Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

العادة والمحبوسة 2

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

ثم أما بعد ،،،

كنا قد انتهينا في بحثنا عما يعوق حركتنا إلى ربنا تبارك وتعالى، إن الناس أو أكثرهم يحدثون أنفسهم بين الفينة والفينة حول أن يؤبوا إلى ربهم تبارك وتعالى ليخرجوا مما هم فيه من ضيقٍ وهمٍّ وغم، أو ليعالجوا ما يشعرون به من وخز الضمير وأنين الوجدان ليقينهم بأنهم مقصّرون في حقّ أنفسهم وفي حق ربهم تبارك وتعالى وأننا حينما نستمع إلى موعظةٍ أو إلى كلمةٍ ذات تأثير أو غير ذات تأثير ربما نحدّث أنفسنا بالرغبة في هذا التحوّل وفي هذا السير وفي هذا التغيير ثم لا يحدث كبير شيء بل ربما لا يحدث شيءٌ أصلاً، نبحث عن العلّة، تكلمنا في المرة الماضية عن العادة التي هي من أكبر المعوقات في طريق تغيير الإنسان لحياته أو إتخاذه لقرار جديٍّ في أن يتوجّه صوب ربه تبارك وتعالى وقلنا إن هذه العادة إما عادة شخصية أو عادة إجتماعية، عادة شخصية، إن الإنسان يعتاد أفعال معيّنة أو يعتاد نمط سلوكي معيّن أو نظام حياة محدد لا يخرج عنه.

يعني .. اتكلمنا عن إيه؟ عن البرنامج اليومي للحياة في ظل منظومة معيّنة احنا بنعيش جواها فالإنسان اليوم بتاعه مرتّب ترتيب محدد هو اعتاد عليه منذ زمن، فقلنا مثلاً إن هو هيسمع آية من القرآن؛ مثلاً أو حديث أو موعظة في خطبة الجمعة مثلاً، وبعد ما نطلع الحياة لها، خلاص أنا هخش هتحط كالعادة في الترس المعتاد الطبيعي بتاعي، أنا بعد ما بطلع من الصلاة،، قبل الصلاة بعمل حجات وبعد الصلاة بعمل حجات معينة، بعد ما اطلع بيبتدي برنامج الحياتي العادي يشتغل فبتلف والسبت والحد إلى أن تأتي الجمعة التي تليها، يبقى إذاً أنا ليه مش عارف أطلع لإن أنا بتحرك في ظل منظومة ثابتة طب عشان أطلع أعمل ايه، اتكلمنا عن إن بداية التغيير الكبير في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالتالي في حياة العالم من الإنس والجن بل والطير والدواب والهوام بإعتبار إن دول متأثرين بالتبع برسالة النبوة إنما كانت من لحظة الغار، واتكلمنا أد ايه إن النبي صلى الله عليه وسلم كان بيعاني وكان بيتحمل في سبيل أن يبحث عن الله تبارك وتعالى وإن هو كان بيخرج من إطار هذه الحياة وهذه المنظومة إلى حيث الكهف أو الغار والوحشة والوحدة والانقطاع عن الناس وعن كل المغريات في هذا المكان المظلم لمدة تلت سنين لكي يصل إلى الله ولذلك كان صلى الله عليه وسلم حقيقاً ومستحقّاً أن يختصه الله سبحانه وتعالى بهذه النعمة العظمى لأنه كان لها أهلاً وبذل في سبيلها بذلاُ مع ما كان عليه من طهارة القلب، قال ابن مسعود: إن الله سبحانه تعالى نظر في قلوب العباد فرأى قلب محمد صلى الله عليه وسلم أطهر قلوب العباد فاصطفاه لرسالته ثم نظر في قلوب الناس بعد فرأى قلوب أصحابه أطهر قلوب الناس فاصطفاهم لصحبة نبيّه فكونوا على مثل ما كانوا عليه فقد كانوا على الهدى المستقيم.

قال تعالى اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ

وقلنا إن في عادات شخصية سيئة اكتسبها الإنسان عبر تاريخ، وذكرنا كلام ابن القيم في كيفية بناء العادات فقلنا أول حاجة قال ايه: قال دفع الخطرة، قلنا الخطرة ديه اللي هي إيه؟ وسوسة أو فكرة بيلقيها الشيطان في قلب الإنسان؛ ديه مش جزء مني ده خاطر عابر فابن القيم بيقول: زء ده بعيد واستعيذ بالله من الشيطان طب أنا لو ما فعلتش، تتحول الخطرة ديه إلى فكرة، طب قلنا ايه الفرق ما بين الاتنين، الفكرة ديه الخطرة أو الوسواس لما أنا أتبناه أتقبله فتتحول لفكرة شخصية عندي طب أنا ديه هو ماشي معايا مرحلة مرحلة، قال لي بلاش ديه، فأنا كالعادة طبعاً أنا نفضت وكمّلت، فوصلت فتحولت إلى فكرة، فهو بيتحايل عليا قال معلش طب حاول تلحقها، طب لو ملحقتهاش تبقى إيه؟ هتتحول لإيه؟ هي فكرة تتحول الفكرة لشهوة، إيه الفرق ما بين الاتنين؟ يبقى الفكرة ديه حاجة خاطرة أنا تبنتها وبعدين لما فكّرت فيها النفس بدأت تتمناها فبقيت أنا بحبها فديه حركة أكتر بإتجاه إن أنا عايز أعمل ده طيب، فقاومها، طيب لو ما قاومتهاش هتتحول إلى عزيمة وهمّة، خلاص أنا أخدت الإرادة أو الخطوة الداخلية إن أنا عاوز أعمل ده، طيب فحاربها، فإن لم تفعل صارت فعلاً فإن لم يدفع الفعل بضده صارت عادة، والعادات إذا استقرّت صارت كأنها طباعٌ مستقرة.

يبقى إذاً العادة اللي أنا باكتسبها السلوكية غير الجيّدة اكتسبتها ازاي مش يوم بليلة ده عبر طريق طويل تتابع وصل لأفعال متكاثرة زي ما ربنا سبحانه وتعالى قال كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ الران ده عبارة عن ايه، التكاثف بتاع السيئات على القلب يبقى إذاً الران ده مش معصية أو اتنين أو تلاتة لأ ده تاريخ طويل من المعاصي بدون توبة، النبي صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذا أذنب ذنباً نكتت في قلبه نكتة سوداء على مسطح القلب الصافي اللي المفروض هو بيستقبل النور ويستقبل أشعة القرآن الإلهية المضيئة جت عليه نقطة سوداء، جت منين جت من الذنب طيب فإذا تاب وأقلع يقول صلى الله عليه وسلم ” صقل قلبه ” يعني إيه صقل؟ اتنضف فرجع زي ما كان، ” فإذا أذنب نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإذا تاب وأقلع صقل قلبه “، التوالي ده هيرتب إيه؟ قال صلى الله عليه وسلم: ” حتى تصير القلوب على قلبين على أبيض مثل الصفا لا تضرّه فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادّاً كالجوز مجخيّاً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه “.

فالنبي صلى الله عليه وسلم بيقول دلوقتي في ذنوب بتيجي على المسطح القلبي ده أنا هاخد إجراء من اتنين يا إما أنا بتوب، يا إما لأ، يبقى إذاً النبي صلى الله عليه وسلم مش بيتكلم عن ذنب وعصمة لأ، بيتكلم عن ذنب وتوبة أو عدم توبة، مش بيتكلم في مقام إن الإنسان مش بيذنب لأ، في مقام كيف يتعامل مع الذنب، ينيب ويعود إلى الله ولا يصرّ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ إذاً مع توالي بئه الأيام هيبقى القلوب دول اتنين، واحد من كتر التكاثف ده القلب اسود، أسود مربادّاً يعني جربان مجرب، ” كالجوز مجخّياً ” الكوز مقلوب، الكوز لازم يبقى معدول عشان تقدر تحط فيه أي حاجة، أي خير هتحطه أو عشان تستعمل الكوز ده فعشان تحط فيه لبن مثلاً لازم يكون معدول، طب هو مقلوب، فأنت عايز تدخل له خير، لأ هو قافل خلاص مبقاش بيستقبل، القلب أظلم بسبب تراكم الذنوب وجعله مغلّف بحيث إن حتى متعرفش تدخل فيه حاجة، ” لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه ” مهو الكوز ده لما يكون مقلوب هيبقى فيه هوا، هو فيه ايه، مهو معدول كده بتحط فيه أنت أي مادة فبيحصل بئه فيه استقرار المادة وتفريغ الهواء، طب هو فاضي هيبقى فيه هواء، ومقلوب فالهوا ده مينفعش يطلع منه.

طيب واللي كان بيغسل أو بيطهّر أصبح قلبه أبيض مع الصقل المستمر ” مثل الصفا ” الصفا ده اللي هو الحجر الأملس يعني من كتر ما هو كان بيجلي هذا القلب أصبحت ديه طبيعته، الذنب مبقاش يتعلق به أصلاً بئه بيجي وبيسقط حجر أملس ما بتلزقش فيه حاجة، لا تضرّه فتنة ما دامت السماوات والأرض، ده بئه الران اللي ذكره الله تبارك وتعالى في كتابه، يبقى الران ده بيجي منين بيجي من تكاثف وتتابع الذنب بشكل مستمر بدون أوبة وبدون عودة يبقى الإنسان هيحتاج إلى أوبة قويّة إلى الله عشان يمسح هذا التراكم الطويل عبر سنين طويلة.

يبقى إذاً دلوقتي الإنسان لو عاوز يخرج من أسر العادة هيعمل ايه، أول حاجة يدرك إن المشكلة جيه منين أنا مش عارف أطلع ليه يا إما زي ما قلنا منظومة حياة، أنا مش عارف أتعامل معاها، سلوك شخصي معين أنا اكتسبته بجد صعوبة في التخلص منه أو أعراف وتقاليد اجتماعية أنا نشأت عليها من الصغر تخالف الفطر الإلهية وتخالف وحي السماء، محتاج إن أنا أراجعها وأراجع نفسي فيها، طيب لما أراجعها وأراجع نفسي فيها، وأجد في تعارض ما بين الوجهة التي ترضي الله وما بين الوجهة المرضيّة اجتماعياً هختار ايه؟ ما أنا قدامي سكتين، هختار ده ولا هختار ده، فعائشة رضي الله عنها، تكتب إلى معاوية رضي الله عنه بعدما صار خليفة تجيب على هذا السؤال هتعمل ايه؟

فكتبت إليه: ” من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس”، وروي مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ” من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس ” لأن الناس كل الناس قلوبهم بيد الرب تبارك وتعالى ” إن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ” أي بني آدم رضاه وسخطه بايده بمزاجه؟! ولا قلبه ربنا بيوجهه سبحانه وتعالى فإذا كان القلب اللي تحت ده بيدار من فوق وبيملك من فوق يبقى من العبث إن أنا أنسى فوق وأبص تحت، إلا إذا كنت أنا باعتقد إن هو بيدار من تحت.

أي سلوك احنا بنسلكه مبني على تصوّر أو اعتقاد احنا بنعتقده، يعني أنا لما يكون عندي رؤية صحيحة ديه مقدّمة أعمال صحيحة أو سلوك صحيح طيب، رؤية مختلّة أو رؤية مشوشة هتبقى مقدمة لسلوك مضطرب وتصرفات غير سديدة فإذا كنت باعتقد إن القلوب بيد الله تبارك وتعالى يبقى المشكلة اتحلّت، النبي صلى الله عليه وسلم بيقول في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ” إن الله تعالى إذا أحب عبداً نادى جبريل – عليه السلام – فقال إني أحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل، ثم ينادي في أهل السماوات إن الله تعالى يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماوات ثم يوضع له القبول في الأرض “.

يبقى الحب ده بينشأ منين، إن ربنا سبحانه وتعالى يحب عبداً من عباده، ربنا سبحانه وتعالى يحب بني آدم، بني آدم واحد زينا كده، بني آدم كائن لا يرى بالعين المجردةربنا سبحانه وتعالى يحب عبداً ويسميه باسمه باسمه، النبي صلى الله عليه وسلم دعا أُبي بن كعب وقال: إن الله أمرني أن أقرأ عليك لم يكن الذين كفروا سورة البيّنة، قال: أوسماني لك؟ قالك أنا أنا أنا كده؟ قال لك أُبي بن كعب؟ أوسماني لك؟ قال: نعم، فبكى أُبي، يعني ربنا قال عليّ أنا من فوق باسمي أنا شخصيّاً، أمر النبي صلى الله عليه وسلم نفسه إن هو يقرأ على أُبي بن كعب وقال له أُبي بن كعب، بص هو وقف عند ايه، قال: أوسماني لك،، قال: بلى، آه آه، فهو الراجل لم يطق، نفسيته لم تطق مثل هذا التكريم أو مثل هذا التعظيم، أو مثل هذا التقدير من الله تبارك وتعالى فأجهش بالبكاء، إن الله تعالى إذا أحب عبداً نادى جبريل فقال إني أحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل، ثم تنتشر له المحبة في الملأ الأعلى، ثم ينادي في أهل السماوات الملائكة المقربين، إن الله تعالى يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء وبعدين الحب ده ينعكس أثره على الأرض يوضع له القبول في الأرض طيب والصورة العكسية عياذاً بالله، وإن الله تعالى إذا أبغض عبداً نادى جبريل إني أبغض فلاناً فأبغضه، فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماوات إن الله تعالى يبغض فلاناً فأبغضوه فيبغضه أهل السماوات ثم توضع له البغضاء في الأرض.

يبقى إذاً من أين تدار الأرض هو ده السؤال، هي الأرض ديه بتدار منين هي من تحت ولا من فوق وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ فهي إذا كانت بتدار من فوق فاحنا هنتعب نفسنا ليه طيب، طب ما خلينا باصين فوق كده، قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ هو باصص فوق فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا لو احنا شايفنها من تحت، خلاص يبقى احنا ماشيين زي ما احنا ماشيين كده يبقى احنا ماشيين مظبوط، لكن لو احنا بنعتقد إن هي بتدار من فوق يبقى مينفعش يكون في عدم اتساق أو ففي تناقض ما بين ما ندين ونعتقد وبين ما نمارس ونسلك، في خلل

 قال صلى الله عليه وسلم في حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وعن أبيه في صحيح ابن حبان, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الْخَيْرُ عَادَةٌ وَالشَّرُّ لَجَاجَةٌ وَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ. يعني ايه الخير عادة والشر لجاجة؟ نحن الأن نتكلم عن العادة, العادة دي اللى هي الشيء الذي أستقر عند الإنسان نتيجة لممارسة طويلة.

 فالنبي صلى الله عليه وسلم بيقول أن الخير عادة وأما الشر فلجاجة, يعني ايه الخير عادة؟ الخير دا بيستقر لما الإنسان يعتاده, أما الشر لجاجة, لجاجة يعني ايه؟ اللجج اللى هو المبالغة في الخصومة.

 فالإنسان ربنا سبحانه وتعالى فطره علي الخير, دي فطرة الإنسان, ولذلك نفسه بتميل للخير ويستقر في هذا الخير حينما يمارسه ويعتاده. أما الشر فعكس طبيعة النفس, ولذلك لا تمارس النفس الشر أو تميل إليه إلا بلجج النفس والشيطان, يبقي اللجج دا اللى هو الضغط, الضغط والمخاصمة للنفس والإرهاق لها حتي تكتسب هذه العادات السيئة.

 يبقي إذن الخير عادة يعتادها الإنسان, نفسه بتميل إليها, وأما الشر فعكس طبيعة الإنسان, الإنسا بيُكره نفسه علي أن يسير علي غير مراد الله. ولذلك أبداً لا يستقر الشر كعادة مستقرة, لأن النفس تبقي أبداً لا تسكن ولا تطمئن إليه, النفس تسكن وتطمئن إلى الخير, لا تسكن ولا تطمئن لغيره.

 ولذلك قال تعالى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا الشعور بالخنقة, هو مخنوق ليه طيب؟ هو بيعمل اللى على مزاجه !! بس النفس ليست متوافقة معه بالطبيعة, فهو مش هيبقى مرتاح, هيبقى علي طول مخنوق كده, قال تعالى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى دي طبيعة الفطرة, مفيش شعور بالمعانة الداخلية ,ليه؟ لأن هو ماشي في إتساق, دي طبيعة النفس, ودي الأعمال الموافقة لطبيعة النفس.

 طب والتاني, فيه طبيعة للنفس ,وأعمال علي عكس طبيعة النفس, ولذلك هيبقي علي طول تعبان ولا تكون هذه العادة أبداً عادة مستقرة.

 إذن أي جانب أسهل وأن الريح تعتبر بالنسبة له مواتية؟ جانب الخير مش جانب الشر, ولذلك الإنسان إذا عزم عزيمة خير واستعان بالله سبحانه وتعالى عاجلاً ما يأتيه التأيد من الله, عاجلاً ما يأتيه الخير يُزف إليه زفاً, بس هي القضية التوجه, وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا, أما بقاء الإنسان في عادات السوء فدا من لجج النفس.

 ثم قال: مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهُّ فِي الدِّينِ, طب ليه دي بعد دا؟

 الْخَيْرُ عَادَةٌ وَالشَّرُّ لَجَاجَةٌ, وبعدين, مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهُّ فِي الدِّينِ,ليه؟ لأن هو هيبتدي يفهم دا ويترجمه.

حينما يقرأ في القرآن فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا يقرأ قول النبي صلى الله عليه وسلم : كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ, يقرأ قول الله سبحانه وتعالى منْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً هيدرك طبيعة النفس وطبيعة الإنسان, طبيعة خلقه وطبيعة تركيبه, منهج سعادته, فيمشي علي بصيرة ويبقي فاهم, ولذلك يحسن التعامل مع نفسه, جزء كبير من المشاكل ناتج عن,إيه؟ إن أنا مش فاهم ,قال تعالى أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ قال تعالى وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ.

 الإنسان مين اللى بيعلم طبيعته ويعلم ما يسعده وما يشقيه حق العلم؟ ربنا سبحانه وتعالى اللى خلقه والإنسان نفسه لا يعرف إلا إذا أكتسب العلم من الله وبالتالى يعرف كيف يتعامل مع نفسه وكيف يتعامل مع الناس اللى حواليه؟ كيف يسلك درب يوصله لله تبارك وتعالى؟ طب لو مكانش؟ هيبقي التلطيش أفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ.

 فيه صورتين ولذلك قال تعالى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ۝ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا ۝ قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى هو ربنا أعطى له البصر لكي يحوله إلى بصيرة, البصر دا هيحوله إلي بصيرة, بصر العين بالتفكر والتأمل في عظمة الله وفي ملك الله وفي سلطان الله وفي كتاب الله هينقله إلى شخص صاحب بصيرة.

 وقلنا الفرق ما بين الأتنين أن بصر العين دا رؤية المحسوس والبصيرة رؤية القلب للمعاني, للغير محسوس ,فإذن هذا البصر كان المفروض يقودني إلى البصيرة, طب لو مكانش؟ يبقي أنا كفرت النعمة ولذلك في الآخرة أسلب هذه النعمة, قال قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى.

أقول قولي هذا وأستغفر الله…

الحمد لله…

 يقول أبو الدرداء رضي الله عنه: إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَالْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّى الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَوَقَّى الشَّرَّ يُوقَهُ.

 احنا قلنا الْخَيْرُ عَادَةٌ وَالشَّرُّ لَجَاجَةٌ, ومنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهُّ فِي الدِّينِ, والتاني قول أبي الدرداء وروي مرفوعاً أيضاً عن أبي هريرة: الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَالْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ، وَمَنْ يَتَحَرَّى الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَوَقَّى الشَّرَّ يُوقَهُ, يبقى معانا حديثين نحاول أن هما يبقوا معانا.

 العلم بالتعلم معناها ايه؟ معناها أن المعارف ثم الأخلاق إنما تكون بالاكتساب وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

 وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا الأصل في الإنسان أن هو ميعرفش وعنده الفطرة اللى هي هداية الخير, بس معندوش المعرفة اللى هي المعلومات, دي مش موجودة, بس عنده آلات وأدوات وعنده مصادر للمعرفة لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ دي الآلة الأولنية وَالْأَبْصَارَ دي الآلة التانية, ثم الْأَفْئِدَةَ اللى هي محل الترجمة أو محل الاستنتاج والقياس.

 يبقى أنا عندي آلات للإدراك, احنا عندنا معلومات عبر السماع ومعلومات عبر التجربة والمشاهدة, معلومات نقلية ومعلومات بحثية, هيتم ترجمتها فتتحول إلى علم, فالعلم يكتسب بالتعلم.

 وكذلك الحلم, أنا رجل غضوب بتنرفز, ينفع أبقى إنسان عندي قدر من السكينة والهدوء؟ آه, زي ما أنا بتكلف المعرفة فأصل للعلم,كذلك أتكلف الهدوء لكي أصل إليه, يبقى التحلم أن أنا أخد بالأسباب ,أتكلف بهذه الصفة حتي أحقها.

 ثم ذكر أصلاً عاماً, قال: مَنْ يَتَحَرَّى الْخَيْرَ يُعْطَهُ, يعني ايه يتحرى الخير؟ يبحث عن أسبابه ومظانه, أنا بطرق أبواب الخير, هو شاغلني وأنا مستهدفه, فإذا كنت أنا ببحث عن الخير دائماً ربنا هيعطهولي, مَنْ يَتَحَرَّى الْخَيْرَ يُعْطَهُ, قال صلى الله ليه وسلم في حديث أبي سعيد: َمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ.

 وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ, ببعد عن أسبابه, كل حاجة لها مقدامات وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ, وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ.

 يبقى إذن مين اللى هيعطي الخير؟ ربنا سبحانه وتعالى, ومين اللى هيقي من الشر؟ ربنا سبحانه وتعالى, أنا بعمل ايه؟ أنا بطرق أبوابه ودا ببعد عن أسبابه, مَنْ يَتَحَرَّى الْخَيْرَ كل من يطرق أبواب الخير يُعْطَهُ, يبقي إذن مش أنا اللى بعطيه لنفسي, صاحب الهبات والمنن والنعم ربنا سبحانه وتعالى, بس بيديها لمين؟ للي بيتطلبها أو بيبحث عنها أو بيطرق أبوابها, مَنْ يَتَحَرَّى الْخَيْرَ يُعْطَهُ, قانون لا يتبدل ولا يتخلف, لأن دا قانون إلهي, مَنْ يَتَحَرَّى الْخَيْرَ يُعْطَهُ ,وَمَنْ يَتَّقِ الشر, اللى بيبعد عن أسبابه ربنا سبحانه وتعالى هيعصمه أو يعافيه أو يحميه منه.

 مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: َمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ, يبقى يستعفف يعنى ايه؟ بياخد بأسباب العفة, وَمَنْ يَسْتَغْنِ – ياخذ بأسباب الغنى عن الناس أو الغنى عن العباد – يُغْنِهِ اللَّهُ, وَمَنْ يَتَصَبَّرْ – يأخذ بأسباب الصبر – يُصَبِّرْهُ اللَّهُ, وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ له مِنْ الصَّبْرِ, هذا تتمة كلامه صلى الله عليه وسلم.

 يبقى إذن اللى احنا نستخلصه من دا ايه؟ أول حاجة أن عادات الخير هي العادات المستقرة المتقبلة نفسياً, النفس تستروح لها وتميل, وإن عادات الشر مهما احنا قضينا معاها أوقات تبقى النفس غير قابله لها ولذلك بسهولة تنتشر, هي دي الفكرة, لو أنت عايز تخلها بسهولة تقدر تخلعها لأن هي أصلاً مش راكبة صح, هي مش مستقرة, هي من لجاجة, لجاجة يعني ايه؟ يعني أحنا لزقنها بلزق بتاع الشيطان رخامة كده لفنها كده وكبسنها.

 يبقى لجاجة دي يعني ايه؟ أن الواحد بيحشر حاجة مش في مكانها.

 ولذلك لو أنت عايز تشلها أو تخلعها بتتخلع, بس يكون فعلاً عندي الإرادة الحقيقية وطلب العون من الله سبحانه وتعالى, وكل حاجة يمكن الإنسان يكتسبها إذا أراد فعلاً أن هو يوصلها, سواءً كانت حاجة معرفية أو حاجة أخلاقية.

 والنبي صلى الله عليه وسلم بدأ بالعلم قبل الحلم, ليه؟ احنا قلنا مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهُّ فِي الدِّينِ, أنا هكتسب صفة معينة خلقية إزاي؟ أن أنا لازم أول حاجة أعرف أهميتها وأعرف قيمتها بالنسبة لي, ليه هقعد أتعب نفسي في حاجة أنا مش حاسس أن ليها أزمة؟ حاجة ليها قيمة كبيرة بالنسبة لي فأنا هسعى لها, دا الطبيعي.

 الحاجة التانية طب أحصلها إزاي؟ ايه الحاجات اللى هتعني أن أنا أكتسب الحلم؟, ايه الحاجات اللى هتعني أن أنا لا أغضب؟.

 النبي صلى الله عليه وسلم قال لم قال له أوصني قال: لَا تَغْضَبْ, قالها ثلاثاً, أَوْصِنِي قال لَا تَغْضَبْ, ثم قال يا رسول الله أَوْصِنِي, ماشي أنا فهمت بس عايز وصية تانية حاجة زيادة, قال لا تَغْضَبْ, قال أَوْصِنِي قال لَا تَغْضَبْ.

 هو كرر عليه ثلاث مرات ليه؟ هو الصحابي فهم خلاص بس هو عايز زيادة, فالنبي صلى الله عليه وسلم قال نفس الكلام, هو لازم يركز هنا, الواحد برضة ميفتحش علي نفسه مائة باب, أنا عندي مشكلة, حاجة معينة فين الحاجة الأساسية اللى أنا بأؤتى من قبلها؟ هركز فيها مش هقعد أفتح علي نفسي فتوحة, أنا بركز علي حاجة, أنا شايف فعلاً إنها الحاجة الأساس, هي دي الحاجة اللى فعلاً بعداني عن ربنا, لو ربنا أعانني وتخلصت منها هيبقى ما ورأها أسهل, مينفعش الإنسان مثلاً يكون عنده مجموعة عادات وعايز يحارب كل العادات دي في لحظة واحدة, هو هيقدر.

 فالنبي صلى الله عليه وسلم بيركز علي ايه؟ عايز يقول له متلفتش إنتباهك عن دا لأن دا الأصعب والأخطر.

 حضرت مرة في مسجد كلمة في رمضان, فالراجل بيتكلم بعد صلاة العصر, فذكر هذا الحديث, قال أوصني فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لا تغضب قال أوصني قال لا تغضب قال أوصني قال لا تغضب, فهو الشيخ بيقول وهو بيتكلم: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأن متكاً فجلس وأحمر وجهه حتى قال الصحابة ليته سكت… !!!.

 ياعم مينفعش يقول للراجل لا تغضب وبعدين النبي صلى الله عليه وسلم يغضب, حتي الكلام مش جاي علي بعضه, يا عم ركز بس دقيقة, مينفعش أقول لواحد لا تغضب وأنا اتنرفزت النرفزة دي, دا حديث تاني أصلاً بتاع ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور… دي حاجة تانية.

 بس هو بغض النظر أن هم ميجوش علي بعض, بس وأنا ماشي كده محستش أن فيه حاجة غلط في النص كده, يعني النبي بيقوله لا تغضب وبعد كده اتنرفز, بس هي المشكلة أن هي جت معاه, طب جت معاه ليه؟ هي دي المشكلة, لأن أحنا أحياناً كتير مش بنتعقل فيما نقول, يعني احنا لو بنركز فيما نقول هنحس أن فيه حاجة مش مظبوطة, هو بيقول موعظة وخلاص.

 احنا لازم نتعقل أو نركز في اللى احنا بنسمعه واللى احنا بنقوله علشان نعرف نقيمه, أفرض الكلام اللى بيقوله دا مش مظبوط, لازم يكون فيه معيار, أنا أمرره فشوف الكلام دا يمشي ولا ميمشيش.

 فالنبي صلى الله عليه وسلم إذن ركز علي قضية الغضب,ليه؟ علشان دي الحاجة اللى أنا محتاج أن أنا أتخلص منها, يبقى أنا باخد طريقي بشكل متدرج.

 يبقي إذن الخلاصة أن الخير عادة وأن الشر ليس شيئاً مستقراً أو في النفس المؤمنة, بالعكس هو يسهل عليه أن يخرج منه لكنه يحتاج أن يطرق أبوابه ويجاهد نفسه في سبيله, مَنْ يَتَحَرَّى الْخَيْرَ يُعْطَهُ، وَمَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ.

 اللهم أرنا الحق حقا وأرزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه.

 اللهم فقها في ديننا.

اللهم خذ بأيدينا إليك, أخذ الكرام عليك, لاتفضحنا بين خلقك ولا بين يديك.

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فقبضنا إليك غير مفتونين.

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عملاً يقربنا إلى حبك.

اللهم إقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك, ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك, ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا.

متعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبداً ما أحييتنا, وإجعله الوارث منا, وإجعل ثأرنا على من ظلمنا, وإنصرنا على من عادانا, ولا تجعل مصيبتنا في ديننا, ولا تجعل مصيبتنا في ديننا, ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا, ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا, ولا تجعل إلى النار مصيرنا, وإجعل الجنة هي دارنا, وإجعل الجنة هي دارنا.

 أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.