Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

سورة الناس

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضلل له ومن يضلل الله فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

ثم أما بعد…

موعدنا كما اتفقنا مع سورة الناس الخاتمة التي اخُتتم بها كتاب الله تبارك وتعالى وأخر أمر يعرض لنا ونمر به في كتاب الله تبارك وتعالى، قلنا في حديث عن سورة الإخلاص، سورة الفلق وسورة الناس، وأخر ما أُمرنا به هذه المقولات الثلاث العظمى، أمر من الله تبارك وتعالى، قل هو الله أحد ثم قل أعوذ برب الفلق ثم قل أعوذ برب الناس، أخر الوصايا التي اخُتتم بها كلام الله تبارك وتعالى، ويكأنه في هذه الأوامر وفي هذه المقولات العظمى خلاصة الأمر ولبه وغايته هذه الكلمات الثلاث التي تمثل حقيقة الإيمان، فالإيمان إقرار واعتقاد ثم هو عمل وانفعال وانقياد، فجاءت سورة الإخلاص لتقرر أو تلخص حقيقة الاعتقاد وحقيقة الإيمان التي يجب على المرء أن يؤمن بها ثم جاءت المعوذتين لكي تبين أثر هذا الإيمان في التوجه إلى الله تبارك وتعالى وفي اللجوء إليه وفي الفرار إليه، فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ۝ وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ أي تفرون إليه وتلجأون إليه من دون الله، إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ

فكما قلنا في سورة الإخلاص وهي من اسمها هي التي تقود العبد إلى أن يحقق حقيقة الإخلاص. طيب ما هو الإخلاص؟ أن يكون قلب الإنسان خالصا لله تبارك وتعالى، قال تعالى يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ۝ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ السليم هو السالم من التوجه أو التأله أو التعجب أو اللجىء إلى غير الله تبارك وتعالى وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ۝ إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ. طيب كيف يكون الإخلاص؟ يعلمنا ربنا تبارك وتعالى أن نقول بقلوبنا قبل أن نقول بألسنتنا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، كما قلنا قبل أنه رُوي في نزولها أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم صف لنا ربك، فتولى الله تبارك وتعالى هذا الوصف وهذا البيان فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقول، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وقلنا أن أَحَدٌ دي تحوي في داخلها كل أسماء العظمة والجلال، قلنا الأحد دا هو المتفرد، الأحد المتفرد، المتفرد بالكمال والعظمة والجلال، فإذًا كل أسماء الله التي أمرنا أن ندعوه بها سبحانه وتعالى، وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ والتي وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحصاها بالجنة ” إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدة من أحصاها دخل الجنة ” كلها مضمنة في هذه الأحرف العظمى الثلاث، أَحَدٌ.

قل هو الله أحد، هذه مقدمة والنتيجة، اللَّهُ الصَّمَدُ وقلنا الصمد المقصود الذي نقصده ونصمد إليه.

طيب نقصده دي مفهومة نتوجه إليه طب ليه نصمد إليه؟ قلنا أن الصمود دا معنى الثبات وعدم التزحزح من الموقع فإذا معنى نصمد إليه سبحانه وتعالى ألا نتزحزح عن بابه، ألا نغادر بابه تبارك وتعالى إلى أن نلقاه ونحن في محل الرضا، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقبضنا إليه ونحن في محل الرضا، يبقى إذًا اللَّهُ أَحَدٌ مقدمة، اللَّهُ الصَّمَدُ النتيجة الذي نتوجه إليه ونقصده ثم في بقية السورة بيان تتميم هذا المعنى فهو أحد ليس له والد ولا ولد وهو صمد فليس له كفؤ ولا ند ولا نظير نتوجه إليه.

ربنا سبحانه وتعالى بعدما قرر لنا هذه الحقائق اللي هي خلاصة الرسالة وخلاصة الإيمان. طيب احنا حينما نتوجه أو نريد أن نتوجه أو نصمد أو نقصد ربنا سبحانه وتعالى نعمل ايه؟ أو نقول ايه؟ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، الإنسان كما وصفه الله تبارك وتعالى إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ۝ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا دا الإنسان خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ دا الإنسان وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا دا الإنسان، إذًا بما أن الهلع والضعف والفقر يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ بما أن دي طبيعة الناس يبقى إذا الإنسان لابد له أن يبحث عن مفزع لأنه هو بنفسه ميعرفش يقوم بنفسه لازم يستند ولازم يرتكن ولازم يبحث عن قوة يطمئن بجوارها فسورة الإخلاص بتقول هذه الحاجة اللي هي في طبيعة الإنسان دي حاجة مينفكش عنها الإنسان يعني مش فيه إنسان ضعيف وإنسان خلق قوي، ناس خلقوا فقراء وناس خلقوا أغنياء، دا كل الناس، يبقى إذًا الناس كدا كدا لازم حايبحثوا عن السند دا عن المركن اللي يرتكنوا إليه، عن الجهة التي يشعروا بالأمان وهم يعتصمون بها، فربنا سبحانه وتعالى بيوجهنا الوجهة دي تبقى فين. فيه وجهة حق وفيه وجهة باطل، يعني ايه حق؟ ويعني ايه باطل؟ الحق الشيء اللي له حقيقية، يعني هو موجود بالفعل، طب والباطل؟ الشيء اللي ملوش حقيقة، وهم يعني مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا طب ليه قال عليها أسماء؟ شعارات لافتات بس مفيش جواها حاجة، مفيش وراها حقيقة موجودة فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ، مفيش حاجة تانية، مفيش حاجة.. توهان، يبقى إذًا الإنسان يلجأ لا محالة، الإنسان يفر لا محالة، الإنسان يعتصم لا محالة. حايروح فين؟ فكان من رحمة الله سبحانه وتعالى للإنسان أنه بيوجهه للوجهة الصحيحة، حاتروح فين؟ يا إما حاتتوجه لوجهة حق وهي موجودة بالفعل يا إما تتوجه نحو السراب وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً هو شايفه كدا، هو شايف إن فيه مياه قدام حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ.

 فأول اعتصام والتجاء قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وذكرنا في الجمعة الماضية إن دا الاعتصام والالتجاء من ايه؟ من الشرور التي تصيب الإنسان من الغير، من شر الخلائق التي خلق تبارك وتعالى، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وقلنا الفلق دا الصبح أو كل ما فلق الله تبارك وتعالى إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ۝ فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا يبقى إذًا قلنا الفلق أو الانفلاق دا عبارة عن ايه؟ عن حاجة مطبقة مسمطة مقفولة بتتشق وبيطلع منها حاجة عافية، فرب الفلق ربنا سبحانه وتعالى بيبزغ هذا الفجر رغمًا عن الليل مش بمزاجه قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ودا عام، يبقى إذًا في سورة الفلق حماية ربنا للإنسان من ضرر أي مخلوق خلقه ربنا، وبعدين تخصيص لتلات أشياء؛ الليل اللي هو الزمان مظنة الشر من شره، من شر الشياطين وصنائع الشر اللي هي السحر اليفة، ونفوس انطوت على الشر اللي هي نفوس أهل الحسد. يبقى إذًا الاعتصام من البلايا ومن الشرور الخلائق ومن المصائب كله في هذه الآيات. وبعدين الخاتمة الاعتصام من الشيطان ووسوسته.

وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ أشر وأسوأ حاسد خُلق إبليس، وإنما حمله على المسلك الذي سلك وعلى الطريق الذي سار فيه الحسد لآدم عليه السلام قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ، قَالَ آسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا فحمله الحسد على أن سلك مسلكه وسار طريقه لذلك بعدما ذكر الحسد ذكر أشر حاسد وهو الشيطان، فيأمرنا الله تبارك وتعالى بأن نقول والله سبحانه وتعالى هو الذي يوجهنا ويأمرنا فيقول قُلْ، ماذا نقول؟ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ۝ مَلِكِ النَّاسِ ۝ إِلَهِ النَّاسِ، مما؟ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ۝ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ۝ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاس طيب المستعاذ منه موصوف لم يسم، لم يذكر الشيطان اسما أو إبليس اسما وإنما ذكرت صفته ومحل عمله وجنسه وماهيته، صفته الوسواس الخناس طب محل الوسوسة دي أين تقذف؟ الذي يوسوس في صدور الناس، طب الشيطان دا ايه ماهيته وايه جنسه الذي ينتمي إليه؟ مِنَ الْجِنَّةِ وكذلك مِنَ النَّاس، قال تعالى وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا طيب إذًا المستعاذ منه موصوف بصفته، في سورة الفلق قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ استعاذة بالله سبحانه وتعالى ووصفه بأنه رب الفلق اللي هو الصبح الذي يأتي بالطمأنينة والأمن، ويُذهب الظلمة اللي هي محل الخوف ومحل التوتر ومحل القلق بس دا وصف واحد لكن هنا ثلاثة، أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ۝ مَلِكِ النَّاسِ ۝ إِلَهِ النَّاسِ طب أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ وملكهم وإلاههم، رب الناس والناس والناس، ما هي الناس مرة مش هعطف عليها، ليه بيكرر هذا اللفظ النَّاسِ وليه التكثير ده في الصفات؟

يبقى إذًا المشكلة هنا أو الخطر هنا أعظم من الخطر هنا. الضرر أعظم من الضرر هنا. يعني كل شرور الخلائق أو المصائب التي تعتري الإنسان مع شدتها هي أقل خطرًا وأقل ضررًا من وساوس الشيطان، ليه؟ لأنها تفسد قلب الأنسان وتفسد عليه أخرته وتفسد عليه علاقته مع الله. يبقي إذًا كل بَلِيّة تعتري قلب الإنسان كل بَلِيّة تعتري علاقة الإنسان مع الله، كل بَلِيّة تصيب دين المرء هي أعظم خطرًا وأشد ضررًا من أي بَلِيّة تصيب الإنسان في نفسه أو بدنه بعيدًا عن دينه مهما عظمت ومهما استشعر الإنسان خطرها وثقلها. طب بما إن ده اختار، طب إذا تأخر؟ إذا كان ده أخر أهمية لأن إحنا بيشغلنا أكتر ويقلقنا أكتر وبيخوفنا أكتر الضرر الخارجي، بنتوجس منه وبنقلق وبنخاف لكن التاني مرحل، ولذلك كان من حكمة الله إنه سبحانه وتعالى يدينا أولا ما نطمئن به، ده اللي شاغلنا إحنا. وبعدين؟ يوجهنا ويرشدنا للخطر الأعظم اللي إحنا مش ملتفتين إليه بس لو قدم ده على ده منستقبلهوش الإستقبال الحسن. ولذلك سيدنا يوسف عليه السلام، ذكرنا قصة سيدنا يوسف مرارا. قال لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي. ليه؟ هما شاغلهم الرؤية، هما شاغلهم التعبير، مش هيركزوا في حاجة هو هيقول لهم اللي هما محتاجينه فعلا، هو تعبير الرؤيا. عرفوه معرفوش هو هيحصل. هو قدر ربنا اللي قدره لهم إن ده هيطلع وإن ده هيعدم، ده نازل لا محالة عرفناه مسبقا أو معرفناش. بس هي طبيعة الإنسان كدة طموح عالي لمعرفة الغيب والنظر في المستقبل بيشغلهم. لكن في الحقيقة مش هتفرق ولا هيقدم ولا هيأخر بس هو شغلهم، لو نحاه وكلمهم عن الأهم الأعظم، تعرفهم بربنا والهداية وساعدتهم في الآخرة ومحل العلم فين ومحل الإكرام فين ومحل الإنعام فين، مش فايقين هما للكلام ده، خلص إحنا عايزين الموضوع اللي إحنا بنفكر فيه لازم؛ لازم يعطيهم الطمأنينة الأول إن هو هيجاوبهم وبعدين يقولهم إن اللي أنا هقوله ده مصدره من عند الله ثم يتحدث عن الله فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ۝ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ. ده ماضي فَلْيَعْبُدُوا ده أمر لحاجة هتحصل في المستقبل طيب إيه الإطعام نعمة سابغة سابقة غمر فيها العباد. طب والأمن؟ نعمة سابغة غمر بها العباد أيضًا، فلما غمروا بالنعم دي اللي تطمئنهم ما هو أنا لو قلقان أو أنا جعان مش حاسمع حاجة، أنا مشغول عن أي حاجة معنديش الاستقرار، الحد الأدنى من الاطمئنان والاستقرار عشان أسمع أصلا أي حاجة حتى لو كانت خير أنا مضطرب فأنا لازم أسكن ثم اؤمر إن أنا أعبد، ولذلك احنا بنخاف من المصائب من الخطر الخارجي، طيب ادي دواء، ادي سبيل الطمأنينة منه، ادي سبيل الاعتصام منه سمعت هديت اسمع ما هو أعظم انتبه لما هو أجل تيقظ لما هو أخطر، الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم…

الحمد لله رب العالمين… طيب مين هم الناس، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ۝ مَلِكِ النَّاسِ ۝ إِلَهِ النَّاسِ، الناس هم أصحاب النوس والمفتقرون إلى الإيناس والمتصفون بالنسيان، هم دول الناس.

 في الآيات ذكر الناس وذكر الجنة، دا خلق ودا خلق، الناس دول اللي هم احنا، طب الناس دول هم ايه؟ هم أصحاب النوس، يعني ايه نوس؟ الحركة، طب حركة بس؟ لا، حركة تذبذب تردد اضطراب، يبقى الناس أصلها منين؟ النوس دا اللي هو الحركة، يبقى طبيعة الإنسان الحركة الدائبة والدائمة، حركة خارجية وحركة داخلية، يعني حركة وجدانية مشاعر وأحاسيس وحاجات بتتقلب وأفكار وهواجس وحركة خارجية، النبي صلى الله عليه وسلم قال أصدق الأسماء حارث وهمام، وقلنا قبل كدا حارث وهمام يعني ايه؟ ويعني ايه أصدق الأسماء؟ الأسماء اللي لابد تطابق حقيقتها يعني كل إنسان لابد يكون حارث وهمام، طب حارث يعني ايه؟ صاحب عمل، جوارحه مشغولة بحاجة، وهمام صاحب هم عنده فكر اتجاه حاجة، هموم اتجاه أشياء تطلعات لأمور مخاوف من حاجات، يبقى هو صاحب حركة خارجية وصاحب هم، يعني حركة وجدانية داخلية يبقى دول الناس، طيب لو جبت حاجة ربطها وعلقتها بخيط مثلا علقته من فوق وسيبته تحت عل الفاضي يفضل عامل ازاي؟ دي اسمها ينوس، بتتحرك زي بندول الساعة هو مربوط من فوق ومن تحت فهو بيتردد، طب كدا بس؟ لا، الخيط دا بيكون فيه حاجة تقيلة من تحت، دا النوس، الحركة حركة فيها تذبذب واضطراب، طيب بس هو مربوط من فين؟ مربوط من فوق يبقى احنا حانتحرك في حركة مضطربة بس احنا مربوطين بأصل، الأصل دا هو اللي بيشدنا، طب لو فكينا من فوق الخيط دا يروح فين؟

ولذلك فيه حديث في المسند ” مثل المؤمن ومثل الإيمان، كمثل الفرس يجول في آخيته، ويرجع إلى آخيته ” حلقة في الحيطة مربوط فيه خيط مربوط فيها رقبته يجول ويجول، هو قاعد بيلف كدا ثم يعود في اخيته يعني ايه؟ أن المؤمن له أصل بيرتبط بيه اللي هو الإيمان، فهو بيجول يعني بيلوش وبيتوه وبيروح وبييجي وبيطلع وبينزل، لكن فيه حاجة مربوط بيها بتشده كل شوية ميروحش بعيد، طب لو قطعنا الحبل اللي رابطه بالاخية دي يروح فين؟ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ يحصل له ايه؟ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ لو فك من فوق يحصل ايه؟ يحصل كدا، فإذًا الإنسان اللي بيتحرك الرابطة دي هي اللي بتمسكه وكل ما أحكمنا الرباط دا كل ما دا يثقل يعني كل ما نأرط عليه ونربطه من فوق كل ما البتاعة اللي بتلف دي تمسك، كل ما نفك ونحل نفضل لو فكينا خالص لا تَسَل عنها، مش حتلاقيها دي أول حاجة يبقى احنا أهل حركة محتاجة ترشيد وأهل اضطراب محتاجة تسكين أَلَا بِذِكْرِ اللَّه تَطْمَئِنّ الْقُلُوب محتاجة تسكين، التسكين دا بيجي منين؟ بيجي من الربطة دي، دي حاجة.

 الحاجة التانية الإنسان يحتاج أنه يأنس، يستوحش من الوحدة، ربنا خلقه كدا كائن اجتماعي ولذلك الدين شيء اجتماعي مش فردي مش رهبانية مش كل واحد مع نفسه ولذلك فيه كتير وظائف اجتماعية، وقلنا أن الصلاة في المسجد سبعة وعشرين ضعف من الصلاة في البيت، ما هو الظهر اربع ركعات وبيؤدى نفس الأداء بالضبط !! ليه لما اجي هنا بيبقى سبعة وعشرين ضعف على بعد أمتار؟ فيه هنا عمل اجتماعي حايتم في المسجد، فيه علاقات اجتماعية حاتقوم في هذا المكان، فيه بناء إيماني حايتشكل هنا مش مجرد أن أنا جيت وخلاص، ولذلك لو جينا ومحققناش مقصود هذا الاجتماع في الدين ويبقى احنا مبنعملش حاجة لأ احنا بدل ما نشكر النعمة بقينا بنكفر النعمة، دي الحاجة التانية، طب الأنس دا بيجي منين؟ الوحشة بتزول إزاي؟

 الحاجة التالتة النسيان وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا يبقى الإنسان اللي بيتحرك دائما محتاج ترشيد، اللي بيضطرب ويتردد بيحتاج سكينة، اللي بيستشعر الوحشة محتاج الأنس، اللي بينسى دائما محتاج التذكير، هو اللي بيخاطب بهذه الكلمات يبقى الكلمات دي هي حاترشده، هي اللي حاتعطي السكينة، هي اللي حاتزيل الوحشة، هي اللي حاتعطي التذكرة الدائمة إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ في مضمون هذه الكلمات ما يحتاجه الناس.

 الدين دا ربنا انزله سبحانه وتعالى للناس أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ خالق الناس سبحانه وتعالى العالم بطبيعة الناس، انزل لهم هذه الرسالة أرسل لهم هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، من عليه بهذا الدين ثم ختم كل هذا بهذه الكلمات قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ۝ مَلِكِ النَّاسِ ۝ إِلَهِ النَّاسِ ۝ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ۝ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ۝ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ.

اللهم علمنا ما ينفعنا.. اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما..

اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه…

اللهم فقهنا في ديننا.. اللهم فقهنا في ديننا.. اللهم فقهنا في ديننا..

اللهم إنا نسألك رحمة من عندك تجمع بها شتات أمرنا وترد بها غائبنا وترشدنا بها إلى أصلح أمرنا..

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا اردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين..

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك…

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.