Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

حنان ولا ضرع له

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

ثم أما بعد ،،،

أين نحن الآن، نحن منذ فترة نتحدث في رحاب فاتحة الكتاب، ولماذا فاتحة الكتاب؟ هذه الفاتحة هي أعظم ما أنزل ربنا تبارك وتعالى على الإطلاق، وهي الحد الذي أوجبه الله سبحانه وتعالى علينا لكي نؤدي به هذه العبادة العظمى التي هي الصلاة، فلماذا كانت الفاتحة في حد الوجوب، وبعد ذلك ليس الوجوب في الصلاة عموماً، بل الوجوب في الركعة أي لا تصحّ الركعة الواحدة إلا إذا تلونا فيها فاتحة الكتاب، إذاَ هذه الفاتحة هي الحد الواجب من المعرفة على كل عبدٍ مؤمن، الذي لا يقبل أن تقصر معرفته عنه، فهل هكذا فقط؟ لا؛ الحد الواجب تكراره من هذه المعرفة وهذه المعاني الإيمانية، قال تعالى وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي، لأن المعرفة أننا قرأنا مرّة أو اثنين أو ثلاثة عرفنا، لا هذه المعرفة معرفة يلزم تكرارها، والتذكّر لها والتذكير بها في كل وقت، بشكل دائم ومستقرّ، ولذلك قال تعالى مِنَ الْمَثَانِي قلنا ما معنى مثاني؟ المثاني هو الشيء الذي يثنّى أي يكرر كثيراً، وهذه الفاتحة هي التي تحوي مفاتح الكتاب، مجمل ما في الكتاب هو المدوّن في الفاتحة فيأتي بقيّة القرآن كله تفسيراً وتفصيلاً لهذا الذي أجمل في هذه الفاتحة، فهي أوجب ما تكون علينا، وألزم ما يكون لنا، وبين نحن نتحدث عن فاتحة الكتاب، إذ انتهينا إلى قوله تعالى مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ، فبينا نحن كذلك إذ تزلزلت مني الأقدام، لماذا؟ لأن ما السند الذي أستند إليه؟ ما المرجع الذي أرجع إليه في بيان معاني القرآن، سواءً من حيث الفهم أو من حيث التطبيق، إنما هو الوحي الذي أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالوحي الذي أوتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو السند والمرجع الذي نرجع إليه ونعتمد عليه، الذي سمّيناه ميراث النبوة، وسمّيناه كنز السنّة، فإذا كان هذا يقع في دائرة التشكيك فكيف سأعتمد عليه، كيف سأبني عليه إذا كانت أقدامي ليست راسخة، وأنا أذكر ما أذكره، ليس متيقّناً مما أقول، أو لا أتيقّن مما أسمعه، فهل هو في حد اليقين، أم ليس في حد اليقين، فلا أستطيع أن أكمل وأتجاوز هذا، لأنني هكذا أبني في الفراغ، فالآن هذا الشيء لكي اعتمد عليه لابد أن أكون واثقاً فيه، فإذا لم أكن واثقاً، أو في دائرة الزعزعة أو ضعف الثقة، فكيف أبني، ولذلك لا يمكن تجاهل هذه الزلزلة للأقدام، فلكي نعالج هذه الزلزلة ما الذي نحتاج إليه؟ محتاجين نعرف الذي اعتمدنا عليه هذا علام بني؟ هل هو فعلاً في محل الثقة أم لا، فنحن محتاجين أن نستمدّ من أسباب المعرفة، ما يوصلنا إلى نتيجة.

فبدأنا نتكلم عن أصل منشأ هذا الوحي وهو شخص النبوة صلى الله عليه وسلم، وما علاقة هذا الشخص المعظّم بالدائرة التي كانت تحيط به؟ فهؤلاء هم الحملة والحفظة والنقلة، هل حالهم يحتمل أدنى درجة من درجات الشك والريب أم لا؟ ولذلك تكلمنا في الجمعة قبل الماضية عن علاقة الصحابة برسول الله صلى الله عليه وسلم.

أولاً نحن نتكلم عن شخص فوق العادة، ليس عادياً، يعني نحن نعرف كثير من المعلومات عن غاندي، عن مندلّا، عن جيفارا، عن كندي، عن ديانا، طبيعي نحن نعرف معلومات كثيرة، هؤلاء في النهاية سواء صالحين أو فاسدين أناس عاديين يعني.

لكن رسول الله وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم لا هذا ليس شخص عادي، الناس الذين يتعاملون معه يتعاملون باعتبار أن هذا النموذج الإلهي، الذي نصبه ربنا سبحانه وتعالى قدوة لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ فِي رَسُولِ اللَّهِ ليس أجزاء منه، لا هو كله لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فهذا هو القدوة، وقلنا أنه هل هو بالنسبة لهم هو مجرّد نموذج يتعلمون منه، ما مستوى ارتباطهم به، هذا هو الذي كنّا نتكلم عليه، ما مقدار حبّهم وتعظيمهم وارتباطهم؟ يوجد فرق بين شخص أنا أستفيد منه وشخص أنا أرتبط به ارتباط عيظم عاطفياً ووجدانياً، هذا شيء أعلى من مجرد الاستفادة، ولذلك أشرنا إلى شيء من هذا، وتكلمنا عن أن ما نقلوه لنا ما إطاره، أو ما مداه؟ قلنا أن ما نقلوه لنا أشياء كثيرة جدّاً ربما نحن نظنّ أنها لم تكن مهّمة جداً أو ليست حيويةجدّاً.

فالذين نقلوا هذه الأشياء الدقيقة التفصيلية، هل سيتغافلون عن الأعظم أو الأهم أو الألزم ليس منطقي، لا يكون، ونحن اليوم سنثبّت هذين المعنين، المعنى الأول الحب والارتباط، التعلّق والتقدير والتعظيم، والجزء الثاني الأشياء التي كانوا يبلّغوها أو ينقلوها، إلى أي مدى تبلغ؟ فتكلمنا في الجمعة قبل الماضية،، فلماذا لم نتم الكلام في الجمعة الماضية؟ لأننا في الجمعة الماضية تكلّمنا على سبب حدوث هذا، أي أن ثقتنا بدأت تضطرب وهذا خلاف الطبيعي، وليس من المفروض أن يحدث هذا، فلماذا حدث؟ قلنا لأن الجو والبيئة العامة التي نعيش فيها بيئة ليست إيمانية، وبالتالي بسهولة تنتشر فيها هذه الفيروسات بشكل سريع، لأن الجو والهواء العام الذي نتنفّسه، جوء ليس إيمانياً، فنحن كلما نضبط الجو العام المجتمعي، كلما كان هذا الجو أكثر صحيّة إيمانيّاً وأخلاقيّاً، فلابد أن نعرف لماذا يحدث الذي يحدث لكي نعرف كيف نعالجه، لابد.

منهجية التفكير، نحن لدينا مشاكل، هذه المشاكل، ربنا سبحانه وتعالى في القرآن، قسم قلوب الناس إلى قسمين؛ قلب سليم وقلب مريض، فنحن الآن نتكلم عن الطب الظاهري، والطب الباطني.

الطب الظاهري: يتعلق بوظائف الأعضاء وانحراف وظائفها وعلاج هذا الخلل، طب الأبدان، ووراء هذا الظاهر يوجد باطن أي أن القلب بالنسبة لنا نحن ندرسه دراسة ظاهرية طبية، فهذه المضغة لها معاني أو أحوال إيمانية وراء الظاهر، أي أن لها وظائف أخرى، غير الوظائف الفسيولوجية التي نتكلم عليها، فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما يقول ” التقوى هاهنا ” فهذا هو مستقرّ التقوى، ” ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ” ومثلما قلنا أن العلاقة بين القلب والبدن نفس العلاقة، مثلما يضخ الدم الذي هو مصدر الحياة، ويسحب الدم المستعمل ويعيد ضخّه كذلك تماماً هو في معاني الإيمان، هو يأخذ المستعمل، ويضخ ما سيستعمل، هي هي، لكن ما نراه في داخله، أشياء لا نلمسها، إذاً هناك أشياء معنوية نحن لا نراها تندفع في هذه الصورة الحسّية المرئية التي ترصد، هي هي بالضبط، فربنا سبحانه وتعالى يقول يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ۝ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ وقال تعالى إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وقال تعالى في أوائل البقرة فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ إذاً يوجد قلب سليم وقلب مريض، هذا المرض ربنا قسمه قسمين، قسم يتعلّق بالرؤيا والإدراك، وقسم يتعلق في الإرادة والرغبة فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ هذه شهوات فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ هذه شبهات، إذاً فالقلب السليم الذي برّأه ربنا من الخلل الإدراكي، ومن الخلل في الإرادة والطلب، رؤية، صحيحة وقلب سليم، فمن الممكن أن أعلم الصواب، لكن أسير في طريق آخر، وأحياناً أكون بدايةً ليس مدركاً وبالتالي أتصرف بشكل غير صحيح، لأن رؤيتي أقوى من الصواب.

إذاً ربنا سبحانه وتعالى يتكلم عن سلامة وعن مرض، إذاً نحن نتكلم عن طب متعلّق بالإيمان، هذا الطب لكي يكون طبّ، لابد أولاً يكون هناك معرفة بالصورة الصحيحة، السليمة، وبعد ذلك إدراك لأسباب الانحراف والأمراض وتشخيصها، وبعد ذلك هذه الأعراض التي نراها هذه ما أسبابها، فأنا من الممكن أن أعالج العرض لكن لا أعالج أصل المرض فلن أصل لشيء، ما أسبابها وما العلاج؟ وهذا العلاج كيف أتناوله وعلى أي مدى، وما هي المحاذير التي يجب أن أحذر منها، إذا فعلت هذا أصل بإذن الله إلى الشفاء، فهي هكذا، أمراض الفرد النفسية، أو أمراض المجتمع، أو المجتمعات تحتاج إلى تشخيص، بيان للأسباب، إيجاد بيئة علاجية، تناول دواء والصبر عليه إلى أن يأذن الله سبحانه وتعالى بالشفاء، بس.

فهي منهجيّة التناول، ماذا نريد أن نفعل؟ نحن نحاول أن نشخّص أمراضنا لكي نعالجها، من المفترض أن هذه هي الوظيفة وهذا هو الدور، ولذلك إذا تحوّلت الخطابة إلى مجرد وعظ لا توصل إلى شيء، لن توصلني إلى شيء، لأنك ستعظني بالكلام الذي أعرفه، فأنا أعرفه! أنت تقول لي الكلام الذي أنا أحفظه، فأنا أحفظه! والآن أنا لا أستطيع أن أخرج، فأنت الآن تقرّعني،، فستزيدني إحباط على إحباط، أنا أعرف أنني من المفترض أن أسير هكذا لكن لا أستطيع، ماذا أفعل إذاً؟ فمن المفترض أن نساعد بعض لكي نخرج، ما الذي يجعلنا هكذا، وأين النقاط الضعيفة التي ينبغي أن نجبرها فنبدأ في الخروج، فإذا لم نفعل هذا، فنحن لا نفعل شيء، ولن نصل إلى شيء، وهذه ليست وظيفة الدين، الفكرة هي ما وظيفة الدين؟ إذا كانت وظيفته أن يسعد الإنسان وأن يقيم حياته إقامة صالحة، فنحن ليس لنا علاقة بالدين في واقعنا، فالذي نفعله هذا ليس له علاقة بما ينبغي أن نفعله، والنبي صلى الله عليه وسلم حينما ندرس سيرته، قطّ لم يكن واعظاً، هذه ليست وظيفته، وهذه ليست علاقته بالصحابة، هذا ليس أسلوب حياته ولا أسلوب إدارته تماماً، فمن أين نستقي نحن؟ بمن نقتدي؟ فنحن الآن عم نتكلم؟

نتكلم هل الصحابة ليسوا مؤتمنين على نبيّهم؟ وهل هؤلاء الناس الذين تعلّقوا بهذا الشخص العظيم هذا التعلّق، هل من الممكن أن يكونوا فعلاً في محلّ الخيانة، وليسوا في محلّ الأمانة، فاليوم سنأخذ لقطة، هذه اللقطة في غزوة أحد، نريد أن نقول بها شيئاً، أن حبّهم لم يكن مجرّد مشاعر وفقط، لا هذا الحب يصل لدرجة أنهم مستعدّين أن يضحّوا بأغلى شيء عندهم لكي يحافظوا عليه، وهذا هو الحب الذي ليس فيه مطعن.

عندما حدث إضطراب في غزوة أحد، والغزوة كلنا نعرفها ونعرف تفاصيلها، حدث اختلاط كثير، هناك أشخاص وضعوا في وسط – الكمّاشة – وهذه هي الناس التي كانت تطارد بقايا المشركين، أو جيشهم، فجيش المشركين كان يفرّ، والمسلمين وراؤه، فسيدنا خالد التفّ بين الجبلين فأصبحوا في – الكمّاشة – واضطّراب وهم لا يعرفون بعض، وأناس يضربون في بعض أناس من إخوانها، يحسبون أنهم أعداء.

وهناك أناس اضطّربت لا تعرف ماذا تفعل – الذين كانوا في الوراء – وهناك أناس من الاضطراب ذهبوا إلى المدينة إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ هلم إليّ.

أما قريش علام ركّزت في هذا الوقت؟ أن هذه فرصتها من أن تتخلّص شخص النبوّة العظيم، لن تأتي لها فرصة أخرى مثل هذه، فكل التوجّه كان في هذا، فالنبي صلى الله عليه وسلم في لحظة من اللحظات أفرد في 12 شخص فقط، فكل من حوله هم 12 شخص، وهو يتحرك ناحية جبل أحد لكي يضع الجبل في ظهره فيحتمي به ويدعو إليه المؤمنين فكلهم يحتموا بالجبل فيستطيعوا إما أن يتجمّعوا وينسحبوا، أو يستأنفوا القتال، لكن في النهاية يعيد إدارة الموقف، لأنه هو الآن هو يدير أناس أو هو القائد أو المسئول عن أناس عُزل عنهم، فهو محتاج أن يجمّعهم، لكي يستطيع أن يدير الأمر إدارة صالحة، فهو ينسحب، يتقهقر ناحية الجبل، والمشركين أدركوا موقعه فهم يهاجموه، فالنبي صلى الله عليه وسلم التفت، فرآهم وراؤه، وأناس كثيرة مقبلة، فقال:من للقوم، فهم كانوا 12، 11 من الأنصار وسيدنا طلحة بن عبيد الله.

فقال طلحة: أنا، قال: كما أنت – انتظر – فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله، قال: أنت، فتقدّم، وانتبه أن هذا جمع قادم وهذا فرد خارج، هو يحاول أن يردّهم حتى يتقهقر النبي

صلى الله عليه وسلم تجاه الجبل، وهو خارج، هل هو يعرف ماذا يفعل؟؟ لأن كل ما سيفعله أنه سيعطّلهم فقط، في سبيل تعطيلهم، ما الذي سيقدّمه؟ سيدقدّم نفسه، هل يملك شيء آخر أغلى منها؟ فيم سيقدّمها؟ في سبيل أن يعطي النبي صلى الله عليه وسلم بعض الوقت، فقط، بعض الوقت، فهل أنا سأعود لكي أقول هل هذا مؤتمن فيما نقله؟ – مش ممكن، مش ممكن – .

فقاتل، والنتيجة الطبيعية أنه قتل، فالنبي صلى الله عليه وسلم التفت، – لسه الجبل بعيد – فقال: من للقوم؟ – نفس الكلام – فظلّوا واحد وراء واحد، وواحد وراء واحد، وواحد وراء واحد، إلى أن مات الـ11 كلهم، وآخر واحد عمارة بن يزيد بن السكن رضي الله عنه أثبتته الجراح، أي أن الجراح اشتدّت عليه فوقع، وكانوا قريبين من النبي صلى الله عليه وسلم، فالنبي صلى الله عليه وسلم وضع رأسه على قدمه ثم مات على قدمه، فالنبي صلى الله عليه وسلم – ولم يبقى أحد – قال: من للقوم، فقال طلحة: أنا، فلماذا يقول من للقوم؟ لم يبقى غيره! لأنه يوجد احتساب من المفترض أن يفعله، فمن الممكن أن يقول – اتفضّل يا طلحة، وهو سيتفضّل تلقائي، فلا يوجد حل آخر – فلماذا يقول من للقوم؟ يوجد شيء بداخله هو سيفعله، يوجد شعور سيستحضره، يوجد روح، يوجد تلبية للنداء سيلبّيها.

يقول جابر بن عبدالله – الراوي للحديث – والحديث في سنن النسائي، قال: فقاتل قتال الأحد عشرة، حتى ضربت يده وقطعت أصابعه، فقال: حس – شششش، عمل هكذا – فالنبي صلى الله عليه وسلم قال له: ” لو قلت بسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون ” ثم يقول جابر: ثم ردّ الله المشركين، ثم – لأنه لم يبقى أحد فهذا وقع – قال: ثم ردّ الله المشركين، فعندما انتهى، ولم يبقى غيره، وهو وقع، قال جابر: ثم ردّ الله المشركين، لا تعلم ما الذي ردّهم.

يقول سيدنا أبوبكر يصف هذه اللحظة في حديث آخر، يقول: كنت أول من فاء إلى رسول الله – ففي هذا الموقف هو بمفرده – فرايت رجلاً يقاتل مع رسول الله دونه صلى الله عليه وسلم فقلت: كن طلحة، – فإلى أن وصل كان طلحة قد وقع في حفرة – يقول: فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيني وبين المشركين رجل – أي أنه أقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويوجد شخص وراؤه – لا أعرفه – لا أتبيّنه لا أعرف من هو – يخطف المشي خطفاً – فهو يقول أنه كان أقرب منه لكنه يسرع جداً فوصلنا معاً – فيقول أن النبي صلى الله عليه وسلم: وجدته قد كسرت رباعيّته، – هاتان السنّتان اللتان في المنتصف، التي على يمينها هذه مكسورة – وجرحت وجنته – يوجد دماء هنا – وحلقتي المغفر – الخوذة داخلين هنا، حلقة داخلة هنا، وحلقة داخلة هنا – فقال صلى الله عليه وسلم: دونكم صاحبكم، – الحقوا صاحبكم – قال: فلم نلتفت إلى قوله – من الذي يقول؟ سيدنا أبوبكر، النبي صلى الله عليه وسلم يقول الحقوا صاحبكم على سيدنا أبوعبيدة – .

قال: فلم نلتفت – لم لا نهتمّ، ولا نشعر، فهم رأوه هكذا، فلا يرون أحد لا طلحة ولا غيره، هذا المنظر لا يجعله يرى – قال: فلم نلتفت إلى قوله، – نحن لا نعرف ماذا يقول –

فسيدنا أبوبكر يريد أن يشد الحلقة، فسيدنا أبوعبيدة قال: سألتك بحقي إلا تركتني، أي اتركني أنا، فهو يقول أنه يريد أن يشد الحلقة من خد النبي صلى الله عليه وسلم، فخاف أن يشدّها بيده لئلا تؤلمه، قال: فأزمّ عليها بفيه، أي وضع سنانه في الحلقة وبدأ ” ينضنض ” هذا الوصف الدقيق، أي يحركها يمين وشمال بشكل دقيق، أي وضعها في فمه وسحبها بالراحة، بالراحة، إلى أن سلّها، فعندما سلّها؟ سقطت ثنيّته، هذه السنة وقعت مع الحلقة.

قال أبوبكر: فأقبلت أصنع ما أصنع – طيب سيب التانية – قال: سألتك بحقي إلا تركتني – معلش سبني، ففعل نفس الحركة – فوقعت السنة الثانية.

يقول أبوبكر: فكان أبوعبيدة من أحسن الناس هتماً – فأصبح أهتم معندوش سنّتين هيسأسأ – لكن هاتان السنّتان فيما وقعوا؟ فعندما وقعوا في هذا فكان حقّه ” فكان أبوعبيدة من أحسن الناس هتمّاً ” لم تصبح نقيصة، بالعكس، لماذا؟ لأن هذه الأسنان وقعت هنا.

يحكي ابن اسحق عن أبي دجانة رضي الله عنه، أنه عندما بدأ الرمي على النبي صلى الله عليه وسلم أو ناحيته ترّس عليه، ترّس عليه: أي أنحنى عليه وأتت السهام في ظهره هو.

سيدنا أبوطلحة واضع جحفة؛ وهي مثل الدرع من الجلد، يحمي به النبي صلى الله عليه وسلم وواقف أمامه ويرمين فالنبي صلى الله عليه وسلم يخرج رأسه لينظر، يرى مجريات الأحداث في الموقع لأنه هو المسئول عن الموقع في النهاية، هو يريد أن يطمئن، ما أخبار الناس، ماذا يفعل؟ فخرج، فقال: بأبي أنت وأمي لا تشرف يا رسول الله يصيبك سهم من سهام المشركين، نحري دون نحرك. – احنا عندنا ” برقبتي ” بتسمعها كثير، ملهاش أي لازمة – قال: نحري دون نحرك، هذا حقيقي.

هؤلاء هم الذين نتكلم عليهم، النبي صلى الله عليه وسلم قال لزيد بن ثابت في المستدرك، قال: ” انظر لي ما فعل سعد بن الربيع ” ، أرسل زيد بن ثابت تأخر عليه، أرسل محمد بن مسلمة تأخر عليه، أرسل أُبيّ بن كعب، كل هؤلاء لأنه يريد أن يطمئن عليه، ما أخباره؟

يقول زيد بن ثابت: فانتهيت إليه وهو بآخر رمق – خلاص – وذكر طعنات كثيرة أصيب بها فهو واقع – خلاص – قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤك السلام ويقول لك: كيف تجدك؟ – ايه أخبارك؟ – قال: على رسول الله السلام، وعليك السلام، قل له أجدني أجد ريح الجنة، ثم يقول: وقل لقومي الأنصار – انظر أين عقله – وقل لقومي الأنصار لا عذر لكم أن يخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم شفرٌ يطرف – أي عين بتبربش – لازال فيكم شخص حي، قال: ثم قضى، هذا آخر شيء قاله، هو في هذا الموقف هو أين عقله؟، يقول للناس: انتبهوا يا جماعة الأمانة الأمانة، ” لاعذر لكم أن يخلص إلى رسول الله وفيكم شفرٌ يطرف ” هؤلاء من نتكلم عنهم.

آخر لقطة: سعد بن أبي وقّاص يحكي يقول: مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأةٍ من بني دينار وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله بأُحد صلى الله عليه وسلم، يقول: فلما نعوا بها – خلي بالك أنت تتكلم عن حرمة من الحريم، واحدة ست – استقبلوها بهذا مرةً واحدة، لا يوجد سند – خلاص – ، الزوج قُتل، الأخ: قُتل، الأب: قُتل، واستقبلوها بهم مرةً واحدة.

فلما نعوا إليها قالت: ما فعل رسول الله – أنا مليش دعوة بالدنيا ديه، خلّينا – نتخيل هذا الموقف، قالت: ما فعل رسول الله، قالوا: بخير يا أم فلان هو بإذن الله كما تحبّين، قالت: أرونيه حتى أنظر إليه – أطمئنّ بنفسي – فلما أشاروا لها إليه، أقبلت إليه، فلما رأته قالت ” كل مصيبةٍ بعدك جلل ” هذا مجال ليس فيه مجال للمجاملة، ليس فيه مجال أن أقل كلام أنا لا أستشعره، أي مصيبة بعد بقائك صالحاً سليماً لا قيمة لها ولا وزن، تقول هذا الكلام في حال استقبالها للمصيبة.

هؤلاء هم الذين نتكلم عليهم ونقول أنهم ائتمنوا فأدوا أم ائتمنوا فخانوا، هم هؤلاء، كلام ليس فيه مجالاً للمناقشة، هم هؤلاء.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الحمد لله رب العالمين

النقطة الثانية: صور لأشياء نقولها من هذه الحياة العظيمة، سيدنا أنس يقول: أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءً وصبياناً مقبلين من عرس، – نساء وصبيان من الأنصار كانوا في فرح ومروّحين – هل هذا الموضوع يهمّنا في شيء، سيفرق معنا – يقول: فقام ممتناً، ممتناً أي: قام مقاماً طويلاً، فهو رآهم آتين من بعيد، ظلّ واقف منتظرهم إلى أن وصلوا عنده، ثم نظر إليهم وقال ” اللهم أنتم من أحب الناس إليّ “

فهذا مثلما قلنا، هل هذا أمر ضروري أن نعرفه، فإلى هذا المستوى نُقل، وهذا الذي يعكس لنا كيف كانت طبيعة العلاقة، فتخيّل الموقف.

النبي صلى الله عليه وسلم يرى النساء وأطفال صغار آتين – من داون تاون – مثلاً في فرح هناك، وهو مثلاً في – قناة السويس، عند الشبان المسلمين – واقف منتظرهم لكي يقول لهم هذه الكلمة فقط.

يقول ” فقام ممتناً ” أي قيام يحتاج لمتانة، شخص رجلاه قويّة، وقف كثيراً، منتظرهم لكي يقول لهم هاتيين الكلمتين، يقول: ” اللهم أنتم من أحب الناس إليّ “

يقول أنس: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخالطنا – دائماً يزورنا – حتى أنه ليقول لأخٍ لي صغير، ” يا أباعمير ما فعل النغير ” قلناها مرةً زمان.

أبا عمير بن أبي طلحة – ولد صغير عنده 3سنوات – معه عصفور صغير يربطه ويلعب به والعصفور مات، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يراه ومعه العصفور، ثم رآه بدون العصفور، فقال له: ما أخبار العصفور، قال: مات يا رسول الله، كلما يذهب إلى البيت ويراه يقول له ما أخبار عصفورك.

فالنبي صلى الله عليه وسلم منبه لأبي عمير الصغير هذا وعصفوره والعصفور مات وهو متذكّر العصفور وكلما يراه يقول له ما أخبار العصفور، مع كل المسئوليات والأعباء والوظائف والأدوار والرسالة، وسيدنا أنس ينقل هذا، إذا كانوا ينقلون هذا، أفلن ينقلوا الآخر من ينقلون هذا؟

أم خالد بنت سعيد بن العاص رضي الله عنها وعن أبيها كانت بنت صغيرة، كانوا في الحبشة، ثم رجعوا إلى المدينة مع الناس الذين كانوا في الحبشة ورجعوا، فالنبي صلى الله عليه وسلم أتي له بثياب، وبه خميصة سوداء، خميصة: ثوب به خطوط معلّم أي به أعلام. صغير

فقال: ” من ترون نكسو هذا؟ ” هذا لمن نعطيه؟ فأسكت القوم – لا يعرفون – فقال ” ائتوني بأم خالد، فأتي بها تحمل ” بنت صغيرة يحملوها، فمن الذي يحكي، هي ام خالد نفسها التي تحكي.

تقول: فألبسها بيده، النبي صلى الله عليه وسلم ألبسها هذه الخميصة بنفسه وقال ” أبلي وأخلقي، أبلي وأخلقي ” ما معنى أبلي وأخلقي؟ تعيشي وتلبسي، قال لها تعيشي وتلبسي.

وكان بها علمٌ أخضر أو أصفر، كان بها خط كبير لونه أخضر أو أصفر، فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل يشير إلى هذا العلم ويقول ” يا أم خالد هذا سنه ” سنه: هذه يعني جميل بالحبشي، هي تربّت هناك، فهي تعلم هذه اللغة، هي أتت وهي صغيرة، فهو يتخاطبها باللغة التي تعرفها – هذا حُكي –

البيّع بنت معوذ رضي الله عنها وعن أبيها، أبوها قتل في بدر وهو شاب صغير، تقول: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عليّ – أي صباح ليلة الفرح – النبي صلى الله عليه وسلم ذاهب ليبارك لها، أين؟ بنت صغيرة في يوم فرحها، النبي صلى الله عليه وسلم شخصيّاً ذهب ليبارك لها في البيت، تقول: فجلس على فراشي – جلس بجوارها – وجويريات – بنات صغيرة – يضربن بالدف – فرح والبنات صباحاً يطبلوا – يندبن من قتل من آبائهنّ يوم بدر – جالسين يغنّوا ويحكوا سير هؤلاء الذين قتلوا – النبي صلى الله عليه وسلم أين دخل، وعند من، ولماذا؟ وهو جالس، فقالت جارية منهنّ – تريد أن تجامله – النبي جالس معنا قالت:

 ” وفينا نبيٌّ يعلم ما في غد ” قال: ” لا لا لا اتركي هذا وقولي ما كنت تقولين ” أي أني لا أعلم الغيب، لا أعرف ماذا سيحدث غداً وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ فالنبي صلى الله عليه وسلم جالس يسمع فقال – بلاش ديه – ، ” وفينا نبيّ يعلم ما في غد ” هذه إيمانيّاً خطأ كبير فكيف عالجه النبي صلى الله عليه وسلم: – ما شخطش في البنت، ايه يا بنت اللي بتقوليه ده – قال – بلاش الجملة ديه وكملي عادي – ” لا لا اتركي هذا وقولي ما كنت تقولين “

بريدة بن الحصيب ريضي الله عنه يحكي في مسند أحمد، النبي صلى الله عليه وسلم رجع من بعض مغازيه، فجاءت جارية سوداء، فقالت: يا رسول الله إني كنت نذرت إن ردّك الله تعالى سالماً أن أضرب على رأسك بالدف، جارية صغيرة – ومخها خفيف شوية – أمة سوداء فقالت له أنا قلت نذر إذا أرجعك الله سليم سأفعل حفلة فوق دماغك، ” أن أضرب على رأسك بالدف ” قال: ” إن كنت نذرت فافعلي وإلا فلا ” قالت ” إني كنت نذرت ” – مليش دعوة بقي – فقعد فجعلت تضرب بالدفّ على رأسه، استسلم لقضاء الله فماذا سيفعل، وناهيك عن الضوضاء والدوشة – وانخرام الطبلة اللي هيحصل – كل هذه الأشياء نُقلت.

آخر قصّة: يحكي سلمة بن الأكوع، النبي صلى الله عليه وسلم مرّ على نفرٍ من أسلم – قبيلة – وهم ينتضلون – أي مسابقة رمي بالسهام ليروا من الأدق في الرمي – فالنبي صلى الله عليه وسلم قال ” ارموا بني إسماعيل – إسماعيل عليه السلام – فإن أباكم كان رامياً، ارموا وأنا مع بني فلان ” ، فأمسك أحد الفريقين.

فهم كانوا يتسابقون وقال لهم أنا أشجّع هذه الفرقة، فالآخرين، قال ” ما لكم لا ترمون، قال: كيف نرمي وأنت معهم ” فكيف تشجّع هذه الفرقة، فلن نلعب، قال ” ارموا وأنا معكم كلكم “

 ” كيف نرمي وأنت معهم ” ، هذه الأشياء، هذه الأشياء إذا وزنّاها الآن، لن نعتبرها أمور أساسية أو ضرورية أو مهمة بالنسبة لنا، هم نقلوا كل حاجة لأنهم يعتبروا أن أي أمر لها قيمة كبيرة، أي أمر متعلّق بشخص النبوة فهو أمر له قيمة كبيرة، حتى إذا رأيناه بسيطاً، أي حدث في حياته، حدث له قيمة كبيرة، أنه بالنسبة لنا قدوة عامة في كل حاجة، لابد أن نعرف كل دقيق وجليل من تفاصيل هذه الحياة، لأنه قدوة في كل شيء، ومن خلال هذه الترجمة نعرف العلاقة بينه وبينهم كيف كانت، كيف كانت طبيعة هذا المجتمع، طبيعة هذه الحياة كيف كانت؟ ولذلك بعد هذا عندما نقول قال رسول الله لابد أن يكون لهذه الكلمة قدر من التقدير والتبجيل والاصغاء والانصات الذي يناسبها ويناسب الثمن الذي دفع لكي تصل إلينا، لم تصل بدون مقابل، لم تصل بدون مقابل، دفع من أجلها كثيراً، فأقل شيء أن نستقبلها الاستقبال الذي يناسبها، الذي يناسب عظمة هذه القيمة.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

اللهم إنّا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك

اللهم اقسم لنا من خشيتك ماتحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، متعنا اللهم بأسماعنا، وأبصارنا، وقوتنا، أبداً ما أحييتنا، واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا.

اللهم كن لنا ولا تكن علينا وأعنّا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسّر الهدى إلينا، وانصرنا على من بغى علينا

اللهم اجعلنا لك ذكّارين، واجعلنا لك شكّارين، واجعلنا لك رهّابين، واجعلنا لك مطواعين، إليك أوّاهين منيبين

اللهم تقبّل توبتنا، واغسل حوبتنا، وامحُ خطيئاتنا، وثبّت قلوبنا، وسدد ألسنتنا، واسلل سخيمة صدورنا

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم