إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباًيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً
ثم اما بعد ،،،
استمعنا في الخطبة الماضية إلى حديث عن الحضور في الصلاة، وعن الخشوع فيها، وكان المضمر في الصدر أن نوالي الكلام حول هذه القضية لأنها من اعظم ما نحتاج إليه، إذ لو استقامت الصلاة استقامت أحوال العباد، قال الله تبارك وتعالى اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ وقال تعالى أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ وَاسْتَعِينُواْ على امتثال أمر الله تبارك وتعالى وتقليل الفجوة ما بين القول والفعل، ما بين ما نعتقد وما بين ما نفعل، ما بين ما نؤمن به وما بين ما نسلكه قال تعالى وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
لكننا نؤثر أن نرجئ ذلك قليلاً ونتحدث في معنيين اثنين.
أما الأول، فمعنى قول جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه وعن أبيه، وهذه الكلمة وردت في صحيح البخاري، يقول جابر رضي الله عنه متحدثاً عن عادة ومسلك اعتاده رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتاده صحابته رضي الله عنهم معه ومن بعده، يقول جابر: كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا – وفي رواية هبطنا، وفي رواية تصوبنا – سبحنا، كنا إذا علونا أو صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا او هبطنا سبحنا، لقد تحدثنا مراراً ولازلنا نتحدث عن عظمة نعمة الإسلام وعن عمق هذه القيم التي بثها الله تبارك وتعالى في قلوبنا لو أننا أدركنا قيمتها ووقفنا على ما فيها من عظمة ومن جمال فهو يحكي – جابر رضي الله عنه – أنهم كانوا إذا كانوا في سفر فقابلهم مرتفع أو نشز من الأرض .. حتة عالية، حيطلعوا مطلعاية .. إحنا مثلاً في العيسوي كده وطالعين المطلعاية ونازلين المنزلاية اللي هي بعد خليل حمادة كده فيه مطلعاية كبيرة ومنزلاية اتنين هما .. لما نطلع .. لما يطلعوا مطلعاية هما بيعملوا إيه؟؟ بيقولوا الله أكبر بيستمروا في التكبير .. طيب وهما نازلين؟ بيقولوا سبحان الله.
وقال ابن عمر رضي الله عنه وعن أبيه كذلك، كان النبي صلى الله عليه وسلم وجيوشه إذا علوا الثنايا – مرتفعات – إذا علوا الثنايا كبروا وإذا هبطوا سبحوا فوضعت الصلاة على ذلك .. نكبر في حال القيام ونسبح في الركوع وفي السجود لما ننزل.
وقال ابن عمر رضي الله عنه وعن أبيه كذلك وهذا في البخاري، يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قفل – أي إذا عاد أو رجع – إذا قفل من الحج أو العمرة أو الغزو يقول: إذا أوفى على ثنية أو فدفد – المرتفع من الأرض الأرض الصلبة المرتفعة – كبر ثلاثاً ثم قال: لاإله إلا الله وحده لا شري له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، آيبون – هما راجعين – آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون، صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، وجاءه رجل صلى الله عليه وسلم كما في سنن الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه فقال يا رسول الله: إني أريد أن أسافر فأوصني، قال: عليك بتقوى الله والتكبير على كل شرف – كل مرتفع من الأرض – .
طيب ليه كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا هبطنا سبحنا؟!
أول حاجة: الذكر، قال تعالى الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ فهو يخبر سبحانه وتعالى أنه بذكر الإنسان لله تسكن نفسه ويطمئن فؤاده.
طيب .. فيه سكة تانية؟ فيه سبيل آخر للطمآنينة؟ فيه مسلك آخر نسلكه عشان يوصلنا للسكينة؟ الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ تسكن تهدأ تستقر وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم يبقى محل الطمآنينة فين؟ محل السكينة والهدوء فين؟ هنا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمبإيه؟ بِذِكْرِ اللّهِ طيب فيه ناس تانية بتجد سبل آخرى للطمأنينة .. يعني المؤمنين بيطمأنوا إذا ذكروا الله، وغير المؤمنين حيطمأنوا ويستقروا ويسكنوا لما يعملوا حاجة تانية أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ما قالش قلوب المؤمنين، أو تطمئن قلوبهم الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ قلوب المؤمنين؟ .. لأ الْقُلُوبُ يبقى أي قلب خلقه الله تبارك وتعالى لن يجد ما يبحث عنه من السكون إلا إذا آوى إلى جانب الله تبارك وتعالى، يبقى إذن المؤمنين اللي بيبحثوا عن السكينة حيلاقوها في ذكر الله، طيب وغيرهم اللي بيدوروا على السكينة او الطمأنينية أو الهدوء أو الاستقرار في طريق تاني .. يجدوا ما يبحثون عنه؟ حيصلوا إلى ما ينشدون؟ .. لأ .. أصل هو طريق واحد.
ولذلك ربنا سبحانه وتعالى أمرنا قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ وبس؟ إحنا أمرنا بإقام الصلاة أمرنا بالصيام، أمرنا بالصدقة، لكن في الذكر اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً يبقى إذن حد الذكر، اللي هو المفروض اللي هيحيقق الطمأنينية أو هيحقق السكينة اللي إحنا ربنا وصانا سبحانه وتعالى أو أمرنا به مطلق الذكر، يعني نذكر ربنا وخلاص؟ ربنا سبحانه وتعالى ذكر المنافقين اللي بيظهروا إيماناً ويبطنوا غيره، وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً حتى دول، ما يقدرش الإنسان طالما بقي إنساناً أن يخلو من تذكر الله أو يخلو من اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى، ما هو هو حيبقى في النهاية عبد، حيبقى في النهاية ضعيف، حيبقى في النهاية معوز ومحتاج يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ أصل هو مش حيطلع بره دا، ولذلك هو مضطر في أي وقت إن هو يلجأ إلى الله، مضطر في كل محنة أن يذكر الله، مضطر عند كل شدة أن يفزع إليه سبحانه وتعالى،قال تعالى أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ هذه الآيات في سورة النمل .. من تخاطب؟ تخاطب غير المؤمنين تدعوهم إلى لإيمان بالله عبر تقرير حقائق عظمة الله تبارك وتعالى قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ دا أول تقرير وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ طيب قليل ما نتذكر إيه؟ الحوادث والسوالف التي مرت ولحظات اللجوء إلى الله ولحظات الاستجابة .. مفيش حد مننا معداش عليه دا. إن هو في شدة وضائقة وكربة ويعلم أنه لا يخرجه منها إلا الله ويلجأ إلى الله ويدعو وربنا سبحانه وتعالى يستجيب، وبعدين ينسى يروح بعيد، وبعدين تيجي واحدة تانية وتوجعني، اتقرص قرصة، أروح فين .. دين فطرة الإنسان .. حقول يارب، وربنا حيستجيب سبحانه وتعالى .. وبعدين أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ مين المضطر؟ الذي يعلم أنه إذا لم يستجب الله سبحانه وتعالى له ويكشف عنه إنه هو يهلك .. خلاص قفلت معاه .. الأبواب كلها اتقفلت والسكك كلها اتسدت .. مفضلش غير باب واحد بس .. وعلى فكرة مكنش فيه غيره .. هو أصلا مكنش فيه غيره .. بس إحنا مش بنشوفه .. إمتى إحنا بنشوفه؟؟ لما كل الباقي اللي إحنا بندور عليه أو بندور فيه أو بنلجأ إليه أو بنعتبر نفسنا راكنين عليه بيختفي أو بيتوه أو بيتبخر وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُوراً وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ الضلال دا اللي هو التوهان .. كله اتبخر .. كل اللي أنا كنت راكن عليه طار .. هو أصلاً مش موجود .. هو سقط من دماغي أصلاً .. طيب فَلَمَّا نَجَّاكُمْ يبقى إذن وقعت الإستجابة ولا ما وقعتش .. وقعت الاستجابة.
هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا كل حاجة ماشية تمام .. وبعدين؟ جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ خلاص .. أنا بعد كده لن أُرى حيث يعصى الله .. أنا تبت .. بس أعدي من دي .. يارب نجيني وأنا حسيب وحترك وحعمل .. فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَينَا مَرْجِعُكُمْ يبقى إذن ما يبحث الإنسان عنه .. الإنسان .. مش الإنسان المؤمن .. ما يبحث الإنسان عنه من الطمآنينية ليس له إلا سبيل واحد.
طيب إيه هو الذكر؟ أن يبقى الله سبحانه وتعالى على بال الإنسان أو في فكره أو مستحضر وجوده على حسب ما يطيق من تذكر عبر الأوقات .. يعني المفروض إنه يكون وقت الذكر أكبر من وقت الغفلة والنسيان .. دا معنى الذكر الكثير .. استغراق معظم الوقت .. يبقى إذن الكلمات اللي أنا بقولها .. التسبيح أو التحميد أو التهليل ” لا إله إلا الله ” عندنا التهليل دا اللي هو هيصة .. أو التكبير أو الحوقلة أو الاسترجاع .. دي إيه .. دي كلمات أنا بستحضر بمعانيها عظمة ربنا سبحانه وتعالى فاستشعرها .. طيب لو هي فضلت زي ما احنا بنقولها كلمات؟ ما بتستدعيش ترجمة؟ مش دا الذكر .. الذكر هو حضور ربنا سبحانه وتعالى في ذهن وفي قلب الإنسان عبر استدعاء دا بكلمات .. يعني أنا لما بقول سبحان الله .. كلمة سبحان الله دي بتستدعي عندي حاجة .. طبعا بفكر فيها .. انا عايز أذكر نفسي بأن ربنا سبحانه وتعالى أعظم وأجل من أن ينسب إليه أي نقص .. لا في أمر بيأمر به .. ولا في نهي بينهى عنه ولا في فعل بيفعله ولا في قدر بيقدره .. ولا في حكمة من حكمه ولا في خلق من خلقه … مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ طب لو انا قلت سبحان الله من غير دا .. مش دي سبحان الله .. انا ما قلتش حاجة أصلا .. طيب قلت الحمد لله وأنا بحاول أذكر نفسي بنعم ربنا سبحانه وتعالى وتعالى اللي بتغمرني فأشعر بالمنة لله عليا سبحانه وتعالى ولا أنا مقلتش .. انا مقلتش الحمد لله.
طيب أنا بقول الله أكبر عشان بحاول إن انا اطرد من قلبي أي حاجة أو أي حد أو أي غاية أو أي هدف أو أي مقصد أنا شايف إن هو في قلبي أكبر من ربنا فعايز أزقه .. ما أنا بقول الله أكبر عشان أزقه .. ما هو موجود .. هي عظمة الدين فين؟ إن الدين واقعي جداً ومثالي جداً .. يعني إيه واقعي جدا؟؟
هو الدين دا لينا إحنا الإنسان … زي ما هو كده .. الضعف والنقص .. وجود الهوى .. شهوات النفس .. وسوسة الشيطان .. هو دا الإنسان .. ربنا سبحانه وتعالى أنزل الدين لمين .. للملائكة؟ دا للإنسان وهو كده بصفته وطبيعته اللي هي دي عشان يعمل إيه؟ عشان يرفعه وياخد بإيده خطوة تلو خطوة .. خطوة تلو خطوة عشان يرفعه لمراقي العلو والقرب من الله سبحانه وتعالى.
فأنا في قلبي فيه حاجات أكبر .. أه فيه .. مش مفيش .. هو فيه … هي الله أكبر بتتقال ليه .. عشان هو أصلا فيه .. بس أنا عايز أزق دول وأضع ربنا سبحانه وتعالى في قلبي في المكانة التي يستحقها.
طيب أنا بقول لا حول ولا قوة إلا بالله .. ليه؟ أولا ما ينفعش أقولها لو أنا مش عايز أتغير .. مبدئياً كده .. لأن دي لا حول ولا قوة إلا بالله .. مفتاح الإصلاح والتغيير .. أنا بقول إن انا عايز أتحول أنا عايز أنقل .. بس أنا معنديش قوة أو قدرة النقل .. أنا بطلب من الله المدد عشان اتحول، مفيش تحول من الحالة اللي انا فيها ولا قوة على الحالة اللي أنا عايز اوصل لها اللي هي أقرب إلى الله سبحانه وتعالى إلا بإنه يأتي المدد من الله .. انا معنديش .. بطلب من الله سبحانه وتعالى .. طيب لو انا معنديش أصلا إرادة التغيير .. انا مش عايز أبقى أقرب لربنا .. حقول لا حول ولا قوة إلا بالله ليه؟
وإيه معنى إن انا أقولها بقى والحالة كده؟ أقولها ليه طيب ..؟؟
يبقى إذن الذكر هو إيه؟ يبقى انا عايز أحضر قلبي على أد ما أقدر .. الإحساس بوجود الله في حياتي الشخصية .. الإحساس بعظمة ربنا تبارك وتعالى .. الإحساس برقابة ربنا .. الإحساس بنعم سبحانه وتعالى .. استحضار معنى الشكر .. معنى إن الإنسان مغمور بفضل الله وبرحمة الله وبنعم الله سبحانه وتعالى .. سواء كانت نعمة دين ربنا هدانا إليه .. نعمة طريق حيوصلنا لربنا .. أو نعم دنيوية ربنا غمرنا بها.
هو دا معنى الذكر .. دا حقيقته.
لما الذكر تحول لمجموعة أوراد بتتقال سواء في الصلاة أو بعد الصلاة او في مجلس أو بطرطور .. أيا كان .. المهم إن فيه مجموعة أوراد بتتوظف بتتقال في أوقات معينة .. مجرد كلمات بتتقال .. مبقاش ليها تأثير .. مالهاش معنى في الحياة .. انا مش حستمر على حاجة انا مش شايف لها أثر .. ولذلك إحنا عايزين نركز جداً على الصلاة ليه؟ هو انا ليه حصلي؟
أنا حصلي عشان بتذوق أو بحس لأثر للصلاة، ولا بصلي عشان دا واجب أنا حمضي في الدفتر وأؤديه، لو حمضي في الدفتر وأؤديه ممكن معملوش .. او اعمله أي حاجة كده وخلاص، لكن لو أنا حاسس إن الصلاة دي بتعمل حاجة، بتأثر عليا في حياتي، في حالتي النفسية في تقبلي للضغوط .. حبقى حريص إن أنا أصلي .. وهي الصلاة عشان كده، أمال الصلاة ليه؟ هي ” وجعلت قرة عيني في الصلاة ” دي معناها إيه؟ مش النبي صلى الله عليه وسلم هو اللي بيقول كده .. ” وجعلت قرة عيني في الصلاة ” يعني إيه قلنا ” قرة عيني ” معناها إيه؟ الحاجة اللي الإنسان يجد فيها قراره واستقراره .. الحاجة اللي أنت ماتحبش تنقل عينك من عليها .. دي أكتر حاجة أنت بتحبها .. أكتر حاجة معلق بيها، فلما عينك بتيجي عليها مش عايز تنقلها بتستقر عليها، لا عايز تغمض ولا عايز تبص عنها يمين ولا شمال ولا فوق ولا تحت.
يبقى قرة العين في الصلاة معناها هي دي غايته وهي دي سعادته وهي دي استقراره اللي بيجده في هذه اللحظات .. طيب إحنا عندنا كده؟ لأ مش عندنا. يبقى الصلاة مش حتاخد أهميتها ولا حتاخد فايدتها إذا ما كنش فيه عندنا كده أو على الأقل إحنا متخيلين او مدركين إنها بتوصل لكده المفروض .. فأحنا عايزين نقرب من دا أو نوصل له عشان نحصل على هذه الثمرة .. إن ما كانش.
يبقى إذن هو دا الذكر، فالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وهما مسافرين كل ما يطلعوا مرتفع يقولوا الله أكبر وكل ما ينزلوا منخفض يقولوا سبحان الله .. ليه؟
دا اللي إحنا بنتكلم عليه .. عمق وعظمة الدين اللي ربنا من علينا بيه، أنا دلوقتي طالع مطلعاية .. مطلعاية حسية ملهاش على فكرة أثر معنوي .. عادي يعني طالع مطلعاية بنهج .. طالع السلالم مفيش حاجة معنوية متعلقة بطلوع السلم .. طالع في الأسانسير يارب ما يتحشرش بس ما بين الرابع والخامس .. دا اللي بيجي في دماغي .. طيب الصحابة طالعين .. إذن طلوعهم المرتفع دا دي حاجة حسية مرهقة مفيهاش حاجة معنوية .. النبي صلى الله عليه وسلم بيرشد إلى إيه أو عايز يلفت نظرنا إلى إيه؟
لما أطلع .. طلعت بفلوس، طلعت بمنصب، طلعت إجتماعيا، طلعت وظيفياً، بطلع، لما اطلع بطبيعة النفس، ابتدي أنا أورم شوية .. أكبر حبة كده .. كتافي تعلى .. أحس بنفسي .. أحس بإمكانياتي .. ربما أستطيل على الآخرين .. إحنا غلابة ..فأنا طول ما انا طالع بقول الله أكبر الله أكبر .. طيب إيه علاقة دا بالمرتفع .. هو عايز يقول لي لما تطلع في أي حاجة تطلع فيها .. لما ربنا يديك أي حاجة .. تذكر إن دي نعمة ربنا تشكر بالحمد لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ تحافظ عليها إزاي .. ولما تطلع تعرف إن دا من فضل الله فلا يزيدك هذا إلا تواضعاً وربنا سبحانه وتعالى يكبر في قلبي أكتر من الأول مش العكس .. دي حاااجة بعيدة !!!
طيب إيه علاقة دا بالمطلعاية .. يبقى النبي صلى الله عليه وسلم عايز ينقل دماغنا لفين؟ حاجة بعيدة أوي.
طيب لما ننزل .. على فكرة دا الطبيعي أنا الإنسان .. أنا العبد ما بين ارتفاع وانخفاض .. هو دا الإنسان .. دي سنة ربنا سبحانه وتعالى في البشر .. في المجتمعات .. سواء أفراد أو مجتمعات أو أمم .. دورات .. بنطلع وبننزل .. طيب لما أنزل .. أخسر حاجة من اللي كنت عليها، أفقد حاجة من اللي كانت معايا .. نفسي تنكسر، لأ .. انا بقول سبحان الله ليه؟ ربنا وحده سبحانه وتعالى هو الذي لا يعتريه نقص ولا عيب ولا قصور ولا بينزل .. لكن الإنسان بينزل وبالتالي عادي .. حاجة طبيعية .. ولما أنزل اسبح .. يطب أسبح ليه؟ ما هو النزول دا شدة أو محنة أو كرب أو فقدان حاجة .. ربنا علمنا كما في قصة سيدنا يونس وذكرناها أكثر من مرة .. لما يحصل حاجة زي كده، لما الإنسان يناله شيء من الغم أو الكرب .. يطلع منه إزاي .. بيسبح .. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، يبقى إذن النبي صلى الله عليه وسلم بيعلمنا إيه؟؟
وإحنا بنطلع وإحنا بننزل .. ودا اللي الصحابة اتعلموه وحافظوا عليه .. كنا إذا صعدنا وإذا هبطنا أو نزلنا سبحنا .. على طول كده .. طالع في الأسانسير .. طالع السلم .. طالع مطلعاية .. حعمل إيه .. يبقى انهاردة حطلع من هنا بإيه؟
حطلع من هنا بحاجات .. أول حاجة الذكر .. الذكر إيه قيمته في حياة الإنسان وإيه أهميته بالنسبة لنا وإيه موقفنا منه؟ ويعني إيه ذكر .. حقيقة الذكر إيه .. ربنا سبحانه وتعالى معايا .. هو دا الذكر .. الحاجة التانية زي ما قلنا عظمة نعم ربنا سبحانه وتعالى علينا وعظمة نعمة الدين .. إيه العمق الكبير، هذه الفلسفة الراقية والعالية جدا اللي النبي صلى الله عليه وسلم بيعملها في حاجة على فكرة .. واحد طالع ونازل .. حاجة بعيدة جدا.
طيب إحنا في حياتنا لينا موقف تالت .. يعني إحنا في حياتنا كلها يا بنطلع يا بننزل، مفيش حاجة تانية .. طيب وأنا بطلع بذكر ربنا سبحانه وتعالى، وأنا بنزل بذكر ربنا سبحانه وتعالى، وأنا طالع بتذكر كبرياء الله، وعظمة الله، إن ربنا فوق مهما طلعت ربنا فوق، وإن اللي بيطلعني ويشدني لفوق هو ربنا برضه سبحانه وتعالى .. وإن انا لما بنزل .. هل أنا بنزل عشان دي نقمة؟ ولا بنزل عشان دي رحمة؟ لما انا بنزل, ربنا سبحانه وتعالى ما بيسلبش من الإنسان النعمة إلا إذا أنا عملت حاجة ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ أنا كان معايا حاجة وراحت .. مين اللي غورها؟ ما أنا .. أنا بما أحدثت.
طيب يبقى إذن لما راحت .. راحت عشان إيه؟ عشان آخد بالي إن أنا أحدثت ما لا يرضي الله .. فأستدرك اللي فاتني .. أصلح الغلط اللي أنا عملته .. اترك ما أحدثت وأقول لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الحمد لله، النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة في سفر فقال لهم صلى الله عليه وسلم: سيروا – امشوا يعني – هذا – بيشاور على جبل كده – هذا جمدان سبق المفردون، قيل: ومن المفردون يا رسول الله؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات .. المعنى مفهوم .. النبي صلى الله عليه وسلم بيقول اللي سبق مين دول؟ مين المفردون دول .. الذاكرون الله كثيراً والذاكرات .. هم دول أهل السبق الحقيقي .. هو دا جميل وواضح .. بس تحس إن فيه حاجة ناقصة ! الصورة لسه عايزة تكتمل .. هو إيه؟؟ ليه قال دا هنا؟
النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة مسافرون .. وقربوا على المدينة شوية وفيه ناس أسرعت وفيه ناس لسه ورا شوية، والنبي صلى الله عليه وسلم كان دايماً بيبقى في آخر الركب، عشان يبقى مخلي باله من الناس عشان يبقى محوط عليهم، حد يمكن يتعب، حد الجمل بتاعه يندل معاه، حد يتكعبل، هو ماشي وراههم خالص فشايفهم مطمئن عليهم كلهم، فبيقولوا له فيه ناس يعني قدام .. فيه ناس سبقت، يعني فيه ناس اتأخرت فبيقولوا له فيه ناس سبقت فيه ناس قدام، فقال لهم سيروا حنحصلهم .. هذا جمدان يعني إحنا قربنا، سيروا هذا جمدان، وبعد كده قال إيه؟ هما بيتكلموا على إيه؟؟ ناس سبقت وناس اتأخرت! فبيقول لهم سيروا حنحصلهم … ناس سبقت وناس اتأخرت .. فهو بيقول لهم إيه سبق المفردون .. هو بياخد دماغنا فين؟ على طول كده .. على نطول بنقول كده فلان سبق وفلان اتأخر .. واللي سبق أكل النبق .. دي مش مشكلة بس المهم إيه سبق واتأخر .. دا في إيه؟ في عالم الحركة المحسوس دا اللي إحنا شايفينه .. فبيقول إيه … لا لا لا .. السبق السبق .. السبق السبق يعني في الإسراع إلى الله .. مين اللي بيجري أسرع .. اللي هو ماشي رجله بيعمل إيه بيسبق بذكره .. سبق المفردون .. هما مش شايفين هو بيقول إيه .. أصلا مش فاهمين .. قالوا وما المفردون؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات، يبقى تاني .. تاني النبي صلى الله عليه وسلم بيعلمنا إيه .. ننقل من هنا لهناك .. نربط الحاجات المحسوسة بالحاجات المعنوية .. طلوع ونزول .. السبق والتأخر دايما بيرتبط بالسبق الحقيقي .. الصعود الحقيقي .. النزول الحقيقي .. هي كده .. بس مين اللي بيدرك الحقائق؟ هي دي المشكلة .. إحنا كلنا بتشغلنا ظواهر المادة .. إحنا اتأثرنا كتير خلال سنين بس دا إستشرى في دمنا وسرى في عروقنا من غير ما ناخد بالنا لأنه هو بينقط في قلوبنا نقطة نقطة عبر سنين طويلة .. طويلة .. النموذج المادي الموجود في أوروبا وأمريكا إحنا شربناه فعلاً، الحياة مادية إلى أقصى درجة، كل حاجة بتتحسب بالمادة، وكل حاجة بالقرش، وزن الإنسان بمقدار ما يملك من نقد، المتع كلها متع حسية، كلها حاجات حسية، طيب فين جانب الروح اللي هو بيمثل حقيقة الإنسان، هو ربنا سبحانه وتعالى أعطى الحياة لآدم عليه السلام بإيه؟ هو كان طين كده ملقى على الأرض، زي أي تمثال .. قطعة من الطين ملقاة على الأرض فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ يبقى إذن الملائكة حتكرم هذا المخلوق، حتخضع له، حتعترف بفضله وهو طين على الأرض؟ ولا لما ربنا سبحانه وتعالى حيمده بهذه الروح، أو ينفخ فيه هذه النفخة العلوية؟ إمتى هو بقى إنسان له قيمة إمتى وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ طيب لما ننسى إحنا دا؟ لما نغفل عن الروح اللي هي حقيقة الإنسان، اللي هي محل الصلة ما بيني وما بين ربنا سبحانه وتعالى، حين إذن حقيقة ينتهي الإنسان، يشابه أي كائن حي تاني بيدب على الأرض، أي حاجة بأربعة كده، ما تفرقش بقا خلاص .. فهي الفكرة كده .. المادية الطاغية .. الغياب التام لجانب الروح .. التفكير كله كده حتى في معايير التقييم .. يعني مثلا إيه .. أعلى سرعة إنترنت ! .. أعلى إمكانيات موبايل !. أسرع عربية !. أقوى موتور .. على فكرة إحنا الأول كنا بنقول مثلا إيه .. حتى كنا بنوصف فبنقول مثلاً إيه إن دا ممكن يكون أذكى بني آدم .. لا حتى دي بطلناها وبقينا بنوصف بالحاجات .. الحاجات .. إيه المعايير؟ .. على فكرة الحاجات كلها .. بقت الحاجات .. إحنا ماشيين ورا الحاجات .. الحاجة الحاجة .. العربية الموبايل .. هي اللي بتوصف بالقوة والتفوق، وإحنا بنجري وراها .. مش بتخلص ومش حتخلص .. آه دا جبته .. بعد كده فيه حاجة تانية نطت قدامي كده أنا عايز أجيبها .. حفضل أجري وراها .. حتتنازع وحتخبط ونتسارع ونتعب ونتأزم .. كل دا ليه؟ لأن إحنا استغرقنا تماماً في دا .. في الضيق اللي حيخنق .. ما هو طبيعي .. هو دا كده، طبيعته كدا، حنبقى كدا …
فالنبي صلى الله عليه وسلم كان بيعمل إيه .. بيعلمنا إيه عبر تعليمه للصحابة .. كل شوية انقل دماغك لهناك .. إحنا بنطلع أهو .. بنطلع .. الله أكبر الله أكبر .. طيب قدر الله سبحانه وتعالى وبننزل .. سبحان الله .. إحنا أفراد .. طيب إحنا كمجتمع .. نفس الفكرة
إحنا كأمة .. أمة الإسلام عبر التاريخ .. ما هي كده بتطلع، لما بتطلع .. بتطلع بالله أكبر، هي بتطلع بالله أكبر .. ولما بتطلع المفروض إنها تطلع بالله أكبر عشان ربنا يحفظ عليها الرفعة دي، وطيب لو بوظنا الدنيا وبننزل حنعمل إيه؟ يبقى لازم سبحان الله .. سبحان الله دي بتحمل حاجتين .. إن الإنسان طبيعته كده بيطلع وبينزل .. ربنا سبحانه وتعالى وحده هو اللي ما بينزلش وحده، لما بنطلع هو حيفضل فوقنا على طول، ولما بننزل هو وحده اللي ما بينزلش سبحانه وتعالى لأنه منزه عن ذلك.
الحاجة التانية إحنا بننزل ليه؟ بننزل عشان إحنا كنا من الظالمين، نطلع من دا بس مش أكتر .. يبقى إذن اللي إحنا عايزين نقوله زي ما قلنا إحنا محتاجين نبقى مع ربنا أكتر .. الكلمات دي سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر لا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون .. كل الكلمات دي مداخل بتدخلنا على ربنا سبحانه وتعالى، لو إحنا قلناها من غير معناها يبقى إحنا أفقدناها كل قيمتها.
الحاجة التانية نحاول نتعلم من النبي صلى الله عليه وسلم اللي كان بيعلمنا إياه، اللي هو إيه أنقل دماغي، ورا الدنيا دي فيه عالم تاني إحنا مؤمنين بيه بس إحنا نسيناه، إحنا كلنا مؤمنين إن فيه آخرة، فيه لقاء لربنا سبحانه وتعالى، فيه حياة دائمة، فيه خير أنا حعمله هنا حاخد جزاءه حيث دار الخلد التي لا ينقطع نعيمها .. وإن عياذاً بالله من حيسلك المسلك الآخر حيلقى العذاب السرمدي نسأل الله إن يعافينا وينجينا من دا .. بس إحنا مش بنعيش دا.
ربنا قال سبحانه وتعالى .. المشكلة فين؟ قال بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَاالإيثار دا مشكلة أبعد من العلم، هو ربنا ما اتكلمش إن إحنا عارفين الدنيا ومش عارفين الآخرة، لأ .. الإيثار دا إنت بتختار ما بين حاجتين، فأنا باخد دي .. طيب باخد دي ليه؟ عشان دي قريبة .. دي اللي أنا حاسس بيها .. دي اللي أنا عايشها .. التانية موجودة في الذاكرة بس بعيد أوي .. ورا خالص .. اللي أنا عايشه هو المحسوس، ولذلك أول صفات المؤمنين في سورة البقرة الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ صفات المتقين .. يؤمنون بالغيب ليه .. هي دي حقيقة الإيمان .. انا عندي يقين باللي أنا مش شايفه .. طيب لو أنا معنديش اليقين دا .. لازم أحاول أجيبه .. هو دا اللي حيظبط الموازين بتاعتنا بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا طيب إحنا كده صح … لأ … وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى خير وأبقى .. خير في نفسها وأطول في المدى الزمني .. ما تقدرش تقارن ما بين المحدود وغير المحدود، ما بين المنقطع وما بين الدائم السرمدي، على فكرة إحنا كبني آدميين ما نعرفش يعني إيه سرمدي .. إحنا كل حاجة عندنا بتنقطع، الصحة بتضعف .. العمر بينتهي، الفلوس بتروح، إحنا منعرفش حاجة بتمتد على طول، الإنفينتي دي آه يمكن إحنا بنعمل سهم كده .. لكن كفكر ما اقدرش أدركها، أنا مقدرش أدركها لأن انا محدود وكل حاجة حواليا محدودة، لكن ربنا بيعلمنا إن فيه حاجة اسمها لا محدود .. اللامنتهي .. اللا منقطع، طيب اللا منقطع دا أعلى في كيفيته وفي قدره، وممتد في زمانه .. أنا ليه آخد دا؟ لأن أنا مستغرق في دا، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم دائما بيحاول يعمل إيه؟ ينتشلنا من دا .. نطلع فلما نطلع فوق شوية نبص بشكل أوسع فنشوف التاني.
أخر حاجة عشان إحنا طولنا كتير .. عاشوراء
تقريبا بالحسبة كده يوم الخميس الجاي حيبقى يوم عشرة .. إحنا قلنا قبل كده لما اتكلمنا على يوم عرفة إن النبي صلى الله عليه وسلم لما سأل على صيام يوم عرفة قال إن ربنا بيجعله تكفير لسيئات سنة وسنة جاية، وسئل عن صيام يوم عاشوراء، فقال إن ربنا سبحانه وتعالى من منه وفضله تكفير خطايا سنة ماضية .. أعتقد إحنا محتاجين دا .. النبي صلى الله عليه وسلم عندما أتى المدينة فوجد اليهود – في البخاري – فوجد إن اليهود بيصوموا يوم عاشوراء فسأل .. طيب دول يهود يعني معلش دول اليهود إحنا مالنا ومالهم؟ النبي صلى الله عليه وسلم كان حريص جدا على كل ما يقرب من الله، يعني هما يهود بس بيصوموا .. والصيام دا حاجة كويسة .. يبقى أي حد عنده حاجة كويسة .. أي حد بيعمل حاجة كويسة .. دي المفروض تكون محل نظرنا ومحل استقائنا .. حتى لو يهود؟ أه حتى لو يهود.
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما سيدنا أبو هريرة جه قال له أنا قفشت واحد لمدة تلات أيام كان بيسرق من الأكل بتاع الزكاة. زكاة الفطر، وبعدين آخر يوم قال لي سيبني وأنا حقول لك حاجة كويسة .. إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لا يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك الشيطان حتى تصبح .. الواحد لو قراها قبل ما ينام، ربنا سبحانه وتعالى بيحفظه من الشياطين لحد ما يصحى، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال له إيه لما جه وحكى له، قال صدقك وهو كذوب، أتدري يا أبا هريرة من تحادث منذ ثلاث؟ قال: إنه شيطان. يبقى إذن الجملة دي، النصيحة دي مين اللي قالها لأبي هريرة .. النبي صلى الله عليه وسلم قال إنه شيطان .. يبقى إذن مين علمنا دا؟ .. عبر التقرير النبوي آه لكن مين أصل التعليم .. إحنا لازم نقول آية الكرسي في الوقت دا .. مين اللي قال لنا عليها أصلا؟ مين اللي دانا الدرس دا؟ .. الشيطان. هو الشيطان اللي أدانا الدرس دا .. النبي صلى الله عليه وسلم مضى بس إن الكلام دا مظبوط .. بس خلي بالك هو كذوب .. هي دي طلعت منه صح .. بس دا مش العادي .. يبقى إذن إحنا أخدناها من الشيطان .. تعلمناها من الشيطان. بس ما نخدش على كده لأن هو مش معلم ولا حاجة .. دا اللي النبي صلى الله عليه وسلم بيعلمه لنا … فهنا هو سأل اليوم دا إيه طيب؟ قالوا والله هذا يوم أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل, فنحن نصومه تعظيماً له، فقال: نحن أولى بموسى منكم، – فتعالى أنت على جنب – فصامه وأمر بصيامه.
وبعدين في أواخر أيام النبي صلى الله عليه وسلم، في أواخر عمره .. جم الصحابة قالوا له يارسول الله: طيب اليوم دا الي إحنا بنصومه دا بيعظمه اليهود والنصاري .. هما عايزين يقولوا إيه .. إن إنت أمرتنا إن إحنا نخالفهم ما نبقاش شبههم، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لئن بقيت إلى قابل .. لو ربنا أمد ععمري للسنة الجاية حصوم يوم تسعة، يعني يوم تسعة بدل يوم عشرة؟ حنلغي العشرة … لأ لأن يوم عشرة دا هو المقصود بالصيام .. يبقى إحنا حققنا المراد المطلوب وشكرنا نعمة ربنا بنجاة المؤمنين .. دي أول حاجة، الحاجة التانية بنسعى لتحقيق فضل ربنا بإن إحنا بنسعى إن ربنا يكفر عنا من السيئات، وفي نفس الوقت إحنا مش شبههم، فإحنا بنضم صيام إلى صيام.
يبقى إذن يوم الخميس القادم يعني إحنا يبقى كويس جدا لأن إحنا عندنا سيئات كتير وحالتنا صعبة إن إحنا نصومه، طبعا حنجيب عشورا بقا والجو دا .. دا مش مشكلة العشورا والبليلة والحاجات دي بس دي تبقى بعد المغرب .. الفكرة إيه .. بدل ما تبقى بعد العصر مفيش حاجة حنشفتها بس حنخليها بعد المغرب مفيش حاجة، يعني كل واحد بياكل أي حاجة ياكلها إحنا مش حنقطع عليها، بس يعني إيه … واللي يعني إيه اللي ربنا يكرمه ويقدر يصوم الأربع مع الخميس .. تبقى يعني حاجة عظيمة جدا .. ويعني مش لازم طبعاً .. بس يعني هو أوبشن كده .. يعني تستفيد منه برضه …
يبقى إذن اللي إحنا عايزين نطلع بيه انهاردة إيه؟ أصل إحنا دايما بنقول، لو أنا مطلعتش من الجمعة بحاجة يبقى أنا أبطلت الحكمة الإلهية منها، أصل هي مش مرازية هي مش مرازية، دلوقتي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ربنا قال كده فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ سيب كل اللي في إيدك صفي عقلك وقلبك .. ليه؟ عشان أنا عايز استعيد معاني معينة حتديني زاد وبسترجع بيها .. يعني إعادة النظر في فلسفة حياتي أنا رايح فين؟ حعمل إيه الأسبوع اللي جاي؟ عبر إيه عبر الموعظة دي .. طب لو هي خلت من قيمتها .. يبقى إحنا على فكرة .. يعني ربنا سبحانه وتعالى مش عايز الناس تضيع وقتها، أو عايز يعذبها بإن هي تصوم وإن هي تصلي .. على فكرة لأ خالص يعني .. دي حاجات ربنا وضعها رحمة بالإنسان .. فعشان إحنا نستفيد منها لازم الأول نفهم هي حكمتها إيه؟ يعني دي معممولة ليه؟ أفهم .. طيب استفيد من دا إزاي؟
يبقى إذن كل اللي عايزين نطلع بيه إن الإنسان لازم يكون ربنا سبحانه وتعالى على بالنا بشكل دائم، هي دي الطمأنينة اللي إحنا بندور عليها، هي دي السكينة والسعادة اللي إحنا كلنا بنبحث عنها.
الحاجة التانية المهمة جدا إزاي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان بيعملنا إن إحنا يكون عندنا رؤية بعيدة، رؤية مابعدية، بنبص لبعيد إحنا عندنا في الإدارة بيقولك التخطيط التكتيكي والتخطيط الاستراتيجي، والخطة طويلة المدة والمتوسطة والقصيرة .. بس فين للأسف .. في إطار من تلات سنين لخمس سنين لعشر سنين لعشرين سنة .. برضه فين في المحدود في الضيق .. إحنا آخر حاجة عندنا فين .. برضه هنا .. طيب الاستراتيجي بتاعنا دا ما بينقلش لأبعد من كده .. هما الناس اللي إحنا ناقلين منه التخطيط الاستراتيجي هو آخرهم الدنيا، هما ما بيعرفوش غيرها، جعلوا حياتهم كلها وطموحهم فيها مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ طيب إحنا؟ إحنا عندنا المفروض التخطيط الاستراتيجي بتاعنا دا أبعد بكتير .. أنا بخطط لقدام .. قدام دا اللي هو إيه .. المستقبل فين .. المستقبل عند ربنا .. ورا الدنيا المحدودة .. أنا بخطط له وبجعل حياتي كلها توصل له .. دا المفروض .. لو إحنا ما بنعملش كده؟ يبقى إحنا محتاجين نراجع الحاجات اللي إحنا أصلا مؤمنين بيها .. مش إحنا مؤمنين بالآخرة؟ طيب هي فين؟ مش إحنا مؤمنين بعظمة ربنا سبحانه وتعالى؟ طيب دا فين؟ مش مؤمنين إن كل حاجة بإيدين ربنا؟ طيب دا فين؟ مش مؤمنين إن المخرج من كل أزمة ومن كل محنة ومن كل فتنة بإيد الله؟ طب دا فين؟ مش إحنا مؤمنين إن كل مشاكلنا دي بسبب تقصيرنا وسبب مخالفتنا وسبب عصياننا؟ لو إحنا مش مؤمنين بدا يبقى إحنا منعرفش القرآن .. ولو إحنا مؤمنين بالقرآن وعارفين دا .. طب إحنا ليه مش بنعمل على أساس دا .. ليه مش بنطلع.
لازم نطلع من هنا .. مش هنا من الجامع .. حنطلع من الجامع .. لازم نطلع من الخندق ومن النفق المضلم اللي إحنا دخلنا وسطه دا … حنطلع منه إزاي .. هي سهلة على فكرة مش صعبة .. سهلة جدا .. ربنا سبحانه وتعالى فتح بابه لكل الناس في كل الأوقات .. مفيش ما بيني وما بين إن انا انال رحمة ربنا إلا حاجة واحدة بس .. أرفع إيديا واقول يارب .. مفيش حاجة بتحول ما بيننا وما بين إن إحنا ننال كل الفضل والخير من الله إلا نقول يا الله .. بس بس مفيش حاجة .. أرفع إيديا وابص فوق واقول يارب. هل دي صعبة؟ هل هي تقيلة؟ فيه مشكلة؟ ولا حاجة … حنقول يارب؟
طيب فيه حاجة عندنا أحسن من كده؟ فيه مفزع أو فيه ملجأ ممكن نلجأ له أرحم بنا من ربنا.
اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم، ولا تعذبنا فأنت علينا قادر، والطف بنا يا مولانا فيما جرت به المقادير، واختم لنا منك بخاتمة السعادة أجمعين.
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وحب المساكين، وان تغفر لنا وترحمنا، وتتوب علينا، وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك.
اللهم خذ بأيدينا إليك، اللهم خذ بأيدينا إليك، أخذ الكرام عليك، لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك.
اللهم ارحم في هذه الدنيا غربتنا، اللهم ارحم في هذه الدنيا غربتنا، اللهم ارحم في هذه الدنيا غربتنا، وارحم اللهم عند الموت كربتنا، وارحم اللهم عند الموت كربتنا، وارحم اللهم في القبور وحشتنا، وارحم اللهم في القبور وحشتنا، وارحم اللهم في القبور وحشتنا، وارحم اللهم في القيامة ذل مقامنا بين يديك، وارحم اللهم في القيامة ذل مقامنا بين يديك، وارحم اللهم في القيامة ذل مقامنا بين يديك.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.