إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا الله الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ الله وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد:
نحن في حديثٍ عن النبوة والرسالة، عن هذا الشخص العظيم صلى الله عليه وسلم الذي امتنّ الله سبحانه وتعالى علينا به وعن حقيقة ومعنى الرسالة، كنا فيما مضى في عديد من الكلمات حول عظمة هذه النبوة وحول ما تكبّد صلى الله عليه وسلم من عناءٍ ومن أعباءٍ ومن أثقالٍ ومن ضغوطٍ كيما يقوم هذا الإيمان في هذه الحياة، وكيما تتحول هذه القلوب إلى حيث يحب الله سبحانه وتعالى ويرضى، كم كان ثقلٍ وكم كانت من مؤنةٍ وكم كانت من تكلفة نحتاج أول ما نحتاج أن ندرك هذا، نحسّ به نشعر به، نشعر بهذه القيمة وبهذه العظمة وبهذا الجهاد الطويل في سبيل أن تستقرّ حقائق الإيمان في قلوبنا، هذه هي نقطة البداية، ندرك أن هنا في فعلاً شيء عظيم وأن هذا الشيء نحن محتاجين أن ندركه، محتاجين نشعر به، محتاجين نتأثر به، وبعد ذلك محتاجين نفهمه، نفهمه الفهم الذي يوصلنا فعلاً لحقيقة الاقتداء ولحقيقة التأسي، ولابد أن نبحث، أين المشكلة؟ أين العائق، أين الشيء الذي أوقفنا
” أعيى الورى فهم معناه ” إدراك حقيقة عظمة النبوة ” فليس يرى في القرب والبعد فيه غير ممتحوي ” الشخص كلما تأمل وتبصّر في هذه العظمة تحيّر وانبهر
” كالشمس تظهر للعينين من بعدٍ صغيرةً وتكل الطرف من أمم ” من بعيد تحسّ أنها – لن أقول شيء محتقر – ولكن ليست بهذا القدر من العظمة، وكلما تقترب أكثر وتتأمل أكثر وتفكّر أكثر تقارن بما نعيشه والذي بداخلنا وما نحن عليه أكثر؛ تدرك من هذه العظمة بمقدار ما تدنو وبمقدار ما تقرب، ” وتكلّ الطرف من أمم ” عينيك تؤلمك.
” وكيف يدرك في الدنيا حقيقته قومٌ نيامٌ تسلّوا عنه بالحلم ” هذه هي المشكلة ” وكيف يدرك في الدنيا حقيقته قومٌ نيامٌ تسلّوا عنه بالحلم ” أحلام وأوهام وأماني استغرقنا فيها وعندما استغرقنا فيها التفتنا بعيداً عنه إلى ماذا، إلى ماذا خير وأفضل وأجل وأكرم وأجلّ وأمثل؟
تكلمنا عن الإفك وعن هذا العبء الذي تحمّله صلى الله عليه وسلم وزوجه وصاحبه، وتكلمنا عن السحر وتكلمنا عن التبني، ثلاث قضايا كبيرة أراد الله سبحانه وتعالى أن يمتحنه به ليقر بها حقائق الإيمان، ولكي تتسلى بها قلوب المؤمنين بعد.
واليوم سننتقل خطوة أخرى إلى حيث حجر نسائه صلى الله عليه وسلم، وهذا أمر ليس بسيطأً، فالآن إلى أين نريد أن ندخل، أو سنطرق أي الأبواب؟ نلج إلى أي حجر؟ إلى بيوته صلى الله عليه وسلم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ فهل نحن نستحقّ هذا الإذن؟ نستحق نلج إلى محل النور؟ نستحق أن ربنا سبحانه وتعالى ينيلنا من بركات هذا؟ ولكن لا محيد لنا عن ذلك، قال سبحانه وتعالى لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ هذه الأسوة وهذه القدوة لا تكون ولا تتحقق إلا بقدرٍ بالغٍ من العلم والمعرفة.
عنونّا الخطبة برجلٍ – هو الرجل حق الرجل – صلى الله عليه وسلم، وتسع نسوة، وسنقف هنا دقيقة – دقيقة مجازاً – حول أمر كبير وعظيم جداً نحتاج إلى أن نفكّر فيه قليلاً
الآن ربما تكون سمعت قبل ذلك شخص يتكلم عن شيء مشابه، عن أن الشخص الموصوف بالنبوة كان عنده نساء كثيرة، وتسمع كلام حول – مضطرّين نعبّر بهذه الألفاظ لأنها التعبيرات التي تقال – الشهوانية.
وبعد ذلك، أناس ترد؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو شاب صغير حيث الميل إلى النساء وعنده 25سنة وتزوّج بالسيدة خديجة وهي عندها 40سنة يعني أكبر منه بـ15، وهذا غير طبيعي إذا كان الشخص طبيعته هكذا، وهذه كانت أيّم – أي أرملة – تزوّجت وزوجها مات، وتزوّجت وزوجها الثاني مات، ومصبية – عندها أولاد صغار – أي سيأخذ مرأة بأولادها، وبعد ذلك ماتت واستمرّ متزوج منها هي فقط 25 سنة، بعدما وصل لسن 50سنة تزوج السيدة سودة وسودة هذه كانت سنها فوق الستين، وكان عندها 4أولاد، ثم تزوّج زينب بنت خزيمة – أم المساكين – وكانت أكثر من ستين وكانت امرأة عبيدة بن الحارث بن المطلب رضي الله عنه وقد استشهد في بدر على إثر هذه المبارزة التي كانت فيها، وبعد ذلك تزوّج عائشة وعائشة كان سنها صغير، وليس فيها…. ما هذا؟؟ ما هذا؟؟
ذرونا نركّز دقيقة، دقيقة واحدة، من الذي جرؤ أن يضع النبي صلى الله عليه وسلم في موضع الاتّهام من أصلا؟ وهذا الكلام من أين جاء؟ وممن تلقيناه؟ ومن الذي جرؤ أيضاً حتى لو كان حسن النيّة أنه سيلبس روب المحامي لكي يقف يدافع عن رسول الله، فأنا استسغت أنه متّهم، أنا تقبّلتها وبالتالي أنا سأقف، محتاج أن أقف أكون محامي وأقول يا جماعة الموضوع ليس هكذا نهائياً، حتى انظر إلى تاريخ الزيجات، وأكون فرحاً أني نافحت مثل أي محامي، يشعر أنه أخرج الرجل المتّهم براءة، فأنا هكذا محامي قوي، هل أحسنت المرافعة أنا يا جماعة؟ نعم قد أحسنت وقد أجدت!!!
بصوا يا جماعة يوجد شيء تاريخي كبير من الممكن أن نكون سمعنا عنها اسم فقط، لكننا لا نعرف عمق خطرها إلى أي مدى، يوجد شيء اسمه استشراق، ما معنى استشراق؟ أولاً: يوجد شيء اسمه الشرق والغرب، الغرب هذا أوروبا، والشرق بلادنا – وأنت داخل يمين – وهناك صراع بين الشرق والغرب – اتركونا نمشي هكذا – ويوجد شيء اسمه الرجل الشرقي والرجل الغربي ويوجد سمات للرجل الشرقي وسمات للرجل الغربي، نسمع عن كل هذا..
فما معنى استشراق؟ عندما نقول استغفار ما معناها؟ طلب المغفرة، إذاً: ألف وسين وتاء إذا دخلت في كلمة المقصود بها الطلب، إذاً الاستشراق أن الشخص الغربي يطلب علوم وآداب وتاريخ الشرقيين، هؤلاء الشرقيين؛ الهنود الكوريين والصينيين واليبانيين لا، فهؤلاء كلهم شرقيين، إذاً المقصود الإسلام، لماذا ليس الهندوس وليس البوذيين، فلماذا لا يدرس الاستشراق لا يدرس حضارة الهند مثلاً، وأديانهم، فلماذا اختصّ الاستشراق بدراسة ما يتعلّق بالإسلام والمسلمين علوماً وآداباً ولغةً وتاريخاً، لأن هذا أمر مرتبط بما سمّوه استعمار، والاستعمار؟ هنا الألف والسين والتاء لن تفيد هنا، أي أن الاستعمار أي أنك تطلب بهذا الفعل الإعمار؟! إذا قصدوا عمارة بيوتهم بما يجبونه من بلادنا يكون مفهوم، لكن عمارة بيوتنا نحن لا طبعاً.
فماذا يعني الاستشراق؟ أن شخص لا ينتمي إلى هذه الأمة لغة، ولا تاريخاً ولا ثقافةً ولا ديناً يدرس علوم هذه الأمة، فما الهدف، لأي فعل نفعله؟ ما الوظيفة التي يؤدّيها؟ وما الباعث له على هذا؟ هذا هو الأمر الأول.
الأمر الثاني – وهو لا يقل أهمية – ما الأسلوب؟ أي أن هؤلاء الناس لهم أسلوب في التفكير، طريقة في التعامل ومداخل في التعامل معنا، ونحن نتكلم في شيء، من الممكن أن تقول – عندما ظهرت بشكل مستقر – من القرن السادس عشر، تتكلم عن أمر بلغت قرون، وتطوّرت في الأداء وفي الأسلوب، ولها أهداف أول شيء خطاب يوجّهوه لنا نحن، الآن لكي يسلس قيادك لأمة غير أمتك، لابد أن تضعف وتنهار داخلياً هذا أمر.
الأمر الثاني: لكي نعصم الغربيين بأن يتأثروا في الإسلام، لابد أن أقدّم لهم صورة عن الدين تجعلهم لا يريدون أن يبحثوا عنه، لأن الصورة التي نقلت إليهم، إذا كانت على قدر عالي من التشويه، فأنت لن تحتاج أن تبحث، فنحن نتكلم مثلاً عن الإنسان الغربي وقربه أو بعده عن الإسلام، على ماذا سيترتّب، الآن إذا جئت أكلمك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن هذا رجل بدوي من أهل الصحراء والجمال من قرون قديمة بعيدة، وكان رجل ذكي وعقله قوي وأتى على بعض الناس الذين لا يعرفون شيئاً وتزعّمهم وأتى لهم بكتاب فقال لهم هذا من عند ربنا وساس هؤلاء وأدارهم لكي يبني لنفسه أمبراطورية، مثل جنكيزخان هكذا.
فأنت إذا كانت هذه فكرتك عن سيدنا محمد، فلماذا ستبحث عن الإسلام؟ أصلاً لماذا ستفكّر أن تنظر عليه؟ لماذا ستقرأ قرآن؟ إذا كان صوّرك لك بأن هذا مجموعة من الأساطير تمّ السيطرة بها على مجموعة من الحمقى والبلهاء الجاهلين في صحراء العرب، فأكيد لن تنظر عليه طبعاً، فمن الذي يخترق هذا؟ الناس الذين لديهم قدر من الاستقلالية، وقدر من الثقافة، ولذلك الإسلام لا يأخذ من هذه المجتمعات إلا الصفوة إلا النخبة لماذا؟ لأن هذا لديه قدر من العمق وقدر من الاستقلالية ونأي عن التبعية أو التقليد.
وكذلك كان الإسلام في بدايته حتى في المجتمع المكي، ولذلك كان من الصحابة كان يحكي عن نفسه أنه دخل مكة – هو جاء إلى مكة للاعتمار، هذا طبيعي – فقريش حذرته من النبي صلى الله عليه وسلم، أنه يوجد هنا شخص مجنون ويقول كلام غريب ومن الممكن أن يفتنك، فيقول الطفيل بن عمرو رضي الله عنه ومن المفترض أن هذا الشخص سيّد قومه، فيقول أنا عندما دخلت المسجد الحرام وضعت كرسف في أذني – وضع قطن في أذنه – لماذا؟ لأجل أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كلّمه أو تكلّم بجواره لا يسمعه – فالباب الذي يجيلك منه الريح سدّه واستريح – وهو جالس لم يرضى على هذا فقال: يا طفيل أنت رجل عاقل لبيب شاعر، أي أنك رجل ذكي وأنت من أهل الشعر فستستطيع أن تميّز بين حقّ الكلام وباطله، ما بين الشعر وما بين غيره، تستطيع أن تميّز بين الكاهن وما بين النبي الصادق، فأخرج القطن من أذنه فأصغى فآمن، كم رجل عنده هذا القدر من الثقة أن ينزع الكرسف من أذنيه؟ ليس كثيراً، ولذلك الناس الذين دخلوا الإسلام أو ما دخلت كان لديها صفات معيّنة، وكلما كان ينتشر الإسلام أكثر أو يتّسع أكثر، كانت الدائرة تتّسع والعدد يكثر، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا متى قيلت؟ هذا بعد فتح مكة وبعد حنين، عندما أصبح الإسلام هو السائد ومعظم الناس انتمت إليه، فسندخل فيما دخل فيه الناس، لكن في البداية، لم يكن هكذا تماماً.
ولذلك من يقتنص من هذه المجتمعات؟ هذه الشخصيات التي لديها قدر من العمق، فهؤلاء الناس من الذي يدعوهم، هؤلاء الناس الذين في الخارج من الذي يدعوهم؟ الذين يدخلون في الدين من الذي يدخلهم؟ لا أحد، نحن نقدّم النموذج السلبي دائماً، في كل شيء، هم يتعاملون مع القرآن مباشرةً، وهذا شيء من عظمة القرآن الذي تكلّمنا عليه قبل ذلك كثيراً، الإسلام ينشر نفسه بنفسه، القرآن يقيم حجّته بنفسه بمفرده، لا أحد يسيّره، بل بالعكس، أنت إذا قرأت قرآن ثم قابلتنا تقلق، وهناك من يتكلم بهذا فعلاً، يقول الحمد لله أننا رأينا القرآن وتعرّفنا على الإسلام قبل ما نتعامل مع هؤلاء الناس، لأننا إذا كنّا جلسنا معهم أو تعاملنا – لو كان فيه خير مكنش رماه الطير – إذا كان الدين هذا شيء كويس انظر إلينا هكذا، هل نحن منظر لشيء كويس؟
ونحن لازلنا عاطفيّاً – وهذا بفضل الله فهو شيء ليس سيئ – لكن هذا ليس كافيا، عاطفيّاً لازلنا عندنا ولاء للدين أو انتماء له، وهذه هي الفكرة أن هؤلاء الناس موالية للإسلام فعلاً وتحبّه، لكنها لا تبرزه بالصورة التي تناسب الإسلام لماذا؟ لأننا لسنا نفهمه، ولا نشعر بقيمته فعلاً، فنحن تكلمنا زمان عن الاستخفاف، وقلنا أن هذا هو داء هذه الأمة الدوي.
ما معنى الاستخفاف؟ أن يكون لديك شيء ثقيل أنت تراه خفيف، شيء عظيم جداً وأنت لا تشعر أنها بهذا القدر، فأنا ملتفت عنها بدلاً من أن ألتفت إليها، هذه هي المشكلة، هذا شيء إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا قَوْلًا ثَقِيلًا فإذا نحن رأيناه خفيف، فهذه هي القضية، ما هو؟ كيف نراه؟ ننظر له بأي نظر؟ إذاً هذا أولاً: أنك تنقل للمسلمين صورة عن الإسلام تهزّهم داخليّاً، وتنقل لغير المسلمين صورة عن الإسلام صورة تنفّرهم عنه، وتأتي إلى الساسة وأصحاب القرار تقول لهم الإسلام الذي هو الإسلام لماذا؟ لكي يديروا الصراع معه بشكل صحيح لابد أن يكونوا فاهمين له، وهنا لا يدلّس، هنا تخرج كل شيء بدقّة كما ينبغي أن يكون، فهذا الموضوع غاية في العمق
في بداية القرن العشرين وبداية القرن التاسع عشر، عندما رغبنا في أن ننقل أنفسنا إلى الخارج، لأننا نريد أن نتعلّم، فنحن اكتشفنا فجأة، فنحن إلى الحروب الصليبية وسقوط الأندلس، وعند العثمانيين لم يكن هناك فجوة حضارية بيننا وبين الغربيين، فعندما حدثت أزمة كبيرة، عملنا شيء اسمه ابتعاق – أي نخرج إليهم – لكي نتعلم، ماذا نتعلم؟ حضارة أم ثقافة؟ لابد أن نجيب على هذا السؤال، نحن سنسافر خارجاً، سنذهب إلى فرنسا وألمانيا وإنجلترا وأمريكا وكندا وأستراليا، فماذا سنتعلم؟ هل نبعث عن الثقافة أم نبحث عن الحضارة؟ لابد أن نجيب عن هذا السؤال، ماذا نريد؟ ماذا عندهم ليس عندنا، فعندما سافرنا إليهم نحن كنّا نريد حضارة، فماذا أعطونا؟ أعطونا ثقافة، أعطوا لنا لغة وآداب وتاريخ، – أخذنا من السربون لما شبعنا – فهم يعطونا ما هم يريدون أن نأخذه منهم، هذه هي الفكرة، هل ستعطيني الأشياء التي تجعلني أساميه!! يفقد تقدّمه الكبير الذي افترق به عنّي!! فلماذا سيعطيه لي؟! سيعطيه لي وأرجع به إلى بلادي لكي أبني نفسي، فلماذا؟ هو أعطاني ما يريد هو أن أأخذه، فأصبح أساتذة أساتذتنا مستشرقين، فماذا سيعطونا؟ الصورة التي يريدون أن نراها، أساتذة الجامعة عندنا، جامعة فؤاد الأول كثير منهم هكذا، منهم أناس عندهم شيء من الموضوعية، لكنه في النهاية يتحرك في إطار منظومة، هناك توجّهات عامة، هؤلاء هم أساتذة أساتذتنا، أساتذتنا لثقتهم في أساتذتهم وهذا طبيعي تلقّى عنه كل ما يلقيه على أنه هو مقتضى العلم والموضوعية والأمانة، وأصبحنا نحن هنا، أصبحنا هنا نقول: لا أكيد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن هكذا، وصلى الله عليه وسلم!!!
فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا
الحمد لله رب العالمين
بداية الموضوع، ما معنى نبوة؟ الآن هناك سؤال، هو سؤال واحد فقط، هذا الشخص الذي نتحدث عنه نبي، أم ليس نبيّاً، رسول مصطفى من الله أم ليس كذلك؟
فإذا كان نبيّ ورسول مصطفى من الله، قل لي ما خصائص ومواصفات النبوة، فهل يمكن للنبي أن يكون عنده نقيصة نحن نظل ندافع عنها وننافح ضدّها – نحن محتاجون أن نفهم هذا – هل هذا يمكن؟ هل يمكن أن يكون نبي ولديه مشاكل؟ هل يمكن أن يكون نبي وحالته الاجتماعية أو الأسرية أو الشخصية فيها نقائص؟ هل يكون نبي – يشتغل – وربنا سبحانه وتعالى يرضى عنه ويبرزه للناس؟ هذه هي الفكرة، ولذلك نحن تكلّمنا قبل ذلك أكثر من مرة عن أحياناً بعض الناس من هؤلاء حينما يثنون عن النبي صلى الله عليه وسلم في أشياء، أنه شخصية ذكية، شخصية عبقرية!! هو عبقري أم نبي، هو ذكي أم نبي؟ هو مصلح اجتماعي أم رسول؟ يا جماعة إذا تكلّم شخص عن سيدنا رسول الله وقال أن هذا من أكبر العقلاء والأذكياء وأعظم شخصية في العالم وأنه أكبر مصلح اجتماعي في الدنيا، وهو في ضمن هذا يقول أنه كذّاب، كذّاب، هذه هي المشكلة، هو جاء يا جماعة يقول أنه رسول من عند ربنا، قلنا له صدقت أو قلنا له كذبت، لا يوجد شيء آخر، أنت ستقول أنه رجل محترم جدّاً ولكنه كذّاب، ففيم كذب، كذب على زوجته في موضوع؟ لا، هو كذب على ربنا سبحانه وتعالى في أعظم قضية وهي قضية النبوة والرسالة، تكلّم على دين بيقسم الناس وجنّة ونار وكل هذا من عند نفسه، وأتى بكلام وقال أنه كلام ربنا وهو كلامه، أليس هذا هو معنى الكلام؟ أم له معنى آخر؟ وبعد ذلك هو رجل محترم جدّاً، ورجل والله نبيه أوي، ورجل كانت نيّته خير…… ما هذا يا جماعة؟؟ التركيز ولو قليلاً
لابد أن نفهم ما معنى النبوة، كل القضية التي أرسله ربنا بها أنه لا يأتي بشيء من عند نفسه مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى سيدنا جبريل، هذا وحي من ربنا سيدنا جبريل هو الذي نقله له، لم يأتي بشيء من عنده، لا يقول شيء من عند نفسه، هذا هو كل الموضوع، ولذلك نحن حينما نتّبعه، نتّبعه لأن هذا ربنا سبحانه وتعالى نصبه لنا إمام، لم يضع هو نفسه، وبالتالي لايمكن أن يكون أي شيء في حياته أن تكون شيء خطأ ولو شيء بسيط جدّاً، لا يمكن، فلا يصح أن يأتي في عقولنا أن هناك مشكلة، أو أنهم قالوا أنه يوجد مشكلة، ونبدأ نحن نحاول نعالج المشكلة، لماذا كل هذا، حتى لو كل ما قلته صحيح، هو واقعيّاً هكذا، هو فعلاً هكذا، هو كان عنده25سنة، كل ما قلته صحيح، أنا لم أقل أنه خطأ، نفسيّاً نفسيّاً نحن عندنا أزمة، لماذا الأزمة؟ لماذا الأزمة؟ وفي النهاية نضطرّ أن نخرجه.
النبي صلى الله عليه وسلم قال ” لتتبعنّ سنن من كان قبلكم ” ما معنى سنن؟ أسلوب أو طريقة ” شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى إذا دخلوا جحر ضب دخلتموه، قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى، قال: فمن؟ ” ما معنى هذا الكلام؟ النبي صلى الله عليه وسلم مم يحذّرنا؟ يقول أننا ستمرّ علينا الأيام فنسلك سبيل أهل الكتابين، هؤلاء لهم ثقافة، وأسلوب وطريقة في التعامل مع الدين، فنحن نتحوّل فنصبح أناس من أهل الكتاب، نحن هكذا الآن، نحن هكذا الآن، نحن شبه ذلك، نحن الآن أناس من أهل كتاب، مسلمين اسماً لكن في الحقيقة نحن كتابيين، ما معنى كتابيين؟ يعني لنا خصائصهم وصفاتهم يقول هذا، ” لتتبعن سنن ” قلنا أنه يوجد أسلوب، إذا لم أعرف ما هو أسلوبهم فكيف أقدر أن أتجنّبه.
سيدنا عمر كان يقول – ويال عظمة ما قال – قال ” تنقض عرى الإسلام ” تهدم أركان الدين ” عروة عروة ” متى ” إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية ” فلماذا؟ الصحابة كانوا فاهمين علام كانوا، وربنا سبحانه وتعالى رفعهم إلى أين، فمدركين الفرق بين الاثنين فيستطيعوا أن يميّزوا، فإذا لم أعرف من الممكن أن أدخل في الإسلام أشياء كثيرة هي ليست من الإسلام أصلاً، وأتخيل أن هذا هو الإسلام، هذه هي المشكلة هنا، إذاً لكي أأخذ بهذه الوصية النبوية وأحذر من هذا الخطر لابد أن أعرف هؤلاء الناس.
لماذا ذكر ربنا سبحانه وتعالى في القرآن أخبار بني إسرائيل كثيراً؟ أليس يخاطبنا نحن؟ أم يخاطب شعب بني إسرائيل، يخاطبنا نحن صحيح؟
فلماذا يقول لنا كل هذا؟ أكيد نحن نحتاج إليه جداً جداً جداً،، فلماذا النبي يتكلم النبي صلى الله عليه وسلم عن خصائص هؤلاء وصفاتهم؟ لأننا محتاجين لهذا، لأننا لابد أن ندرك هذا ونفهمه جيداً، لكي نتجنّب هذه المسالك وهذه السبل.
فالآن عندما نقول أنه متزوج لنساء كثيرة، – على سنة الله ورسوله صح – يعني لا يوجد مشاكل، فماذا نريد أن نصل من هذا؟
الآن النموذج المثالي لنا كأناس مسلمين هل هو نموذج الرهبنة، لأنه من الممكن أن يكون دخل علينا جزء من هذا ولكن لم ننتبه، أن التنزّه عن النساء هو الكمال، وأن هذه الصورة أصلاً من صور النقص، فكلما بعدت عنها كلما كنت أقرب للصفاء وللعلو وللتنزّه، من الممكن أن نكون تشرّبنا هذا ولم ننتبه، وبالتالي عندما نأتي لهذا الموضوع نقلق ونقول – صح المفروض أن يكون رابط زنّار وواقف في المحراب هل هذا حلو أو وحش – ثم يقولوا أنه أباح لأصحابه أربعة أخذ هو تسعة، فهذا الكلام ليس بسيطاً، الذي يعرض هذا الكلام – والحمد لله أننا لا نسمعه –
المشكلة أن من الممكن أشياء مثل هذه، وكل هذه الشبهات التي نسمعها ليست جديدة، كل هذا الكلام كل هذا الكلام أو أكثر منه هذا هو كلام المستشرقين في الشبهات التي وضعوها على الإسلام، فيأتي أناس من جلدتنا يأخذون هذه الجمل ويعرّبوها ويقولوها لنا، فلا يوجد أي إبداع، للأسف فهذه مشكلة، نحن – مضيعين – لا نملك الإبداع حتى في الإفساد، والله نحن نقلّد في كل شيء، حتى في الفساد لا نستطيع أن نجتهد، هذا وضع سيئ، كل ما تسمعه هذا كلام قديم جداً هو هو بالضبط، لا يوجد أي شيء يقال، نهائياً، لكن الذي ينقل ليس لديه أمانة أن يقول أن هذا أنا نقلته من فلان أو علّان للأسف يأخذ هذا الكلام وينسبه لنفسه باعتبار أنه فاهم جداً وهو الذي أتى به.
فما نريد أن نقوله الآن أننا محتاجين أن نقترب من هذا البيت، نعرف ما طبيعته وكيف كان يدار، ولكن قبل أن نضع قدمنا بداخله لابد أن ندرك إلى أين نحن داخلين، أي البيوت هذا الذي نطرق بابه، ومن هذا الشخص الذي بداخله، وكيف نراه، وكيف نشعر به، لابد حينما يرد شيء على مسامعنا نفكّر فيه قليلاً، النبي صلى الله عليه وسلم ليس لديه نقيصة.
النقطة الثانية والأخيرة وهذه مهمة جدّاً، جدّاً، جدّاً، نحن من أين نستقي المعايير؟ لأننا من الممكن أن نأتي بالمعايير من عندنا ونحاكم إليها النبي صلى الله عليه وسلم، نحاكمه إلى ماذا؟ إلى معاييرنا الذي رأيناها أنها هي المعايير الأمثل، فمن أين أتينا بها؟ أو تشرّبتها قلوبنا من أين – شعرنا أو لم نشعر – ، ولذلك ماذا يقول ربنا سبحانه وتعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ الله وَرَسُولِهِ ما معنى لا تقدّموا؟ ألا أضع شيء في الأمام وهو في الوراء، أنا وأنا داخل على سيدنا رسول الله أو داخل على كتاب الله، أنا المفروض أدخل بأي نفسيّة؟ أنا داخل أتعلم، أنا لا أعرف وهو سيعلّمني، لا أملك المعايير وهو سيعطيها لي، ليس لدي رؤية وهو الذي سيبنيها لي، ليس لدي موازين، وهو سيقول لي الموازين كيف تكون الله الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ هذا الميزان من الذي أنزله؟ ربنا أنزله في الكتاب، ما معنى ميزان؟ معايير، الميزان هو معيار تمييز الصواب من الخطأ والحق من الباطل، من الذي سيضع المعيار ربنا سبحانه وتعالى، فنحن الآن نشأنا نشأة معيّنة، وعندنا قدر من الاشتباك والاختلاط الثقافي لابد أن نفكّه إذاً، ثقافتنا علام بنيناها؟ من أين استقيناها؟ من أخلاط مختلطة هكذا، نحن لم نستقي ثقافتنا أول ما نشأنا على الوحي حقّاً ومحضاً وصرفاً لا اختلاط كثير، حتى من الممكن أن يكون كلام علماء، لكنه في النهاية، العالم ربما يخطئ ويصيب أو أنا،عندما – أجمع الدين على ايدي – أجمعه على حسب رؤيتي أنا الشخصية، فكل واحد منّا هو كان أستاذ نفسه، أي أنه علّم نفسه بنفسه، فهو جمّع الدين بالصورة التي ارتأها، فمن الممكن أن تكون هذه المفردات صحيحة، أما النسب، الخليط ما شكله؟
يا جماعة الدين عبارة عن ماذا؟ عبارة عن صورة، صورة كبيرة، هذه الصورة لابد أن تكون دقيقة وكل شيء فيها في مكانها بنفس النسب، بنفس النسب، فالآن من الممكن أن يكون لدي المكونات صحيحة، ضربتهم في الخلاط ضربة غريبة فسيخرج المنظر عجيب، ليس فقط المفردات صحيحة، لابد أن تكون نسبها مظبوطة وفي أماكنها الصحيحة، مثّلناها قبل ذلك بأن لديك – باظل كبير – 4200 قطعة لكي يكون هذا الباظل كويس مظبوط، لابد أن يكون لديك الصورة أولاً، فالبظل هذا عبارة عن مكعبات صحيح، هذه المكعبات سترسم صورة، ما شكل الصورة أولاً، هو يأتي معه صورة.
وغير الصورة لابد أن تكون القطع كاملة، غير أن القطع كاملة، لابد أن كل واحدة في مكانها، فلكي نركّب صورة الإسلام لكي نستقيم ونعمل على أساسه لابد أولاً تكتمل الصورة بكل قطعها الدقيقة وكل واحدة في مكانها، لا أأخذ قطعة من الركبة أضعها في الشعر، وحتة من العين أضعها مكان الجزمة، هي ممكن تكون هكذا، فهات 4200 قطعة وأنا سأرصّهم، فماذا تظهر في النهاية، تظهر شيء سريالي تكعيبي أنا من صنعتها، لا علاقة لها بالدين، – هو أنا جبت حاجة من بره، مش هي ديه الباظل بالقطع بتعتها، مظبوط، طب أنت ركبتها ازاي؟ أنا اجتهدت كدا، شعرت بالسنس الديني أنها هكذا، وأنا قلبي دليلي –
لا ليس هكذا لابد أن تخرج الصورة مضبوطة مثلما هي، كيف سنأتي بها، لابد من الصفاء، أنا الآن ليس لي إلا إمام واحد وسأجلس أمامه أتعلم، سيدنا جبريل علّمنا كيف تكون الصورة، عندما جاء للنبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان، حتى أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع يديه على فخذيه، وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام، جلس أمامه وجلس مثل جلسة التشهد ووضع يديه على رجليه، قريب جداً منه، ركبته في ركبته، لكي تكون كلماته في أذنه، وجلس جلسة المتعلم المتأدب، جلس ووضع يديه ويسأل وهو في محل الدنو والقرب ليجعل كل كلمة تلقى تقع في القلب مبائرةً، هذه هي صورة التعلم، فلابد أن نكون نحن والنبي صلى الله عليه وسلم هكذا.
يقول عبدالله بن مسعود علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهّد كفي بين كفيه كفي بين كفيه، واضع يده والنبي صلى الله عليه وسلم وسط يديه ويلقّنه الكلمات لكي يحفظها، انظروا كيف كان يعلّم، واضع يديه بين يديه، وقريب جداً منه حسّياً ومعنويّاً، ويلقي إليه الكلمات لكي يتلقّنها، نحن لابد أن ندنو ندنو منه كما ينبغي أن ندنو، ونسقط أي شيء من الاختلاط الموجود عندنا، وخطوة خطوة نرقي معه، مثلما هو ارتقى بالصحابة رضي الله عنهم، ارتقى بهم إلى قمة الإسلام السامقة عبر 23سنة، ليس يوماً أو يومين أو حتى سنة وسنتين لا رحلة طويلة، رحلة ليست بسيطة، كل يوم يوّي هذه النبتة، كل يوم يضع بذرة، هكذا الإنسان يبنى، قليلاً قليلاً، وبناء تدريجي له آلية محددة، الدنيا لا تسير هكذا.. الإيمان بالله معرفة ربنا سبحانه وتعالى، تعظيم ربنا، الارتباط بالله، الإيمان بالآخرة، تعظيم الرسول، تعظيم الدين، تعظيم القرآن، ثم أبدأ عمليّاً أمارس هذا، أول شيء في الممارسة استقامة الصلاة، هكذا يترتّب الدين ليس عشوائياً، ” إنك تأتي قوماً أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإذا هم عرفوا الله فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة، ليس عشوائياً هكذا، ليس يقول: يا جماعة السلام عليكم أنا هكلمكم في الدين، ويالا، لا ليس هكذا.
هو يقول له أنت يجب أن عرّف الناس بربنا، لما يرتبطوا بربنا ويحبوه سيريدون أن يطيعوه، هم يريدون أن يقتربوا منه، يريدون أن يرتفعوا إلى مقام القرب من الله، هم الذين يريدون ذلك ليس بالكرباج، ليس بالكرباج
” فإذا هم عرفوا الله فأعلمهم ” فأعلمهم، يعني هو لم يكن قال لهم، يعني لا يوجد شيء اسمه الصلاة أصلاً، أصلاً، فلما عرفوا قال لهم أن هناك شيء اسمه الخمس صلوات، عندما يطيعوك للصلاة والصلاة تؤثّر فيهم ويستجيبوا، كلّمهم عن الزكاة
أليسوا دخلوا في الإسلام، لن يأخذوا الأركان الأربعة مثلما أخذناهم في المدرسة، ونقول لهم كل حاجة،،،، لم يقل له هذا، النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلّم سيدنا معاذ هكذا، هذا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاهب إلى اليمن يقول له ماذا سيفعل بالضبط، هؤلاء الناس أهل كتاب عندهم ثقافة معيّنة، تريد أن تربطهم بربنا وعندهم إيمان مخلوط بشرك، وأنت تريد أن تأخذهم نحو التوحيد والتعظيم والإفراد، قلوبهم ستتحرك ناحية الله، يجب أن يرتبطوا بالصلاة؛ الصلاة ستؤثّر فيهم، عندما تقول لهم ستخرجون أموال، ستخرجون فلوس، سينقادوا ويطيعوا وهم راضون لن يشعروا بضيق أو حرج أو أنك واضع يدك في جيبهم، لأن الإيمان هذّبهم والصلاة قوّتهم، هكذا تسير، هذا هو الإيمان يا جماعة يبنى هكذا، ليس شيء عشوائي، هذه أمور تستقر وتعليم عظيم، أين نحن من هذا؟
كلنا الملقي والمتلقّي والداعية والمدعو، قلنا يا جماعة نحن كلنا – ميه واحده، سيبك من أن ده شيخ وده مش شيخ وده بدقن وده من غير دقن – نحن جميعاً نشبه بعض، مجتمع واحد، تربية واحدة، أسلوب واحد، نحن مصريين كلنا، كلنا شبه بعض، والمصادر واحدةن ولكن هناك أناس تحاول وأناس لا تستطيع أن تقاوم، أناس تحاول تخرج وأناس لا يقدرون، بس
والعلم ليس حكر على شخص معيّن، نحن ليس لدينا نيس، ليس لدينا اكليروس، يوجد أشخاص يسمون أهل الذكر وهم اهل الاختصاص، لابد أن تبذل جهد في التخصص لكي يكون لديك وعي، هذا أين؟ في إطار الفتيا، لكن في إطار مبادئ الدين العامة كلنا متساوين، أركان الإيمان وأصول الإيمان، وأصول الأخلاق هذه مشتركة بين المسلمين، أين التخصص؟ في الفتاوى فقط، الفتاوى التي تحتاج دراسات، أصول وحديث ولغة، فقط، لكن في غير ذلك كلنا متساوين، كلنا مأمورين بتدبّر القرآن، فلماذا كلنا مأمورين أن نتدبّر القرآن، لماذا لم يكن أشخاص تتدبّر وتشرح للباقين، لا كلنا لابد أن يكون لنا صلة مباشرة وكلنا نستطيع أن نتدبّر، وإلا ربنا يأمرنا بما لا نطيق، كلنا نستطيع أن نتدبّر، وبالتالي ربنا ممكن يفتح عليك أشياء أكثر بكثير لم تخطر على بالي وَاتَّقُوا الله وَيُعَلِّمُكُمُ الله وَالله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ أشياء كثيرة محتاجة لأن تتكسر في عقولنا، أشياء كثيرة محتاجة لأن تتغيّر.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم إنّا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا إلى حبك
اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلباً سليماً ولساناً صادقاً، ونسألك اللهم من خير ما تعلم، ونعوذ بك اللهم من شر ما تعلم، ونستغفرك اللهم لما تعلم، ونستغفرك اللهم لما تعلم، إنك أنت الأعز الأكرم
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.