الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له اقراراً به وتوحيدا، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مزيداً، ثم أما بعد:
كنا في حديث قديم من أوائل كلماتنا التي استمعنا إليها، كنا نتحدث عن قصة الإنسان في هذه الحياة، وتحدثنا في عديد من الكلمات عن قصة آدم عليه السلام وعن شيء من حكمة الله سبحانه وتعالى أن كانت هذه القصة هي أول ما سرد الله سبحانه وتعالى على عباده في الكتاب في أوائل سورة البقرة، لماذا اختصّ سبحانه وتعالى هذه القصة بأن كانت أول ما ألقاه على مسامع عباده، وذكرنا أن هذه القصة تمثّل النموذج المصغّر لحياة الإنسان عموماً في هذه الحياة، طبيعة الإنسان، طبيعة الشيطان، رسالة الإنسان، وظيفته في هذه الحياة، الوساوس التي يسوّل بها الشيطان معصية الله تبارك وتعالى في قلب الإنسان وكيف تتم، نقاط الضعف في طبيعة الإنسان، وكيف يعالج الإنسان نقاط الضف، أو كيف يصنع أو يفعل إذا أوقعه الشيطان في معصية الله تبارك وتعالى.
ونحن بين يدي حديثنا عن بيت النبوة نتكلم عن طبيعة النساء اللاتي يؤيهنّ هذا البيت العظيم فتكلمنا في الخطبة الماضية والتي قبلها عن أصل خلق الإنسان وعن أصل خلق المرأة التي هي جزء أو فرع من هذا الرجل.
ونحن اليوم نعود إلى هذه القصة الأولى لكي نستلّ منها جزئية تتعلق بنظرة الإنسان إلى المرأة وإلى صفاتها وإلى علاقتها بالرجل.
ذكرنا قبل ذلك كيف صوّرت التوراة، أو كيف صوّر سفر التكوين هذا المشهد، وسوف نستخلص منه جزئية صغيرة هي التي نريد أن نتحدث عنها، أصل ما يسمّونه الخطيئة أو الغواية إلى من يسند وإلى من ينسب، فما المكتوب؟
المكتوب أن المرأة رأت أن هذه الشجرة التي جعلها الله سبحانه وتعالى محل النهي في إطار جنّة واسعة مما أباح الله تبارك وتعالى، فكان النهي يتعلق بشجرة واحدة، فمكتوب أن المرأة رأت أن الشجرة جيّدة للأكل وأنها بهجة للعيون، ورأت أن هذه الشجرة شهيّة للنظر فأخذت من ثمارها فأكلت وأعطت رجلها أيضاً فأكل معها.
إذاً ما الذي حدث؛ المرأة هي التي تلقّت غواية الشيطان – بحسب هذا الكلام – هي التي تلقّت غواية الشيطان، أما الرجل كان بمنأى عن تسويل وتزيين الشيطان، إنما كانت المرأة، والمرأة وفقط، وبعد ذلك بعدما أكلت؛ ناولت رجلها – هكذا هو مكتوب – فأكل معها، إذاً هي التي تولّت تحويل وسوسة وتزيين الشيطان إلى أثر من الإغراء على نفس الرجل فطاوعها فأكل معها، وبعد ذلك؛
كان عاقبة ذلك أن عوقب الرجل بأن خرج من الجنة إلى حيث الشقاء والكبد، وعوقبت المرأة بالحيضة، هذه هي الصورة.
الآن ما الذي نتخيله من هذا؟ أولاً: أن الشيطان ليس له مدخل إلى قلب الرجل وأنه لا يستطيع أن يلج إلى هذا القلب إلا عبر أداة التسويل والتزيين والغواية التي هي المرأة، إذاً المرأة على ذلك تمثّل شيطان الإنس – هذه هي الصورة – أما الرجل، يعني آدم عليه السلام الممثّل في هذه الصورة ما هي صورته، كيف تتخيّله الآن؟ الآن هو أكل من الشجرة، هي عندما أعطته من الشجرة لماذا أكل؟ يعني لماذا طاوع الرجل المرأة في معصية الله سبحانه وتعالى وفي طاعة الشيطان وهو يعلم أن هذه هي شجرة العصيان، إذاً الصورة أن المرأة هي الكائن المشيطن وأن الرجل هذا هو الكائن – الغلبان – والغلبان يعني، إذاً آدم في صورة التوراة هو الرجل الذي يُساق، ليس لها تفسير آخر، وأنه مظلوم وغلبان لأنها هي التي وزّته يأكل من الشجرة.
إذاً على من يقع العبء والمسئولية على المرأة، أما الرجل هل يعذر حينما يكون تابعاً طيّعاً لامرأته.
هذا الكلام إلى أين يؤدي؟ الفكر، الرؤية، العقيدة هذه هي الشيء الذي يكوّن تفكير الإنسان، وكيف يتعامل مع الأمور وبالتالي أصبحت المرأة في اليهودية كيف ينظر إليها؟ إذا تتبّعنا تاريخ الثقافات المدوّن الموجود، سنجد المرأة عند البابليين – أي في العراق – وعند الفرس – أي في إيران – الحضارات القديمة، عند الهنود، عند الصينيين، عند الإغريق، عند الرومان، هي كائن مهين، كائن مهين يتّسم ويوصف بالدونية وأنها مصدر كل الشرور، وسنجد عند المصريين القدماء قدر من التقدير للنساء وعند العرب في الجاهلية، لكن سنأتي على ذكر العرب بمفردهم، لأننا إن لم نكن مدركين طبيعة هذه الحياة قبل الإسلام لن نفهم بماذا أتى القرآن وبماذا أتت السنة، لأن هذا هو المجتمع الذي خوطب بالأساس، أو تمّ التعامل معه بالأساس، وسنجد المرأة عند المصريين لها قدر، وتكون ملكة، ودائماً الملك عندما يكون على اليمين تكون بجانبه امرأته، والصور والنقوش بها أشياء توحي أن هذا المجتمع في هذه القضايا الحياء عنده كان ضعيف.
إذاً خلاصة الموضوع أن النساء كان لهم وضعية في المجتمع المصري القديم وأن الحياء ضعيف فيما يتعلق بهذه الأمور من خلال الأشياء التي ناخذها من على الجدران.
إذاً المرأة ينظر إليها فيما يسمى بالكتاب المقدس بأنها هي أداة الشيطان، وبالتالي تعامل بالاحتكار فتجد مكتوب في التوراة: أن المرأة أمرّ من الموت – هي أسوأ من هذا – وأن الرجل الصالح التقي هو الذي ينجو منها.
وبما أنها عوقبت بالحيض أصبحت في السبع أيام المنصوص عندهم وقت الحيض كائن نجس، لا تُمس ولا تقارب ولا تمس أي شيء إلا وتنجّس، ولذلك كانوا يعتزلوها اعتزال تام وربما أخرجوها من البيت، هذا طبيعي لأن هذا الحيض أصلاً عبارة عن عقوبة لأنها سبب إخراج الرجل من الجنّة، وفي النفاس نفس الكلام، 8 أيام نفاس و33 يوم لكي تطهر هذا إذا أنجبت ولد، فإذا أنجبت بنت فالضعف 14 يوم نفاس، 66 يوم لكي تطهر،،، هذه هي الصورة. هذا الكلام بما يؤثّر ما ثمرته أو نتيجته.
وجاءت النصرانية، هنا يوجد شيئان، المسيح نفسه كيف تعامل مع النساء، – طبعا ليس عندنا في التاريخ نحن نحاول أن نأخذ بعض الأشياء لكي نستنتج منها أي شيء، لأن الصور كلها ضبابية وليست واضحة لا تقدر أن تجّمع أحداث تاريخية ولا تقدر أن تفهم أي شيء – .
لكن الذي تستطيع أن تجمّعه أنه تعامل مع المرأة بقدر من الرفق والشفقة والرحمة، لكن هذا التعامل لم يتحوّل في النهاية لمنهج أو لعقيدة، النصرانية بتنظر للمرأة كما تنظر إليها اليهودية، ولكنها زادت على هذا شيء أصعب وأسوأ، ما هي الأصعب والأسوأ؟ أنها سبب الخطيئة، وأن هذه الخطيئة لا تغتفر هذا شيء أصعب، فهي في اليهودية هي سبب البلاء، والرجل غلبان وماذا سيفعل، بس خلاص نزل الأرض والقصة انتهت، وهناك صالحين وهناك غير صالحين وهناك ناس ستدخل الجنة وناس ستدخل النار…عادي.
لكن ما أضافته النصرانية أصعب، أن الخطيئة لصيقة بالإنسان وبالتالي كل شخص يولد بما أنه نتاج هذه العلاقة بين الرجل والمرأة وهذه الخطيئة لصيقة بالمرأة يخرج المولود محمّلاً بالخطيئة وبالتالي محلّه النار، ولذلك هم احتاجوا أن يستدعوا الرب أو ابن الرب من السماء لماذا؟ لماذا ينزل؟ نزل لأجل الخلاص ولأجل الفداء ولأجل التحرر من الخطيئة الموروثة، فهذا الموضوع أصعب وأعلى وأشد مما جاء في اليهودية.
ابن الرب نفسه كيف حال أمه؟ أليس هو ابن مريم؟ مريم أيضاً ألم تنزل وفيها الخطيئة؟ هي شخص عادي من بنات حواء فما الفرق بينها وبين غيرها؟
كيف سيؤثر هذا الكلام؟ أنه بما أن المرأة كائن يتسم بالدنس فالاتصال به أو العلاقة معه هي علاقة تتسم أيضاً بالدنس وبالدونية ولذلك يكون طبيعياً الاتجاه نحو الرهبانية، لماذا الرهبانية؟ لماذا الرهبانية والتبتل والانفصال عن النساء لأنهم هم بالأساس هكذا، ولذلك حتى علاقة الزواج بتوصف بأنها أقرب للضرورة، فبولس الرسول – هو صاحب التعاليم – يقول أن الشخص الصالح، الذي هو صالح مستحسن أن يزوج بنته ولكن أفضل أن لا يزوجها لكي لا يبلي بها أحد، فيكون الأفضل ألا يزوجها، وأن الأفضل للرجل أن يعتزل النساء إلا إذا خشي على نفسه الوقوع في الخطيئة، إذاً هذه العلاقة عبارة عن علاقة ضرورة، ويقول إني أنصح الأيامى من الرجال والنساء أن يقتدوا بي – باعتبار أنه غير متزوج – وأن يبدعدوا أنفسهم عن هذه العلاقة إلا إذا كان الشخص يخشى على نفسه أن يسقط في نار جهنم فلا مندوح له – مندوح: أي إذا لم يكن هناك سبيل آخر –
إذاً هو يتكلم على أن هذا ارتكاب لأخف الضررين هذا ليس شيء حسن، وبالتالي بدأت تظهر فكرة الرهبنة أو الانقطاع للعبادة.
الزواج موجود عشان يحافظ على بقاء الإنسان وعشان لا يقع الإنسان في نار جهنم، لكنه يمنع الإنسان عن أن يحصل على المنازل العالية الروحية ويمنعه من تحصيل المعجزات، هذه نقطة مهمة، عند النصارى هذا شيء أساسي وأخذها طوائف من المسلمين، بتظهر عند الشيعة وعند بعض الصوفية، فكرة الكرامة، ارتباط الصلاح أو الخير بأن الإنسان تقع على يديه خوارق للعادة، نوع من المعجزات، هذه علامة على القرب من الله، وهذا ليس شرطاً، لا دليل ديني يقول أن الشخص لكي يكون إنسان صالح لابد أن تظهر على يديه أشياء غير طبيعية، لم يكن الصحابة هكذا.
ولكن ربنا سبحانه وتعالى ربما يجري بعض هذه الأشياء إذا وقعت الحاجة إليها، هذه ليست علامة على أن الشخص صالح، بحيث أنها إذا لم تكن موجودة فالشخص غير صالح، وإذا كانت موجودة فهذه علامة أن هذا الشخص متدين وصالح.
ولذلك كانت الولاية في الإيمان دائرة واسعة تتسع لكل أحد أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ
في حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل ” من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب ” ما صفات هذا الولي؟ الذي يتقرب إلى الله، ” وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه “
إذاً طريق تحصيل الإنسان وهذا من رحمة الله أن الدين متاح للكافة، كل الناس ممكن تحصّل منه منازل عالية وتدنو وتقرب إلى ربها تبارك وتعالى ليس هناك أبواب ولا بوّابات ولا أشخاص متخصصين بأن يعطوا الناس المفاتيح، هذا الكلام غير موجود وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى.
إذاً هذه الصورة ماذا سيترتب عليها، أن النصرانية بدأت تنتشر في مجتمع الرومان، المجتمع الروماني كان منهار أخلاقياً جداً، وسبب الانهيار أيضاً النساء فهذا دعّم وقوّى هذا الجانب، هذا الكلام ماذا سيترتب عليه كتأثير، أي إذا كانت هذه الصورة التي يقدمها الدين في رؤيته للعلاقة بين الرجال والنساء أو في رؤيته للمرأة، ما الذي سيترتب عليها، أي إذا أشعرت أحد أنه كائن صفته الحقارة والدونية والدنس ماذا تنتظر منه، سواء يتعلق بالنساء أو غيرهم، نتكلم في معنى عام، عندما توجه لأحد رسالة وتقول ان هذه الرسالة هي رسالة الله إليه وتقول له أنك كائن حقير ودنس وسبب الشرور، هل هذا الكلام سيؤدي إلى أن يرتقي أم أنه يزداد دنوّاً وحقارة وانخفاضاً، يعني الإنسان عندما تكون رؤيته عن نفسه أنه إنسان ليس له فائدة أو ليس له قيمة أو خرج إلى هذه الحياة عبثاً، هل تطلب منه أن يتسم بشرف النفس أو مكارم الأخلاق أو علو الهمّة لماذا؟ وبالتالي يكون طبيعياً أن المرأة بناءً على هذه الرؤية إذا كانت فعلاً في حالة دنو تزداد تدنّياً لأته ليس هناك ما يوقفها، بما أنها حقيرة بهذه الدرجة فالحقارة ليست مسترزلة منها، هذا هو العادي الطبيعي والمتوقع.
إذن عندما تضع شخص، أي شخص في صورة من صور الدونية النفسية لا تنتظر منه أن يرتقي، إذا أردت أن يرتقي لابد أن ترفع من شأنه ومن قدره وتشعره بأن له قدر وله قيمة وأنه لا ينبغي أن يرضى لنفسه بهذه الدونية التي لا تتناسب مع تكريم الله سبحانه وتعالى للإنسان ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم حينما يقول النساء شقائق الرجال فهو أين يضعهم؟ يضعهم في مكان المقارنة وأنهم من أصل واحد وبالتالي يخاطبوا خطاب واحد ويعاملوا معاملة معاملة واحدة، مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا عندما نسمع هذا نفهم ما الذي يقدمه الإسلام، وما النموذج الذي يريد بالإنسان أن يرتقي إليه؟ لن نستطيع أن نفهم هذا إلا إذا فهمنا الصور المقابلة وأثرها.
أما الشيء الآخر: عندما تكون بهذه الصورة من صور الدونية والقانون يعاملها سواء أكان القانون الروماني أو اليوناني أو غيره أو قانون العهد القديم والجديد، وهي تريد أن ترفع مكانتها كيف ستصنع؟ ستستغل نقطة الضعف وحاجة الرجل إليها لأن هذه هي النقطة الوحيدة، لأنه ليس هناك قانون يعطي حق، ولا يوجد مبدأ وعقيدة تعطي كرامة، فما الشيء الذي يمكنها أن تلعب عليها؟ التي تعلم أن الرجل أحوج ما يكون إليها، فهي في النهاية ستتحرك هنا وستسيطر عبر هذا، من الذي أوصلها إلى هذا ومن الذي ألجأها إليه؟ الذي أشعرها أنها لا تعدو أن تكون أقرب ما تكون للحيوان الذي يقضى منه الحاجة وفقط.
لذلك إذا تتبّعنا المجتمع الروماني والذي حدث فيه وأثر الرهبانية سنفهم إلى أين أدى هذا الكلام، الآن عندما تقدم نموذجاً دينياً مثل هذا، نموذج الرهبانية، هذا النموذج هل من الممكن أن تتقبله المجتمعات، هل يستطيع الناس أن ينقطعوا إلى التبتل الذي يتحدثون عليه ويذهبوا إلى حيث هذه الصوامع والأديرة ويستقيم المجتمع على هذا.
سنجد أن المؤرخين يتكلموا على أن أكثر الأماكن التي شاع فيها الفجور والخلاعة والفسق أكثر الأماكن التي كان يتواجد فيها الرهبان والصوامع والأديرة، فما العلاقة؟
إذن أنت عندما تقدم نموذج ديني غير صحيح أو نموذج ديني فيه تشدد فهذا لابد أن يقابله صورة من صور الانحراف، لماذا؟ لأن الناس تعتقد أن هذا شيء لا يمكن أن يحاكى، لا يمكن أن يجارى، نحن لن نستطيع أن نفعل هذا، فنحن طالما أننا لن نستطيع أن نفعل هذا وواقعين في دائرة الضعف والوهن والدنس فخلاص بقى.
فأنا بكل شكل بعيد عن الصورة الراقية وواقع في صورة من صور النجاسة فخلاص، ما الذي يجعلني أقف عند هذا الحد ” فيا رايح كتر من الفضايح ” ما الذي يجعلني أقف عند حد معيّن؟ ليس هناك شيء يوقفني، ولذلك طبيعي عندما توجد الصور الدينية الشوهاء؛ لابد أن المجتمعات تسقط في حمأة الرذيلة هذا هو الطبيعي وهذه هي النتيجة الطبيعية، لا يمكن أن يكون هناك نتيجة أخرى فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا
الحمد لله رب العالمين
أول شيء نأخذ نموذج مجتمع روما، في بداية الأمر الصورة مثلما قلنا، ثم أن هذا الكلام أثّر على بناء الأسرة بدأت قضية الطلاق وكثرته تنتشر جدّاً ويتم الاستهانة بهذه العلاقة لماذا؟ لأن العلاقة إذا كانت مجرد مثلما قلنا، إذا كانت مجرد قضاء وطر، علاقة ليس لها قدر من القدسية أو الاحترام أو الكرامة او أنها تبني شيء، وهذه وسيلة لرعاية إنسان وتنشئة أجيال وتربيتهم على معاني معينة، إذا كانت قضية أنها أناس يستمتعون وفقط، فبدأ الكيان الأسري ينقض.
فتجد من يحدثك على أن شخص يتزوج امرأة، هي بالنسبة له المرأة ال21 وهو بالنسبة لها العريس رقم 23، وتجد مرأة تزوجت من 8 أشخاص في خلال خمس سنوات فقط، ما الذي يعكسه هذا، وما الذي أوصل المجتمع إلى هذا؟ نظرته لهذه العلاقة ولهذا الرباط، والمرحلة التالية؟ تظهر في المجتمع الروماني العلاقات غير الشرعية سواءً قبل الزواج أو بعد الزواج.
إذاً لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ المجتمع لا ينهار من يوم وليلة هو يظل نتيجة لتغيّرات في فكرة وأخلاقه وفي سلوكه ونتيجة للعرض الديني الذي عرض عليه يبدأ يتحلل من الدين شيئاً فشيئاً وبدأ يظهر المسرح، والمسرح كان نموذج للخلاعة حينما تظهر في صورة الفن، وأشهر مسرحية كان الناس تحبها تحولت إلى مناديل،، لماذا كانت الناس تحيها؟ لأن في وسط المسرحية هناك سباق لنساء وهم عرايا تماماً، فالناس أعجبتها هذه المسرحية، فهذه المسرحية اعلى إيرادات
في إحصائية 1490 في روما أن عدد سكان روما 90 ألف شخص فيهم 6800 عاهرة رسمي بأوراق بأوراق، أي أن 7.5% من مجموع سكان روما في هذا الوقت الرسمين فقط بهذه الصفة، وفي 1509 في البندقية وهي فينسيا 300 ألف شخص هم السكان، 11654امرأة رسمياً أيضاً أي أنه 3.8% من مجموع السكان هذه وظيفتهم! هذه وظيفتهم!
فماذا قدمت النصرانية؟ مثلما قلنا: تنزّه تماماً، فهل ستقدر على أن تتنزه تماماً؟ لن تستطيع أن تفعل هذا، فبدأوا يقننون هذا، ويقولون إذا لم نفعل هذا لن تستطيع النساء المؤمنات أن يخرجن إلى الطرقات وهن آمنات على أنفسهن – يقصدون التحرش – أي أننا عملنا هذا القانون وشرّعنا وقننا الفجور رسميّاً، لماذا؟ لتذهب طاقات الناس تذهب في هذا الاتجاه وتستطيع الناس المحترمة تعيش كويس، فالمرأة تمشي في الشارع ولا أحد يتعرض لها، أي أن الإنسان أحياناً يرى أنه يصنع مصلحة أو خير أو يعالج مشكلة، لذلك ربنا سبحانه وتعالى قال قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا لا يريدون أن يفعلوا مشاكل، ليس كل إنسان عمل مصيبة هو ينتوي أو يقصد أن يعمل هذه المصيبة مش شرط، ولكن هو في نور ربنا سبحانه وتعالى وفي التوجيه الإلهي أم أنه في توجيه فكره إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا هي هكذا
القديس أوجستين يقول: أننا إذا منعنا العاهرات والمواخير – أماكن شرب الخمرة – لاضطربت الدنيا من شدة الشبق – أي من غلبة الشهوات – الدنيا تفسد تماماً.
أي أنه سيسمح بهذه الأشياء لماذا؟ ليصرّف الشهوات لئلا ينفجر المجتمع، يعني أننا عملنا المشكلة الأولى باختراع الرهبنة وعملنا مشكلة أخرى بأننا لكي نعالج غلبة الفجور بأن نحلل المحرم.
لويس التاسع حاول أن يقصي العاهرات من فرنسا – عمل قانون – في 1254 بعد سنتين اضطر من الضغط يلغي هذا القانون، ما الذي حدث خلال السنتين؟ تحول هذا من عمل رسمي لعمل غير رسمي، لن تستطيع أن تصلح هذا، ناهيك عن ارتباط هذا بالحروب الصليبية وأن هؤلاء كانوا يأتوا مع الناس – هذا غرض ديني – يأتوا مع هؤلاء المقاتلين، هم قادمين لكي يحرروا قبر الرب في القدس، فهؤلاء يأتون معهم ليكسبوا ثواب، ثواب الترفيه عن المقاتلين، هذا حسن شيء تتلقى فيه الخير والرحمة من الرب!!!!!!! أصبح ديناً، شيء نتقرب بها إلى الله
ولذلك ولديورن في قصة الحضارة يعلل كيف يحدث هذا، كيف كانوا يعالجون هذا الخلل في الضمائر، يقول ” كن النساء يرون أن ورعهنّ في آخر الأسبوع يغطي مرحهن في أثناء الأسبوع ” يعني: نحن إذا ذهبنا يوم الأحد نصلي أو دعينا أو واحد اعترفنا له هذا يغطي الأيام الست الذين كنّا نعمل فيه الذي نريد، وكانوا يرون أنهم في أمن وطمأنينة مع المخالفة ومع الفجور لماذا؟ لأن الأدعية والصلوات وأمثال هذه الأمور تكفّر خطايا الأعمال، ألا تشعر أن هذا الكلام مرّ علينا قبل ذلك، ألم نشعر أن رمضان يشبه هذا عند كثير منّا للأسف، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال ايه ” لتتبعنّ سنن من كان قبلكم “
عندنا الآن صورة اجتماعية فيها خلل ورؤية للمرأة فيها خلل الدين جاء ليؤكد هذه الصورة، حل المشكلة بالتبتل والرهبنة والانقطاع، وهذه الأشياء مع بعضها إلام تؤدي؟ أن المجتمع الذي يريد أن يهرب إلى الدين لكي يحتويه الدين، يجد أن النموذج الديني المعروض عليه غير قابل للتطبيق، وبعد ذلك بما أن الدنيا – بايظة بايظة – ماذا سيحدث؟ سيحدث انهيارات، ويأتي رجال الدين يفعلوا تسويغ للإنهيارات، وبالتالي يهوي المجتمع.
من أين المخرج: أول شيء: نعيد تصوير الأمور على وفق الصورة الدينية الصحيحة، قيمة الإسلام مثلما نقول كثيراً؛ قيمة الإسلام وعظمة نعمة الإيمان؛ كيف علّمنا الله سبحانه وتعالى عن طبيعة الحياة وعن طبيعة الرجل، طبيعة المرأة، طبيعة العلاقة، الصورة المثال، كيف نتعامل؟
لأجل ذلك إن شاء الله عندما يمنّ الله علينا وندخل بيت النبوة إذا أذن لنا الله وكنّا أهل لهذا الشرف سندرك كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعامل وكيف كان يعالج، ندرك قيمة هذه المعالجة وآثارها وكيف كانت تبني وترفع فعلاً بالمقارنة بينها وبين أي شيء آخر موجود أو مطروح أو معروض. الخلل في الفكر والتصور خطر.
ولذلك عندما نقرأ قصة جريج، نفهم ما كان هذا.
جريج هذا رجل محترم منقطع في صومعة للعبادة، لماذا؟ لأن المجتمع فاسد، وهذا من الممكن للإنسان يعمله إذا كان.. النبي صلى الله عليه وسلم قال ” الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خيرٌ من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ” هذا ليس النموذج المثال في الإسلام، لكن هذا إذا لجأ إليه الإنسان لأنه يشعر أنه فعلاً سيفسد من الفتنة، فيكون مقبولاً، فهذا رجل منقطع في صومعة يتعبد وليس له علاقة بالدنيا، فأمه نادت عليه وهو كان يصلي وكان رجل متدين وعنده خشوع الصلاة فلا يريد أن يقطع الصلاة ويخرج منها لكي يجيب والدته وفي نفس الوقت ضميره يؤنّبه، فهو طوال الصلاة يقول ” يا رب أمي وصلاتي أمي وصلاتي ” – أقطع أم أُكمل أقطع أم أُكمل – ومبدأ التردد عموماً يؤدي إلى بقاء كل حاجة على ما هي عليه، فأنا الآن عندما أكون أصلي فأقول ” أطلع ولا ما أطلعش أطلع ولا مطلعش ” وفي النهاية سينتهي الوقت وأنا على نفس الوقت،، فأمه زهقت ومشت، هو لم يأخذ قرار بعدم قطع الصلاة، لا جعل يقول ” أمي وصلاتي ” هي كانت تريده في أمر فذهبت، فجاءت مرة أخرى ونادت عليه ” هي في صومعة عالية وتنادي عليه ” يا جريج، وهو كان يصلي وواضح أنه رجل متدين فعلاً، لأنها جاءت ثلاث مرات وهو كل مرة كان يصلي، وكل مرة يتردد، الأم أم الصلاة، وفي المرات الثلاث آثر الصلاة، فماذا قالت؟ قالت: اللهم لا تمته حتى تريه ماذا؟ وجوه المومسات.
الخلفية التي حكيناها نستطيع أن نفهم منها هذا، من ماذا يهرب؟ من ماذا يهرب؟ يهرب من النساء، ولا يريد أن يرد على أمه حتى، باعتبار هي من النساء أيضاً فلا يريد أن يرد عليها فهي لا يريد النساء تماماً حتى أنه لا يريد أن يرد على أمه.
وعلى هذا ” فيارب ” و ” وجوه المومسات ” معناه أن هذا شيء موجود ومنتشر في المجتمع، لماذا؟ هذا ما نريد أن نقول أن هذه الصورة هي التي أدت إلى هذه الصورة، وبعد هذا.
في مجتمع من مجتمعات بني إسرائيل كانوا يذكروا جريج وعبادته، وكانوا يرونه صالح وطيب وديّن، ونحن لا علاقة لنا بهذه الحياة ولكننا نقدّر هذا الرجل باعتبار أنه رجل صالح وبتاع ربنا، يعني المجتمع يقدر هؤلاء الناس الصالحين ولكنه ليس له علاقة بهم لأنه لن يستطيع أن يكون مثلهم، طول النهار أصلي – مش عيشة ديه – فامرأة بغي جالسة،، وواضح أن اجتماعياً كلهم مختلطين ببعض، هؤلاء ليسوا عالم منفصل، هذا تشابك في المجتمع وأصبح عادي، فقالت لهم: إن شئتم فتنته.
هم يقولون: هذا رجل صالح، قالت لهم: هو بني آدم، – سيهولي أنا – ،، قالوا: قد شئنا، لم يقولوا: – يا ولية اتقي الله – قالوا: قد شئنا، فتعرضت له، فعصمه الله، ولم يرضى الرجل، فذهبت إلى راعٍ فمكنته من نفسها فأتى بولد، ذهبت وأتت بالولد وقالت: هذا ولد جريج.
ما الذي يجعل إنسان يفعل ذلك؟ كيف تكون هذه النفسية؟ الرجل استعصم وامتنع – خلاص عادي يعني – ما الذي يجعلها تفعل هذا؟ فعندما فعلت هذا، من المفترض أن نسأل،،، لا – يا ابن اللذين وعامل شيخ – أول شيء هدموا الصومعة وأمسكوه وشتموه وظلوا يضربون فيه، وهو لا يفهم لماذا، لم يسألوه ماذا فعلت، بمجرد أن ادّعت عليه.
المفترض من الأوثق والأصدق في المجتمع، أي أن هذه المرأة عندما تدّعي على هذا الرجل الصالح، الذي نقول عليه أنه رجل صالح، هل كلامها الذي يصدّق أم كلامه،، طب نصنع تحقيق؟ يذهب إلى النيابة ونصنع معه تحقيق،، هم لم يسألوه، فلماذا لم يسألوه؟ لأننا أيضاً نريد لهذا الرجل أن ينزل لكي نكون كلنا مثل بعض ونشبه بعض، لأن هذا المشهد – الرجل الذي يتعبد في صومعة – من الممكن أن يصنع لي إحساس بتأنيب الضمير، فكيف أعالجه؟ – وأنت عامل لينا فيها مولانا، طب يا جماعة ايه الموضوع فحكوله –
فصلى ركعتين وأتى بالولد الصغير وضربه بإصبعه في بطنه وقال له يا غلام من أبوك؟ قال: فلان الراعي، فجلسوا يقبّلون رأسه – لا مؤاخذة يا مولانا – سنبني لكم صومعة من الذهب،، لا أنا أريدها طين مثلما كانت.
هم صنعوا هذا، المرأة التي ادّعت عليه هل توجّه لها أحد باللّوم، لا أقول لك أنهم سيعاقبوها بأنها افترت على الرجل الصالح، هل كلّمها أحد – طب عيب يا ست ما يصحّش خلّتينا نفتري على الراجل الطيب ده –
فهذا الكلام ماذا نفهم منه؟ كيف كانت صورة المجتمع؟مثلما قلنا أن هناك شخص أو مجموعة أشخاص متدينين، بس هم متدينين فعلاً، لأجل ذلك ربنا سبحانه وتعالى أنطق الغلام، من الممكن ألا تكون هذه هي الصورة المثالية، ولكنهم معتزلين المجتمع ولا يؤثروا فيه، والنموذج الذي يطلبونه من الناس لن يستطيع أحد أن يحققه، فماذا يفعل الناس؟ تستمر في الانحطاط، وتستمر، وعندما تنحطّ تستسيغ المنكرات، وترى هؤلاء الناس وتريد أن تضع من قدرهم ومن مكانتهم.
فنحن كأناس عاديين كيف نعالج مشاكلنا؟ مثلما قلنا أن نصنع عرض ديني أو أي شيء، مثل دعاء نقوله، أو ركعتين نصلّيهم، أو صدقة نتصدق بها، وهذا في الآخر يصنع موازنة لما نفعله، كل هذا يؤدي إلى حالة من الخلل والاضطراب النفسي والاجتماعي.
لذلك نفهم لماذا حكى لنا النبي صلى الله عليه وسلم هذه القصة، نقدر نفهم من هذه القصة كيف كانت هذه المجتمعات كيف كان الناس تفكر وكيف كانوا يتصرفون وما موقفهم من الدين، وكيف نحل كل هذه المشاكل.
نحن يا جماعة لكي يمن الله على مجتمعاتنا وتكون مجتمعات صالحة فعلاً، أو يمكن أن يعاش فيها.
انتبهوا يا جماعة لا يوجد مجتمع يمكن أن يعيش بدون أخلاقيات وبدون رقي، الصورة الشهوانية والحيوانية التي يعيشها أكثر الناس، هذه لا يمكن أن تستمر، هذه ستؤدي في النهاية إلى انهيار المجتمعات وصعب جداً أن تكون المجتمعات المؤمنة التي اصطفاها ربنا سبحانه وتعالى ومنّ عليها بنعمة الإيمان ونعمة الإسلام ونعمة القرآن ونعمة الرسالة، فيكون مآل أمرها لهذا، الناس الذي أرسلهم الله سبحانه وتعالى وقال لهم كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ يكونون هم من هذا وصفهم، فما يكون باقي الناس.
فلكي هم ينصلح حالهم مرة أخرى لابد أن يدركوا قيمة ما معهم، قيمة ما أعطاهم الله، وأن هذا هو الذي يصلح كل شيء بدايةً من رؤية الإنسان وفكرته عن الحياة وعن ربنا سبحانه وتعالى وعن صفات الله وعن عظمة الله وعن رحمة الله وعن نعم ربنا على الإنسان وعن وظيفة الإنسان في الحياة.
فما طبيعة الرجل وما طبيعة المرأة؟ كيف يتعاملوا بشكل صحيح؟ كيف يصل المجتمع إلى حالة من حالات السلام الأسري والاجتماعي كيف يكون؟ لن يمكن من خلال العراك، أيّاً كانت الاتجاهات الفكرية فلن تسير بالعراك، لن تسير بالعراك، الصراع في النهاية لن يؤدي إلغ إلى مزيد من الانهيار، ليس هناك حل آخر، لابد أننا جميعنا نصدق مع الله، لابد أننا كلنا نصدق مع الله سبحانه وتعالى، لابد أن نرجع جميعاً إلى ربنا سبحانه وتعالى، ولابد أن يكون أناس عندها استعداد تستوعب الآخرين، وأناس تأخذ بأيدي الناس، ليس هناك حل آخر، ونحن نضيّع وقت وفقط، هناك خطوة من المفترض أن نخطوها.
أنا اكتشفت أنني أسير في الاتجاه الخاطئ، ما هو الطبيعي أن أفعله؟ أول ملفّ أأخذه،، وأنا مصرّ أن أكمل، فإلى أين أكمل؟
إذاً كل خطوة بعد – النيوترن ده – هو مزيد من تضييع الوقت والجُهد والطاقة والنفقات في غير موضعه، في غير موضعه، لابد أن نأخذ القرار أننا لابد أن نلف ونرجع للنقطة التي من المفترض أن نرجع لها من زمان فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ربنا يقول هذا، نحن نريد أن نصدم رأسنا في الحائط وفقط، وهذا من رحمة الله، هذا من رحمة الله يا جماعة هذه من رحمة الله، أنت عندما تكون سائر في الضلال ويشدد عليك هذه رحمة من الله لكي تستوعب الرسالة وترجع إلى الله، هذا الكلام قلناه مراراً، أن من علامات رحمة ربنا بالمجتمعات عندما تكون منحرفة أن يشدد عليهم وليس العكس، لأنه إذا أعطاهم خير ظاهري على ما هم عليه، فهذه علامة على أنهم ليس لهم قيمة فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ لا شيء ينفعهم، لا ينفعهم الخير ولا ينفعهم الضرّاء لا تنفعهم هذه الرسالة ولا هذه الرسالة فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ ألم تريدوا الدنيا – خلاص – حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ آيسون من انكشاف العذاب ومن رحمة الله فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فطالما نحن تحت دائرة ضغط التشديد فهذه علامة على الرحمة وأن ربنا سبحانه وتعالى لايزال يرى فينا بقايا من خير، ولكننا إذا أصرّينا، إذا زاد معدّل الجحود، معدّل الاستكبار على الله، فمن الممكن أن ننتقل من هذه الدائرة إلى الدائرة الأخطر التي ليس منها رجعة، ولذلك مهم أن ندرك حكمة ربنا ونترجم الرسائل الإلهية لكي نتعامل معها، نحن لا نريد أن نضيع وقت أكثر من هذا، وكل شخص كوحدة هو يمثّل جزء من الإسلام، في النهاية المجتمع عبارة عن مجموعة من الناس، أنت من الممكن ألا تستطيع أن تؤثر في مجتمع كبير لكن على الأقل كما قال تعالى عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ الشخص يؤدي الدور الشخص الذي عليه أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ بالإيمان وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ على مقدار الذي يعطيه لك الله تستطيع أن تنشر الخير في الدائرة التي حولك، المسألة هكذا، في النهاية المجتمع عبارة عن مجموعة أفراد، هذا المجموع في النهاية هو الذي يحدد كيف يتعامل الله مع المجتمع وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً كلنا معاً ” أنهلك وفينا الصالحون قال: نعم إذا كثُر الخبث ” كلنا في النهاية نحاسب دنيوياً حساب واحد ماذا سنفعل؟ على الأقل لكي ينجي الفرد نفسه لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ أنت مسئول عن نفسك، تؤدي الحق الذي عليك وتحث الناس على الخير، هكذا هو الموضوع، المجتمع مجموعة ناس.
مالك بن دينار يَعِظ والناس تبكي ومتأثرة جداً، وصلّى العشاء ولم يجد مصحفه – وهذا زمان التابعين المصاحف تكتب بالأيدي لا توجد مصاحف الملك فهد – الشخص الذي يملك مصحف هذا شيء ثمين.
فهو لا يجد مصحفه فالناس حضرت هذا الوعظ الديني هذا وبكت وسرقت المصحف – بتاع الشيخ اللي بيدي الدرس – فقال: يا جماعة أين المصحف، فالناس تأثروا لحالة فكلهم جلسوا يبكون، قال: كلكم يبكي فمن سرق المصحف؟ – واحد من الناس اللي بتعيط ديه هو اللي سرق المصحف – سرقوا المصحف ويبكون أيضاً.
فهكذا هي، نحن جميعاً نشتكي فمن الذي صنع المشكلة، كلما تتكلم مع أحد الكل يشتكي بأن الدنيا فسدت والناس فاسدة – ومحدش بيتقي ربنا، جميل مين بقى اللي بتخر منه؟ – فمن سرق المصحف؟ – هي بتخر منين؟ – كلنا نشتكي وكلنا مظلومين، فمن الشياطين الذين يفعلون المشاكل – الطرف الثالث – من هو؟ فكل واحد يحاول وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا يحاول يبدأ بنفسه، والموضوع بسيط، ما الذي يحجزنا عن ربنا، عندما نتقرب من الله هل سيكون هناك شيء سيئ؟ عندما نتقرب من ربنا أكثر ما الذي سنشقى فيه؟ – هيسخطوك يا قرد – لن نسوء عن هذا، ما الأسوء من ذلك؟
فلماذا نمنع عن أنسنا الخير؟ الموضوع بسيط جداً جداً جداً، أنا أريد أن أبدأ وتكون علاقتي مع ربنا سبحانه وتعالى أفضل، أنا أشعر بوجود ربنا سبحانه وتعالى في حياتي وأحاول أتقي ربنا سبحانه وتعالى قدر المستطاع، أصنع صلة بيني وبين ربنا عبر الصلاة عبر ذكر عبر قراءة قرآن، عبر تعامل جيّد وطيب وإحسان للناس، إذا قدّم أحد نموذج الناس ستتأثر به – مش لأ – إذا قدّم أحد نموذج جيّد الناس ستتأثر به ولكن يصبر عليه.
هل لدينا حلول بديلة؟ إذا جعلناها كلنا نلطم هذا ليس حل، النياحة في الدين محرمة، النياحة: – هي الولولة واللطيم ديه – هذه من الكبائر، من الكبائر، في منهج الإسلام الذي علّمنا ربنا إياه، النياحة هذه محرمة، لأن الدين في النهاية دين عمل وتأثير، فإذا جاءت مشكلة نعالجها، هذا هو المنطق الذي يبنيه الإسلام، اسمه منطق عملي، أي أنك في النهاية تصنع شيء.
شخص فعل معصية ماذا يفعل؟ لا يجلس للطم، يصلي ركعتين ويستغفر ربنا فسيغفر له الله، شخص عنده مشكلة ماذا يصنع؟ يحاول أن يزيلها ” العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ” الدين يفعل هذا ” فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان ” لا تنظر للوراء، الذي فات فات وانتهى، ماذا سأصنع فيما يأتي، هذه هي النفسية التي يبنيها الإسلام.
نحن يا جماعة لا نحتاج إلى علم نفس ولا نحتاج إلى إدارة ولا ان ال بي ولا هذه الأشياء نهائياً، لا نحتاج إلى هذا، الإسلام يبني نفسية وعقلية وذهنية سوية وبالتالي يبني سلوكاً صحيحاً، هل مؤمنون بهذا أم لا؟ نعم أو لا
يقول لك: لا تجلس تبكي على ما فاتك، أنت الآن فعلت كذا ” إن الحسنات يذهبن السيئات ” كل شيء له حل، ليس هناك استهلاك للطاقة النفسية في عراك، لا الموضوع بسيط، أين أنا الآن؟ ماذا يجب عليّ أن أفعل لكي أكون أقرب لربنا سبحانه وتعالى ولو بخطوة، بخطوة واحدة ” من تقرّب إليّ شبراً تقرّبت إليه ذراعاً ومن تقرّب إليّ ذراعاً تقربت إليه باعاً ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ” ربنا الذي يقول سبحانه وتعالى في الحديث القدسي، شبراً، شبراً ” من تقرّب إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً ومن تقرّب إليّ ذراعاً تقربت إليه باعاً ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ” يوجد أعظم من هذا؟، يوجد أعظم من هذا؟ يوجد أجمل من هذا؟
إن الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم – حديث معروف – ، ربنا سبحانه وتعالى هو الذي يفرح عندما نرجع له، هو الذي يفرح أننا نرجع إليه، هو الذي يفتح لنا الباب ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ربنا هو الذي فتح الباب وبعد ذلك بعدما فتح الباب هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وقلنا ” عن ” وليس ” من ” المفترض والطبيعي أن يقبل التوبة من العبد، عن معناها أنه يحمل عنه عبء التوبة هو الذي ييسره لها، وهو الذي يحمل عنه آصار وأغلال المعاصي، لم يقل ” من ” ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا وبعدما تابوا يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ بعلم أم بجهل؟ لا وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
اللهم خذ بأيدينا إليك،اللهم خذ بأيديناإليك،اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك
اللهم اقسم لنا من خشيتك ماتحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، متعنا اللهم بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا، أبداً ما أحييتنا، واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا، ولا تجعل اللهم إلى النار مصيرنا، واجعل اللهم الجنة هي دارنا
اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه
اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه
اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه
اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم