إلى الإرتباط بالرب سبحانه وتعالى والارتباط بالله، فالعالم الرباني أي المخلص لله الذي لا يبتغي إلا مرضاة الله ووظيفته ودوره أن يربط الناس بربهم.. مش حاجة تانية..

طيب المرتبة اللي بعد كده واحد مش عالم بس بيتعلم.. بيتعلم ليه؟ على سبيل نجاة.. نيته من التعلم أن ربنا سبحانه وتعالى ينجيه في الآخرة ويرزقه الجنة ويعافيه من أهوال يوم القيامة.. طب لو بيتعلم لحاجة تانية لعلة تانية لهدف أخر ميبقاش بيتعلم..

طيب اللي مش كده أو كده تأتي هذه العبارة الحادة القاسية وهمج رعاع أتباع كل ناعق.. ليه؟ معندهمش بقى الحفظ اللي ربنا سبحانه وتعالى يحفظهم به يميلون مع كل ريح يتقلبوا يمين وشمال ويطلع فوق وينزل تحت ليه..؟ لأنه معندوش الميزان الضابط معندوش النور الإلهي أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ معندوش نور..

فإذن إما أن يكون العبد عالماً ربانياً وإما أن يتعلم لكي ينجو وإما الثالث.. يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ، وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ.. ثم قال له يا كميل الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ – بدأ يذكر فضائل العلم وثمراته… والمقارنة بينه وبين المال.. مش حنفصل في الجزء ده.. طيب هو ليه هنا قارن ما بين العلم والمال…ليه ذكر المال؟؟ اشمعنا الفلوس؟

لأن الإنسان إنما يحجزه عن طلب نجاته في الآخرة وعن العلم الذي ينفعه استغراقه في طلب المال الْعِلْمُ ” مَنْهُومَانِ لَا يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْمٍ، وَطَالِبُ مال ” هما دول سكتين إيه اللي حيصرفه عن الذي ينفعه واللي هو محتاجه إن هو مشغول بحاجة تانية مش فاضي مش فايق مش مركز.. يبقى إذن دلوقتي هو ذكر له فضل العلم وأقسام الناس إزاء العلم وبعدين بدأ يكلم طب إيه اللي حيصرفنا عن التعلم..؟ طلب المال فهو عايز يضبط الموازين.. ماهو على حسب أنا رؤيتي ووزني النسبي للأمور على حسب معاييري على حسب توجهاتي في الحياة… لو ماسعدتنيش اظبط توجهاتي في الحياة مش حينضبط سلوكي أو حركتي حتبقى إزاي..؟ رؤيتي فيها خلل البوصلة مش دقيقة كد حنتحرك حركة مضطربة ثم يخبر عن نفسه قال إن هاهنا علماً لو أصبت له حملة.. طب كميل؟ هو شايف إن كميل ده شاب صغير وبيحفظ فهو عايزه بس كوعاء يحفظ هذه الكلمات لكي ينقلها لمن بعده لكن حتى ده هو مش شايف إن هو أهل أن يبثه هذا العلم… يه العلم اللي هو بيتكلم عليه قال إن هاهنا وأشار إلى صدره إن هاهنا علماً لو أصبت له حملة، خلينا يا جماعة نركز شوية احنا دلوقتي بنتكلم عن سيدنا علي رضي الله عنه وهو أمير المؤمنين في الزمان الأول علي بن أبي طالب بيدور على حد.. حد.. يبثه هذا العلم ومش لاقي… طب احنا دلوقتي؟!! على توالي هذه الدهور والقرون..

قيل له رضي الله عنه هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء يعني قالكم أنتم آل البيت علم ماقلوش للناس قال لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا فهماً يؤتاه عبدٌ في كتاب الله وما في هذه الصحيفة… قيل وما في هذه الصحيفة؟ قال العقل وفكاك الأسير وألا يقتل مسلم بكافر أحكام من أحكام رسول الله بس هو علشان يحفظها حططها معاه علشان يراجعها.

قال إلا فهماً يؤتاه عبداً في كتاب الله هو ده اللي هو بيتكلم عليها دي الحاجة اللي هو عايز يعلمها.. بس لابد يكون اللي بيتلقى أهل لاستيعاب ده..

قال بلى أصبته لقناً غير مأمونٌ عليه، يستعمل آلة الدين للدنيا يستظهر بحجج الله على كتابه وبنعمه على عباده، دلوقتي هو عايز يعلم.. طيب مش يعلم الناس اللي عايزه تتعلم والمسئولية مسئوليتهم إذا أحسنوا فلأنفسهم وإن أساءوا فلها لأ.. الأمانة عليه هو لو محطهاش في المكان اللي يرى فيه إن هو يحفظها يبقى هو ضيعها..

قال بلى قصدته لقناً قلنا لقن يعني بيحفظ كويس آلة العلم إن الواحد يكون عنده ذهنية حاضرة ذكي وبيحفظ وبيستوعب.. لكن الأمانة قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ، قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ لازم الاتنين، إن القوة هي إيه؟ هي القدرة في كل مجال بحسبه، حسب التخصص، القوة دي هي امتلاك أدوات المعرفة، طيب والأمانة؟ أن يوظف هذا فيما يرضي الله، لا ينحرف به عن ما أمر الله تبارك وتعالى. يقول الراجل دا عنده القوة بس الأمانة لا، خاصة في هذا الباب فيه قوة وأمانة، إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً هو الدين أصلا أمانة.. فبيقول إن هو ما سوف يقدمه يوم القيامة، حيعمل بيه إيه؟ حيستظهر بحجج على الآيات، يعني يحرف آيات الله ويحرف معانيها طلباً لما يريد من هواه، ويستهر بالنعم على عباد الله، يعني يتكبر على الناس بالعلم اللي ربنا أدهوله، بدل ما العلم دا يقوده لمزيد من الخشية والتواضع بالعكس، مش دي. دا يمكن فيه علم بس مفيش دين. النبي صلى الله عليه وسلم قال: اللهم إني أسئلك علماً نافعاً، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع.. لازم عشان ينفع لازم يكون في إطار الأمانة الإيمان وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ الأولاني مش حينفع.

طيب والتاني.. أو منقاداً لأهل الحق… شخص يعني فيه الخير بس معندوش القوة أو منقاداً لأهل الحق لا بصيرة له في إحيائه، في رواية في أحنانه أي في قرارة نفسه، معندوش بصيرة في النظر والفهم فمش حيستوعب دا فعايز يكون فيه… ما أتاه الله من فهم ومن استنباط ومن قدرة على النظر لازم الواحد يكون مستوعب الحكاية مش حكاية حفظ. يَنْقَدِحُ اَلشَّكُّ فِي قَلْبِهِ لِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ أَلاَ لاَ ذَا وَ لاَ ذَاكَ.. لا دا حينفع ولا دا حينفع… قال: أَوْ مَنْهُوماً بِاللَّذَّةِ سَلِسَ اَلْقِيَادِ لِلشَّهْوَةِ أَوْ مُغْرَماً بِالْجَمْعِ وَ اَلاِدِّخَارِ لَيْسَا مِنْ رُعَاةِ اَلدِّينِ فِي شَيْ‏ءٍ شَبَهاً بِهِمَا اَلْأَنْعَامُ اَلسَّائِمَةُ… يقول: كَذَلِكَ يَمُوتُ اَلْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيهِ. دي الحتة اللي احنا عايزين نتكلم فيها، دلوقتي هل انت في المسجد أو في دائرة الديني، في شخص عنده قدرات بس مش مؤتمن وشخص عنده الأمانة والولاء بس معندوش القدرة، طيب وبعدين؟! قال بقا خارج الإطار دا.. إطار المجتمع العام إحنا بنتكلم بقا على إطار مجتمع المسلمين مش الكفار، مجتمع المسلمين ينقسم إلى قسمين: قسم في دائرة الإطار الديني وقسم بره، في خارج الإطار الديني قسمان: قسم حيدخل دائرة الشهوة وقسم، قال أو منقاداً للملذات، أصل مفيش حد فينا ما تعترهوش شهوة، مفيش حد فينا ما بيأثرش عليه الشيطان، مفيش حد فينا ما تستهوش النفس، لكن إحنا بنتكلم على إيه؟ على واحد سلم نفسه للهوى وللشيطان.

وخالف النفس والشيطان واعصهما… وان هما محضاك النصح فاتهم

يبقى إحنا هنا بنتكلم على حد بيقع في المعاصي أو بتعتريه الشهوة، لأ.. شخص سايب نفسه أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ منقاداً للملذات سلس القيادة للشهوات.. إحنا ليه بنعظم هؤلاء الصحابة، لأنهم أتاهم الله العلم.. ما العلم؟ فقه الكلمات اللي بيعبر بيها عن أوصاف المجتمع وعن أوصاف الناس.

 ومغرم بجمع الأموال، هو مش بيجمع الأموال عشان ينتفع بيه، لأ أصبح دا هدف في حد ذاته، أو يغرم بجمع الأموال والإدخار. جمع المال وتكثيره هدف، المال ما بقاش وسيلة، المال بقا غاية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط. هو ميزان الحب والكره عنده في المال. مش حاجة تانية، خلينا نركز في هذا التوصيف الدقيق.. قال: ولذلك بعد هذه الأقسام الرباعية، لابد أن يموت العلم بموت حامليه، قال صلى الله عليه وسلم حديث رواه عبد الله بن عمرو في الصحيح: إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الناس. الله سبحانه وتعالى أكرم وأرحم من هذا، إذا اتاك علم مش حياخده منك إلا إذا الإنسان كفر بنعمة الله، وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا كلمة فانسلخ دي صعبة أوي أكن انت بتسلخ واحد من جلده، عملية غاية في الصعوبة والألم، يعني هو عايز كده وهو يتألم، حيفضل يتذبذب جوا الإنسان، هو حيمشى على نفس الحقيقة وهو عارف بيعمل إيه، ودي صعبة جدا، يعني هو عارف دلوقتي المسلك اللي بيسلكه دا، فَانسَلَخَ مِنْهَا طب وبعدين فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ إذن قبل ما ينسلخ مكنش الشيطان مسيطر عليه فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ ۝ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث لو نصحته مش حيرتفع، في الحالتين يلهث.

إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً من صدور الناس وإنما يقبضه بموت العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا. لازم أي مجتمع لابد له من قيادات، لابد له من موجهين، لابد له من مفكرين، مثقفين، نخبة، أياً كان… فإن كان أهل علم حقيقة يقودوه للخير، وإذا ما كانوش؟!! إحنا لازم حد حيمشينا.. حتى إذا لم يبق عالماً محدش حيمشي بدماغه، اتخذ الناس رؤساء جهالاً.. يبقى لابد لنا من قيادات

لا يَصلُحُ الناسُ فَوضى لا سَراةَ لَهُم – ملهمش علم ولا قيادات – وَلا سَراةَ إِذا جُهّالُهُم سادوا.

فاتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فيستنكف يقول ما اعرفش، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم

 الحمد لله رب العالمين

 ثم يقول رضي الله عنه: اللهم بلى لا يزال في الأرض قائم لله بحجته، وبهذه الصورة يموت العلم بموت حامليه، بيقول لا، اللهم بك لا يزال في الأرض قائم لله بحجته لئلا تبطل حجة الله وبيناته هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ أولئك هم الأقلون عددا والأعظمون عند الله أجراً، بهم يدفع الله عن حججه حتى يودعوها نظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم. اللهم بك لا يزال في الأرض قائم لله بحججه، تكلمنا من قبل عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته. وقوله صلى الله عليه وسلم: مَثَلُ أُمَّتِي مَثَلُ الْمَطَرِ لَا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَمْ آخِرُهُ. لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك.

 بهم يدفع الله عن حججه، يعني إيه؟ كلمة بهم يدفع.. يبقى إذن فيه حد بيستهدفهم، فيه حد يريد أن يطفئ نور الله يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ في موضعين في كتابه، وفي الثالث في سورة التوبة أواخر ما نزل قال تعالى يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ إيه الفرق بين يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا ويُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ يبقى ربنا سبحانه وتعالى لما ذكر في سورة الصافات يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ فيه ناس بتسلك مسلك يبتغون من مسلكهم أنهم يوصلوا لدا وهم بيحاولوا وهم بيدافعوا وهم بيتحركوا لإطفاء نور الله فربنا سبحانه وتعالى بيصفهم وهما بيشتغلوا، هما بيشتغلوا ليه.. فإذا انتهوا من عملهم وظلوا انهم قد بلغوا بغيتهم وحصلوا غايتهم قال تعالى يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ أي بما فعلوا وأتموا ثم يقول تعالى وَيَأْبَى اللّهُ يبقى إذن إحنا عندنا آية بتصف حال الفعل وآية بتصف بعد الفعل، عملوا كل دا عشان إيه؟ أن يطفئوا نور الله ولكن وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ

فبهم يدفع الله عن حججه عشان يسلموها لنظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم، لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً، نبتاً ربنا ينبته، نبتة صالحة وتعهد ورعاية وسقاية، مش بس كده ويزرعوها في قلوب أشباههم.

ثم قال: هَجَمَ بِهِمُ اَلْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الأمر، إيه اللي خلاهم يعملوا كده؟ إيه اللي خلاهم يسلكوا المسلك دا؟ العلم نفسه.. البصيرة اللي ربنا رزقهم إياها عبر هذا العلم، هَجَمَ بِهِمُ اَلْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الأمر، حقيقة الحياة، حقيقة المآل بعد هذه الحياة، هَجَمَ بِهِمُ اَلْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الأمر فاستلانوا ما استوعره المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالملأ الأعلى. ثم قال شوقاً إلى رؤيتهم وأستغفر الله لي ولك.

 يبقى إذن وصف هؤلاء، إيه اللي خلاهم وصلوا لكده؟ العلم هجم بيهم على الحقيقة، أبصروا الحقائق، يبقى هنا الأحيان الإنسان الأمور مش واضحة لأن إحنا ما تبصرناش فيها وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ۝ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ۝ حَتَّى إِذَا جَاءنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ قلنا إيه الفرق بين يعشو ويعشى، يعشى يعني أنا عندي عشى ليلي طبيعي، أنا بالليل بدغشش أنا معذور لأن انا فعلا بالليل مش بشوف كويس، لكن ربنا سبحانه وتعالى ما قالش كده، يعشو يعني إيه؟ يعني بيعمل نفسه أعشى، هو مش عايز يشوف وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ هَجَمَ بِهِمُ اَلْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الأمر فاستلانوا ما استوعره المترفون.. شافوا إنها حياة صعبة… وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون. ليه؟ صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالملأ الأعلى. يبقى الجسد في الأرض لكن الروح متصلة بالله، دا اللي في الدين اسمه معراج، الروح تصعد إلى الله كما صعد صلى الله عليه وسلم إلى ربه لكن هو صعد بالجسد وبالروح أما نحن فليس لنا إلا الصعود بالروح لمن رزقه الله تبارك وتعالى.

ذكرنا إن ربنا سبحانه وتعالى امتن علينا بدين عظيم، وتكفل سبحانه وتعالى ولا يكون هذا التكفل إلا بأن انتدب منا من يقوم بهذا الحق ويؤدي هذا الواجب. وإلا ضاع الدين فضعنا. ما بقاؤنا إذا ذهب ديننا، ما بقاء مجتمع إذا ذهب دينه ومبدؤه وقيمه خلقه، إيه اللي حيفضل منه؟ فإذا ابتلي بهذا الدين من يعرف حقه ويسعى لنصرته حينئذ تنزل روح القدس مؤيداً له إن عجز عقله وفكره عن أن يذب عن دينه. ممكن يكون واحد إمكانياته مش كبيرة أو ما عنده من علم أو ما تيسر له مش كبير وحجم الشبهات ربما تكون اعلى من قدرته على المواجهة.. لكنه إذا كان يحمل روح حسان بن ثابت رضي الله عنه أيده الله بروح القدس.

نافح عن الله ورسوله، هو ربنا سبحانه وتعالى أداه الملكة دي من الشعر ثم رزقه أن يوفق أن يوظف ما أتاه الله لنصرة نور الله، كل واحد على حسب ما اتاه الله تبارك وتعالى، كل وادح حسب تخصصه، وأياً كان مجاله، لكن الروح دي موجودة فينزل التأييد الإلهي. وبهذا يحفظ الله تبارك وتعالى دينه ونوره.

فإحنا في الإطار العام لابد من التعظيم والتقدير للنعمة والغيرة على نور الله تبارك وتعالى وعلى دينه، وعلينا وأن ننتدب من بيننا من يقوم بهذا الحق ويؤدي هذا الواجب، لازم يكون بيننا من يقوم بهذا، أن مش حعرف، فلابد أن أبحث عن من يعرف، حدعم اللي يعرف، حشجع اللي حيعرف، يعني دلوقتي الظروف الحياتية بتاعتنا شغلانا كلنا، والطروف المادية ضاغطة على الجميع، طيب لو كلنا استغرقنا في دا استغراق كلي، طيب مين اللي حيقوم بهذا الشأن العظيم اللي هو شأن الدين؟ دا للأسف الفرق بيننا وبين غيرنا، يعني غيرنا من أهل الملل الأخرى التي ليست بحق يسعون في بيان ذلك وينفقون على معتقدهم وفكرهم عشان ينتشر ويربو.. طب إحنا؟! اللي إحنا أولى منهم بذلك.. اللي ربنا أتانا الحق.. لا إحنا بنقوم به ولا بنحاول نهيئ من يقوم بيه.. طيب وبعدين؟! مين المسؤول عنه؟ مين اللي حيقوم بيه؟

ولكن يبقى من رحمة الله أن يبقى قائم بحجة الله، لكن إحنا الخطر علينا إحنا، قال تعالى وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ قال تعالى فَإِن يَكْفُرْ بِهَا حتقع يعني؟! لا مش حتقع فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ هي المشكلة هنا، إحنا لازم نستوقفنفسنا، كل واحد حسب مجاله وحسب دوره، النفح عن الدين يشمل كل التخصصات، أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ۝ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء المسألة فين؟ التعقيب على إيه؟ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً إحنا بنتكلم في سنن كونية في نعم إلهية خارج إطار الوحي، خارج إطار القرآن، العلم اللي ربنا بيتكلم عليه هنا خارج إطار القرآن، أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا أمطار وسحب وعلم النبات، طيب وفيه جيولوجيا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ ۝ وَمِنَ النَّاسِ فيما يتعلق بعلم الإنسان وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ الحيوان مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ طيب وبعدين إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء يبقى إذن هذا العلم يقود لخشية الله سبحانه وتعالى، لذلك لما يكون واحد متخصص في دا وبعدين ما أدركش منه عظمة ربنا سبحانه وتعالى، وما وصلش فيه لخشية الله دا إنسان لا يسمى عالماً سميه أي حاجة لكن لا يسمى عالماً، طيب يبقى إذن ربنا بيتكلم عن حاجة خارج إطار العلوم الشرعية دي بتورث خشية الله، دا علم وعلم بيورث خشية الله، فأي واحد فينا أياً كان تخصصه مش حيطلع بره، هل قاده العلم إلى خشية الله، وهل بيظهر بهذا العلم إلى خشية الله، وهل يدعو الناس إلى الله من خلال تخصصه، هل بيعمل كده؟ طيب لو ما بيعملش.. ما بيعملش كده ليه؟ كل الحاجات دي من عند ربنا سبحانه وتعالى، أي حد أياً كان اتجاهه وأياً كانت وظيفته وأياً كان تخصصه، عليه حاجة يقدمها عشان ينافح بيها عن النعمة التي أتاه الله سبحانه وتعالى إياها، وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ ؟؟ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك.

اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا الإسلام حتى نلقاك عليه.

اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبدا ما أبقيتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا ولا تجعل إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم