Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

دين جديد

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

ثم أما بعد ،،،

كنا في حديث حول قوله صلى الله عليه وسلم ” لتتبعن سنن من كان قبلكم ” فبيّن صلى الله عليه وسلم أن لكل أمة طريقاً ومنهجاً، أسلوب للحياة طريقة للتفكير، غايات وأولويات ودرب وطريق تمشي فيه وهو يحذر صلى الله عليه وسلم أتباعه وأمته من أن يسلكوا مسالك الأمم التي قد هلكت والتي قدّر عليها البوار والشقاء وهو يخبر صلى الله عليه وسلم أن عامّة هذه الأمة لا يستجيب لهذا النصح ولا لهذا التوجيه وأنهم سوف يسلكون هذا الدرب رغم أنه صلى الله عليه وسلم قد حذرهم إياه وقد أنذرهم منه ولذلك ذكرها بصيغة توكيدية، تؤكد تحقيق هذا الشيء، فقال ” لتتبعنّ سنن من كان قبلكم ” وقلنا سنن يعني: طريق. ” شبراً بشبر وذراعاً بذراع ” هذه معناها ايه؟ أنها متابعة لصيقة، موافقة تامة، حتى في الأشياء التي تخالف العقل والمنطق والمصلحة ” حتى إذا دخلوا جحر ضب؛ دخلتموه “

وقلنا أن هذا الكلام ينصب على ايه؟ ينصب على أمم أهل الكتاب، أمة اليهود وأمة النصارى، طيب، احنا سنتابع هؤلاء الناس في ايه؟ والمتابعة بترجع إلى ايه؟

الأمم هذه عبارة عن ايه؟ عبارة عن مجتمعات؛ استقبلت الدين ومع توالي الزمن بدأ تفكيرها يتشكل بشكل فيه قدر من الانحراف، وخط الانحراف هذا يزداد يوماً عن يوم،، له خصائص له صفات.

ولذلك ربنا سبحانه وتعالى أوصانا وصية مشددة مؤكدة أن نسأله سبحانه وتعالى في كل ركعة من ركعات صلاتنا التي لا نعيها – للأسف – أن نسأله تبارك وتعالى أن يهدينا صراطاً مستقيماً، والصراط هذا طريق أيضاً.

إذاً هناك طريق مستقيم، وهناك سنن الأمم وطرقهم المعوجة، هذا الصراط، صراط من؟ صراط أناس موصوفين ” النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ” ، ” صراط الذين أنعمت عليهم “

ثم نسأله تبارك وتعالى أن يجنّبنا طريقين ومسلكين، مسلك غضب ومسلك ضلال، فالانحراف ينصب في النهاية إلى دائرتين فقط وليس ثلاثة، اثنان

الغضب ما هو؟ هو تجنب الحق عمداً بعد إدراكه وتبصّره، والضلال: الحيدة عن طريق الحق ابتداءً إلى مسلك فاسد وباطل، إذا جنّب ربنا سبحانه وتعالى الإنسان مسلك الضلال بأن يهديه ويرشده إلى الحق، ومسلك الغضب أن يوفّقه لاتباع طريق الحق ولذلك مما ندعو ونسأل، أن نسأل ربنا تبارك وتعالى أن يرينا الحق حقاً، يعني ايه يرينا الحق حقاً؟ مهو الحق حق في نفسه! لكن ربما أنا أبصره وربما لا أبصره، ثم أن يرزقنا اتّباعه، ولذلك قال تعالى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَاي فالاتباع هذا يتضمن بداخله؛ الادراك والمعرفة ومعرفة الصواب والخطأ وتمييز الحق من الباطل ثم أن يوفّق الله العبد أن يسلك مسلك الصواب وأن يلتزم جادة هذا الحق فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى سيجنّبه الضلال في الإدراك، والشقاء؛ أن يعمل على خلاف الحق.

إذاً نحن سنتّبع سبيل هؤلاء، فيماذا؟ في طريقة تعاملهم مع الدين،أو تناولهم له، وفي طريقة حياتهم وأسلوب إدارتهم لها، ثم أشار في حديث آخر، – وقلنا هذا الكلام الجمعة الماضية – إلى الفرس والروم وهذا أسلوب إدارة الحياة الدنيوية، إدارة الشئون السياسية، الشئون الاقتصادية، إذاً هناك جزء يتعلق بالحياة الاجتماعية ويتعلق بطريقة التعامل مع الدين، وجزء يتعلق بالإدارة والسياسة والاجتماع.

طيب، هذا عمقه إلى أين يصل؟ يقول صلى الله عليه وسلم ” إن الله زوى لي الأرض ” زواها أي جمع له زواياها أي أصبح يراها كلها، ” فرأيت مشارقها ومغاربها وإن ملك أمتي ” مقدار ما ينبسط عليه سلطان الإيمان ” سيبلغ ما زوي لي منها ” كل ما رأيته سيمتد إليه الإيمان، يقول ” وإني أعطيت الكنزين الأحمر والأبيض ” الذهب والفضة ” وإني سألت ربي لأمتي ألا يهلكهم بسنة بعامة ” السنة: أي القحط والجدب، لا تهلك الأمة بسبب المجاعة، بعامة يعني كلها، ممكن تصيب بعض الأماكن لكن لا تجتاحها كلها، ” وألا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ” يعني لا يسلط عليهم عدو خارجي يستأصل خضراء المسلمين هذا لا يحدث، لكن يسلط تسليط جزئي هذا موجود.

يقول صلى الله عليه وسلم ” حتى يكون بعضهم يسبي بعضاً ويهلك بعضهم بعضاً ” يعني نحن ” دائنا مننا فينا ” يعني السبي والقتل والإهلاك إنما يقع في داخل الأمة من بعضها لبعض، قال ” ولو اجتمع عليها من بأقطارها ” يعني لو الناس كلهم كل الأمم اجتمعت على أهل الإسلام لا يستطيعوا أن يستبيحوا بيضتهم وإنما تأتي آفتهم من داخلهم.

يقول ” ألا وإني أخاف على أمتي الأئمة المضلين ” أخطر خطر أين؟ وجود إمام الناس تثق فيه وتأتم به ويوجّههم إلى حيث الضلالة والإضلال، ” وإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة ” أي أننا لو اشتبكنا مع بعض،، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم أشدّ ما حذّر، أشدّ ما حذّر وكرر في يوم عرفة ثم كرره في يوم النحر وذكرنا هذا قبل، قال: ” فلا ترجعوا بعدي كفّارا يضرب بعضكم رقاب بعض ” نكفر بنعمة الإيمان ونعمة الأخوة حتى نقاتل بعضنا بعضاً.

قال ” فإذا وضع السيف في أمتي لم يرفع عنها إلى يوم القيامة ولا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل ” أعداد كبيرة ” من أمتي بالمشركين وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان ” إذاً الانحراف سيصل إلى أين؟ إلى خروج فئام كبيرة من الدين تلحق بالمشركين فتتابعهم اعتقاداً وسلوكاً وثقافةً وفكراً وتعبد قبائل من الأمة الأوثان، تعود إلى ما كانت عليه، إلى هذا الحد من الانحراف تصل فئام من هذه الأمة – نسأل الله السلامة –

يقول جرير بن عبدالله البجلي: ” كان بيتٌ في الجاهلية يقال له ذي الخلصة ويقال له الكعبة اليمانية والكعبة الشامية ” يشبّه بالكعبة تعظيماً له، وهو بيت من بيوت الأوثان، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم ” ألا تريحني من ذي الخلصة ” خلصني منه، قال ” فانطلقت إليه في مائة وخمسين راكباً ” 150 فارس يقول ” فكسرناه ثم عدت إليه صلى الله عليه وسلم فأخبرته فدعا لي ولأحمس ” وهم قومه، ثم يقول صلى الله عليه وسلم ” لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوسٍ عند ذي الخلصة ” أو قال ” على ذي الخلصة ” يعني لن تقوم الساعة حتى يعود هذا البيت التي هدمه جرير رضي الله عنه في عهده صلى الله عليه وسلموخلّص الجزيرة من هذا الشرك، لا تقوم الساعة حتى يستعيد هؤلاء الناس هذا الصنم ويطوفون حوله كما كانوا يطوفون به.

فإذن نحن نتكلم على خطر يصيب الأمة يصل بها إلى أبعاد ربما لا نتخيّلها، نحن عندنا أنه من حين ما هدم صلى الله عليه وسلم الأوثان حول الكعبة يقع في خلدنا أن هذا خلاص وأن هذه حاجة اختفت وانتهت ولن ترجع ثانية.

فهذه المتابعة ترجع إلى ايه؟ قلنا أنها ترجع إلى اختلاط وتلقي وتوارث وإلى مشابهة قلبية، – وقلنا هذا الجمعة الماضية – ” تشابهت قلوبهم ” ” أتواصوا به ” يعني، ما الذي يجعلنا نأخذ نفس السكة، إما مشابهة منّا لهم من غير تلقي، أو صورة من صور التلقي والاتصال والاختلاط.

يقول أبو البختري وهذا مروي في تفسير الطبري يقول ” سأل رجل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه عن قوله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرونفأولئك هم الظالمون فأولئك هم الفاسقون ” يسأله ما معناها؟ فقال رجل – واحد قاعد كده مش موجه السؤال له – ” إنما هذه في بني إسرائيل ” – مش تبعنا – هذه نزلت في اليهود – بره عننا – فسيدنا حذيفة قال له ” نعم الإخوة لكم بني إسرائيل إن كانت لهم كل مرّة ولكم كل حلوة، والله لتسلكنّ سبيلهم قيد الشراك ” أول شيء هذه السورة أو الآيات هذه لا يخاطب بها اليهود، لو كانت تخاطب اليهود فلماذا ينزلها لنا؟ هو يحذرنا سبيل هؤلاء.

ولذلك السيدة عائشة تقول أن النبي صلى الله عليه وسلم حينما نزل به الموت وأصابته الحمى صلى الله عليه وسلم، قالت ” طفق يطرح خميصة له على وجهه ” يغطي وجهه، ” فإذا اغتمّ بها ” كتمت نفسه ” كشفها ” قالت: ” فجعل يقول وهو كذلك لعنت الله على اليهود والنصارى اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد ” تقول عائشة: ” يحذّر ما صنعوا ” ، لماذا يقول هذا الكلام دلوقتي،، لماذا يخاطبنا عن هؤلاء؟ يحذرنا أن نسلك مسلكهم فسيدنا حذيفة يريد يقول أن هذه الآيات خوطبنا بها لكي لا نتّبع هذا السبيل

وإلا هؤلاء فعلوا فعلاً، فعاقبهم الله عليه عقوبةً، ثم فعلنا نحن نفس الفعل بالضبط ثم لم نعاتب ولم نعاقب، هذه نفس قضية وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ما الخصوصية التي يختص بها حد عن حد، ربنا سبحانه وتعالى يعامل الناس جميعاً على وفق قانون واحد، هذا مقتضى العدالة الإلهية فسيدنا حذيفة يريد أن يقول هذا، كل شيء فيه ذم أم نقص أو تعيير – ديه مش تبعنا – والحجات الكويسة اللي احنا شيفين أنها حلوة فهذه معنا، فيقول: والله لتسلكنّ سبيلهم قيد الشراك،، قيد أي قدر، الشراك:هو النعل، أي مطابقة تامّة لا تختلف ولو في هذا الجزء اليسير.

نفس الكلام قاله ابن عباس رضي الله عنه وعن أبيه، قال: ” نعم القوم أنتم إن كان ما كان من حلو فهو لكم وإن كان ما كان من مرّ فهو لأهل الكتاب ” ويقول ابن مسعود رضي الله عنه يقول: ” أنتم أشبه الناس ببني إسرائيل والله ما يعملون من عمل إلا عملتموه ولا كان فيهم شيء إلا كان فيكم مثله ” ، فقال رجل: أيكون فينا، قال: نعم ممن أسلم وعرف نسبه.

وقال في مرة أخرى: ” أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل سمتاً وهدياً تعملون بعملهم حذو القذة بالقذة، غير أني لا أدري أتعبدون العجل أم لا ” .، بس هي دي الحاجة اللي مش عارف سنشابههم فيها أم لا.

هل هذا يطبق على هذه الأمة؟ لا، ربنا سبحانه وتعالى من فضله ورحمته لما جعل محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وليس بعده نبي، جعل دائماً في هذه الأمة بقية من خير فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ ولولا ذلك للزم أن يبقى الرسل والأنبياء يتوالون تترا على بني البشر، فكيف سيعرف الناس الحق من الباطل!

ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ” لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ” قال في رواية ” لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تأتي الساعة وهم ظاهرين على الناس “

إذاً يخبر صلى الله عليه وسلم أن الخط العام لأمة محمد صلى الله عليه وسلم سيصيبه الانحراف والمشابهة لهؤلاء لكن تبقى طائفة متمسكة بالحق مظهره له حتى يفيء إليها كل من يطلب الحق والحقيقة.

ولذلك كان من رحمته سبحانه وتعالى أن قال صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة في سنن أبي داود ” إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة – يبعث لهذه الأمة – على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها ” ما معنى يجدد الدين؟ يبقى إذاً الدين مع توالي الأجيال يصيبه قدر من الانحراف، قدر من التشويه، ينسحب من الحياة فيقيد ربنا سبحانه وتعالى كل مائة سنة من يعيد تجديد الدين، ايه الدين الذي نحتاج أن نجدده؟

الدين سينقسم لشيئين: معالم الدين نفسه أو حقيقته ايه هو، وأثر الدين في القلوب كيف يكون، معنا حاجتين: يعني هو سيجدد الدين في معانيه العامة أو سيجدد معاني الدين في قلوبنا نحن، لذلك نحن ذكرنا قبل ذلك كثيراً قول النبي صلى الله عليه وسلم ” إن الإيمان ليخلق ” قلنا يخلق: يعني يبهت أو يبلى أو يقدم، ” إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم ” هنا، قلنا لماذا يخلق؟ لأنه يستعمل، الإيمان شيء يستعمل في الحياة، أنت تستعملها في صراع مع الشيطان، في صراع مع الهوى، في صراع مع النفس، في صراع مع المجتمع، بيخلص، زي أي شحن ما بيفضى، طبيعي.

 ” إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ” زي الهدوم مع الاستعمال والغسيل بتبتدي تبهت ألوانها وتروح والنسيج بتعها يضعف، ده طبيعي، أي حاجة تستعمل كده، طيب ماذا نفعل ” فسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم “

ولذلك ورد معنا قبل ذلك حينما قبض صلى الله عليه وسلم الناس لم يكونوا مصدقين، مش ممكن هيسبنا ويمشي، وفي نفس الوقت نحن شاعرين أن هناك أشياء لازال لابد أن يؤديها، سيدنا عمر وقف وقال اللي هيقول إن النبي صلى الله عليه وسلم مات أنا سأقطع رقبته، ده ذهب كما ذهب موسى وسوف يعود، وفي ظل هذا، سيدنا أبوبكر جاء من بيته في السنح، فدخل عليه صلى الله عليه وسلم فوجده قد مات فقبّله وقال: بأبي أنت وأمي طبت حيّاً وميّتاً، ثم خرج فكلّم الناس فقال: من كان يعبد محمد فإن محمد قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، ثم تلا – وهذا ما أريد أن أقف عنده – وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ فقال سيدنا عمر ” لكأني بها لم تنزل إلا الآن ” هو حافظها، والناس تلقّنوها من سيدنا أبوبكر وظلّوا يرددوها وذهبوا إلى بيوتهم يقرأونهان هل الآية لم تكن موجودة، ماذا فعل؟ هو جدد إحياء هذه الآية في قلوب الناس ووضعها في محلّها فأثمرت اليقين والثقة والطمأنينة والثبات والهدوء، وهي كانت موجودة، مش ماكنتش موجودة، بس هي كانت محتاجة تتجدد دلوقتي.

فإن لم يجددها أو لم يحيها في قلوب من سمعها عمر فمن دونه، كانت ستظل القلوب مضطربة وتبقى الناس متنازعة، هذه صورة من صور التجديد، هل التجديد هذا فيه شيء جديد؟

فماذا نحتاج نحن؟ أن هناك أشياء شوّشت معنا محتاجة أننا نستعيد مرة أخرى إدراك حقائقها، إدراك عظمة الإيمان، هذا الكلام نحن بعدنا عنه تماماً، إدراك قيمة الدين.

طيب ما مقاصد الدين؟ إلام يريد أن يصل؟ كيف كان سلوك النبي صلى الله عليه وسلم في الحياة؟ كيف نعالج مشاكلنا الحياتية سواء كانت فردية أو مجتمعية أو على مستوى الأمة كيف نعالج هذا بالقرآن وبما أوحى الله به إلى محمد صلى الله عليه وسلم كيف؟

طيب يوجد مستجدات تجد، عبر مائة سنة يوجد أشياء تجد، أمور تأتي وربما شبهات ترد، فنحن محتاجين ناس يأتوا، أشخاص يأتوا يعيدوا إنارة الحياة بمنار هذا الدين لابد، ناس تنصب نفسها قدوات للبشر، الناس تقتدي بها فمن رحمة الله أن جعل هذا باقياً في الأمة، نحن ذكرنا قبل ذلك أحاديث منها قول النبي صلى الله عليه وسلم حديث عمار بن ياسر رضي الله عنهما في المسند ” مثل أمتي كمثل المطر لايدرى أوله خير أم آخره ” وقوله صلى الله عليه وسلم في المسند أيضاً ” لا يزال الله يغرس في هذا الدين بغرس يستعملهم في طاعته ” ربنا هو الذي يغرس ليس أحد آخر لأن هذا الدين في النهاية هو دين الله تبارك وتعالى هُوَ الَّذِي ليس أحد آخر هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ الهاء تعود عليه، هذا الدين دين الله تبارك وتعالى والرسول هو رسوله صلى الله عليه وسلم هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لماذا لعلّة ولغاية محددة لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ رضي من رضي وسخط من سخط، الفكرة في مواقفنا نحن كمسلمين من الدين، مدى تبنينا نحن له، مدى تقديرنا وتعظيمنا نحن له، هذا التجديد كيف سيأتي، فعل يأتي من السماء مجرداً؟ هناك ملائكة يتنزل لكي تجدد الدين؟ لا يكون هذا إلا بأن ينبعث من هذه الأمة من يقوم بهذا الأمر.

إذاً كيف يأتي؟ يأتي بأن ينبعث من هذه الأمة مجددون، ما وظيفتهم مثلما قلنا جددوا معاني الدين، مثلما نقول نحن: أنا هجدد الوضوء، هجدد الوضوء هذه ما معناها؟ أنني أريد أن أستعيد فيّ أنا شخصياً صفة الوضوء وما يترتب عليه من آثار، أم معناها ” أجدد ” أي كل مرة سأتوضأ بشكل مختلف؟!، وأحيانا أكون أنا متوضئ بالفعل ولكن دخل وقت صلاة فأنا أريد أن أتوضأ ثاني تثبيتاً للوضوء الأول، فنحن نستخدم عبارة التجديد في هذا.

إذاً التجديد عبارة عن ماذا؟ استعادة صفة كانت عندي وفقدت عبر نقض الوضوء أو تثبيت صفة موجودة تحتاج إلى تدعيم وتقوية وزيادة

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الحمد لله رب العالمين: ابن خلدون في المقدمة كان يتكلم عن سنن ربنا سبحانه وتعالى في الدول وأنها تمر بمراحل وجعل عمر الدولة تقريباً 120 سنة يعني 3 أجيال.

إذاً على رأس كل مائة سنة إذا سرنا على هذا الأسلوب، إذا قلنا على رأس كل مائة سنة فأنت تتكلم عن جيل الثاني، قبل الثالث ما ينتهي وبالتالي يقع في دائرة الانهيار يأتي شخص يحمل ويسند ما يحتاج إلى حمل.

فهو كان يتكلم عن أعمار الدول،، ولا يقصد بالدولة هنا الدولة بمعناها السياسي العام، الدولة هي: المجموعة الحاكمة أو الزمرة الحاكمة، يقول أنها تمر بثلاث مراحل حسب صفات الأجيال.

يقول أن الجيل الأول، والذي نسميه الجيل الذي يؤسس أو يقيم دولة، ذكر من هذه الصفات أنهم يتّسموا بقدر عالي من الجدية وقدر من الخشونة وشظف العيش، وقدر من البسالة والشجاعة وقدر من الاشتراك في الجد والحس المرهف والجناب المرهوب والناس لهم مغلوبون.

يريد يقول أن هؤلاء الناس صفاتها ايه؟ فيها قدر من القوّة والصلابة، الاستعداد للتضحية لبناء شيء ومن المعاني المهمة قال الاشتراك في المجد، مامعنى الاشتراك في المدجد؛ يعني كلهم بيشتركوا في نفس الصفات.

مثلما قلنا الصحابة؛ الصحابة كلهم مشتركون في صفات وعندهم دافعية قوية لبناء الإيمان في الحياة، يقول وبعد هذا سيأتي جيل ثاني، والجيل الثاني هذا سيكون أضعف من الأول بكثير لماذا؟ لأنهم ورثوا السيادة فمالوا بعيداً عن الخشونة والشظف إلى قدر كبير من الدعة والطرف، ومالوا إلى زل الاستكانة من عز ما كان لهم من بسالة، ومالوا إلى الواحدية عن الاشتراك في المجد، ما معنى الواحدية؟ يعني الذي ينفرد بالحكم أو الإدارة يكون واحد أو اثنان أو ثلاثة والباقون كلهم يركنوا ليتمتعوا، لم يصبحوا كلهم عندهم الاشتراك والتدعيم فكلهم أركان بتتساند لكي تدعّم شيء، يقول: ولكنهم مازال عندهم بقية من ذكريات الآباء تؤدي لشيء من أمران، أنهم يريدون أن يرجعوا إلى وضعهم الذي كانوا عليه لكي يبقوا على ما هم عليه من جلد وقوة، أو يوهموا نفسهم أنهم هكذا فعلاً – احنا ما رحناش بعيد – هذا هو الجيل الثاني.

الجيل الثالث، يقول أن هؤلاء لم يروا الأجداد فنسوا هذا الكلام تماماً، والطرف سيطر عليهم تماماً، واستعدادهم للمدافعة أو للحماية انتهى، يقول: أن هؤلاء مثل النساء والولدان في الحاجة إلى من يدافع عنهم، وإذا قرأنا قليلاً في تاريخ الأندلس سنرى هذا بشكل واضح جداً في التطور التاريخي حتى الهوي والسقوط.

يقول ولكنهم يكتفوا بالمظهر، يموّهوا على الناس بالشارة والزي وركوب الخيل وحسن الثقافة يعني هم يعملوا منظر أو شكل اللي احنا نسميها عروض، لماذا هذه العروض؟ لكي يوهم الناس أنه لازال متماسك وقوي لكيلا يجررؤ عليه أحد.

ولكن هذا الكلام على من يؤثر؟ يؤثر على الناس الذين في نفس الدائرة، لكن الناس الذين لهم أطماع فعلية سياسية، هؤلاء الناس يكونون دارسين ومحللين الموقف جيداً ويكونوا عالمين بمواطن الضعف والقوة في الحقيقة ولا يؤثر هذه العروض معهم، هذه المناظر احنا بنعملها علينا مش على حد ولذلك احنا منخوفش حد.

ويقول أن هؤلاء الناس بمجرد ما يأتي أحد يزيحهم، يعني وجود المطالب ينهاروا، فلماذا نقول هذا الكلام؟ لكي نطبق هذا الكلام على هذا الحديث، ويكأنه جيل والثاني وقبل أن ينهارالثالث يأتي شخص لكي يعيد الدورة مرة أخرى، وهذا في الإطار الخاص الذي هو تجديد معاني الدين.

أما التاريخ السياسي العام قلنا قبل مراراً، حديث حذيفة في المسند، أن النبي صلى الله عليه وسلم وصف تاريخ الأمة عبر مراحل كبيرة، قال: ” تكون فيكم النبوة ما شاء الله أن تكون ” هذا بداية تاريخ الأمة؛ هي النبوة ولسيت شيء آخر،، فلو رجعنا إلى شيء آخر، إذا نحن استندنا كمظاهر عظمة لشيء آخر غير النبوة لن نصل إلى شيء.

نحن قبل النبوة ماذا كنّا، ما كنّا شيء، إذا قلنا أمة العرب.. لم يكن عندهم شيء، وغيرهم فالفرس سيرجعون إلى الفارسية وعبادة النار.. والروم سيرجعون لما كانوا عليه من وثنية، والمصريين سيرجعون إلى ما كانوا عليه من فرعونية وتستمر هكذا، لأنه ما المرجع الجامع الذي يؤدي إلى القيام فعلاً

أول شيء النبوة ” ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون فيكم ما شاء الله أن تكون ” فهذه هي الخلافة الراشدة ” ثم يكون ملكاً عاضاً ” من أول بني أمية إلى سقوط خلافة بني عثمان هذه الفترة كلها، ما معنى ملكاً عاضّاً أي ملك وراثي، يتخلوا عن أسلوب الشورى ويتشبّثوا بالحكم ولا يريدون أن يتركوه، وبعد ذلك يزول ” ثم يكون ملكاً جبريّاً ” إذاً بما أن هذا جبري إذاً الملك العاض كان فيه قدر من الرحمة يناسب قدر من التمسك بالدين، وبعد ذلك ” ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت ” هذا هو التاريخ العام.

فعندنا التاريخ العام يمر على هذه المراحل: النبوة، خلافة على منهاج النبوة، ملك عضوض، ملك جبري، ثم عود الخلافة على منهاج النبوة وخلاص، حينئذٍ ينتهي التاريخ

كان في واحد اسمه كياما رجل أمريكي من أصول يابانية كتب كتاب اسمه نهاية التاريخ، أن المواطن الأمريكي هو نهاية العالم بعد سقوط روسيا وأن الدنيا انتهت وسيطر على العالم، إلى أن جاء هانك كيتون عمل حاجة اسمها صراع الحضارات، لازال الإسلام موجود، يريد أن يقول: لا يوجد مسلمين لكن لازال الإسلام خطر موجود، نحن قادرين على الشيوعية كفكر، لكن بقي الإسلام كدين حتى لولم يكن من يتمثله، لكن بقي الإسلام مازال موجوداً ولذلك لابد أن نقضي عليه كفكرة، هذه هي العقول الاستراتيجية تفكر هكذا، العقول الاستراتيجية الغربية تفكر على هذا المستوى، نحن بعيدون جداً عن إدراك هذا، بعيدون جداً عن إدراك هذا المستوى من التفكير والنظر، هم ينظرون للإسلام على أنه شيء عظيم مدركين حقيقته، نحن بعيد جداً عن إدراك هذا هذه هي المشكلة.

إذاً في تجديد على مستوى الأمة لدينها وإحساسها به، وفي مسار عام لهذه الأمة، فالأمة بعدما تصل إلى هذه الحالة من الجبرية ستستعيد منهاج النبوة ولكن كيف؟

بما أنها ستستعيد الخلافة على منهاج النبوة إذاً فستستعيد النبوة، أو منهاج النبوة ثم تقيم عليه الخلافة، وأي شيء آخر تراه فهذا كلام فاضي، وهو مزيد من الضياع.

آخر نقطة: عنوان الخطبة اللي فاتت، كذا شخص يسأل ما علاقة عنوان الخطبة بالخطبة، الحقيقة لم يكن له أي علاقة، أنا كنت سأقول ما علاقته ولكنه لم يكن له علاقة، كان عنوان الخطبة اللي فاتت ” سلفيين بيفهموا ” – ايه لزمته – لها قصة بسيطة

واحد يقول لشخص أنه يصلي في المسجد الذي نحن فيه ده، قال له: آه الجامع ده فيه سلفيين بيفهموا. نقف هنا وقفة

ربنا سبحانه وتعالى يقول وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ما معنى وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ أن شخص يطلق على آخر لقب هو لا يحبه ولا يطلبه، وأنت حينما تقول دول ” سلفيين بيفهموا ” معناها أن السلفيين فيهم قسم بيفهموا وقسم ما بيفهموش، المهم

نحن كنّا نتكلم عن الانحرافات التي أصابت الدين، وهذا التقسيم لأهل الإسلام إلى أحزاب أو جماعات أو شيع أو فرق هل هذا من الدين؟ أم هذا جزء من الخلل الذي طرأ للدين ورثناه عن أهل الكتاب؟

قال تعالى وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وقال تعالى إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ وقال سبحانه وتعالى كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ۝ الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ أجزاء، يتجزء، كل مجموعة ستأخذ جزء، قال تعالى وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وقال سبحانه وتعالى وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ – اصطفاكم – وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ الاسم الذي اختاره ربنا لنا هو اسم الإسلام، من أين أتينا باسم الإسلام؟ نحن ورثناه عن أنبياء الله تبارك وتعالى من لدن آدم ونوح وهود وشعيب وإبراهيم وموسى وعيسى ثم ورثناه عن محمد صلى الله عليه وسلم هذا هو الاسم الذي اصطفاه ربنا لنا واختاره نحن نسمى مسلمين ويجمعنا جميعاً رباط الإسلام ومفيش حاجة تانية، مفيش حاجة تانية،، التقسيم والتحزيب هذا ليس من الدين وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ يبقى إذاً هذه التقسيمات التي طرأت على هذه الأمة هذه لابد من التخلص منها والعود إلى أصل الأخوة الإيمانية الجامعة للجميع، هذا هو الدين وأي حاجة تانية لن تكون دين.

كلمة ” سلفية ” هذه ما معناها؟ الذي يطلق هذه الكلة يقصد بها أننا من المفترض على سنن وطريق السلف الصالح، يقصد بهم الصحابة والتابعين، هل هذا شيء يختص بأحد أم هذا من المفترض قاسم مشترك بين الأمة أيضاً، أي أنه من المفترض أن الإسلام يساوي ايه؟ أنني سائر على هديه صلى الله عليه وسلم وعلى سبيل صحابته، هل هناك أحد يقول كلام آخر؟ هل هناك احد عنده وجهة نظر أخرى؟

إذاً أنت تريد أن تقول أنني أدعو الناس لالتزام جادة الصواب الأولى، صح؟

لكن، هل معنى أنني دعوت إلى ذلك أنني متحقق به؟، هناك فرق بين أنني أقول أننا نريد أن نلتزم جادة الصواب وبين أن أكون أنا شخصياً مدرك ما هي جادة الصواب ومتخيّلها وفاهم لها، لأنني ممكن أكون مش فاهم، في فرق بين أن أقول جملة عامة أو أدّعي دعوة وبين أنني متمثل ومتحقق بها بالفعل، هذه قضية وهذه قضية ولابد أن نفرّق بين الاثنين، أدعو الناس إلى شيء وأنني أكون هذا الشيء أنا أصلاً فاهم له، ومستوعبه جيداً وأعيش به فعلاً.

سنجد في كلام العلماء في القرن الخامس، السادس، السابع بتذكر هذه الكلمة أحيانا، أن فلان هذا – يصف واحد من العلماء – أنه سلفي، ما معنى سلفي؟ يقصدوا أن هذا الرجل هو حقيقة على الصورة التي تناقلناها من الزهد والورع والعبادة والتقوى التي كان عليها الصالحين من الأولين، إذاً كانوا يطلقوها من باب التزكية والثناء على بعض الأشخاص المعينين باعتبار أن هذا الرجل على السمت الأول، على الصورة المحترمة التي نقرأ عنها.

وهذا يرجع إلى صورتين: إما على أسلوبهم في تناول الدين؛ بعيد عن الفلسفة وبعيد عن المنطق وعلم الكلام والحاجات التي حدثت، هو ملتزم بالصورة الأولى في كلامه وفي منطقه وفي أسلوبه،، أو في سلوكه وممارسته.

فنحن نريد أن نقول شيئين مهمين: الشيء الأول: أن الاسم، اسم الإسلام والجامع للمسلمين جميعاً هو الإسلام، الشيء الثاني: أن هناك فرق كبير ما بين ادّعاء الإنسان للدعوة أيّاً كانت الدعوة وما بين تحقق الإنسان بالدعوة، ليس كل واحد ادّعى دعوة يكون متحقق بها بالفعل.

هناك نقطة كنّا أشرنا إليها قبل ومحتاج أن أذكّر بها؛ أن الدين خطاب لعموم المسلمين، قلنا خلال الفترة اللي فاتت ونحن نتكلم عن التجديد خلال المائة سنة الماضية نشأ في عالم المسلمين كثير من الكيانات والمؤسسات والجماعات والتنظيمات، هذه ما هدفها؟

الخلافة حينما سقطت أنشئت مؤسسات وجماعات هدفها استعادت الخلافة، اللي هي ايه؟ هي الصورة السياسية للإسلام، الخلافة تساوي الصورة السياسية للإسلام، عبر ايه؟ إما صورة من صور العمل الدعوي لكي يفيق الناس ويرجعوا إلى الدين، أو عمل عسكري احنا سنتعارك لكي نقيم الدين، أو عمل سياسي: سندخل البرلمانات لكي نقيم الدين، هذه هي الصورة الموجودة.

هؤلاء الناس من يخاطبون؟ يخاطبون الناس الذين يرون أنهم ممكن يكونوا أعضاء في هذه المؤسسات، أي خطاب خاص وليس عام لماذا؟ لأن له أهداف محددة، أنا لا أتكلم في حلو ووحش، أنا أتكلم في توصيف واقع، هو الآن يريد ناس يتحملون معه المسئولية التي يفكّر فيها، ممكن يكون شيء كويس وممكن يكون شيء مش كويس حسب المضمون اللي هو متخيّله، فهو في النهاية من سيخاطب؟ سيخاطب غالباً فئة الشباب أو الطلاب أو الناس اللي هو شايف إن هما ممكن يتحملوا معه هذا، أما عموم الناس خارج إطار هذه الدائرة لماذا؟ لأنه لن يكون نافعاً ككدر فيما يريد أن يبني، هذا الكلام إذا استمر 80، 90 سنة نحن كأناس ليس داخل هذه الأطر، أو انا كغير مستهدف أو شكلي مش هينفع، أو واحد كلمني فأنا لم أستجب فتركني، فهذا لا أحد يخاطبه، لا يكلمه أحد ولا يدعوه.

فالدين خطاب للأمة، ليس لأفراد أو آحاد من الأمة، وهذه نقطة مهمة جداً لازم الدين يكون خطاب للجميع.

إذا أردنا أن نبني هذه الكيانات لكي نقيم الإسلام، طيب إقامة الإسلام واجب على كل مسلم، واستعادة الإسلام واجب على كل مسلم ولا واجب على فئات معيّنة، نحن جميعاً مطالبون بالإسلام، مش احنا كلنا مطالبين أن نقيم الدين، وربنا سيسألنا كلنا كمسلمين كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ هذا الكلام لمن؟ لأمة الإسلام أم لفئام من أمة الإسلام؟ كل الناس

ولذلك أنا قلت قبل، مفيش حاجة اسمها مسلمين وإسلاميين، ما معنى إسلاميين طيب، يعني مسلم بشرطه، احنا كلنا مسلمين المفروض، الإسلامي هذا هو المسلم الذي يريد أن يقيم الإسلام والمسلم العادي اللي هو لا يهمه الإسلام، هذا الكلام غير صحيح ومينفعش أنا اللي أقرره، لا يوجد شيء اسمه كدا، في حاجة اسمها الإسلام.

هذا جزء أساسي من التجديد لابد أن تقوم به هذه الأمة، نحن الآن نتكلم عن التجديد، من أصول التجديد عودة مفهوم الإسلام العام، مفهوم الأمة العامة، وأن الإسلام هذا دين للكافة وأننا كلنا ننتمي إلى أصل واحد، وكلنا يجمعنا رباط واحد، مفيش لا أحزاب ولا مشكلات خاصة.

أنت تريد أن تعمل عمل مؤسسي فيكون اسمه عمل مؤسسي، مثل النادي الأهلي، مهو النادي الأهلي ونادي الزمالك، أليسو مؤسسة، هي مؤسسة، وعندما يكون هناك ولاء وبراء على الأهلي والزمالك هذه هي المشكلة، الألترس هو المشكلة ليه؟ لأنه ماذا يفعل؟ الزملكاوي أنا أكره ليه؟ وعندي الزملكاوي زي المسيحي بالظبط، هو للأسف هو كده فعلاً، إذاً المشكلة فين؟

ليس أنني أشجع أو أميل لا،، ومثل مايكروسفت، هذه مؤسسة تختار كوادر معينة لكي تؤدي وظيفة معينة، لكن لا يوجد ولاء وبراء على مايكروسفت، أي لا أوالي أو أعادي على بيل غيتس، أنا أأخذ منه فلوس فقط.

فهذه هي القضية، أين ولاؤنا؟ ولاءنا على انتمائنا للدين، محبتنا للدين، محبتنا لربنا ولنبيّنا صلى الله عليه وسلم ولديننا بس كده.

النبي صلى الله عليه وسلم تكلم على الرجل الذي قيل فيه لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به، لأنه بيشرب خمرة كثير، قال: لا تلعنوه فوالله ما علمت أنه يحب الله ورسوله، لا تخرجه بره هذه الدائرة ” أنه يحب الله ورسوله ” قال: ” لا تعينوا عليه الشيطان ” فهذه دائرة الإيمان دائرة عامة، وهذا من أصول التجديد الذي لابد أن نبدأ به أول شيء إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ أو شيء نريد أن نبدأ به أننا نستعيد الأخوة الإيمانية العامة وكلنا مسؤولون عن ديننا، كلنا نحب ديننا وكلنا نعظمه، كلنا نتمنى ظان ننتمي إلى ديننا انتماء حقيقيونحب أنّ ربنا يرضى عنّا، من من الناس لا يحب أن ربنا يرضى عنه؟؟ من من الناس لا يحب أن النبي صلى الله عليه وسلم يسقيه من حوضه الشريف شربة لا يظمأ بعدها أبداً؟ من من الناس لا يريد أن يمر على الصراط؟ من من الناس لا يريد أن يدخل الجنة؟

نعم مراتب ودرجات ونحن مقصرون ولكن لابد أن شخص يأخذ بيد شخص، كلنا كلنا نتساند لكي وراء إلى الأمام، نخرج من هذه الوهدة ونرتقي كما كنّا ونرجع إلى ما كنّا عليه، ” المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ” فينا القوي وفينا الضعيف ووظيفة القوي ليس أن يتخلى عن الضعيف أو يشمت بالضعيف أو يستكبر على الضعيف، القوي وظيفته أن يأخذ بيد الضعيف، فماذا يفعل الضعيف؟ هل يستمر نائم لا ” أحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ” النبي صلى الله عليه وسلم وصّى الضعيف علام لكي يكون قوي؟ وهذه هي عظمة الإسلام، يدعو من به ضعف أنه لابد أن يأخذ بأسباب القوة ويدعو من أتاه الله القوة أنه لابد أن يعين الذي به ضعف، الإسلام لا يقبل من المسلم أن يبقى ضعيفاً أو يستسلم للضعف أو للوهن أو لتأثير الشيطان لا ويقول له ما هي أسباب القوة.

الحرص، الحرص أي التمسك والاجتهاد على ما ينفع، أي أكون حريصاً على ما ينفعني دنيوياً وأخروياً، والاستعانة بالله وترك العجز، لا أهدم وأكسر في نفسي لا أذكّر نفسي بالأشياء السلبية كثيراً. أستعين بالله وأترك العجز، هذا ما يبنيه الإسلام، إذا منّ الله علينا وفقهنا حقيقة الإسلام.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه، اللهم يا وليّ الإسلام وأهله مسّكنا الإسلام حتى نلقاك عليه

اللهم إنّا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم