إن الحمد للله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمدًا عبده ورسوله – صلي الله عليه وسلم –
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد،.
نستعرض سريعًا ما كنا فيه قبل أن ندخل في موضوعنا الذي نريد أن نتحدث فيه كنا فى حديث مع كتاب الله – تبارك وتعالى – تحدثنا عن سورة الإخلاص وعن سورة الفلق وعن سورة الناس ثم بدأنا فى حديث عن فاتحة الكتاب وانتهينا إلى قوله – تبارك وتعالى – مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ
وقبل أن نشرع في الحديث عن يوم القيامة وفي الحديث عن الحياة التي تنتظر الإنسان بعدما يغادر هذه الدنيا الفانية وجدنا أننا فى حاجة إلى أن نقف على أرض صلبة من اليقين فيما نتحدث فيه فنحن حينما نتحدث عن الآخرة وعن لقاء الله – تبارك وتعالى –
نستدعي كثيرا من مما علمنا إياه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فهل لا زلنا على يقين من صواب أو من صحة ما أخبرنا به هل نحن متيقنون أنه قد قال هذه الكلمات التي نتحدث فيها فنحن إذن في حاجة إلى أن نقف أولًا على أرض من اليقين ترسخ فيها أقدامنا وحين إذ نتلقى ما نتلقاه من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بما يستحقه من التعظيم ومن الإجلال ومن الإكرام ومن حسن التقبل وهذا هو التسلسل المنطقي الطبيعى
أنا دلوقتي بعتمد على القرآن وبعتمد على هداية رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بناء على إيه، بناء على ثقتي ويقينى فى صواب هذا الكلام الإلهى وفي صحة كل حرف نقل عنه – صلى الله عليه وسلم –
طب إذا كان ده في دائرة الشك أو التشكيك هنبني عليه إزاي، أنا مش متأكد هو قال الكلام ده ولا ما قالوش طب إيه المعيار؟ طب احنا ليه وصلنا لهذه المرحلة من التردد أو الاضطراب والقابلية لأن نتشكك في الحقائق اليقينية فاحتجنا إلى أن نتحدث عن هذا التاريخ كيف نقل إلينا هذا النور الإلهى كيف نقل إلينا هذا الوحي وعن ما بذله الصحابة – رضي الله عنهم – ومن تبعهم من أهل العلم والدين في حفظ هذه الأصول حتى تنقل إلينا ثم سألنا سؤالا هل هذه الأصول التي اعتمدها العلماء كمعايير لتمييز الصدق من الكذب الصواب من الخطأ وضعها العلماء اجتهادا ولا استمدوها من الوحي الذي أنزله الله – تبارك وتعالى – القرآن اللى ربنا أنزله يحوي بداخله القرآن الذي نزل فيه إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون هذا القرآن نفسه يحوي بداخله هذه الأصول وهذه القواعد التي عاشها الصحابة ثم بنوا عليها ولذلك ذكرنا قصة الإفك ليه عشان جوة القصة ديه ربنا _سبحانه وتعالى_ بيعلمنا إزاي نتعامل مع الشائعة أو نتعامل مع أي جملة تنقل أو حاجة بتنتشر داخل المجتمع في معايير لتمييز الصواب من الخطأ، لتمييز الحق من الباطل المعايير ديه عاشها الصحابة استوعبوها بقت جزء من كيانهم وبعدين بنوا عليها فهذا العلم الذي علمنا الله إياه كان علمًا مكلفًا اتدفع فيه تمن كبير
في هذه القصة التي ذكرنا قصة الإفك مين اللي دفع التمن مين اللي العبء كله كان عليه هو سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وسيدنا أبو بكر والسيدة عائشة يبقى إذن هذا التعليم الذي تعلمناه وهذه الدروس التي تلقيناها إنما دفع فيها ثمن باهظ ما كانتش مجرد كلمات لا
ثم انتقلنا إلى أمثال ذلك، عديد من الصور التي تحمل فيها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هذا العبء العظيم لكي يقرر الحقائق في الواقع قلنا إن الكلام النظري يفضل نظري الكلام النظري يتحول إلى واقع في الحياة لما يبذل فيه ما يستحقه لكي يستقر وقلنا إن العادات الاجتماعية مش بتتغير بسهولة مش بتتغير بكلمات ولذلك ذكرنا قصة زواج زيد وزينب _رضي الله عنهما_ وإرادة ربنا – سبحانه وتعالى – أن ينزع من قلب المجتمع المؤمن هذه العادة التي اعتادها عبر أجيال وهي عادة التبني طب نزل فيها قرآن في صدر سورة الأحزاب بيقرر حقائق لكن الحاجات ديه بالتقرير النظري بس كانت كافية عشان الناس تغير الحاجات اللي استقرت فيها عبر أجيال ما كنش سهل فكان لازم يحصل حدث عظيم
الحدث العظيم ده يغير الوجهة ويغير الرؤية
وبعد كدة اتكلمنا عن السحر إن النبى – صلى الله عليه وسلم – تعرض لأن يسحر طب ليه قلنا عشان ربنا – سبحانه وتعالى _ إنما نصبه لنا أسوة وقدوة فهو قدوة لنا فى كل حاجة
قلنا إيه الفرق بين القدوة والأسوة ربنا سماه أسوة
أسوة ديه بتتضمن حاجتين حد إحنا بنقتدي به وحد بنتسلى في مصائبنا باللي جراله ولذلك لو في إنسان تعرض لمثل هذا لا يظن إن ده علامة على النقص في الإيمان وسيطرة الشيطان لا لأن النبي الأعظم – صلى الله عليه وسلم – حدث له مثل ما حدث لك ده معنى الأسوة
يبقى الأسوة حد إنت تتسرى وتتسلى ويطمئن قلبك بإنك تتابع حياته أو تتأسى بها
أما القدوة فهي جزئية السير وراءه في طريقه وفي منهاجه ثم انتقلنا إلى التسع نسوة والمباينة الكبيرة بين الحقيقة وبين ما يتوهمه الناس
قلنا إن الناس الذين لايؤمنون بالله ولابرسول الله ولا بكتاب الله من جملة مطاعنهم في شخص رسول الله إن هو كان رجل متجوز كثير وقلنا إن الكلام ده مش هيبقى في مجال أن يناقش أو يرد عليه ليه قلنا لو احنا أثبتنا له – صلى الله عليه وسلم – النبوة وآمنا به كنبي فالنبي نموذج كامل غير ناقص لا يتصور في شخص يؤمن بأن هذا نبي أن يجتمع مع وصف النبوة النقائص والعيوب فاللي هما بيقولوا إن هو رجل مزواج طيب اللي بيقولوا عليه رجل مزواج ده بيقولوا عنه رجل مزواج باعتبار إن هو نبي ولا باعتبار إن هو رجل _والعياذ بالله _ دجال وكذاب فإنت هتناقشه وعاوز تقوله إن الزواج ده كان حاجة كويسة وكان له حكمة عشان الحريم دول غلابة وأقعد أحكي قصص أصلا إنت بتتكلم عن مين لو انت بتتكلم عن شخص انت بتعتقد إنه دجال ده أسوأ، إحنا قلنا إن تعدد الزوجات لو قلنا إنه سوأة فهو أقل خطرًا وضررًا بكثير من الكذب على الله ده أصعب حاجة
هو هذا الشخص أرسل إلينا يقول إني رسول الله إليكم جميعا طيب ده لو صح وربنا اختاره فعلًا هيبقى ده أرقى من أي شبهة وأرقى من أي نقص طب وإذا ما كنش مش هنتكلم في حاجة تانية بقا
فاحنا لازم نعرف احنا ننظر له باعتبار إن هو إيه ثم انتقلنا للنقطة التانية طيب هو تزوج بهذا العدد من النساء عشان يبقى إيه عشان يتحمل أكبر قدر من البتبعة قلنا إن ربنا _سبحانه وتعالى _أباح للإنسان المسلم أباح له أن يتزوج إلى أربع نسوة وأعطاه – صلى الله عليه وسلم – عددًا فوق ذلك قلنا ده مرتبط بالطاقة يعني المسؤولية عن النساء ديه مسؤولية وأمانة أصل هما بيبصوا على إيه هى الفكرة أنه ينظر للموضوع على إنه تسلية وإمضاء لشهوة يبقى إذن اللي بيقول الكلام ده هو لا يتصور من الزواج إلا الشهوات هو مش شايف غير كده هو بيتكلم على كدة يبقى هو ما شافش من الموضوع لا عبء ولا مسؤولية ولا أمانة ولا حد أنت بتحمله ولا حد يحتاج إلى قدر كبير من الرعاية والعناية هو شايف الموضوع كده يبقى ده أصلا نظره هو نظر حيوان مش نظر إنسان فأنت مش هينفع تناقشه يبقى إذن احنا عاوزين نقول إن ربنا قال الآخر أربعة ليه لأن أنت مهما كانت طاقتك أنت متعرفش تشيل على كتافك أكتر من أربع ستات أكتر من كدة متقدرش لأن ديه أمانة أنت بتتحملها ما هي ديه الفكرة المنظور بتاعنا غير اللي هما بيتكلموا فيه طيب احنا دلوقتي كمسلمين بنتحرك بمنظورهم ولا بمنظورنا يعني إحنا بنشوف إزاي دلوقت احنا بننساق وراء المسارات المفتوحة مش بنفكر طيب النبي – صلى الله عليه وسلم – قادر على أن يحمل تسع نسوة ديه حاجة فوق ولذلك احنا ما كلفناش نشيل العدد ده من الحريم
ولذلك النبي كان يضاعف عليه كل حاجة حتى المرض قال – صلى الله عليه وسلم – ” إني أوعك كما يوعك الرجلان منكم ” يعني يمرض ويتألم على ضعف ما يصيب أي إنسان عادي ولذلك فهو في هذا الموضوع أيضًا يتحمل أكثر من ضعف ما يتحمله الشخص العادي ثم دلفنا إلى هذه البيوتات عشان نشوف النبي – صلى الله عليه وسلم – كيف كان يتعامل وكيف كان يحمل هذه الأمانة الخطيرة لإن ديه من أكبر المشكلات اللي إحنا بنتعرض لها النهاردة احنا بيوتنا لو انضبطت حياتنا هتتصلح الحياة الأسرية لو استقرت يبقى نتاجها نتاج طيب وصالح طيب كيف تدار عشان نعرف كيف تدار هنتحرك علي ثلاث محاور
الأول :احنا دلوقت بنتكلم عن طبيعة للرجال وطبيعة للنساء طيب لازم الأول نفهم الطبيعة اللي ربنا – سبحانه وتعالى – فهمها لنا وبعد ما نفهم الطبيعة نفهم القانون القواعد اللي ربنا حطها واللي النبي – صلى الله عليه وسلم – وضعها لنا عشان نمشي بيها وبعد القانون التطبيقات العملية الواقعية
يبقى تلت حاجات نعرف الصنف ده عبارة عن إيه الحاجة الثانية القانون الصح إيه الحاجة الثالثة القانون ده بيتطبق إزاى وقلنا الجزء ده مهم جدًا وهنتكلم عنه إن شاء الله مرة باستقلال أهمية التطبيق العملي لنموذج النبوة أحيانا كتير النظري أنت بتبقى فهمه بس مش عارف بيشتغل إزاي أو كيف يتم تطبيقه محتاج حد يعطيك نماذج للممارسة لذلك اتكلمنا عن إن في حاجة في القانون اسمها السوابق القضائية يعني إيه سوابق قضائية إن كبار القضاة السابقين حكموا في قضايا أمثال هذه القضايا بأحكام، ده جزء من المرجعية اللي موجودة عند رجال القانون ده ربما في بلاد زي بريطانيا تبقي أكثر أهمية من القانون النظري لأن معندهمش مادة مكتوبة هما بيعتمدوا أساسًا على هذه السوابق القضائية
طب السوابق القضائية ديه عبارة عن إيه عبارة عن ممارسات تطبيقية لمبادئ قانونية عامة ولذلك احنا محتاجين شخص النبوة بقوة عشان يدي صورة التطبيق النموذج
احنا بقى ماشيين في هذا التسلسل إلى الآن المفروض إن إحنا نستمر في هذا عشان نبقى مدركين النسق اللي إحنا ماشيين علية، احنا المفروض عايزين نبني في إيه؟
طيب وطلعنا مرة وقت مستقطع والنهاردة الوقت المستقطع الثاني سأتكلم عن إيه هتكلم عن شعرة بيضا هما ثلاثة بس في واحدة طالعة كدة قدام فأنا هركز على الشعرة ديه
هتكلم عن شعرة بيضا هتكلم على إيه؟ الشعرة البيضا ديه إيه الرسالة اللي ربنا – سبحانه وتعالى – أرسلها عشان توصلهالي؟ الشعرة البيضا ديه بتعكس نذير من نذر الله – تبارك وتعالى – للإنسان إن هو عليه أن يقف مع نفسه وقفة مراجعة وإن هو انتقل من مرحلة من عمره إلى مرحلة أخرى وإن الوقت والعمر كلما يمضي كلما تزول الأعذار وكلما تزداد التبعات على العبد حين يلقى ربه – تبارك وتعالى – ولذلك قال – صلى الله عليه وسلم – ” أعذر الله إلي امرئ أخر أجله حتى بلغ ستين سنة ” طب يعني إيه أعذر قطع عنه كل عذر ممكن يعتذر به قال – تعالى – وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ مساحة من الزمن تكفي إن الإنسان يتعظ ويعتبر وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ طيب إزاي الإنسان بيتعامل عادة مع هذا النذير أو مع هذه الإشارة البعض مننا وده ربما يوجد أكثر في المجتمعالت الغربية التي تتسم بسمة اللا دينية يعنى هو يؤمن في الحقيقة بالحياة الدنيا بس، إن هو ده يدفعه للمزيد من المسارعة للعب من الشهوات والملذات لأن الوقت اللي فاضل عنده بقى بيضيق فعايز يستمتع أكثر يعلي معدل تلذذه بهذه الحياة لأنها أوشكت على أن تنقطع ده صورة وواقع.
طيب صورة تانية وديه الصورة الغالبة يعني أنا واحد زيي مثلًا اتبعها إن أنت تعمل نفسك ما أخدتش بالك على فكرة ما حصلش حاجة عادي هو أنا عملت كدة فعلًا بس المشكلة كل واحد يقابلني إيه ده؟؟!! ده انت طلعلك هنا شعرة؟؟!! ده انت يا راجل كبرت انت مش هتتجوز يا ابني انت كده خلاص؟ فالضغط ده تنبيهات الناس هي اللي بتنبهك طب انت هتعمل إيه هتضحك كدة وخلاص عادي يعني ليه لأن الفكرة ديه لو واحد حطها في بؤرة شعوره ممكن تعكننه فيعمل إيه
أو مثلًا إيه إن الواحد يشوف نفسه إن هو كويس وإن هو مطمئن وبالتالي مفيش مشكلة يقول أحد الشعراء وهو بيوصف الوصف ده يقول
وزائرة للشيب لاحت بمفرقي فبادرتها خوفًا من الحتف بالنتف
يعني هو عشان يحل المشكلة وعشان فكرة الموت ما تظهرش كدة وتعكننه قام شايلها على طول فهو كدة عالج المشكلة وريح دماغه
فقالت علي ضعفي استطلت ووحدتي رويدك حتى يلحق الجيش من خلفي
انت استضعفتني عشان أنا شعراية واحدة ما هو أنت على فكرة ما هو الشعر الأبيض جاي مش رايح هو أيامه جاية مش رايحة هو دلوقت انت استضعفتني أنا ماشي بس شوية كدة هيكبس عليك بقا عدد كبير هتعمل معاهم إيه فهي القضية إن أنا إزاي هتعامل مع الفكرة ديه
في التذكرة للقرطبي يروي عن ابن الجوزي أن نبيًا سأل ملك الموت بيقوله ” أنت قبل ما تيجي بتبعث للناس نذر عشان يستعدوا للقائك قبل ما تيجي قال له ” آه ” قال: ” العلل والأمراض والشيب والهرم وتغير السمع والبصر ” وذكر أيضًا أن ملك الموت أتى نبيًا من الأنبياء فقال: من أنت؟ قال: ” أنا الذي لا يهاب الملوك ولا تمنع منه القصور ولا يقبل الرشى ” قال: ” إذن فأنت ملك الموت ” قال: ” نعم ” قال: ” قد أتيتني ولما أستعد ” فقال له: ” أين فلان قريبك؟ قال مات قال وأين فلان جارك؟ قال مات قال ” ألم يكن في موت هؤلاء تذكرة لك لكي تستعد لهذا اللقاء؟ ” ده في حاجات كتير بتعدي على الإنسان ولذلك من الحاجات الصعبة اللي إحنا بنعملها دلوقتي ما نحدثه في التعامل مع الموت يعني المفروض المفروض النبي – صلى الله عليه وسلم – أوصانا بإتيان القبور لأنها تذكر الآخرة هل هي بالفعل لا زالت تذكر الآخرة يعني إنت لو شيعت جنازة في أي حاجة في الجنازة تفكرك بالآخرة في سلوكنا أو في ممارستنا أو حتى في الأبنية اللي احنا بنبنيها جوة المقابر الموضوع بيبقى يعني إيه كأن احنا واحد مثلًا إيه طالع مثلا موناكو رايح منتجع واحنا بنوصله ونسلم عليه ونحطه ونعمله باي باي كدة عادي خالص كل ما يشغلنا المراسم يعني العزاء هيبقى فين يلا يا جماعة بسرعة يعني النبي – صلى الله عليه وسلم – قال إن احنا نقف عند القبر عشان المفروض إن الموت ده وتشييع الجنازة ده من حق المسلم على المسلم على فكرة أنا مش جاي عشان خاطر أوجب مع الناس اللي هم أقارب المتوفى لا ده حق المتوفى نفسه والنبي – صلى الله عليه وسلم – أوصى إن الواحد يقف ويدعي ويسأل ربنا التثبيت لكن ” يلا جماعة عشان الناس مستنية بره ” طب ما يروحوا خلاص هما جم يروحوا لا لازم عشان نطلع عشان نسلم عليهم بعد كدة احنا بالليل عند القائد إبراهيم…. بعييييد خالص عن اللي احنا المفروض إن احنا نعيشه أو نفكر فيه أو الشعور اللي احنا نطلع بيه
طيب إذا كان النبي – صلى الله عليه وسلم – قال لنا إن المكان ده يذكر الآخرة ولم يعد يذكر الآخرة هنعمل إيه يقول – صلى الله عليه وسلم – ” يهرم ابن آدم ويشب معه اثنتان الحرص على المال والحرص على العمر ” يبقى النبي – صلى الله عليه وسلم – بيقول إن الإنسان ديه طبيعته هو بيكبر وفي حاجات مع الوقت بتزداد رسوخًا مش العكس حرص الإنسان على المال وحرصه على البقاء وفي رواية للإمام أحمد ” يهرم ابن آدم ويبقى منه اثنتان الحرص والأمل ” إيه معنى الحرص الحرص اللى ربنا – سبحانه وتعالى – بيسميه الشح إن الإنسان عايز يجمع أكثر وعايز يحتفظ باللي هو جمعه عشان بيديله قدر عالي من الأمان ولازم يجمع ما ده الأمل أصل أنا بجمع ليه بجمع عشان أنفق أو أواجه حاجات ممكن تصيبني بكرة أو بعده يبقى هما الاثنين دول دايمًا بيبقوا قرينين قال – صلى الله عليه وسلم – ” لا يزال قلب الكبير شابًا على حب اثنتين حب الدنيا، وطول الأمل ” وفي رواية ” حب الحياة وحب المال “
طيب يعني في حاجات مستقرة في الإنسان الحاجات ديه إزاي نتعامل معاها أو إزاي نعالجها النبي – صلى الله عليه وسلم – بيقول لنا على حاجة في طبيعتنا، ديه حاجات مهمة جدًا ماهي ديه عظمة النبوة بيفهمنا طبيعتنا وتركيبتنا عبارة عن إيه نعرف نستوعبها وإزاي نتعامل معاها يعني الإنسان إذا كان بطبيعته كده هو حريص على البقاء في هذه الدنيا وحريص على جمع الأموال عشان يبقى في أمان في هذه الدنيا، طيب ده هيدعم استعداده للقاء الله ولا مش هيدعمه، طب لو كان مش بيدعمه أو يعمل على عكسه هيعمل إيه الإنسان عشان يعالج ده
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
الحمد لله رب العالمين
قال الله – تبارك وتعالى – يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ سمى لقاء ربنا – سبحانه وتعالى – بكرة مش بعد بكرة ولا بعد أسبوع ولا بعد أسبوعين يبقى إذن ربنا – سبحانه وتعالى – بيوجهنا لإيه إن الإنسان يفكر هو عمل إيه هيقابل به ربنا – سبحانه وتعالى – وبالتالي ده هيعيد تفكير الإنسان في نفس الحاجات يعني إيه بقاء الإنسان في هذه الحياة ده في حد ذاته نعمة من ربنا يعني هو الإنسان إن ربنا أمد له في العمر إن ربنا أعطى له يوم زيادة ديه نعمة من ربنا ديه حاجة كويسة يعني استمرار بقاء الإنسان في الحياة ديه فرصة إن الإنسان يستعتب ويستدرك ويراجع إللي فاته وينيب إلى الله – سبحانه وتعالى – بس هي الفكرة أنا هوظفها إزاي يعني أنا مزيد من العمر أومن الفرص إحنا أول ما بنقوم من النوم المفروض نقول ” الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا ” يعني ديه نعمة مش احنا بنقول كدة المفروض هو احنا ما بنقولش الكلام ده بس موجود في كتب الأذكار يعني إن إحنا نقول إيه ” الحمد لله إن ربنا _سبحانه وتعالى _ أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور يبقى أنا دلوقتي بركز على إيه أدرك إن ديه نعمة إن ربنا أعطاني فرصة تانية ” الحمد لله الذي رد علي روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره ” دول الحاجتين إللي بيقولهم الواحد لما يصحى عشان يفتكر إيه إن ربنا _سبحانه وتعالى _ أحيانا بعد ما أماتنا اللَّـهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا
يبقى إذن ديه تذكرة يومية بلقاء الله تذكرة يومية بلحظة الخروج من هذه الحياة وكأن أنا عدت للحياة من جديد وبالتالي عندي فرصة تانية أستدرك اللي فاتني وبعدين وإليه النشور في يوم بعث سيأتي ونلقى فيه ربنا _سبحانه وتعالى _
رد علي روحي عافاني في جسدي ما ديه الآلة اللي هتعين الإنسان على إنه يسارع لربنا _سبحانه وتعالى _ أو يوظف في الخير وأذن لي بذكره ديه نعمة في ناس كتييير محرومة منها في ناس كتييير غافلة عنها في ناس كتيييير معرضة عنها فالكلمات ديه المفروض في بداية اليوم بترسم مسار لليوم ولذلك هذه الكلمات النبوية وذكر الإنسان لربنا _سبحانه وتعالى _ديه الحاجات اللي المفروض ديه الإطار اللي بيضبط حياة الإنسان بيضعه في إطار من الفكر والرؤية الصحيحة وبيخلي الإنسان دائما متذكر للقاء الإلهي عشان يبقى دائما في دائرة الربح مش في دائرة الخسران
يبقى إذن إزاي الإنسان يعالج هذه الأشياء اللي هي أصلًا مستقرة جواه إزاي يتعامل معاها تعامل صحيح ما هي ديه الفكرة إن إزاي الدين يقدم فعلًا للإنسان أسلوب للحياة طريقة هيتعامل بيها في تعاملاته مع نفسه أو مع الناس من حوله يعني احنا مثلًا من الحاجات اللي بنرددها كتييير والكلام ده قلناه مرة قبل كدة نختم به الخطبة إحنا دايما بنقول إيه بنقول الدين المعاملة طيب بنقولها في مقام إيه بنقولها لما تتكلم انت عن حد عنده إطار التزام ظاهري بالتدين يعني مثلًا بيصلي في الجامع وعنده ذقن فأنت عايز تقوله على فكرة أنت مش متدين ولا حاجة لأن مثلًا إيه في التجارة أو في التعامل الشخصي أو كدة هو ده حقيقة التدين بس هو الكلام ده مينفعش يتقال مثلًا لو أنا ما بصليش يعني إحنا بنفاضل بين شخصين شخص بيصلي بس هو مقصر في الحاجات ديه وشخص شايفين إن هو في معاملاته أو في أخلاقه أحسن بس هو مالوش دعوة خالص فهو بقول إن ده أحسن من ده بس على فكرة ده مش معيار صح برضه لأن الإنسان المعرض عن الله المضيع لحق ربنا عليه هو في النهاية شخص مضيع للأمانة والأمانة معني لا يتجزأ ولذك احنا قلنا إن سيدنا عمر كان يكتب إلى عماله الأمراء اللي هو معينهم يقول ” إن أهم أموركم عندي الصلاة فمن حافظ عليها فقد حفظ دينه ومن كان مضيعًا لصلاته فهو لما سواها أضيع ” ومن كان مضيعًا لصلاته فهو لما سواها أضيع، ومن كان مضيعًا لصلاته فهو لما سواها أضيع،ليه لأن الصلاة ديه الأمانة اللي ربنا ائتمن عليها الإنسان طب لو هو ضيعها قال تعالى وَإِن يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّـهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ الإنسان إذا خان حق ربنا عليه طب هيحفظ حقوق الناس ليه إيه الوازع اللي جواه هيخليه يحفظ حقك أو ميطعنكش في ظهرك إذا ما كانش هو بيعظم رقابة ربنا _سبحانه وتعالى _ ونظره إليه وبيعظم لقاء ربنا _سبحانه وتعالى _ الذي سوف يسأل فيه عن النقير والقطمير إيه يحجز الإنسان عن أن يفسد إلا تقوى الله _تبارك وتعالى _ مفيش حاجة تانية هتقول مثلًا هو متربي الحاجات ديه حتى لو كانت موجودة لا تصمد أمام الفتن اللي الإنسان بيواجهها مفيش حاجة تصمد أمام الفتن إلا تقوى الله ولذلك احنا قلنا آخر كلمة ربنا خاطبنا وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ديه مش بسيطة
ربنا _سبحانه وتعالى اختار هذه الكلمات عشان يختم بيها القرآن ديه آخر حاجة نزلت آخر حاجة ربنا بيذكرنا بيها إيه هما الكلمتين دول وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ده مش عشوائية ده اختيار ربنا _سبحانه وتعالى _اختار هذه الكلمات التذكير بالحاجة اللي بتحفظ الإنسان وتحفظ الناس من ضرره ومن شره حقيقة الإسلام ” المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من ائتمنه الناس على أموالهم وأعراضهم والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه ” يبقى إذن الكلمات ديه أصول ولها آثار
طيب هذه الكلمة إن الدين هو المعاملة هي مش نص لاحديث ولا كلام حد من الصحابة لكن هو كمعنى صح طب يعني إيه الدين المعاملة كيف يتعامل الإنسان مع الله أولًا كيف يتعامل الإنسان مع نفسه ثانيًا كيف يتعامل الناس مع الأقربين ثم كيف يتعامل الإنسان مع عموم الناس ممن ينتسب إلى ملته ثم كيف يتعامل مع الناس الذين لا ينتسبون إلى دينه أو إلى ملته كل نموذج من هذه النماذج هو إطار من أطر المعاملة يبدأ بالمعاملة بين الإنسان وبين الله ولذلك قال – صلى الله عليه وسلم – ” الدين النصيحة قلنا لمن قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ” أول حاجة النصيحة لله ثم النصيحة لكتاب الله ثم النصيحة لرسول الله ثم النصيحة لأصحاب السلطان ثم لعموم المسلمين يبقى إذن اللي احنا عايزين نقوله إن هناك رسائل يرسلها الله تبارك وتعالى للإنسان الرسائل ديه كتيير اللي ربنا بيسميها نذر في القرآن كيف يتعامل الإنسان مع النذر والرسائل التي ترسل إليه من قبل الله _سبحانه وتعالى _ كيف يستقبلها إذا أحسن استقابلها فقد أفلح وأنجح وإذا لم يحسن استقبالها فقد خاب وخسر
اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك
اللهم ارحم في هذه الدنيا غربتنا وارحم اللهم عند الموت كربتنا وارحم اللهم في القبور وحشتنا وارحم اللهم في القيامة ذل مقامنا بين يديك
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك اللهم يا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك وطاعة رسولك – صلى الله عليه وسلم –
اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا الإسلام حتى نلقاك عليه اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين
اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم