الحمد لله، الحمد لله حمداً كثيراً طيبّاً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا رب غيره ولا معبود بحقّ سواه، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم أشرف عبد وأطهره وأزكاه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع هديه واهتدى بهداه.
ثم أما بعد ،،،
كنّا منذ أسابيع مضت في حديثٍ حول بسم الله، والحديث حول بسم الله نعمة من أعظم نعم الله تبارك وتعالى أن يوفّق الله عباده أن يكونوا ذاكرين له مستشعرين لفضله ورحمته مستعينين به في كل أمرٍ من أمورنا، إننا خلال هذه الأسابيع الثلاثة التي مضت ربما اطلعنا على شيء من عظمة اسم الله ومن القيمة العظمى لذكر هذا الاسم وبقي أن نكون من أهل توفيق الله سبحانه وتعالى لأن نحقق هذا في واقع الحياة كما كان يحققه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكما علّمنا إياه، إن ذكر الله وتعظيم الله؛ هو العصمة لأهل الأرض من الهلكة ومن الفناء ومن الدمار، قال صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض لا إله إلا الله، وفي رواية حتى لا يقال في الأرض: الله الله. لا يذكر اسم الله تبارك وتعالى ينسى عباد الله؛ ينسون ربهم، ينسون عظمته، ينسون نعمه، ينسون آلائه حتى لا يوحّدونه بل لا يذكرونه وحينئذٍ لا تبقى لأهل الأرض عند ربهم تبارك وتعالى لا حاجة ولا مأرب وحينئذٍ يحقُّ على الأرض قضاء الله تبارك وتعالى وحينئذٍ تقوم الساعة.
قال الله تبارك وتعالى قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ لا يعبأ بكم ربي أي: لا يكون لكم عنده تبارك وتعالى وزنٌ ولا مكانٌ ولا مكانةٌ ولا قيمة إلا إذا دعوتموه وتعلّقتم به وآمنتم به، قال: فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا أي لحوق العذاب والعياذ بالله.
فكنّا في أول أمرنا مع بسم الله حينما تكون شفاءً للأدواء وعلاجاً للأبدان وإذهاباً للأوجاع والأسقام كما أنها دواءٌ للقلوب، فهي دواءٌ وشفاءٌ أيضاً للأبدان، لجوء إلى محل الرحمة، إلى من عنده الشفاء وإلى من يرزق العافية، ثم كنّا مع بسم الله في حركة هذه الحياة، ثم كنّا مع بسم الله ومواقف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، بسم الله وهو يهبط بها من عند ربه تبارك وتعالى وقد منّ علينا بمنّة الصلاة، بسم الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم يكتب ويكاتب، يدعو إلى ربه تبارك وتعالى، ثم انتهينا إلى حيث تنسحب بسم الله من كل ما لا يرضي الله سبحانه وتعالى، فانتهينا في نهاية خطبتنا الماضية إلى ذكر صحيفة الظلم والاجحاف التي كتبتها قريشٌ قطيعةً للرحم وإفساداً لذات البين، وظلماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولمن آمن معه بل ولآله من بني هاشم وبني المطلب الذين أرادوا أن يحموه صلى الله عليه وسلم وكيف أن الله تبارك وتعالى قد أخرج اسمه من هذه الصحيفة إذاناً بأنه لا يكون اسمه تبارك وتعالى على ظلمٍ ولا على إجحافٍ ولا على قطيعة رحم فهو سبحانه وتعالى إنما يضع اسمه حيث تكون الرحمة، وحيث يكون الخير وحيث تكون البركة.
ولذلك لا يكون معنى لوضع اسم الله تبارك وتعالى على ما لا يرضي الله، فبسم الله التي تكلّمنا عنها التي تعطي البركة والرحمة والخير إذا وضعت على غير سبيل الرحمة والبركة والخير، لم يكن في هذا مرضاة ولم يكن في هذا مباركةً ولا تأييداً ولا تسديداً منه تبارك وتعالى، واليوم نختم الحديث عن بسم الله لنبدأ بعد ذلك في تتمة فاتحة الكتاب بإذن الله تبارك وتعالى.
واليوم مع الذبح وبسم الله. الله تعالى في كتابه شدد على ذرورة ذكر اسمه عند الذبح وعند النحر فقال تعالى فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وقال تعالى وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وقال تعالى وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ وقال تعالى وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ
وسئل صلى الله عليه وسلم سأله عدي بن حاتم رضي الله عنه عن الصيد أي أحكامه، قال: كل ما أنهر الدم وذكرتم اسم الله عليه فكلوا، فهو سبحانه أمرنا أن نذكر اسم الله تبارك وتعالى لكي نحلّ هذه الذبائح ولكي نذكر نعمة الله وعظمة الله تبارك وتعالى ونحمده على ما أنعم علينا وأسدى ثم ننتقل إلى ذبحٍ آخر.
رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يحكي بريدة بن الحصيب رضي الله عنه في صحيح مسلم يقول: كان صلى الله عليه وسلم إذا أمّر أميراً على جيشٍ أو سريّة أوصاه في خاصّته بتقوى الله، إذاً كان صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزواً جعل على جيشٍ أو على سريّة جعل عليها أميراً ولابد للسرية وللجيش من أمير ومن قائد، فإذا اختار قائداً لم يرسله حتى يبدأ بأن يوصيه أولاً في خاصته بأن يتقي الله ثم يوصيه بمن معه من المسلمين خيراً.
يبقى أول وصيّة لمن يتولى أمراً أو يقود جمعاً أن يتقي الله سبحانه وتعالى في نفسه فالتقوى هي جماع الخير، ما معنى التقوى، قد ذكرنا هذا المعنى كثيراً؛ التقوى أن يحرص الإنسان على أن يجعل بينه وبين سخط الله وبين غضب الله وبين عذاب الله تبارك وتعالى عياذاً بالله، أن يجعل بينه وبين ذلك وقاية.
يبقى بيتوقّى أو بيتجنّب أو يباعد أي شيء يكون فيه عياذاً بالله سخط الله تبارك وتعالى، وهذا إذا كان على بال العبد فإنه يرزق به تحرّزاً وتجنّباً وحساسيةً تجاه كل ما يسخط الله، ولذلك كان من عظيم الحكمة كما جاء في تفسير القرطبي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أبي بن كعب رضي الله عنه عن معنى التقوى، وعمر يحتاج إلى أن يسأل عن معنى التقوى، ويكأنه يعلّمنا أن الإنسان مهما بلغ من علمٍ فإنه لا يستنكف أن يسأل أو يضمّ علم الناس إلى علمه فربما استفاد أو انتفع من غيره وإن كان ربما أقلّ منه قدراً انتفع منه علماً ودراية وإدراكاً وفهماً، فسأله عن معنى التقوى، فقفال: يا أمير المؤمنين أما سرت يوماً في طريق فيه شوك، قال: بلى، قال: فما فعلت، أو قال: فما صنعت، قال: شمّرت واجتهدت، قال: فذلك التقوى.
فكيف يمثّل أبي بن كعب رضي الله عنه حقيقة التقوى، الإنسان ماشي في طريق هذا الطريق مليء بالأشواك، هو ماذا يصنع، هو بيحترز أن يضع قدمه على محلٍ للشوك، فهو يشمّر ملابسه، ويجتهد في التوقّي، يعني قبل ما يضع قدميه لابد أن ينظر أين يضع قدميه، خطوة بخطوة، خطوة بخطوة؛ لإن هو ممكن إذا تجنّب هذا التوقّي، أو هذا التركيز أو هذا النظر في خطوة واحدة، لربما وقع المحظور في هذه الخطوة، فهو في كل خطوة يخطوها في حياته يتوقّى أن يسخط الله، قال: فذلك التقوى.
فهو يوصي صلى الله عليه وسلم قادئه وأميره أن يتقي الله في خاصته، ثم يوصيه خيراً بمن ولّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم، ثم يقول: اغزوا باسم الله، في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلّوا ولا تغدروا ولا تمثّلوا ولا تقتلوا وليداً، يبقى أول حاجة الوصيّة بتقوى الله سبحانه وتعالى في نفسه، وهي ما يحمله على الخير، ثم الوصيّة بمن معه من المسلمين، ثم الوصيّة ماذا يفعل في حركته.
إذاً لا تتم مهمّة الإمام حتى يتابع أعماله ويوصي عمّاله ويوجّههم إلى ما ينبغي عليهم فعلهم ثم يتابعهم فيه، فهو لن يبعثه هكذا وفقط؛ اغزوا بسم الله، هذا هو الفاصل الذي يفصل ما بين الحق والباطل، يعني جُعل في الإسلام غزواً وفي غير الإسلام غزو، فما الفارق بين الغزو في الإسلام والغزو في غير الإسلام؟ بسم الله
فيصل التفرقة ما بين هذه السورة وما بين غيرها من السور، ما بين غزوٍ لحقٍّ وعزو لإفسادٍ واستيلاءٍ وشرٍّ وباطل وظلمٍ وتعدٍ إنما هو بسم الله، هي التي تحفظ وهي التي تعصم وهي التي ترسم طريقاً ومنهاجاً يقوم على تقوى الله.
قال: اغزوا بسم الله في سبيل الله ليس هناك مقصد آخر، وإنما ابتغاء مرضاة الله ولكي يعلو نور الله وتعلو كلمة الله، ” قاتلوا من كفر بالله ” علّة المقاتلة حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ
إذاً الغزو باسم الله هذا ما الفرق بينه وبين غيره، ” اغزوا ولا تغلّوا ” هذا أول شيء، ما معنى الغلول؛ أن الإنسان يأخذ من مال الله مما يرزقهم أو يغتنمون ما ليس له بحقّ، أول شيء تكلّم عليه المال.
” ولا تغلّوا ” 2 – ” ولا تغدروا ” يعد ثم لا يفي هو صلى الله عليه وسلم الذي قال: الحرب خُدعة وفي رواية: الحرب خَدعة، الذي يقول ذلك يقول صلى الله عليه وسلم ” ولا تغدروا “
يبقى إذاً الخديعة في الحرب لا علاقة لها بالغدر وبالخيانة وإنما هو الدهاء وحسن النظر والسياسة، طب ايه معنى إن الحرب خُدعة؛ إنما يكون المكسب في الحرب هو في حسن الدهاء والتخطيط والتصرّف لماذا؟ لأن هذا يحسم الأمر بأقلّ ضرر وأقل خطر، أبعد ما يكون عن استنزاف الطاقة وإراقة الدماء.
طيب قوله ” الحرب خَدعة ” ما الفرق بين خُدعة، وخَدعة، خَدعة: اسم للمرة، يعني هي فرصة واحدة لا تتكرر ليست اثنين وثلاثة، هي فرصة واحدة من اغتنمها فاز بها، ولو فاتته فاته نصره.
يبقى إذاً هذا سبيل وهذا سبيل، ” لا تغلّوا ولا تغدروا ولا تمثّلوا ” لأنه إذا قتل إنما يقتل دفعاً ومدافعة لا يقتل تشفّياً ولا حقداً ولا حنقاً، أصل التمثيل هذا؛ شخص مات أريد أن أشوّه هذا البنيان الذي بناه الله لماذا؟ الفعل الأولاني الفعل اللي هو حاجة أنا بس بحاول أبعده، ولذلك ربنا قال سبحانه وتعالى وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وفي قراءة دفاع الله الناس بعضهم ببعض لماذا سماه الله دفع لأن الدفع هذا ” زق ” والزق ده بيبقى مدافعة بالأساس نوع من أنواع التعدي يا إما التعدي على الشخص، يا إما التعدي على الحق والحقيقة أو على حقوق العباد، فهو زق، يبقى الدفع هذا عبارة عن شخص بيتعدى بتدفعه يعني بتبعده عن أن يبطل حقّاً أو يبطل دماً أو يفسد أرضاً أو ينتهك عرضاً أو مالاً، ولا تمثّلوا ولا تقتلوا وليداً صبي صغير ليس من أهل القتال، ثم يقول صلى الله عليه وسلم في بقيّة الوصيّة، فإذا لقيت عدوّك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال فإلى أيتهن أجابوك فاقبل منهم وكفّ عنهم.
ادعهم إلى الإسلام فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكفّ عنهم ثم ادعهم إلى أن يتحوّلوا من دارهم إلى دار المهاجرين يهاجروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن فعلوا فإن لهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فإن أبوا أن يتحوّلوا فأعلمهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، عليهم حكم الله الذي يسير أو يسري على المؤمنين، وليس لهم من الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين، فإن هم أبوا فادعهم إلى الجزية، فإن أجابوك فاقبل منهم وكفّ عنهم وإلا فاستعن بالله وقاتلهم.
ثم قال صلى الله عليه وسلم: وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمّة الله وذمّة رسوله، فلا تجعل لهم ذمّة الله وذمّة رسوله ولكن اجعل لهم ذمّتك وذمّة أصحابك، فإنكم إن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم أهون عليكم من أن تخفروا ذمّة الله وذمّة رسوله.
وإذا حاصرت أهل حصنٍ فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله، وإنما أنزلهم على حكمك وحكم أصحابك فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا، ماذا يقول صلى الله عليه وسلم هاهنا؟
يقول: إذا حاصرت أهل حصن فطلبوا منك _أرادوك_ أي طلبوا منك ماذا؟ أن تجعل لهم ذمّة الله وذمّة رسوله، ايه معنى الذمّة، الذمّة هي العهد الذي يحفظ به الدم والمال، فجعل لهم ذمّة الله وذمّة رسوله مامعناها، معناها أن يدخلوا في عهد الله وفي عهد رسوله صلى الله عليه وسلم، قال: فلا تفعل، فلماذا لا تفعل؟ قال: اجعل لهم ذمّتك وذمّة أصحابك.
يعني: لا أنتم ستدخلون في حمايتنا أو عهدنا نحن، فلماذا؟ افترض هناك شخص جاهل أو لا يعلم، أو شخص سفيه نقض هذا العهد ولو جزئياً، يقال حينئذٍ أنه قد نقض عهد الله وعهد رسوله، لا
نحن الذين أخلفنا، أو نحن الذين غيّرنا أو نحن الذين أفسدنا لا ينسب الفساد والإفساد، لا ينسب نقض العهد، لا ينسب عدم الإيفاء، لا لله، ولا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحاشاه.
يبقى إذاً ماذا يريد صلى الله عليه وسلم من قائده الذي أوصاه كل هذه الوصايا؟ أن يعلم أنه الآن في سبيل الله مسئولٌ عن كلمة الله فليتقي الله في هذه الكلمة إنما يقدّم صورة لدين الله، فإن أفسد أو نقض عقداً فإلام ينسب هذا العقد؟ ينسب إلى الله وإلى رسول الله، فلا يشوّه هذا القائد، ولا يشوّه هذا الجند هذه الصورة التي ينبغي أن تبقى ناصعةً جليّة نقيّة لا يشوّهها شيء ولا تشوبها شائبة، ثم قال: فإذا أرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ولكن أنزلهم على حكمك وعلى حكم أصحابك؛ لماذا، قال: فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا.
لا أنت ستنزلهم على اجتهادك في الرأي لإن ربما الإنسان لا يوفّق للصواب، فلا ينسب هذا الخطأ إلى الله ولا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما إلينا نحن.
يبقى إذا نفصل ما بين الاجتهاد وما بين أفعالنا وما بين أن تكون اجتهاداتنا أو أفعالنا حتى لو كانت من نوع اجتهاد أن تكون تحمل صورة مشوّهةً مفسدةً لنور الله تبارك وتعالى هكذا يوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم قائده وأميره.
ولذلك سعد بن معاذ رضي الله عنه حينما أرادت بنو قريظة أن تنزل على حكمه لم ينسب هذا إلى حكم الله وإلى حكم رسوله صلى الله عليه وسلم وإنما قال: إن هذا حكمٌ منه يسري عليهم وعلى المهاجرين على الأنصار ثم أراد أن يستوثق أن يمتثل رسول الله صلى الله عليه وسلم لحكمه وهو يعلم أنه يمتثل له، لكن هكذا هو يعلّمنا أصول الحكم والتحكيم إنه قبل ما يحكم لابد يكون الجيمع قد أقرّوا بالامتثال، فأقرّهم؛ حكمي يمشي على هؤلاء وهؤلاء، فأقرّوا جميعاً ثم قال: وعلى من هاهنا يشير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعظيماً له أن يقول إن حكمي يمضي على رسول الله، قال: وعلى من هاهنا وأشار فقط، فقال صلى الله عليه وسلم: نعم
ثم ذكر حكمه فلما حكم حكمه قال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
الحمد لله رب العالمين
وإذاً ففي خاتمة كلامنا عن بسم الله إنما نقول إن بسم الله تجلل الحياة لا تترك شأناً من شئونها إلا وتجعل سربالها عليه فتحفظه وتحميه فهو صلى الله عليه وسلم في مدخله وفي مخرجه في صحّته وفي سقمه، في سلمه، وفي حربه، إنما هو بسم الله وعلى اسم الله.
خرج معاوية رضي الله عنه يريد قتال الروم وقد كان بينه وبينهم عهد فلما شارف العهد على الانتهاء بدأ يتحرّك من دمشق إلى حدود بلاد الروم حتى إذا انقضى العقد كان قريباً من ديارهم فغزاهم.
يبقى إذاً هو بينه وبينهم هدنة والهدنة ديه أوشكت على الانقضاء فبدأ يتحرّك قبل أن تنتهي بأيّام حتى يكون قريباً منهم، طيب لماذا يفعل ذلك، الهدنة إذا انقضت ولم يطلب العدو قبل انقضاء الهدنة أن يمدّها فإنما يضمر شرّاً فأراد رضي الله عنه أن يسبقهم ويتوقى شرّهم قبل أن يهاجموا ديار الإسلام فبين هو يسير إذ أتى شيخٌ على فرسٍ أو برذون فجعل يصيح من وراء الجيش الله أكبر الله أكبر وفاءً لا غدر، فنظروا فإذا الشيخ عمرو بن عبسة رضي الله عنه فدعاه معاوية فسأله قال: ماذا تقول، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كان بينه وبين قومٍ عهد فلا يشدُّ عروة ولا يحلّها حتى ينقضي أجلها أو ينبذ إليهم على سواء.
بيقول: أنا سمعت النبي صلى الله عليه وسلم بيقول لو واحد بينه وبين واحد عداوة لا يشدّ عقدة، يعني: لا يتحرّك من مكانه لا يأخذ أي إجراء حتى ينتهي الأجل أو ينبذ إليهم على سواء أي يعلمهم أنه لم يعد بينه وبينهم عهد فرجع معاوية، أخذ جيشه ورجع من طريقه بعدما سار لإنه قد تحرّك قبل أن ينقضي الأجل
فإذاً قد علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاءً وقد كانوا أوفياء لعهد الله وأوفياء لعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانوا يمتثلون أمره بمجرّد أن يسمعوه.
هو يحتاج إلى هذه الضربة الاستباقيّة، وقد خرج بجيشه فعلاً، وأوشك الأجل على الانقضاء ولم يبقى إلا القليل ومع ذلك لما أن سمع أن رسول الله قال صلى الله عليه وسلم أخذ جيشه ورجع.
رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج معتمراً إلى مكّة فتأتي قريش فتصدّه، حتى إذا كان صلى الله عليه وسلم بغدير الأشطاط أتاه عينه فقال: إن قريشاً قد جمعوا لك جموعاً وجمعوا لك الأحابيش، حلفؤهم من الأعراب حول مكة، وقد عزموا على أن يمنعوك ويصدّوك عن البيت ويقاتلوك.
فقال صلى الله عليه وسلم: أشيروا أيها الناس عليّ، أترون أن أغير على ذراري هؤلاء الذين يريدون أن يصدّون عن البيت.
يعني هؤلاء الذين خرجوا من هؤلاء الأحابيش نغير على ديارهم فيضطروا يرجعوا فيكون الله عز وجل قد قطع عيناً من المشركين، يعني في النهاية شتت جمعهم، نقاتل هؤلاء ثم نمضي إلى مكة وإلا تركناهم محروبين، يعني يكونوا متضررين أو متألمين لما أصابهم
فقال أبوبكر رضي الله عنه: يا رسول الله لقد خرجت عازماً متوجّهاً إلى بيت الله لا تريد حرب أحدٍ ولا قتل أحد فامضي لما أردت فإن منعنا أحدٌ أو صدّنا قاتلناه، فقال صلى الله عليه وسلم: فامضوا على اسم الله.
ولما أراد صلى الله عليه وسلم أن يشاور أصحابه في يوم أحد أراد جمعٌ من الصحابة أن يخرجوا وكان صلى الله عليه وسلم يحب ألا يخرج، يحب أن يحتمي بالمدينة، لرؤية رآها صلى الله عليه وسلم، أنه أدخل يده في درعٍ حصينة، قال: فأولتها المدينة.
يعني إذا بقي في المدينة لا يصابون بسوء، وإذا خرجوا، قال: رأيت بقراً يذبح، وبقرٌ والله خير – شهادة وقتلٌ في أصحابه – ورأيت ثلمةً في ذباب سيفي، حتة من سيفه اتكسرت، فأولته رجلاً يقتل من أهل بيتي، ورأيت أني أدخلت يدي في درع حصينة فأولتها المدينة، كأن الله سبحانه وتعالى قد أراه في رؤياه حالين من تقدير الله، إن خرج كان كذا، وإن بقي كان كذا، فحفاظاً عليهم وحماية أراد أن يبقيهم في المدينة فيتحصّن بها وأراد أكثرهم أن يخرجوا فنزل على رأيهم، فلما نزل على رأيهم ورأوه يحب غير ذلك ندموا على ما فعلوا، فقالوا: يا رسول الله استكرهناك، وما كان لنا أن نفعل ذلك فاصنع ما بدا لك، فقال صلى الله عليه وسلم: إنه لا ينبغي لنبيٍ إذا لبس لأمته – أي درع حربه – أن يضعه حتى يحكم الله بينه وبين عدوّه فافعلوا ما أمرتكم به وامضوا على اسم الله، فإن صبرتم فلكم الظفر، يعني: إن صبرتم على أمر الله فلكم الظفر، فلم يكن ثمَّ صبرٌ فكان ما أراد الله تبارك وتعالى.
إذاً هاهنا صلى الله عليه وسلم أضاف إلى بسم الله في هذه المواطن قوله على اسم الله، طب ايه الفرق ما بين: بسم الله، وعلى اسم الله؟، ما الفرق ما بين الباء وعلى؟
بسم الله: الاستعانة بالله، طلب المدد من الله، طلب التوفيق من الله، طب وعلى اسم الله: كأنك تطلب من الله تبارك وتعالى أن يحملك وأن يقلّك فهم في حركتهم لأنهم يواجهون خطراً من الله تبارك وتعالى أن يكون هو المقلّ وهو الحامل لهم، فهو طلب مزيد من الحماية ومزيد من التأييد ومزيد من العصمة حيث يحتاجون إليها.
وأخيراً: عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكتب إليه عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول له: إن أهل مصر قد أتوني إن نيل مصر يحتاج في كل سنة، يحتاج،إن نيل مصر يحتاج، يحتاج، في كل سنة أن نلقي إليه جارية بكراً من أحسن الجواري – هي عروس النيل – وإلا فلا يجري فتخرب البلاد وتقحط،،،، يحتاج، إن نيل مصر يحتاج.
فكتب عمرو إلى عمر رضي الله عنه – هو لا يعرف هذا الكلام، فكتب إليه عمر: ” إن الإسلام يجبُّ ما قبله ” هذا الكلام الفاسد انتهى، جاء الإسلام فأزال هذه الخرافات ولذلك احنا مش عارفين احنا فين دلوقتي يعني يجب ما قبله والا احنا ما قبله احنا مش عارفين، فضل ربنا سبحانه وتعالى ونعمته بالإسلام في البداية؛ إزالة كل وهم وكل خرافة وكل نوع من أنواع الخزعبلة إنفتاح العقل واتساع العقل والإدراك والعلم والرؤية والبصيرة هذه أول منّة ربنا يمنّها علينا بالإسلام وبالإيمان وبالقرآن، ثمّ كتب إليه، بعث إليه ببطاقة قال فيها، لإن الناس هؤلاء لابد أن تضع لها شيء في الماء لأن عقلها هكذا، فكتب ” بسم الله الرحمن الرحيم إلى نيل مصر من عبدالله عمر بن الخطاب أما بعد: فإن كنت تجري بأمرك فلا حاجة لنا فيك ” – لا نريد منك شيئاُ – وإن كنت تجري بأمر الله فاجري على اسم الله .
إذاً ماذا يصنع عمر هاهنا، النيل لا يحتاج بطاقة ولكنهم يرون أنهم لابد أن يرموا إليه شيئاً هما – قفله معاهم كده – فقال لهم لا ترموا العروسة، وخذوا البطاقة ديه.
فماذا في هذه البطاقة، هذه البطاقة فيها تصحيح عقائد الناس رد الناس لجادة الصواب، هو يريد أن يقول لهم أن هذا النيل مثل أي شيء في هذا الكون إنما هي مسخّرة بأمر الله، تجري حينما يأمر الله، تفيض وتنضب بأمر الله.
” فإن كنت تجري بأمرك فلا حاجة لنا فيك، وإن كنت تجري بأمر الله فاجري على اسم الله ” فهو سبحانه وتعالى الذي يحمله أيضاً.
فجرى كما لم يجري من قبل، ارتفع ستة أذرع، عما كان يجري فيه في كل سنة.
إذن ماذا يريد عمر رضي الله عنه أن يبيّن؛ أولاً: أن النيل أييضاً يجري على اسم الله، الأمر الثاني أن الأمر كلّه لله فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا لم يقل تفيض وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا يشقّ لهم أخاديد، لم تكن موجودة لم يقل أن النيل يجري وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ربنا سبحانه وتعالى هو الذي يصنع هو الذي يقدّر، هو الذي يعطي، هو الذي يمنع، طب سبيل إن ده يفيض، سبيل إن الخير يثبت ويستقرّ، هو ضبط هذه الصلة وأن يكون الحركة أيضاً على اسم الله.
يبقى إذاً خلاصة هذه الخطب الأربعة هي عظمة هذه الكلمة، كلمة بسم الله، ثمّ يبقى أن نرزق لأن هذا رزق من الله أن نعي حقيقة بسم الله فضل بسم الله، قيمة بسم الله حاجتنا لاسم الله وبالتالي اعتصامنا واستمساكنا ببسم الله، وأن تكون بسم الله بين يدي الفكرة والإرادة، الفعل، الحركة، السكنة لإن هذه، هذه في النهاية هي التي تعطينا التوفيق والتسديد والتأييد من الله، ونحن أحوج ما نكون كعباد، أي عبد هو أحوج ما يكون لتوفيق وتأييد وتسديد ربنا تبارك وتعالى.
إذاً كيف يحصل على هذا المدد العظيم بأن يجعل اسم الله بين يدي قوله وفعله وإرادته وهمّه وعزمه وحركت وسكنته فقط، ولكن لكي يكون هكذا، هل بمجرّد أنني أقول بسم الله وأنا غافل عن تذكّر عظمة الله، غافل عن الإحساس بالإحتياج إلى مدد الله، لن يكون، لإن هي الكلمات بتتحرك ازاي، بتتحرك بالمعاني المستقرّة في النفس استمداد القلب من الله، ولذلك قلنا كثيراً قول النبي صلى الله عليه وسلم إن الله لا يقبل دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ، لماذا؟ لأنه ليس مع الله، ” إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ” أين محلّ نظر ربنا سبحانه وتعالى ليس الظاهر، القلب مقدار ما ينبض هذا القلب بمحبة الله والإيمان بالله، ثم العمل ليه؟ لإن هذا العمل انعكاس للقلب ليس الشكل، هذا الشكل ليس مؤثراً، ما محل التأثير؟ شيئين القلب ومايفيض عن القلب، ” ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب “
إذاً كل ما يفعله الإنسان إنما هو انعكاس للمعاني الموجودة في القلب لو كان هذا القلب مرتبط بالرب سبحانه وتعالى فهو الخير والرحمة والبركة في الأولى وفي الآخرة، في المعاش وفي المعاد، وإن كان غير ذلك عياذاً بالله فعكسه بعكسه.
يبقى إذاً بسم الله إذا خرجت من قلب عبدٍ مؤمن بالله فهو كل ما نرجو وكل ما نأمل وكل ما نصبو إليه، لكن رجاءنا أن ربنا سبحانه وتعالى يمنُّ علينا لأن هذه منن والمنن كما قلنا لا تعطى إلا من يستحقّ ولذلك تكلّمنا قبل ذلك في المواريث عن الحجب والحرمان.
الحجب: أن الشخص يضع حواجز بينه وبين ربنا سبحانه وتعالى والحرمان أنه يسلك مسالك تحرمه من فضل ربنا، من الممكن أن يكون الخير قريب ولكنني لأني لست حريص عليه لا أوفّق إليه، فلأجل أن يعطينا ربنا إياه هذا رزق لكن المشكلة أننا دائماً الرزق يأتي في أذهاننا المال وفقط، تكلّمنا قبل ذلك في خطب قديمة عن معنى الرزق الواسع، أن الرزق هذا هو أكثر من المال،،، الإيمان رزق، الإحساس بالطمأنينة رزق، الإحساس برحمة ربنا رزق، الصبر رزق، ” ما أعطي أحدٌ عطاءً خيراً وأوسع له من الصبر ” يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، رزق ربنا كثير بس نحن لا نراه، الصحة من ربنا رزق العلاقة الطيّبة مع الناس رزق، محبّة الناس للإنسان رزق، كثير جدّاً وربنا سبحانه وتعالى عدلٌ في تقسيم رزقه لا يحابي أحد على أحد كلنا متساويين في الأجزاء ولكن بصور متباينة وأشكال مختلفة، لكننا لأجل أننا ننظر من جانب واحد فقط فنرى التفاوت والتبايين ما بين الناس، لا يوجد تفاوت ولا تباين.
لكن النعمة العظيمة التي يتفاوت فيها الناس فعلاً هي نعمة الإيمان لماذا؟ لإن هذا هو الجزء الاختياري الذي أتحرك له، ولذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه إن الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، هذا عطاء مشترك وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا لكن لا يعطي الإيمان إلا لمن أحب، هذه هي النعمة الحقيقية، التي هي سعادة الدنيا وسعادة الآخرة، فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى فنحن نطلب من الله سبحانه وتعالى بنسأل ربنا سبحانه وتعالى نرجو من الله أن يرزقنا فقهاً وعملاً ببسم الله، فإذا آتانا الله سبحانه وتعالى ذلك كان خيراً عظيماً لكن نحن لن نطلب هذا ونسأله إلا عندما ندرك قيمته، كل الكلمات هذه وكل الخطب هذه مقصودة لشيء واحد فقط، أننا ننتبه إلى أين النعم، وأين الخير وبالتالي نقصده، لأن المشكلة أن الشخص عندما يكون غافل عما ينفعه حقيقةً أو ليس منتبهاً له يلتفت إلى طرق كثيرة بعيدة عن الذي من المفترض أن يلتفت إليه، كل المقصود التنبيه، ولذلك ربنا قال ماذا سبحانه وتعالى قال: وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ ما معنى ذكّر، إذاً هذه الأشياء ربنا فطرنا عليها لكننا ننساها ونتوه ونغفل عنها، فماذا المطلوب التذكير، ما هي مهمة الرسل؟ افكّر، قال: فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتّباعه،اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتّباعه،اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتّباعه،وارنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم إنا نسألك من كل خير سألك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون، ونعوذ بك اللهم من كل شرٍ استعاذك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون
اللهم اقسم لنا من خشيتك ماتحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، متعنا اللهم بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا، أبداً ما أحييتنا، واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا، ولا تجعل اللهم إلى النار مصيرنا، واجعل اللهم الجنة هي دارنا
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم