Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

الحمد لله رب العالمين 2

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم،

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

ثم أما بعد:

فنحن لازلنا في الحديث عن نعمة الإيمان، نحن نتحدث عن رب العالمين؛ رب العالمين، نعمة أن يكون لنا ربّ، هذه نعمة عظيمة لا يقادر قدرها؛ أن لنا ربّاً، وكلمة الرب كما ذكرنا كلمة ذات عمق عظيم وذات بعد كبير ليست كلمة سطحيّة كما ربما يظنُّ الكثير من الناس لأننا وللأسف كثيراً ما نعرض عن التعقّل وعن التفكّر الذي أمرنا الله عز وجل به، عن التدبّر الذي وجّهنا الله عز وجل إياه، قلنا إن رب العالمين هو الذي خلق، هو الذي يملك، هو الذي يعطي، هو الذي يمنح، هو الذي يدبّر، هو الذي يصلح، هو الذي يربي.

فتكلمنا في الجمعة الماضية عن الإنسان حينما يفقد الطريق إلى ربه، حينما يغيب عن هذا المعنى العظيم، وعن أثر أن يعيش الإنسان في هذه الحياة لا يؤمن بربّه ولا يهتدي إليه، وذكرنا أن نتوجّه العبد إلى الرب سبحانه وتعالى هو توجّه فطري ضرورة نفسيّة، أعفانا الله سبحانه وتعالى وأغنانا عن أن نتفكّر أو نبحث أو نستدل لكي نصل إلى الله بل جعلها فطرة فُطر عليها الإنسان.

ولذلك الذي يحيد عن هذه الفطرة إنما يقاوم عقله، فطرته ووجدانه ولذلك ذكرنا أن هذه المسألة أبداً، أبداً لم تكن مسألة عقلية، أبداً لم تكن استدلالاً واستنباطاً، وإنما كانت توجّهاً وتأزّماً في نفسية الإنسان.

والإنسان هذا الكائن الذي كرّمه الله تبارك وتعالى اصطفاه هو كائن معقدٌ ليس كائناً بسيطاً وإنما يكتسب البساطة ويكتسب الطمأنينة ويكتسب السكينة فقط حينما يستند إلى رحمة ربه تبارك وتعالى أما حينما يحيد عن هذا السبيل، فهو الشقاء وهو السعادة وهو الضنك وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا.

فنحن نتحدث عن نعمة الإيمان، الإيمان أصله من الأمن هو الذي يعطي الإنسان الشعور بالأمان، هل الشعور بالأمان هذا شعور عشوائي؟ أي ليس مبنياً على شيء، أي إن الإنسان إذا آمن رزقه الله سبحانه وتعالى الأمان جزاءً وفقط، غفلاً بدون أن يكون هذا مترتّباً ترتباً منطقيّاً؟ لا

الأمن من أين يأتي؟ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ الظلم هو الشرك، التعلّق بغير الله سبحانه وتعالى أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ إذاً الأمن من أين يأتي؟ يأتي من استناد الإنسان إلى رحمة الله مع ثقة الإنسان بالله مع حسن ظنّ الإنسان بالله مع معرفة الإنسان أن الله سبحانه وتعالى لا يختار له إلا الخير ولا يوجهه إلا إلى البر، ولا يقدّر له إلا ما فيه الخير والمصلحة، وأن خزائن كل شيء بيده، وأنه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، وأنه إن منح فقد أكرم وإن منع فقد أحسن فهو إذا منح إنما يمنح جوداً وبراً سبحانه وتعالى وإذا منع إنما يمنع لطفاً ورحمة فهو سبحانه وتعالى ليس ببخيل فيبخّله العبد، هو لا يمنع عن الإنسان رفداً إلا إذا كان هذا في خير العبد ومصلحته، فإذا أيقن العبد بذلك استشعر الأمان واستشعر السكينة واستشعر الهدوء، فالإيمان شيء له تفعيل، تفاعل منطقي ووجداني، يوصل في النهاية إلى نتيجة.

هذا الإيمان له توجّهان، عندما نقول فلان آمن نقول فلان آمن بكذا، وفلان آمن لفلان، قال تعالى آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وقال تعالى عن إبراهيم عليه السلام فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ فلماذا لم يقل آمن به، وما الفرق بين هذا وذاك، إذا عرفنا الفرق ما بين الاثنين نستطيع أن نجمع حقيقة الإيمان، آمن بالشيء أي اعتقده واستقرّ في نفسه وانشرح له صدره وهذه المعاني الإيمانية نفسها، أنا آمنت بها يعني صدري انشرح لها وقلبي استقرّ عليها، فعندما أؤمن لشخص، إذاً أنا أؤمن بشيء وأؤمن لشخص، أؤمن له يعني أتّبعه ثقةً مني فيما يوجّهني إليه، إذاً أنا أؤمن لربنا سبحانه وتعالى وأؤمن بنبوة النبي وأؤمن لرسول الله صلى الله عليه وسلم أي أتّبعه على ما وجّهني.

إذاً أنا أعتقد شيء يستقرّ في قلبي وبعد ذلك أخطو خطوات على وفق ما استقرّ في نفسي وعلى وفق ما اعتقدت حينئذٍ يستقرّ في قلبي معنى الأمن ومعنى الأمان، ولذلك موسى عليه السلام قال وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي لم يقل بي فَاعْتَزِلُونِ إن أنتم لم تتبعوني فلا تؤذون، قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يخبر الله عن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين، بيثق فيهم وبيثق فيما يقولونه له وبيحسن بهم الظنّ ولذلك يصدقهم فيما يقولون، يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ إذاً حقيقة الإيمان هو الشيء الذي يورث الإنسان الشعور بالأمان، فإذا لم يكن، لو الإنسان سيعيش بدون أن يشعر أن له ربّاً – على معنى كلمة الرب – كيف يعيش؟ كيف يقضي هذه الحياة؟ هذا هو الذي كنّا نتكلّم عليه الجمعة الماضية، قلنا: هذا هو الذي أصبنا به من جرّاء ماذا؟؟ يعني هذا التوجّه وصل إلى الأمة المسلمة كيف؟؟ من أين هبّت رياحه ولماذا استقبله منّا من استقبل؟ وما الآثار التي ستترتب على هذا؟

قلنا لو إنسان لا يؤمن بالله، فإذا أصابته كربة أو ضيق أو شدّة ماذا يصنع؟ً أين سيذهب؟ إذا شعر بعدم الأمان من الناس الذين حوله ماذا يفعل؟

هذه الحياة التي يعيشها إلى أين توصل؟ أو هو ما غاية الحياة نفسها؟ أي إنسان لابد أن تعتمل في ذهنه أسئلة معيّنة هذه أسئلة أساسية يشترك فيها الناس أيّاً كانت اتجاهتهم، ويأتي الدين أو الفلسفة لكي يجاوب على هذه الأسئلة؛

الإنسان كيف خُلق؟ لماذا خُلق؟ من الذي خلقه؟ ولماذا خلقه؟ وما العلاقة بينه وبين الذي خلقه؟ وما العلاقة بينه وبين الكون الذي حوله؟ أين سيذهب بعدما سيخرج من هذه الحياة؟ ما المنهج الذي يفترض أن يسير عليه لكي يعيش الحياة بسلام وأمان؟

هذه هي الأسئلة الطبيعية التي تعتري أي إنسان، يجاوب عليها دين أيّاً كان الدين؛ حق أو باطل، أو تجاوب عليها الفلسفة؛ نتاج التفكير البشري، هذه الأسئلة يمكن أن يجاوب عليها شخص غير ربنا الذي خلق الإنسان، فكيف سيعرف؟ الإنسان لا يمكنه أن يجاوب عن هذه الأسئلة إلا إذا أنزل الله إليه جواب هذه الأسئلة.

هناك جواب صحيح وهناك أجوبة حرّفت، وهناك تفكير إنساني في الفراغ هكذا، ليس مبنيّاً على شيء، لأنني كيف سأجاوب على هذه الأسئلة لأنها ليست أشياء محسوسة تتعرض لقياسات معيّنة فسأقيسها، لابد أن الله سبحانه وتعالى الذي خلق الإنسان يخبره لماذا خلقه.

الإنسان إذا فقد هذه الفكرة، أي إذا كان يعيش الحياة هكذا، ولذلك قال الله تبارك وتعالى ذكرها سبحانه في سياق الاستنكارقال أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا يعني بدون غاية وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ۝فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ فلماذا فَتَعَالَىاللَّهُالْمَلِكُالْحَقُّ أن ربنا سبحانه وتعالى أعلى وأعظم وأجلّ من أن يفعل فعلاً بغير حكمة وبغير خبرة وبغير علم – لا يستقيم – كل هذا الخلق هكذا؛ بدون أي سبب بدون أي غاية، بدون أي حكمة أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى يخلقه ثم يتركه لا يوجّهه ولا يأمره ولا ينهاه ولا يبيّن له منهاج حياته.

فإذا فقدت هذه الإجابات أو فقدت الإجابات الصحيحة ماذا يفعل الإنسان؟ يعني إذا جاء شخص يتكلم عن أن هذا الكون خلق هكذا، سواء عبّر عنه بالمصادفة أو بأي تعبير، في النهاية أن هذا الخلق كله ليس له حكمة ولا غاية، فأنا ماذا أعني – ما ترجمتي – في الحياة، أنا ماذا سأفعل كيف أسير في هذه الدنيا، – بلاش كده – .

إذا جاء شخص وقال إن الإنسان كان أصله قرد وبعد كده حصل له بعد التغيرات الطفيفة ورأى أنه أصبح يمكنه أن يقف على قدميه وأن الذيل أصبح شيء ليس له فائدة فأزاله وبقي إنسان.

يعني أنا في النهاية آخر الموضوع أنا كنت شامبنزي معدّل، ماذا يستشعر الإنسان لو اعتقد هذا، يعني إذاً يريد أن يقول أننا مجرّد حيوانات وبالتالي المنطقي أننا نعيش حياة الحيوان نعيش كما يعيش الحيوان ليس هناك غاية في الحياة إلا الشهوة التي يريد أن يستمتع بها الحيوان ليس هناك شيء آخر، إذاً وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ هذه أُلغيت.

فإذا لغى الإنسان الكرامة الإلهية وعاش كأي حيوان هل ستطلب منه أن يعيش لمعنى أو لقيمة أو لخلق؟ كيف تأتي؟

ولذلك هذه الفكرة بقيت طول طريق التاريخ الإنساني فكرة محدودة جداً، حقيقةً لا يعتقدها إلا عدد قليل جدّاً من الناس، لأنه لا يمكن للإنسان أن يعيش بدون ربنا سبحانه وتعالى، فهذا الموضوع كأثر هو عظيم الأثر، كخطر هو عظيم الخطر، ماذا يصنع في الإنسان؟ وما الذي يجعل الإنسان يفعل هذا؟

نحن تكلمنا في الجمعة الماضية عن التطور التاريخي لهذه الرياح صورة من صور الدين المشوّه التي جعلت الناس ترفض فكرة الدين ثم تطور فترفض فكرة الإله والرب.

ثم بسط لهم من الدنيا وأسباب القوة فاعتقدوا أن هذا دليل على أنهم يسيرون بفكر صحيح – هكذا هي – ، لأنني الآن ألغيت الوجود الإلهي ترتب على هذا أنها خربتْ أم تقدّمتْ كأسباب قوة وتقدم علمي….، لا نحن نتقدم، إذاً نحن نمشي على فكر صحيح.

إذا الإنسان أخذ بأسباب أي شيء لابد أن – وهذه من حكمة ورحمة الله – أن يعطيه ربنا سبحانه وتعالى الجزاء على ما قدّم، إذا كان يبذل جهد، إذا فكّر إذا حلّل، لابد أن يصل إلى النتائج لكن هذه النتائج منّة من الله هو الذي هيّأها وهيّأ أسبابها أم ماذا؟ إذا كان الجواب (ماذا) إذا هذا هو قارون، الصورة المعاصرة لقارون وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ من النعم الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ولكن في حدود ما أحلّ الله وفي حدود ما أباح

وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ربنا أنعم عليك فاستخدم النعم واستخدم العلم في الاحسان إلى الخلق، ولا تبغي الفساد في الأرض قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ۝ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي هذه كانت الإجابة، أصلاً لا يوجد فضل ربنا ولا إحسانه ولا علّم الإنسان مالم يعلم هذا الكلام غير موجود، بل؛ هذا من عندي، قال تعالى أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ وبعد هذا…

إذاً لو قلنا أن الإنسان ربنا يعطيه من أسباب الدنيا هل هذه علامة على أنه يمشي بشكل صحيح، هل هذه علامة على الحب لأننا أحياناً نضع قوانين من الممكن أن تكون غير صحيحة ونبني عليها.

أي إذا بسط لي من الدنيا، نحن بتعبيرنا نحن نقول (فلان هذا ربنا أكرمه) هل هذا حقيقي فعلاً، ولكن ربنا لم يقل هذا، الإكرام أن يكون هذا البسط أخذه من طريق لا يسخط الله وبيشكر فيه نعمة الله، فإذا لم يكن، إذا كان هذا يؤدي به للبطر وللغرور وللتكبر على عباد الله، فهل يكون هذا ربنا أكرمه فعلاً ربنا قال فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ ابتلاه فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ أكرمه هذه الذي نقولها فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ ۝وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ هذا ابتلاء وهذا ابتلاء فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ۝كَلَّا هذا المفهوم غير صحيح.

ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إذا رأيت الله تعالى يعطي العبد من الدنيا وهو مقيم على معصيته فاعلم أن ذلك منه استدراج ” ثم تلا قوله تعالى فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ۝ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وبعد ذلك وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فهذا ابتلاء للإنسان ماذا سيفعل.

أما نحن، نحن المشكلة لدينا هي: الشعور بالضعف والاستجابة للفتنة، فنحن نعظم كل ما تأتي به الرياح من هذه الجهة لأننا شاعرين بالانكسار أو الهزيمة النفسية أو أن هؤلاء أعلى مننا، أو هم منتصرين علينا فالطبيعي مثلما قلنا الخطبة الماضية وذكرنا كلام ابن خلدون في المقدمة أننا نتّجه أن نقلد ونعظم هؤلاء وكل ما تأتينا به الرياح من قِبلهم، وبالتالي سنتقبّل الثقافة.

هناك فرق بين أنني أتقبل أصول العلم التطبيقي وأصول التقنية التي نسميها أصول الحضارة وبين أنني آخذ ثقافة، ليست الثقافة هي التي بنت الحضارة؛ الأخذ بالأسباب التي وضعها الله وأمرنا بها وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ونحن تركنا أمر الله.

هذا هو الذي يوصل العباد لما يصلون إليه؛ الجد في طريق الذي يسلكه الإنسان ويصبر عليه فهذه هي مشكلتنا، ولذلك هم حينما أرادوا أن يرتقوا وأخذوا من علوم أهل الإسلام كما يعترفون في عصورهم التي يسمونها عصورهم الوسطى أو عصور الظلام هم لم يأخذوا مننا ثقافة وإلا كانوا أسلموا وليتهم كانوا فعلوا لكنهم ماذا أخذوا؟ أخذوا علوم تطبيقية وتقنيات الزمان، وبدأوا يعملوا فيها ويطوروها وأخذوا مننا شرحنا نحن لفلسفة أفلاطون أرسطو.

لأنهم ليس عندهم شيء، الغربيين ليس عندهم سند تاريخي إلا فلسفات اليونان، هم لم يكونوا فاهمين لها فأخذوا شروحات الفرابي والكندي وابن سينا التي شرحناها ففهمناها لهم فأخذوها عبر هذه الشروحات ولغوا الشروحات، وبدأوا هم على أساس أنهم فهموا هذا، لأنه لابد أن يكون عنده سند ثقافي بيرجع إليه، هو ليس عنده شيء، فهم عندما أتوا ليأخذوا أخذوا حضارة ولم يأخذوا ثقافة.

ونحن عندما جئنا لنأخذ فعلنا العكس – نحن ناس مبدعون – فعلنا العكس، أخذنا الثقافة وتركنا الحضارة فلم يبقى لدينا شيء.

هم أخذوا مننا حضارة وتركوا الثقافة، نحن عندما جئنا لنأخذ لم نرجع حضارتنا لا، تركنا حضارتنا وأخذنا ثقافتهم فأصبح لديهم كل شيء ونحن ليس معنا شيء.

فنحن لماذا نفعل هذا؟ هذا الشعور ناتج عن ماذا؟ ناتج عن عدم إحساسنا بعظمة نعمة ربنا علينا، ربنا أنزل إلينا نور إلهي لا يملك قوم هذا إلا نحن، نحن فقط الذين أعطانا الله هذا النور، ليس لكي نحتكروه مثلما يحتكر اليهود الدين.

لكي نبثّه في هذه الحياة كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ليس لنا، يعني إذا كان الناس في ضلال ونحن معنا مفاتيح الهداية ماذا سنصنع بها سنسأل ماذا فعلنا؟ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ هذه رسالة.

هذه الأشياء ضيعناها وضاعت مننا فضعنا، عناصر القوة الموجودة عندنا نحن افتقدناها، هل أخذنا من الناس شيء فأصبحنا مثلهم لا، نحن لم نصبح هم ولم نكن نحن.

فهل الحل أن نحاول نطابقهم فنصبح هم، أم نحاول نكون نحن؟ أيهما أفضل؟ ما هو الصحيح فنفعله؟ لابد أن نجاوب عن هذه الأسئلة.

مثلما تكلمنا قبل هذا على أننا موسومون بالتخلف، هذه حقيقة واقعة لا يمكن أن نكابر فيها أو ننكرها، ولكن هل التخلف سببه الحيدة عن الدين؟ أم بسبب التزام الدين؟

لأنه إذا كان سببه التزام الدين، فنتركه، وإذا كان السبب الحيدة عن الدين فلابد أن نرجع له، لابد من إجابة يترتب عليها شيء، إذا كنا سعداء حينما كنا متدينين ، فيلزم أن نرجع لما كنّا عليه، لو نحن عندما كنا متمسكين بالدين كنّا أشقياء فنحن علمنا أين المشكلة، ما هي الإجابة؟ إذا أجبنا على هذه الأسئلة في النهاية نصل إلى نتيجة.

نحن معنا نعمة كبيرة؛ أن لنا ربّاً، هذا الرب سبحانه وتعالى العظيم أنزل علينا كتاباً وأرسل إلينا رسولاً عظيماً صلى الله عليه وسلم وجعله لنا قدوة وأسوة وجعل لنا ديناً عظيماً ارتضاه لنا الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي هذا هو تمام النعمة وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فهل نحن ارتضينا به دين مثلما ارتضاه ربنا سبحانه وتعالى لنا؟

ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: ” ذاق طعم الإيمان ” من؟ ” من رضي بالله ربّا وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبيّاً ” هذا هو الذي سيتذوّق فعلاً حقيقة الإيمان:من رضي بالله رباً ورضي بالإسلام ديناً ورضي بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيّاً ورسولاً.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الحمد لله رب العالمين

فكيف يحقق الإنسان الرضى؟ أولاً: ما معنى الرضى، عندما نأتي لنتكلم عن إنسان نزل به قدرٌ لا يحبه، ربنا سبحانه وتعالى أمرنا بالصبر وأحب لنا الرضى هذا من رحمة الله، لم يأمر العباد بالرضى لأن هذا شيء ليس سهلاً، وإنما أمرنا بالصبر وأحب لنا ربنا تبارك وتعالى حبّاً لنا أن نتخلّق بالرضى، فما الفرق ما بين الاثنين؟

أنني أمسك نفسي واحجزها عن أنها تعترض أو تتسخط على اختيار ربنا، هذا يكون بناءً على ماذا؟ على إدراك الإنسان أن الله تبارك وتعالى لا يقدّر إلا الخير، قلنا قبل كده في قول الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِطيب تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ هنا في إعطاء وهذا يبدو أنه نعمة، ويوجد نزع يبدو أنه نقمة وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ الإعزاز والرفعة تبدو أنها نعمة وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ  الإذلال والتحقير يبدو أنه نقمة، قال تعالى معقّباً بِيَدِكَ الْخَيْرُ فماذا كان كل الذي كان قبل؟ فالإيتاء والنزع والإعطاء والمنع كلاهما من الله تبارك وتعالى خير في الحال وفي المآل، يدرك الإنسان أو لا يدرك.

ولذلك قال الله تبارك وتعالى اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ يرزق من يشاء، إذاً هناك أناس ربنا سيوسّع عليهم وناس لن يصلوا إلى هذا المستوى. صح؟ إذاً يوجد أناس سيوسّع عليها وناس لا. طيب

ماذا قال ربنا اللَّهُ لَطِيفٌ بمن؟ هل قال بمن يرزق من عباده ولا اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ لا، ربنا سبحانه وتعالى لطيفٌ رحيمٌ بكل العباد وقال بعدها يرزق من يشاء.

إذاً المعنى أن ربنا يلطف بكل الناس فيرزق فيكون هذا لطفاً ويقتّر أحياناً فيكون هذا لطفاً أيضاً، فمن العباد من لا يصلحه إلا الغنى ومنهم من يطغيه الغنى، فمن رحمة الله أن يختار للإنسان ما هو خير له على وفق علمه سبحانه وتعالى وحكمته.

إذاً هذا اللطف ماذا هو؟ نحن عندنا اللطف هذا هو الذي عقله اختفى، لأن اللطف هذا هو الوصول إلى الشيء من الطرق الخفيّة، ولذلك سيدنا يوسف قال في نهاية قصّته إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ لماذا لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ لأن هو وصّله لهذه الرفعة هو وأبوه وأخوته عبر طريق لا يبدو عليه تماماً أنه يوصل إلى الرفعة، يبدو عليه طريق العقبات وطريق المآسي وطريق المعاناة، لكن هذا كان طريق الرفعة ولكننا لم نكن نفهم، فإذاً ربنا يلطف بكل الناس وعلى وفق هذا اللطف الإلهي يعطي ويمنح.

إذاً هو سبحانه وتعالى لا يقدّر إلا الخير والإنسان المؤمن ربنا سبحانه وتعالى لماذا يبتليه؟ لكي يخفف عنه من الأوزار ولكي يرفع له من الدرجات ولكي يجذبه إليه فيدعو ويتضرّع ويبتهل فيرتفع قدراً ومكانة ويقبل على الله عز وجل يوم القيامة ليس عليه من خطاياه ولا من آثامه شيء، هذا يجعلني ماذا أفعل؟ أن أصبر، أصبر هذه ما معناها؟ أنني لما أدركت حكمة الله ورحمته سبحانه وتعالى قلبي سكن، لكنني أتمنى أنه يزول، هذا طبيعي.

لكن الرضى أن الإنسان يكون سعيد بما يقدّر الله له وهذا شيء صعب ليس سهلاً، هذا معنى الرضى.

عندما أرضى بالله ربّاً فمعنى هذا أنني أرضى به سبحانه وتعالى مدبّراً ومربياً، أنا سعيد بما اختاره لي الله، وأنا ملتزم بالذي يأمر به ربنا بس.

إذا أنا رضيت بالإسلام دين، فأنا أتوجه إلى الله سبحانه وتعالى على وفق المنهاج الذي رسمه لي في هذا الدين، فلو أنا ارتضيت بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيّاً، النُّبُوة هذه أصلها من النَّبْوة أي: الارتفاع، فلماذا النبي سمي نبيّاً؛ لأنه شخص رفيع القدر، ربنا لا يصطفي أي شخص، يصطفي شخص رفيع القدر، أنا ارتضيت به نبيّ، فأنا اتّخذته شخص ذو مكانة رفيعة أقتدي به وأتأسى وأسلك دربه وسبيله، لو أنا فعلت هذه الأشياء أو حاولت أن أصنعها فأنا دخلت في دائرة ذوق طعم الإيمان يحس الإنسان في قلبه بحلاوة هذا الإيمان، فنحن من الممكن أن نكون بنمارس عبادة، لكن هذه العبادة لا ترتب مشاعر إيمانية لا ترتب حلاوة إيمانية أو سكينة وطمأنينة، كيف سيأتي هذا؟ عبر مشاعر، هنا ربنا والنبي صلى الله عليه وسلم لم يتكلم عن أني أصلي أو أصوم لا يوجد شيء أعظم من هذا وراء هذا، هذه الأشياء مقصود من ورائها حكمة أعظم، مشاعر معيّنة، أصل إلى شعور الرضى.

إذاً الإنسان إذا ربنا منّ عليه فأرشده إلى طريق ذوق طعم الإيمان، أن يجعله راضياً بالله ربّاً فهو راضي بالتدبير الإلهي وراضي بالمنهاج الإلهي، وراضي برسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة وأسوة، أي إنسان لابد له في حياته من قدوات يقتدي بها لابد.

ولابد له من دين يدين به يعني منهج يمشي عليه، فإذا لم يكن الإسلام سيرى أي شيء آخر، لأن الإنسان لابد له أن يكون سائراً، الإنسان لا يتعطّل لا يقف، هو سائر، سيسير على منهاج الله الذي ارتضاه أم على منهاج آخر، هو الذي سيضعه أو يضعه بشر آخر مثله.

سيتخذ النبي صلى الله عليه وسلم قدوة أم سيتخذ قدوة أخرى، سيتخذ له مدبّر ومربي هو الله سبحانه وتعالى أم سيبحث له عن مربيٍ آخر، ماذا سيختار؟، ولذلك قال سبحانه وتعالى وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ سأسير هكذا أم هكذا؟، لأنني لابد أن أسير، نحن قلنا قبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:”أحب الأسماء إلى الله عبدالله وعبدالرحمن” أحب اسم يعني أحب صفة أن الإنسان يكون عبداً لله وعبداً للرحمن سبحانه وتعالى ثم قال:”وأصدق الأسماء حارث وهمام” قلنا ما معنى أصدق الأسماء؟ قلنا أن هذه صفات لابد أن تكون موجودة في الإنسان حارث يعني يعمل، وهمام أي: عنده فكر وعنده هموم وعنده مقاصد وعنده عزم لأشياء يفعلها في المستقبل، أي إنسان سيكون عامل ويفكر ومهموم، الفرق ما بين شخص وشخص؟ أنا سأعمل في أي اتجاه وأين أوجه همومي؟ أنا عامل ولابد ومهموم ولابد، ففي أي جهة؟ سأعمل في أي اتجاه مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا ۝وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا۝ كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِالذين يمشون صواباً وَهَؤُلَاءِ الذين يمشون خطأًمِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ الدنيوي وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ليس محجوزاً عن أحد  انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ۝لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ رباً آخر ترتضيه فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا

والهموم “من جعل الهموم همّاً واحداً” يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “من جعل الهموم همّاً واحدًا هم المعاد” أكثر شيء يشغله لقاء الله فهو يعمل في حياته وهو يفكّر في لقاء ربنا “كفاه الله سائر همومه، ومن تشعّبت به الهموم في أودية الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك” إذاً الذي سيتخذ همّه مرضاة الله سيبقى عنده هم واحد، قلبه ليس مشتت، والذي سينظر في جهة أخرى، هذه الجهة الواحدة هذه جهة ربنا فقط، إذا لم يكن، ستتشعّب بنا الهموم سيبقى عندنا أشياء كثيرة جدّاً تتنازعنا ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ يوجد مائة رجل حولنا كل واحد يريد أن يجذبنا ناحيته وله عندنا مطالب ويريد مننا أن نحقق أهواءه فنحن متقطّعون، شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ هم نفسهم غير متوافقين، شخص يقول لي يمين وشخص يقول لي شمال، واحد يقول لي اذهب وواحد يقول لي أءتي، فأنا ماذا سأفعل؟ لن أستطيع أن أستجيب لكل هذه المطالب وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ ما معنى سلم؟ سليم هو قلبه ليس مقطّعاً، قلبه في جهة واحدة.

فالإنسان إذاً هو لابد أن يكون ذو عمل ولابد أن يكون ذو همة، أين سيضعها؟ إذا وضعها في جهة الرب سبحانه وتعالى وارتضاه ربّاً آمن واطمأن إذا وضعها في جهة متابعة النبي صلى الله عليه وسلم واتّخذه قدوة سيكون سائر على سبيل واحد ومحدد وواضح ليس شقياً، هو عالم بطريقه، ومتبع لشخص هو واثق أنه فاهم فعلاً، لأنه من الممكن أن يتبع شخص شخصاً وبعد ما يمشي وراءه سنين يكتشف أنه لم يكن يعرف شيئاً وهذا هو الذي نعيشه، نمشي وراء شخص، وبعد هذا نكتشف أنه فاسد وبعده ثان وثالث وهكذا، الذين يمشون في الخلف ليس لديهم رؤية فلا يعرفون إلى أين هم ذاهبون، والذي في الأمام نظر خلفه وجد خلقاً كثيراً فقال لابد أنني على صواب، لا يعقل أن يسير خلفي كل هؤلاء الخلق وأنا على خطأ، فإذاً نحن مستمرون؟!! مستمرون ذاهبون إلى أين؟ لا أعلم ولكننا مستمرون!!!

هذه هي الفكرة نحن نضع قدوات هي لا تعرف إلى أين هي ذاهبة، لأننا كلنا متماثلون، نفس الثقافة نفس النفسية نفس البيئة نفس الظروف، نفس الأزمات النفسية، المصريون كلهم معقدون نفسياً، وهذا أمر طبيعي نحن كلنا هكذا، هذه الحياة تأتي بهذا، وهذه نتيجة ضرورية، نخرج من الأزمات النفسية، ونصل للسكينة لابد من الدين، لابد من العلاقة مع الله لا يوجد حل آخر لا يوجد حل آخر هي حاجة واحدة فقط الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ هذه حاجة واحدة، فإذا اطمأنت النفس قيل لها يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ۝ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ۝فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ۝وَادْخُلِي جَنَّتِي نحن عندنا والحمد لله قدوة ستقول لنا من أين الطريق ونحن متأكدون طالما نحن مؤمنين أن هذا هو الطريق الصحيح، سنتعرف عليه ونمشيه ليس هناك أزمة، نحن نحب أن نجعل الأمور صعبة ومعقدة لا تعرف لماذا، الأمور بسيطة، الأمور بسيطة وسهلة وميسّرة قال تعالى وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ وقال تعالى وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى وقال صلى الله عليه وسلم:”إن الدين يسر” أبعد ما يكون عن العسر والمشقّة – والكعبلة والعكننة – ربنا بيقول أن القرآن جعله ميسّر لكي نتذكر ونتعظ، إذاً هو سهل، النبي صلى الله عليه وسلم ربنا وصفه بأنه ربنا يسّره للملّة الميسرة، يعني الملة نفسها، الدين نفسه ميسّر، والنبي صلى الله عليه وسلم كنموذج تطبيقي شخص غاية في اليسر والتيسير، قال صلى الله عليه وسلم:”إن الدين يسر” وقال:”يسّروا ولا تعسّروا وبشّروا ولا تنفّروا” فأين المشكلة؟، إذا كان ربنا رزقنا قرآن ميسّر وملّة ميسّرة ودين ميسّر ورسول مُيسّر صلى الله عليه وسلم وأمرنا باليسر والتيسير، وما خُيّر صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما مالم يكن إثمًا، فإن كان إثماً كان أبعد شيئاً عنه.

إحنا بقى المشكلة فين؟ نحن نلعب المتاهة لا تعرف لماذا، ليس هناك داعي لكل هذا، خلاصة الموضوع لابد أن ندرك نعمة عظيمة أن لنا ربّاً فنرضى به سبحانه وتعالى ربّاً فإذا رضينا بالله ربّاً استرحنا وأن لنا إماماً صلى الله عليه وسلم فإذا ارتضيناه إماماً استرحنا فإذا فعلنا رزقنا الله تبارك وتعالى طعم الإيمان وحلاوته ورزقنا الطمأنينة في الدنيا ورزق أهل الطمأنينة الرضى والسعادة في الدنيا والآخرة بس.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه،

اللهم خذ بأيدينا إليك، أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك،لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك،

اللهم إنا نسألك من كل خيرٍ سألك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون، ونعوذ بك اللهم من كل شرٍ استعاذك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون،

اللهم اجعلنا هداة مهتدين،اللهم اجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، اللهم اجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين،

اللهم زيّنا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين، اللهم زيّنا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين، اللهم زيّنا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين،

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم،