Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

الحجب والحرمان

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً

ثم أما بعد ,

الخطبة عنوانها الحجب والحرمان

أما الحجب والحرمان مصطلحات في علم الفرائض، الفرائض هي المواريث كيفية وقوانين وقواعد توزيع مال المتوفى على الأقارب لهذا المتوفى، وهذا علم مستقل بذاته، فرع من فروع العلم وتخصص من تخصصات العلم يتعلق فقط بهذه المسألة، ولماذا سميت هذه المسألة أو هذا الجانب بالفرائض، الفرائض جمع فريضة، والفريضة الشيء الواجب، وواجبات الدين التي أوجبها الله سبحانه وتعالى على عباده لا تقتصر على كيفية توزيع التركة، يعني لما تأتي كلمة الفريضة غالباً ينصرف ذهننا إلى إقام الصلاة وإتاء الزكاة الصيام الحج، وصلة الرحم بر الوالدين، التهذيب الأخلاقي، فلماذا سمي علم الميراث باسم الفرائض، لقوله تعالى بعد تعداد بعض هذه المواريث فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ ونحن لا زلنا نتذاكر ونذكر بمنة ربنا سبحانه وتعالى علينا أنه ما ترك لنا من أمر نحتاج إليه إلا وبينه، في أمور المعاش وفي أمور الميعاد، في أمور الدنيا وفي أمور الآخرة، لم يترك صغيرة ولا كبيرة مما نفتقر ونحتاج إليه إلا بينه ووضحه وفصله، نستمع إلى قوله تعالى في سورة النساء يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ والتعبير بالوصية التي فيها معنى الحدب والنصح وإرادة الخير يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء أي هن بنات ليس عنده أولاد فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا الأب والأم السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً مين هيمشي قبل مين؟ من الذي سيخرج من الحياة أولاً؟

فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيماً ۝ وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ يكفي في تأمل هذه التفاصيل الدقيقة التي لم تترك شاذة ولا فاذة شاردة ولا واردة إلا بينها الله تبارك وتعالى بفضله ومنته، التوزيع الدقيق وإعطاء كل ذي حق حقه.

في علم الفرائض هناك ما يسمى الحجب وما يسمى الحرمان، هناك أناس باعتبار القرابة واعتبار الصلة تستحق من هذا الميراث، تستحق من هذه التركة,

أسباب ميراث الورى ثلاثة كل يفيد ربه الوراثــــــــــــة

وهي نكاح وولاء ونســب ما بعدهن للمواريث سبب

فإذاً علاقة القرابة وعلاقة الزوجية وعلاقة الولاء، لو هذه الأشياء موجودة، شيء منها موجود يستحق الشخص أن يرث في هذا المتوفى، وهناك أشياء تمنع هذه الوارثة وهي على قسمين: حجب وحرمان، الحرمان أن يكون الشخص مستحق للوارثة ولكنه أتى بما يمنعه أو يحرمه من هذا الحق.

ويمنع الشخص من الميراث واحدة من علل ثــــــــــــلاث

رق وقتل واختلاف ديــــــــن فافهم فليس الشك كاليقين

 أي أن الشخص إذا قتل مورثه، يعني الراجل اللي مفروض ده هيورثه مات، الذي مات هذا كان بسبب أن هذا الشخص الذي من المفترض أن يرث قتل فهذا القاتل لا يرث ممن قتله فيعامل بضد مقصوده، كما جاء في قصة بقرة بني إسرائيل أن شخصاً قتل عمه ليرثه فكان هذا إفساداً منه لهذا الحق، لأن هذا الميراث مبني على الصلة والرحم والبر وهذا قطع هذه الرحم بأسوأ ما يكون، أو اختلاف الدين، أي خرج من دينه عياذاً بالله، يعني مثلاً واحد في دار من الديار البعيدة وابنه أو ابنته عياذاً بالله انتقلا عن ملة الإسلام إلى غيرها ألحد مثلاً، فهذا قطع صلة الإيمان بينه وبين الأب أو الأم فلا يرث، فهذا هو الحرمان أي أنه فعل شيئاً أفسد هذا الميراث، طب الحجب أن يكون هناك أحداً أقرب منه في الطريق، يعني واحد توفي ووالده موجود وعنده إخوات، فطالما كان الوالد موجود فالوالد يحجب أبناءه الآخرين، يعني واحد توفي وعنده أخين ثلاثة وأخت مثلاً وأبوه ما زال موجود وجود الأب يحجب هؤلاء الأبناء، فمعنى الحجب أن يأتي أحداً في الوسط أقرب للمتوفى، فالأقرب هذا يحجب الأبعد، وهذا الحجب حجب قسمين: حجب كلي وحجب جزئي، حجب حرمان وحجب نقصان، حجب كلي أي لا يأخذوا شيئاً بسبب وجوده وحجب جزئي أنه ينزل، يعني لو واحد مثلاً توفي وعنده أب وأم، والأب سيأخذ الثلثين والأم ستأخذ الثلث، طيب لو كان له إخوة، هؤلاء الإخوة سيحجبوا بالأب، لكن سينزلوا نصيب الأم من الثلث إلى السدس فهذا حجب نقصان تنزل من فوق لتحت.

طيب إيه المطلوب بقى؟ ماذا نريد؟ نريد أن نتكلم عن الحجب والحرمان، عندنا هنا ثلاث كلمات، هناك ميراث هذا هو الأصل، وهناك أناس مستحقة للميراث، هؤلاء المستحقين يزول استحقاقهم مع أنهم في الأصل مستحقين بسبب الحرمان أو بسبب الحجب.

فالميراث، الميراث الأعظم الذي هو أربى وأعلى وأعظم من المال، الدين والإيمان والقرآن، وكل من ينتسب إلى الدين والإيمان والقرآن له حظ وله حق في هذا الميراث ينتفع منه، هناك شيئين يفسدا هذا الأمر، الحرمان والحجب، أما الميراث فقد قال الله تبارك وتعالى وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ورثه في النبوة وفي العلم يقول زكريا عليه السلام فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً ۝ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً يرث النبوة وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً ۝ يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً لماذا قال ولي ولم يقل ابناً؟ هو يطلب ولد، لماذا سمى الولد ولياً؟ لأنه ربما كان ولداً لكنه عياذاً بالله يكون عدواً، فليس كل ولد يكون ولياً ربما كان عاقاً فاسداً مفسداً فصار عدواً، فكان من علمه ومن فطنته ومن حكمته عليه السلام أن طلب ولداً ولياً، لماذا؟ لأنه يريده للرسالة ووظيفة ومهمة قال يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً في محل الرضا من الله سبحانه وتعالى.

فإذاً حقيقة الميراث الأعظم هو هذا الميراث، قال تعالى وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ۝ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ۝ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ ۝ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ۝ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ۝ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ۝ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ۝ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ۝ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ۝ الَّذِينَ يَرِثُونَ ماذا يرثون؟ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ۝ الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ۝ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ۝ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ۝ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ۝ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا

فإذاً الميراث الأعظم هو ميراث الإيمان الذي سيترتب عليه في الآخرة الميراث الأعظم الذي هو الجنة، طيب ما الذي سيوصلنا إلى هذا الميراث الأعظم؟ ميراث الكتاب، النور الإلهي، الوحي الإلهي الذي هو القرآن وموقفنا منه وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا منة الكتاب والوحي والقرآن هذا هو الاصطفاء والمنة من الله تبارك وتعالى، فما هو موقف الناس منها؟ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ۝ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ۝ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ۝ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ وقال تعالى في ذكر الميراث أيضاً وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ۝ فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ

فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى أعرضوا عن الكتاب إلى الدنيا وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا فإذاً الله سبحانه وتعالى جعل الكتاب هو الميراث لماذا؟ لأن هذا هو الذي سيوصل إلى الإيمان وسيوصل إلى ميراث الآخرة العظيم الذي هو الجنة، إذاً مفهوم الميراث الأعلى والأرقى هو ميراث الإيمان وما يترتب عليه من ميراث جنات الرضوان هذه هي حقيقة الميراث، فنا موقف الناس منه؟ كل شخص ورث هذا له فيه حظ ونصيب، طيب هل هناك ما يبعده عنه؟ شيئين: يحرم نفسه أو يضع حجاباً بينه وبين الميراث، طيب كيف يحرم نفسه؟ أنه يسلك مسلك آخر رق وقتل واختلاف دين، طيب اختلاف الدين يعني يطلع أو يبعد أو يخرج عن مسلك الوراثة الصالحة، يتنكب طريق الحق والهدى، يعرض عن الله تبارك وتعالى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ۝ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ۝ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً ۝ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى طب والرق؟ قال الله تعالى أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ هو كان فاهم وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً ۝ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ۝ وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ ۝ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلّاً كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ قال صلى الله عليه وسلم: ” تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة، تعس وانتكس وإذا شيك فلا أنتقش ” فسمى اللاهث وراء الأموال عابداً لها، سمى المستغرق في مظهره ووضعه وهيئته الاجتماعية مؤثراً ذلك على رضوان الله عبداً لذلك، فما هو إذاً الذي يحرم الإنسان أن يخرج عن مسلك الدين إلى غيره أو أن يسترق نفسه للهوى وللشيطان وللمال وللمظهر وللجاه، هربوا من الرق الذي خلقوا له وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فبلوا برق النفس والشيطان، هذا هو الحرمان.

فإذاً الإنسان يسلك المسلك أو يفعل الفعل الذي يحرمه من الميراث الأعظم، وإن كان مستحقاً للميراث الأدنى هذا الدنيوي، طيب والحجب أن الشخص يضع أحداً واسطة بينه وبين الله فيحجبه عن حقيقة الرؤية عن حقيقة الإدراك عن حقيقة الفهم، ولذلك للأسف نحن إلا من رحم الله واقعون في أسر الحجب أو في أسر الحرمان، الحرمان هو أن الإنسان يسلك مسلك آخر، والحجب أن يكون الإنسان في دائرة طلب الإيمان أو في دائرة طلب هداية الكتاب ولكنه جاعل بينه وبين الله وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم حجاباً، سمه شيخ أو سمه هيئة سمه مؤسسة، أنا أنظر إلى الدين أو أفهم الدين أو أدلي إلى الدين من خلال هذه الواسطة فهي تحجبني حجباً كلياً أو حجباً جزئياً، إما حجب حرمان وإما حجب نقصان، ولذلك من الذي لا يحجب في علم الميراث؟ الذي بينه وبين المتوفى صلة مباشرة، الأب والأم، الزوج والزوجة، الابن والبنت، لماذا؟ لأن هؤلاء لا يوجد بينهم وبين المورث واسطة، فإذاً من الذي لا يحجب عن نور الله سبحانه وتعالى؟ الذي يستقي منه استيقاء مباشر، الذي يتعرض له تعرضاً مباشراً قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ۝ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا، ولكن ربما يوجد بعض الأشياء التي لا نفهمها أو ندركها، نعم، لكن الدين ” مش طلاسم ” لا يوجد أناس منزلين لأنهم متحدثين باسم الرب أو باسم الإله هذا غير موجود، يوجد العالم، هذا العالم يفهمني الذي لا أفهمه، يشرح لي الذي أحتاج أن أستوضحه من نور الله تبارك وتعالى ومن الكتاب ومن السنة، هذا هو الوحي، لا يوجد حجاب بين الناس وبين الله سبحانه وتعالى، لا في الإدراك ولا في الاستيقاء ولا في التعامل أو التوجه وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ نحن لا نحتاج إلى أحد واسطة يدخلنا على الله يفتح لنا باب الله سبحانه وتعالى، لا والحمد لله، الصلة بين العبد وبين الرب سبحانه وتعالى صلة مباشرة لا تحتاج إلى وسائط، ولذلك قال وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّييَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ قل سؤال هم يسألون من الذي سيبلغهم؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولذلك ” يسألونك …. قل” ، طيب وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فقل إني قريب؟ لا، طيب ما هو الذي سيقول كما في كل موطن سوف يقول، هنا بالذات لأ، حتى في التبليغ في نقل الكلام لأ، ربنا سبحانه وتعالى جعل نفسه هو الذي يجيب إجابة مباشرة لنفي الوساطة نفياً تاماً مطلقاً، حتى هنا في التبليغ لا يوجد قل وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي هو الذي يقول سبحانه وتعالى فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ، النبي صلى الله عليه وسلم وهو في سفر وناس بتدعي ربنا سبحانه وتعالى وصوتها عالي فقال: ” أيها الناس أربعوا على أنفسكم ” براحة ماتزعقوش ” إنكم لا تدعون أصماً ولا غائباً، إنما تدعون سميعاً قريباً مجيباً ” سبحانه وتعالى، فإذاً الميراث الأعظم، هو ميراث الإيمان، الميراث الأعظم، هو ميراث الكتاب، الميراث الأعظم هو ميراث الجنة، وكلنا لنا فيه نصيب بحمد الله وفضله إلا أن ندخل أنفسنا في أهل الحرمان أو ندخل أنفسنا في أهل الحجب، يعني في هذا الميراث الدنيوي هذا الحجب يكون أمراً ليس لي تدخل فيه، لكن في الآخروي ليس الأمر كذلك، هذا الحجب يكون بإرادتي، الذي يحجب نفسه عن النور هو المحجوب، أما الذي يدلي بنفسه إلى صاحب الميراث سبحانه وتعالى إدلاءاً مباشراً فهذا دائماً في دائرة العطاء في دائرة المنح في دائرة الهبة في دائرة الإحسان في دائرة الإنعام من الله سبحانه وتعالى.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم,

الحمد لله رب العالمين، كنا نتحدث عن هذا الميراث الإلهي، عن الكتاب عن عطاءات الله سبحانه وتعالى لأهل الإيمان، وذكرنا آية الكرسي وذكرنا سورة الإخلاص وذكرنا سورة الفلق وذكرنا سورة الناس ثم نذكر بإذن الله فاتحة الكتاب، ولكن بين هذا وهذا نذكر بهذا المعنى.

طيب هذا الميراث العظيم كثير منا غافل عنه أو محروم عنه أو حاجب نفسه عنه، نحن نبحث هنا عن العلة، لماذا نحن لا نتمتع بهذا الميراث الذي آتانا الله تبارك وتعالى إياه؟ نحن الذين نفعل هذا، إما بالحجب وإما بالحرمان، هذا الذي نريد أن نعالجه ونريد أن نتخلص منه، طيب من أي شيء يكون الحرمان؟ الحرمان من نور الإيمان ومعرفة الله سبحانه وتعالى الاتصال بالله قراءة كتاب الله ذكر الله تبارك وتعالى، الصلاة، الوقوف بين يدي الله، السجود والتضرع لله، اللجوء الدائم إلى الله، الثقة العظيمة بالله، حسن الظن الدائم به سبحانه وتعالى، هذا هو ميراث النعمة، ونحن نناله أم نحرم ونحجب، يقول صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة في المسند وفي النسائي، يقول: ” شهر رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار، وتغل فيه مردة الشياطين، فيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم ” من هو المحروم حقيقة؟ الذي يحرم هذا الفضل ” من حرم خيرها فقد حرم ” قال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي الدرداء في المسند أيضاً وعند الترمذي ” إنه من يعطى حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير ” فإذاً أين الحرمان؟ حرمان أوقات القرب والعبادة والصلة بالله، حرمان الأخلاق الفاضلة والصفات الراقية، هذه هي حقيقة الحرمان، ” من حرم خيرها فقد حرم ” ” ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير ” كذا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه هي حقيقة الحرمان فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ ۝ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ حقيقة الحرمان كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ هذا هو الحرمان الحقيقي ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ نسأل الله سبحانه وتعالى السلامة والعافية، كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ فلماذا هم كذلك؟ وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ فإذاً هم الذين وضعوا الحجاب بينهم وبين رسول صلى الله عليه وسلم في الدنيا فكان جزاءهم أن حجبوا عن نور الله تبارك وتعالى وعن رضوان الله، وعن جنة الله في الآخرة.

طيب هل هذا الميراث أخروي فقط؟ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ يقول موسى عليه السلام إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ۝ وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ۝ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً ۝ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ۝ إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ ۝ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً ۝ أَاطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً ۝ كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً ۝ وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً هو ماذا قال؟ قال لَأُوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً

طيب هل ربنا سبحانه وتعالى آتاه؟ نعم آتاه، ثم إلى أين يذهب؟ وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ سيسترد منه مرة أخرى، ثم يأتي ربه تبارك وتعالى فرداً من أهل ومال وولد إلا عمله أنجاه أو أوبقه، فهل هذا أنجاه عمله؟ لا، وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدّاً ۝ وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فإذاً الميراث لله الملك لله الأمر لله، يعطي ويمنح ويهب، منَّ علينا سبحانه وتعالى بالميراث الأعظم الذي هو ميراث الإيمان والكتاب، ثم أبتلينا بهذا الميراث، أي اختبرنا فيه، نكون من أهل الإحسان أم من أهل الحجب والحرمان، من الذي سيجيب؟ من الذي سيحدد؟ من الذي سيضع نفسه في هذا المحل أو ذاك؟ نحن من نفعل ذلك، فنحن نعوذ بالله تبارك وتعالى أن يجعلنا من أهل الحجب أو يجعلنا من أهل الحرمان، نحن الذي نريد أن نضع أنفسنا في دائرة الميراث، هذا هو الميراث الحق الذي ينبغي ألا ننشغل عنه، يقول بسر بن جحاش القرشي وهو آخر ما نذكر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بسق في كفه، ثم وضع عليه إصبعه وقال: ” قال الله تعالى: أنَّا تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه، حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين برديك ” الخيلاء، والتكبر ” للأرض منك وئيد ” يظل يخبط على الأرض يا أرض اتهدي ما عليكي أدي ثم ماذا؟ ” فجمعت ومنعت، حتى إذا بلغت التراقي، قلت أتصدق وأنى أوان الصدقة ” هذه هي حقيقة الحرمان، كان لديه الفرصة أن يحسن ويعطي فيحسن الله إليه، لكنه لم يفعل، لما ضاع الوقت قال أتصدق الآن، وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ ۝ وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ تناول الإيمان مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ خلاص وقته انتهى وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِف بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ۝ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا حقيقة الفقه، وحقيقة الوعي، وحقيقة الفهم، وحقيقة الإدراك، وحقيقة العلم، أن نبصر بالبصيرة التي آتانا الله تبارك وتعالى إياها، ونعرف حقائق الأمور، أين هي حقيقة الميراث؟ أين هي حقيقة النعمة؟ حقيقة الفضل والإحسان؟ وبالتالي نكون من أهل الانتفاع وألا نكون من أهل الحجب وألا نكون من أهل الحرمان.

نسأل الله سبحانه وتعالى، أن ينفعنا بما قلنا وبما سمعنا وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.

اللهم خذ بأيدينا إليك، اللهم خذ بأيدينا إليك، اللهم خذ بأيدينا إليك، أخذ الكرام عليك، لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك.

يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث، برحمتك نستغيث، أصلح لنا شأننا كله، أصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلا أنفسنا أو إلى أحد من خلقك، ولا تكلنا إلى أنفسنا ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين.

اللهم اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ، اللهم اشفِ مرضانا، اللهم اشفِ مرضانا، اللهم اشفِ مرضانا، اللهم ارحم موتانا، اللهم ارحم موتانا، اللهم أهلك أعدائنا، اللهم أهلك أعدائنا، اللهم لا تخيب فيك رجائنا، اللهم لا تخيب فيك رجائنا، اللهم لا تخيب فيك رجائنا.

واختم اللهم بالباقيات الصالحات أعمالنا، واختم اللهم بالباقيات الصالحات أعمالنا، اللهم ارحم في هذه الدنيا غربتنا، اللهم ارحم في هذه الدنيا غربتنا، اللهم ارحم في هذه الدنيا غربتنا، وارحم اللهم عند الموت كربتنا، وارحم اللهم عند الموت كربتنا، وارحم اللهم عند الموت كربتنا، وارحم اللهم في القبور وحشتنا، وارحم اللهم في القبور وحشتنا، وارحم اللهم في القبور وحشتنا، وارحم اللهم في القيامة ذل مقامنا بين يديك، وارحم اللهم في القيامة ذل مقامنا بين يديك، وارحم اللهم في القيامة ذل مقامنا بين يديك.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم,