إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه وتستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد…
وإذًا فنحن الناس، نحن الناس ننوس ونتحرك ونضطرب، نأنس ونستوحش، نتذكر ونغفل وننسى.
فنحن أيها الناس يخاطبنا ربنا تبارك وتعالى آمراً إيانا وناصحاً ومرشداً وموجها سبحانه وتعالى قائلا آمرًا عبده المؤمن قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ، قلنا في سورة الفلق أنه تعالى قال قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ أما هاهنا فهو سبحانه وتعالى يعدد علينا صفات عظمته ويذكرنا إياها فهو في سورة الفلق قد قال قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ فوحد صفة المستعاذ به.
نحن نستعيذ بالله ذاكرين لهذه الصفة أن الله سبحانه وتعالى هو رب الفلق ثم نستعيذ به سبحانه وتعالى من شر المخلوقات عامة، ثم نخصص منها هذا الغاسق إذا وقب والنفاثات في العقد والحاسد إذا حسد، فهي صفة عظيمة تُذكر في مقابلها أشياء متعددة نحن نستعيذ بالله منها، أما هاهنا فالصفات العظيمة تتعدد والمستعاذ منه هو الذي يتوحد، يبقى احنا في الفلق بنستعيذ ونلجأ ونتذكر صفة إلهية في مقابل العديد من الحاجات اللي احنا خايفين منها، بنسأل ربنا سبحانه وتعالى أنه يدفعها عنا، لكن هنا بنستعيذ برب الناس وبملك الناس وبإله الناس سبحانه وتعالى من شر واحد هو شر الوسواس الخناس.
وإذًا فهذا الشر هو شر أعظم من أي شر بحيث يحتاج نستدعي له كل هذه الصفات العظيمة، وقد قلنا في الخطبة الماضية أن شرور المعائب أخطر من شرور المصائب، في سورة الفلق يعيذنا بها ربنا تبارك وتعالى من شرور المصائب، من شرور الخلق، وفي سورة الناس يعيذنا بها بإذنه تعالى من شرور المعائب، من شرور النفس حينما يستولي عليها الشيطان، وقلنا أن المعائب هي أخطر من المصائب، ليه؟ لأن المصائب وإن تأذى بها الإنسان في دنياه فهي تحط عنه من خطياته وتقربه من مولاه سبحانه وتعالى، أما المعائب فهي تفسد على العبد دنياه وأخراه وتطرده أو تبعده عن رحمة الله وتضعه في أسر عدوه الشيطان، ولذلك كانت المعائب شرًا من المصائب في الدنيا وفي الأخرة، ثم إن المعائب هي السبب الأصيل لكل المصائب وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ، أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ولذلك كررنا مرارا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من جملة ما يقول بين يدي خطبة يخطبها قوله صلى الله عليه وسلم ” ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ” . قلنا يعني ايه شرور أنفسنا ويعني ايه سيئات أعمالنا؟ شرور أنفسنا الشر الموجود داخل النفس اللي ممكن يترتب عليه أفعال سيئة في المستقبل، طب وسيئات الأعمال؟ الحاجات السيئة اللي احنا عملناها بالفعل فنخشى أن ربنا سبحانه وتعالى ينزل عياذا بالله سخطه وعقوبته علينا جراء ما فعلنا. يبقى صلى الله عليه وسلم بيوجها لايه؟ أن احنا نستعيذ أيضا كما نحن هنا نعوذ بالله، نلجأ إلى الله في أنه يقينا من شر النفس فيطهرها سبحانه وتعالى فلا نُقدم على مفاسد في المستقبل وأنه يعفو عنا ما قد اجترحنا في الماضي فيؤاخذنا بما فعلنا.
طب ايه الفرق بين أعوذ وبين أستعيذ؟، يعني ايه الفرق بين أن ربنا يأمرنا قائلا قل أعوذ وقل استعيذ؟ استعيذ أنا باطلب من ربنا أنه يحميني، طب أعوذ؟ أنا باجري عشان التجىء إلى ربنا سبحانه وتعالى عشان يحميني، يبقى إذًا أعوذ أعلى وأرقى من أستعيذ، لذلك جاء الأمر بايه؟ بأعوذ، يبقى أعوذ دي يعني أنا أعمل ايه؟ أنا باجري عشان أحتمي بربنا طب لو مجرتش؟ لو ماتحركتش؟ يبقى أنا حقيقةً مش بأحقق المعنى دا. أنا مش بأحقق معنى أعوذ بالله.
طيب قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ، يبقى إذًا السورة دي بتتمحور حول الناس، طيب اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ سبحانه وتعالى رب العالمين، طب ليه رب الناس ما ربنا سبحانه وتعالى رب كل شيء؟ كما كان في دعائه صلى الله عليه وسلم في صباحه ومسائه ” اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه ” ، رب كل شيء ومليكه طيب ليه هنا رب الناس وملك الناس وإله الناس؟ ما دا في كل حاجة، ليه خص الناس سبحانه وتعالى هاهنا بالذكر؟ فإذًا ربنا سبحانه وتعالى هنا ينوه أو يذكر بتكريمه سبحانه وتعالى لهذاا الخلق، لهذا الجنس من مخلوقاته سبحانه وتعالى وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا طيب فماذا فعل الناس إزاء هذا التكريم؟ ماذا فعل الناس تجاه هذا التفضيل؟ ماذا كان شأننا وحالنا مع هذا الفضل وهذا التكريم الإلهي؟ أكنا في دائرة الشكر؟ أم كنا في دائرة الجحود والكفر؟ فهو سبحانه وتعالى هاهنا يخصص الناس، في الفلق قال برب الفلق، طب ربنا سبحانه وتعالى خالق كل شيء، دا شيء محدش بينازع فيه لكن لما نيجي عند الناس، ما ربنا رب الفلق سبحانه وتعالى محدش قال حاجة لكن الناس؟ لهم أرباب ولهم ملوك ولهم آلهة، ولذلك احتاج الناس أن يُذكروا بأنهم ليس لهم إلا رب واحد سبحانه وتعالى وليس لهم إلا ملك واحد سبحانه وتعالى وليس لهم إلا إله واحد سبحانه وتعالى خلاف ما يدعي الناس. فكم من إنسان تعاظم في نفسه وتكبر واستكبر حتى كان من الناس من يقول أنا ربكم الأعلى، وكم من الناس من غره ملكه أو غرَّ الناس ملكه فرأوا فيه قدرة وسيطرة وتصريفا وتدبيرا والله يقول قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ فهو كما أنه سبحانه وتعالى مالك هذا الملك كله هو الذي يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو الذي يخرج الحي من الميت يخرج الميت من الحي، فهو كذلك المالك والمهيمن في عالم الناس كذلك، كما أنه هو المالك والمهيمن في عالم هذا الكون الفسيح، فهو سبحانه وتعالى هو المالك وحده وهو الإله الذي لا يستحق أن يُعبد إلا هو، ولا أن يُعظم إلا هو لا أن يُتوجه إلا إليه، ثم هو يعلمنا ويربينا سبحانه وتعالى بهذه الأيات كيف تُنشىء علاقتك مع الله، أو كيف تعلمني أنا إذا أردت أن تعلمني أو تغرس في قلبي الإيمان بالله كيف تصنع؟.
عليك أن ترتقي وأن تتحرك بهذه الحركة التي أرشدنا إليها ربنا سبحانه وتعالى، يعني ايه؟ يعني إذا بدأت في أن تأخذ بيدي إلى الله فابدأ معي برب الناس، فإذا استقرت في نفسي رب الناس فامزج معها وعلمني بعدها ملك الناس، فإذا أيقنت أن الله تبارك وتعالى هو رب الناس وملك الناس حينئذ سوف أوقن يقينا أنه هو إله الناس.
يعني ايه رب؟ اتكلمنا فيها كتير لكن مجرد إشارة، الرب هو الذي خلق وهو الذي أمد وهو الذي أنعم وهو الذي أصلح وهو الذي دبر وهو الذي ربى وهو الذي غذى بنعمه سبحانه وتعالى، فإذًا الرب يذكر بالنعم وبالألاء وبالإحسان وبالفضل وبالتربية الإلهية للعباد، فهي توجب الشكر وتوجب الحب، توجب الشكر وتوجب الحب، ثم هذا الرب المصلح المربي هو الملك الذي له الهيمنة والسيطرة والقهر، وحينئذ ينضاف إلى هذا الشعور بالامتنان لله، بالإحساس بإحسان الله بالمحبة لله، الهيبة والإجلال والتعظيم وحينئذ يكون الإيمان، فالإيمان محبة مع هيبة وإجلال، حينما يمتزج الحب والتعظيم حينئذ يكون الإيمان.
فالعظمة والكبرياء أخص صفات الله تعالى، في الحديث القدسي يقول الله تبارك وتعالى ” العظمة إزادري والكبرياء ردائي.. قصمته ” لا ينبغي لعبد أن يدعي سلطانا ينازع به ملك الله وسلطانه، فإذا استقر في قلبي وغرست في نفسي أن الله سبحانه وتعالى هو رب كل شيء ومليكه حينئذ أعلم أنه ليس من إله يُرجى ولا من إله يُدعى ولا من إله يُتعلق به إلا هو سبحانه وتعالى، وأنه ليس هذا له خاصة وإنما هذا للناس كافة، فهو رب الناس وملك الناس وهو أيضا إله الناس قَبِل الناس ذلك أو لم يقبلوا، رضوا بذلك أو لم يرضوا، أذعنوا لذلك أو لم يذعنوا فهذا لا يغير من حقائق الأمور شيئا. ولذلك ذكرنا في الخطبة الماضية الفرق بين الحق والباطل وقلنا الحق دا الشيء الثابت الموجود في الحقيقة، والباطل؟ الوهم الخيال وإن ظنه الإنسان شيئا كما قال تعالى يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً هو بيظنه إنه كدا فعلا وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ وهم الماء والرِي في الصحراء مفيش حاجة أصلا يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الحمد لله رب العالمين، فنحن إنما نلجأ ونفزع إلى ربنا تبارك وتعالى الذي هو رب الناس كل الناس، وملك الناس كل الناس، وإله الناس كل الناس، نفزع إليه مما؟ من شر الوسواس الخناس، وأعود فاذكِّر أن هذه الآيات هي التي قدر وشاء سبحانه أن يختتم بها كتابه فهي من الأهمية بمحل لا ينبغي أن يُغفل عنه ولا أن يُنسى.
طيب يعني ايه وسواس ويعني ايه خناس؟ إنه يتكلم سبحانه وتعالى عن شر الشيطان، ولذلك في الدعاء الذي ذكرنا بعضا منه ماذا كان يقول صلى الله عليه وسلم ” اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت ” رب مليك إله، رب الناس ملك الناس إله الناس ” رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن اقترف على نفسي سوءا أو أجرّه إلى مسلم ” ما اعظمها من كلمات صلى الله عليه وسلم، ” اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن اقترف على نفسي سوءا أو أجرّه إلى مسلم ” .
” وسواس ” ، طيب كلمة وسوس كلمة في بِنْيَتها تدل على المداومة والتكرار، التركيب دا لغة زي مثلا زلزل رجرج ردرد هزهز، أي حاجة من الحاجات دي اتنين في اتنين، دي معناها ايه؟ حاجة بتتكرر زي كدا 92 وزلزال 92 وتوابع الزلزال فضل معانا في توابع الزلزال، الزلزال دا حاجة على طول شغالة، إذًا حاجة على طول مستمرة، طيب وسوس دي تدل على ايه؟ فعل دائم متكرر مش بينقطع هو مش بيزهء، مش بيزهء من ايه؟ من الوسوسة، يعني ايه الوسوسة؟ القاء الخواطر السيئة في صدر الإنسان. طيب من شر الوسواس ولا من شر الوسوسة؟ وايه الفرق ما بين الاتنين؟ لو كانت الإستعاذة من شر الوسوسة يبقى من الفعل دا بس، لكن من شر الوسواس يبقى من شر الشيطان لأن أذى الشيطان للإنسان وسوسة وغيرها، بس ليه ذكر الوسواس والصفة دي؟ لأن دي أخطر وأسوأ وأضر حاجة على الإنسان.
طيب الوسوسة دي عبارة عن ايه؟ زي ما قلنا الخاطر السيء اللي بيُلقى في القلب أو في الصدر ثم يعاوَد، يعني أنا بابقى إنسان عادي طبيعي جدا مفيش في دماغي شر أو أذى عادي، القلب في حالة فراغ، وبعدين؟، يُلقي الشيطان خاطرة السوء وبادرة السوء، طب وبعدين؟ وبعدين يبدأ يُزين ويُحلي ويُجمل ويُصور ويُخيل لي هذا الشيء، طب ليه؟ عشان تتسع مساحته في صدري وفي نفسي وفي ذهني وبتدأ نفسي تميل إليه، مكنش موجود خالص فهو يرميه وبعدين يمشي وبعدين يرجع تاني ويدعو إليه ويزينه ويخليني أتخيله واستشعر أن دا شيء حلو وإنه سيسعدني، فيتحول زي ما قلنا قبل كدا من خاطرة، وسوسة كدا إلى شهوة، وبعدين يبدأ يروح وييجي تاني، يعمل ايه؟ يعيد تزينه وتصويره وتخيله، ويفكر الإنسان أو يوهمه بلذة الشيء دا فابدأ أريده أنا، عايز أعمله، طيب وبعدين؟ وبعدين يبدأ ينسيني عواقب السوء لهذا الفعل، أنا عارف أنه بيضر وعارف أنه بيؤذي وجربته قبل كدا ومنفعنيش وضاق بيه صدري لكن هو في النهاية بيعمل ايه؟ خناس حركة واضطراب والناس نسيان وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا كل اللي أنا كنت عارفه من الحقائق يحاول أنه يحط عليه غشاوة أنساه، طب لما انساه؟ اتجرأ على الفعل فأقع فيه، يبقى إذًا وسواس ليه يتكرر؟ هي مش بتيجي من مرة، لذلك احنا اتكلمنا قبل كدا عن ايه؟ عن الفراغ قول سيدنا أبو بكر رضي الله عنه وما أعلمه قال ” والله لأنسين الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد ” ، يعني ايه ينسيهم وساوس الشيطان؟ أنه هو من القلق اللي حايعمله لهم مش حايبقى عندهم فراغ نفسي عشان الشيطان يوسوس لهم، يبقى إذًا الوسوسة دي عايزه ايه؟ عايزه مهبط، لو مفيش مهبط ميقدرش هو ينزل ويستقر عليه، ولذلك هو بيستغل ايه؟ بيستغل الفراغ النفسي، ولذلك احنا قلنا من كلام سيدنا أبو بكر هو إشارة إلى ايه؟ إلى أنني لو مشغول ميبقاش فيه مكان لاستقرار الوساوس في صدري، ولذلك كان من قواعد الفقهاء يقول ” وكل مشغول فلا يُشغل ” لأنه مشغول أصلا، طبيعي متقدرش أنت تعلق أو تنوط به حاجة، المشغول هو أصلا مشغول بالفعل بحاجة، متقدرش أنت تحمل عليه حاجة تاني.
يبقى إذًا هي بتيجي المشكلة منين؟ الأول من الفراغ، طيب سياسته ماشية ازاي؟ يجيء ويذهب، هي كدا على فكرة، لذلك ربنا قال لنا لا تتبعوا خطوات الشيطان، يستدرجني كدا واحدة واحدة، طيب دا الوسواس طب يعني ايه خناس؟ إذا ذكرت ربنا سبحانه وتعالى، إذا استعذت بالله من الشيطان، إذا لجأت إلى الله خنس، خنس يعني ايه؟ يعني كش وتراجع وانزوى، طيب انزوى وراح خالص؟ لا، هو حاينزوي ويعمل ايه؟ حاينتظر أنني أغفل تاني أو اتوه تاني فيعود مرة أخرى، يبقى إذًا سياسته قائمة على ايه؟ على وسوسة متكررة وتزيين، ولذلك قال تعالى في ذكر آدم عليه السلام وزوجه فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ولذلك استحق أن تُوضع هذه السورة العظمى منه لأن دا أخطر وأضر، وربنا سبحانه وتعالى بيبين لنا هو بيعمل ايه بالضبط وايه العلاج والداوء له، نتخلص منه ازاي.
يبقى إذا الوسوسة دي سياسة بتعتمد على التكرار، الإلقاء ثم الانزواء، الإلقاء ثم الأنزواء يعني ايه؟ أنا هو دلوقتي سيزين لي حاجة فأنا استعذت بالله من الشيطان مشي، طب وبعدين حايمشي شوية ويرجع تاني يكلمني في نفس الموضوع، حازجره حايمشي ويرجع لي تاني لحد ما أنا مع كتر الزن مش احنا بنقول دا أمَّر من السحر، هو حقيقي فعلا باستمرار فأنا مقاومتي بتضعف مرة ورا مرة، يعني أنا حاعمل كدا حاعمل كدا فاحبتدي أصغي شوية مرة تانية هو انت بتقول ايه؟ وبعدين يطلع لي كتالوج طب ايه رأيك في الصور دي، ما الدنيا بقى هي ماشية كدا طب ايه، طب ايه، هي شوية شوية هي كدا بالضبط، هي كدا بالضبط، هو بيصطادنا كدا على فكرة، ولذلك العلماء كانوا بيقولوا أن الشيطان فقيه في الشر، على فكرة هو عارف هو بيعمل ايه بالضبط ومتحصص في ايه، في غواية الإنسان وله برنامج ماشي بيه، وفيه دراسة للبني آدم، احنا قلنا لكل بني آدم عنده عفريته، ما هي المشكلة أن كل بني آدم عنده عفريته بيتسم بايه؟ التفرغ والتخصص. هو الخطر هنا، أنا مش فاضي له بس هو فاضي لي، هو على فكرة مبيشتغلش حاجة تانية، هو مبيشتغلش حاجة تانية، أنا عندي 100 فرح في دماغي وهو معندوش حاجة هو شغلته حاجة واحدة بس إضلال الإنسان فهو متفرغ معندوش شغل تاني ومتخصص لأن كل واحد له واحد، يعني كل بني آدم له قرينه، على فكرة هو مش شغال على 100 نفر، لأ هو واحد بس، فهو حافظني كويس عارف برنامجي، لذلك أنا سهل أوي ومبزعلوش، هو عارف أني لي مداخل معينة هو حافظها مفيش مشاكل، هو بيجي يعني اصطباحة كدا، خد يا عم البرشامة دي فلة تمام وتلاقيه هو بقية اليوم مبسوط وخلاص وشاري دماغه بقى، وممكن يروح مارينا ويروح الغردقة، ما هو مش في دماغه يعني هو عارف أنه كدا ضبطني خلاص، فهي المشكلة كدا، واحنا طبعا في الطرواة خالص.
ولذلك ضرورة الإستعاذة عشان ربنا سبحانه وتعالى ينجي الإنسان، فهو إذًا ايه اللي بينجي الإنسان منه؟ لجوء الإنسان إلى الله، وذكر الإنسان لله فيخنس، ولذلك احنا في اللغة الشعبية بتاعتنا بنستخدم ساعات كلمة خِنيس، على فكرة يعني الكلمة دي لما تفكر فيها متعرفش الناس جابتها ازاي ! أصل دا احنا بنستخدمها في الوصف الدقيق جدا للشيطان، احنا بنستخدمها في وصف مين؟ الإنسان اللي هو معندوش لا حياء ولا مروءة ولا كرامة ولا عنده دم، يعني أنت أصلا تشخط فيه على فكرة عادي جدا تلاقيه يعني هو كدا، بس هو في النهاية ممكن يجي يكلمك في نفس الموضوع، عامل نفس الحركة 100 مرة عادي جدا مفيش أي مشكلة، الأحاسيس عنده مفقودة وأنت مثلا ايه المفروض يعني طب حس على دمك، لأ الكلام دا مش موجود عنده.
هو دا كدا بالضبط ولذلك ربنا بيقول في أخر السورة ايه مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ احنا قلنا الشيطان بيعمل ايه هو عايز يستدرجني شوية شوية وبعدين؟ أقع في الشيء، كدا خلاص؟ لا لا لا هو عايز يحول الشرور لطبائع عندي، حاجات مستقرة عادة وبعدين تتحول إلى طبع وبعدين تتحول إلى خلق، فيحول الإنسان إلى شيطان يبقى موظف معاه وعنده وهو دا الخطر، ولذلك طول ما الإنسان لذلك قلنا قبل كدا في الأول خالص في الخطب الفرق ما بين آدم وإبليس، الإنسان والشيطان فيه صفات للإنسان وصفات للشيطان طول ما أنا لسه في صفات الإنسانية فأنا إن شاء الله إلى رحمة الله لكن لو تحولت إلى خصائص الشيطانية هو دا الخطر، طب قلنا ايه صفات الإنسان؟ الإنسان بيؤتى من قِبل الضعف والحرص على الدنيا والحرص على المال والخلود، وديه صفات آدم اللي الشيطان دخل له منها؛ طيب لكن لما يتحول للكبر والإعتراض على أمر الله والحسد والحقد والغواية والإصرار على المعصية ورفض التوبة دا بينقل عشان يبقى شيطان. هو دا الخطر طول ما أنا واقف في الصف بتاع الآدميين بخلائق وخصائص آدم عليه السلام أنا إن شاء الله إلى أمان وعلاجها معروف، إذا أذنبت استغفر وأتوب، إذا الشيطان سيطر عليَّ ارجع إلى الله سبحانه وتعالى وبابه مفتوح لكن ما أُسلمش قيادي للشيطان مكتسبش من خصائص الشيطان، هو عايز كدا إن هو يرسخ فيَّ حاجات معينة ويُكسبني من صفاته من كبره وحقده وحسده وعجبه بنفسه واعتراضه على أمر الله.
ولذلك الشيطان عجيب يعني هو دلوقتي تكبر على أمر الله ورفض السجود لآدم لأنه هو شايف نفسه أعلى منه صح؟ وبعدين؟ جعل نفسه رسول الغواية التي تقتضي أنه يُذل نفسه يُذل نفسه لكل واحد من بني آدم في سبيل أنه يقوده للمعصية ودا عجب من العجب، إذا كان هو الموضوع كله كان الكبر أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ طب الكبر دا تعاظم والتعاظم دا يحول صاحبه أنه يبقى بها المستوى من الذِلة والمهانة !! يجعل نفسه خادم لكل واحد فاسق وعاصي !! هكذا اختار لنفسه !! ألم يكن أولى الصفقتين أن يطيع أمر الله؟! ألم يكن خير الإختيارين ألا يعترض على اختياره وعلى قضاءه سبحانه وتعالى؟!.
ولذلك أكثر الناس كبرا هم أكثر الناس ذلا كما أن الشيطان كان أكثر المخلوقات كبرا كان أكثر المخلوفقات ذلا ومهانة.
يبقى إذًا هدف الشيطان في النهاية أن يحول الإنسان إلى شيطان، ولذلك قال تعالى الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ، الشيطان دا من الجن ودا الأصل وبعدين من الإنس اللي هم الفرع، دول التلاميذ. دي غاية الشيطان النهائية أن يحول الإنسان إلى شيطان في صورة إنسي ولذلك قال مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ لأن الجن هم الأصل وشياطين الإنس هم الفرع طب وفي سورة الأنعام قال شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ طب ليه هنا قال مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ وهناك قال شياطين الأنس الأول؟ من الجنة والناس هنا لأن دول الأصل والإنس الفرع، طب والتانية؟ لأن الإنس هم اللي مقدمين والجن هم اللي بيديروهم من ظهورهم، أنت بتشوف مين؟ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا أعداء النبيين مين اللي أنت شايفهم؟ مين اللي بيتحركوا قدامك؟ شياطين الإنس، ومين اللي يؤزهم؟ مين اللي بيحركهم؟ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا يبقى إذًا خاتمة وصايا وأوامر ربنا سبحانه وتعالى في كتابه هي في هذه الإستعاذة اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى.
أول حاجة اليقين بأنه رب الناس وبأنه ملك الناس وبأنه إله الناس، واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى وإدراك أن الشيطان ليس بشيء لأن الصفات دي صفات ضعف وذِلة مش صفات قوة ولذلك قال تعالى إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ قال تعالى إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا مفيش حاجة هو ضعيف ولو مكنش ضعيف مكنش تبنَى الاسلوب دا، فهو في الحقيقة خناس غاية في الخَوّر والضعف لكن احنا اللي بنسلم أيدينا له، احنا اللي مبندركش مداخله، احنا اللي بنُقصر في الإستعاذة وفي اللجوء إلى الله تبارك وتعالى لكي ينجينا من هذه الشرور، فهو لما بيهبط في صدر الإنسان ويزين له ويجمل، يشتهي القلب ويمتص هذه الوساوس فتستقر فيه وحينئذ يكون الشر والبلاء.
طب ايه العلاج؟ ايه الحل؟ ايه المخرج؟ بسيط خالص ” قل ” ، مفيش حاجة كل الحل قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ بس الحاجات دي تكون موجودة، ما الحاجات دي لو مش موجودة مش حايحصل حاجة، أنا باستعيذ برب الناس وهو ربي، استعيذ بملك الناس وهو مليكي، استعيذ بإله الناس وهو إلاهي، فإن لم يكن لي ربا ولا مليكا ولا إلاها عياذا بالله فلن يكون ثمة إجابة، ثم استعيذ من شر الوسواس وأنا أبغضه وأنا أريد فعلا أنني أتخلص منه، حينئذ لابد أن يستجيب الله تبارك وتعالى مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ.
اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه نشهد ألا إله إلا أنت نعوذ بك من شر أنفسنا ومن شر الشيطان وشركه وأن نقترف على أنفسنا سوءا أو نجره إلى مسلم…
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه.. اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه.. وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه…
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه.. وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه…
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه.. وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه…
اللهم إنا نسألك من كل خير سألك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون.. ونعوذ بك اللهم من كل شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون…
اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحينا ما علمت الحياة خيرا لنا وتوفنا إذا كانت الوفاة خير لنا…
اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة.. ونسألك كلمة الحق في الغضب والرضا..ونسألك القصد في الفقر والغنى.. ونسألك الرضاء بعد القضاء.. ونسألك برد العيش بعد الموت.. ونسألك نعيما لا ينفد وقرة عين لا تنقطع.. ونسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة ولا فتنة مضلة…
اللهم زينِّا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين.. اللهم زينِّا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين…
اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبدا ما أحييتنا.. اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبدا ما أحييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصبتنا في ديننا.. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا.. ولا تجعل مصبتنا في ديننا .. ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا ولا تجعل إلى النار مصيرنا.. ولا تجعل إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا.. واجعل الجنة هي دارنا…
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك…
الله يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك.. اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك…
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا…
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.