Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

عادة ومحبوسة

إن الحمد لله نحمده وتستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مُضل له ومن يُضلل فلا هادِ له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلوات الله عليه وسلم.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

ثم أما بعد

حديثُنا اليوم عنوانه ” عاده ومحبوسه ” هذا مصطلح يدركه جيداً محترفو لعب الطاولة خاصة في العقد السابع والثامن من القرن الماضي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‏مَنْ لَعِبَ النَّرْدَشِير،‏ ‏فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ. الحديث فى سنن ابى داود فى رواية ابو موسى الأشعرى رضى الله عنه وأرضاه.

النَّرْدَشِير هو الزهر اللى بيتلعب به الطاولة احنا بنسميه زهر الطاولة وبالتالى أنا لو سمعت ده مش هيعلق معايا فى حاجة لأنه مفيش علاقة مابين ده واللى أحنا بنعرفه أو اللى أحنا بنعيشه ده اول مشكلة مش هاخد بالى لأن ده اسمه زهر والنبى صلى الله عليه وسلم بيكلم عن نرد معنديش ترجمته وبالتالى مش هاعرفه.

 ” ‏مَنْ لَعِبَ النَّرْدَشِير،‏ ‏فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ ” ليه؟ ولماذا يعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم عظيم القدر كبير الشأن الذى ما فتأ يتكلم فى معالى الأمور ويترك سفسافها ومحقراتها فما باله صلى الله عليه وسلم يلتفت الى النرد؟

بل قال ما هو اقوى من ذلك وأشد قال صلوات الله عليه وسلم عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ” مَنْ لَعِبَ بِالنَّرْدَشِيرِ، فَكَأَنَّمَا غَمَسَ يَدَهُ فِي لَحْمِ الْخِنْزِيرِ وَدَمِهِ ” ،‏‏ ” فَقَدْ عَصَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ ” الحكم وفهمناه ده هنا ليه يبقى الأولانى ده بيان ان ده مخالفة والتانى عامل نفسى يريد صلى الله عليه وسلم أن يجعل فى قلوبنا النفرة من ده الإنسان يأنف ان يغمس يده فى دمه طب ما بالك لو أن هذا الدم دم خنزير نجس يبقى إذاً اراد صلى الله عليه وسلم أن يصرفنا عن هذا بأن بين أن فى هذا معصية لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم والإنسان المؤمن إذا علم ان فى امراً طاعة اسرع اليه واقبل عليه وأن العبد المؤمن إذا علم أن فى شيئاً معصية لله أعرض عنه وأدبر وتولى طب ليه لأن الإنسان المؤمن غاية ما يفكر فيه أن يكون فى محل الرضا من الله سبحانه وتعالى لذلك إذا علم أن فى أمراً يقرب الى الله سبحانه وتعالى اسرع اليه وإذا علم من امرا يبعد عن الله سبحانه وتعالى نفر منه ليه لأن ايه الموجب أن يكون بين العبد والرب سبحانه وتعالى حواجز أو قيود أو غضب ليه؟؟ ده بلاش سيبه ذكر المعصية وأثرها الإيمانى طب والثانية كأن النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يساعدنا ويعيننا على أن نمتثل الأمر ونتجنب النهى طب بأيه بالتمثيل أو التصوير لحالة الإقبال على شيء والبعد عنه لذلك ربنا سبحانه وتعالى عندما أراد أن يجعل بيننا وبين الخوض فى أعراض الناس حاجزاً وفاصلاً قال أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ كرهنا ايه أن ناكل من لحوم الناس بالصورة المادية المحسوسة فكأنما يريد أن يقول من تكلم فى عرض أخيه فكأنما أكل من لحمه وهو ميت فبما إن انتوا تكرهوا ده فده زى ده فعليك أن تكره ده أيضا طب إيه الموجب أن الزهر يأخذ هذا القدر من الاهتمام أو القدر من التنفير؟

النردشير لعبة وضعت لأسدشير وهو كسرى ملك من ملوك الفرس من أل ساسان وضعت له هذه اللعبة لماذا وضعت له هذه اللعبة؟؟؟ حيث أنها لملك وحين تصنع لعبة مخصوص لملك تصنع لمقصد ومغزى يتعلق بهذا الملك وضعوا هذه اللعبة لغرض فلسفي ألا وهو أن الدنيا تتقلب بأهلها حبة فوق وحبة تحت لأن الزهر ده حاجة عشوائية يطلع كده يطلع كده, الدنيا تتقلب بأهلها فعملوها 12 بيت فى 12 بيت ال12 بيت دول عدد الشهور و30 حجر عدد الأيام فى الشهر وزهرتين رمزاً للقضاء والقدر فيريدون أن يشيروا الى أن الإنسان إذا أسعده الحظ اتسعت له أموره والإنسان العاقل الفطن اللبيب إذا لم يسعده حظه لم ينفعه عقله ولم ينفعه فكره ولم ينفعه تدبيره فلما كانت كذلك استوجبت أن تقابل بهذه المقابلة ليه لأن ده بترسخ مفهوم يفسد عقول الناس وقلوبهم ربنا سبحانه وتعالى بنى كل هذه الحياة على قانون السببية مقدمات تؤدى الى نتائج بذلاً وسعياً وكد يؤدى الى تحصيل الثمرات والنتائج ده بيدمر ده بالكلية ولذلك إحنا طلعنا على كده جابولنا بتاعه كده فيها 100 خانة اسمها السلم والتعبان تبقى انت ماشى كده يجيلك سلم تتطلع فوق وبعد كده يجيلك سلم تنزل تحت تطلع فوق وتنزل تحت طب ماذا نتعلم من هذه اللعبة؟؟ العشوائية؟ كون الدنيا فهلوة ضربة حظ تتطلع بيك وتنزل؟؟ طب ده لعبة بيلعب بها عيل؟ لا عيل أو كبير. هى ترسخ عند الإنسان حاجة يتبنى عند الإنسان مفهوم بتكون عنده بيئة نفسية معينة يكبر ويرتقى فيها إذاً عندما يتحدث النبى صلى الله عليه وسلم عن النردشير وهو من هو صلوات الله عليه وسلم يبقى مش بيكلم عن حاجة ملهاش وزن أو مجرد عيال بتلعب ناهيك عن قضية تمضية الوقت ليه النرد.

لذلك العلماء سنجد فى كلامهم تمييز ما بين النرد والشطرنج فى الحكم وكذلك تجد أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يرد عنه حديث عن الشطرنج رغم وجودهما وايضا كلاهما لعبة ملوك لماذا لم يشر إلى هذا وجعل هذه كانغماس اليد فى لحم الخنزير ويده لذلك العلماء قالوا أن كل لعبة مبنية على إعمال عقل وفكر إذا وضعت فى حد معين فليست فى حد التحريم أما كل ما بنى على التحريز والتخمين الحظ فهو حرم يبقى إذاً حتى فى اللعب ماذا يبنى الإسلام فى الإنسان المسلم، الدنيا مش ماشية كده يا ليتنا يا ليتنا ندرك عمق النعمة التي أنعم الله سبحانه وتعالى بها علينا عمق هذا الدين والأبعاد الكبيرة العالية التي من بها الله سبحانه وتعالى علينا لذلك قال العلماء انه يجوز لعب المنقلة وهى حتة خشب فيها سطور وحصى صغير اللى بيسموها بتوع الحكومة اللى زينا كده النقالة ولو أنت فى مدرسة نضيفه يسموها o x وهذه هى المنقلة قال العلماء ان المنقلة فيها تفكير وتحتاج الى حساب لكن أى حاجة مبنية على حزر أو تخمين لا يبقى إذاً ايه السكة التى ابيح لنا السير فيها وما السكة التي منعنا السير فيها وليه؟؟ وده بيبنى ايه فى الإنسان؟؟؟

واللهو اللى ممكن يخش فى حد التحريم الأصل فيه أنه مبنى على الكراهة لذلك على رضى الله عنه مر على قوماً يلعبون الشطرنج فقال ما هذه التماثيل التى انتم لها عاكفون عاكفون تعنى اننا قاعدين عايها ليل نهار تعدى تلاقى ناس بتلعب ولذلك مر على جماعة من بنى تميم فى مجلس من مجالسهم وهم يلعبون الشطرنج قال أما والله لغير هذا خلقتم أما والله لولا أن تكون هذه سنه لضربت به وجوهكم أما والله لغير هذا خلقتم يريد أن يشير الي ان الإنسان ربنا سبحانه وتعالى خلقه لغاية عظمى لابد أن لايغفل عنها وأنه إذا احتاج أحيانا خاصة الصغار الى شيء من الترفيه يبقى فى حدود معينة يقول وهب بن منبه لا ينبغي للعاقل أن لا يشغل نفسه عن أربع ساعات ساعة يناجي فيها ربه وساعة يحاسب فيها نفسه وساعة يخلو فيها هو وإخوانه والذين ينصحون له في دينه، ويصدقونه عن عيوبه وساعة يٌخلي بين نفسه وبين لذاته فيما يحل، ويحمد، فإن هذه الساعة عون لتلك الساعات هو قال فى أربع ساعات مهمة لابد أن توجد فى حياة الإنسان واحدة منهم بتخدم التلاتة لذلك تبقى فى حدود خدمة التلاتة ما تضرش التلاته الاولانية أن الإنسان يبقى بينه الصلة الدعاء القرأن الصلاة الحاجة التانية الحاجة التانية يراجع نفسه يشوف نفسه رايح فين ماشى فين ماذا قدم للقاء الله التالته يجلس مع اناس يذكروه بالله ويبصروه بالعيوب عشان يتجنبها ويرتقى كل يوم يبقى اجمل وأحسن طيب لو النفس قفلت على كده ماتصبرش على ده كتير تحتاج الى قدر من الترويح مما يحل ويحمد يحل ومفهومة أما يحمد تعنى لا يوجد بها نقص فى الإنسان سواء لمرؤته أو نظر الإنسان ليها فبيقول أن ده تعين على دول فعَنِ بن عَجْلانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ” كُلُّ شَيْءٍ مِنْ لَهْوِ الدُّنْيَا بَاطِلٌ إِلا ثَلاثًا: انْتِضَالَكَ بِقَوْسِكَ، وَتَأْدِيبَكَ فَرَسَكَ، وَمُلاعَبَتَكَ أَهْلَكَ، فَإِنَّهُنَّ مِنَ الْحَقِّ “

النبى صلى الله عليه وسلم يقول أن كل شىء من لهو الدنيا باطل وباطل تعنى ذاهب لا نفع ولا فائدة منه ولا تعنى حرام إلا 3 حاجات الرماية والفروسية وملاعبة الاهل طب ليه اختص دون ولم يجعلوا من الباطل؟ لما وراءهم من أثر الاتنين الاولنين للحفاظ على قوة الأمة الحماية الخارجية لها الرماية والفروسية اداة القتال والحفظ والحياطة والدفاع وملاعبة الأهل المحافظة على الودالأسرى الناء الداخلى هو المجتمع كده عايز حفظ داخلى وحماية خارجية الحماية الخارجية بأول اتنين وحفظ البناء الداخلى للأسرة عشان تنشأ نشأ صالح محتاج التالتة فالنبى صلى الله عليه وسلم هنا يقول أن اللهو حق طب وعكسه أى حاجة تانية باطل يعنى إيه باطل ملهوش فايده يبقى إذاً النبى صلى الله عليه وسلم عايز يقول أن حتى فى لهونا فى رسالة فى حاجة عايزين نروحلها فى وجهة بنتوجه لها ده بيخدم ده لذلك حتى اللهو وضع فى محل حيث ينفع ويفيد يبقى إذاً حتى الألعاب فى الدين ربنا سبحانه وتعالى وضحه وبينه ووضعه فى الإطار اللى يحقق رغبات النفس اللى ممكن أنه يروح عنها وفى نفس الوقت بيخدم المقاصد الكلية ويبنى الإنسان المؤمن من حيث كونه طفل صغير إلى أن يرشد فى معانى كبيرة في جدية ونفسية أن مفيش حاجة اسمها حظ فى حاجة اسمها سنن فى حاجة اسمها اسباب فى حاجة اسمها مقدمات تورث نتائج ده لازم تكون موجوده فى فكر وبنية الإنسان وأن الدنيا ليست عشوائية مش ماشية كده لأ لذلك حتى اللعب من الصغر لابد أن يخدم هذا منه ماهو مباح فى حدود ومنه ما هو ينفع ويفيد احنا المفروض نتوجه اليه ويراعى احتياجات الناس أطفال صغار حاجة الناس للترفيه أو اللهو فى أيام الأعياد حيث يراعى فيها التوسعه, حاجة النساء الواتي لا يصبرن على ما يصبر عليه الرجال, النبي صصصص تزوج عائشة كان بيدخلها الجواري عشان يلعبوا معاها, أوضة النبي صلى الله عليه وسلم حجمها ايه يعني؟ ولذلك في يوم العيد سيدنا أبو بكر دخل فوجد السيدة عائشة ومعها بنتين عمالين بيغنوا أغاني بعاث, فهو شافهم عاملين دوشة والنبي صصصص ممدد كده ونايم, فقال مزمار الشيطان في بيت رسول الله؟ قال: دعهما يا أبى بكر إن لكل قوم عيداً وإن هذا عيدنا, سيبهم يلعبوا, كان لها سهو, فتحة عليها ستارة حاطة فيها عرايس تلعب بيها, النبي صلى الله عليه وسلم كان بيسربلها البنات يلعبوا معاها, فدخل لقى في شوية عرايس وبينهم فرس بجناحين, قال لها: إيه ده, قالت له: فرس, قال لها: هو في فرس بجناحين؟ قالت له: ألم تعلم أن سليمان عليه السلام كانت له خيل لها أجنحة!, فالنبي ضحك, أدينا بنتعلم, فرس بجناجين ماشي ما فيش مشكلة.

فإذن, كل حاجة ربنا سبحانه وتعالى وضعها لنا فيها الغناء, فيها الشفاء, فيها كل ما يحتاج إليه الإنسان إذا إحنا وعينا ده, وحاولنا نعيش على وزانه وعلى سبيله وعلى طريقه.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الحمد لله رب العالمين, طب إحنا أصلاً الكلام ده كله بنقوله ليه؟ أنا كل اللي عايزه من الموضوع ده عادة ومحبوسة, أنا على فكرة مش عايز أتكلم في ده أصلاً, عايز أقول إحنا كنا بنتكلم كتير حوالين إن إحنا بندرك أشياء أو ربما نتمنى إن إحنا نكون أقرب إلى الله سبحانه وتعالى, أو نبقى أفضل, أو ربما نصغي إلى بعض المواعظ ويحصل قدر من التأثر بها قليل أو كثير, لكن ما فيش تفعيل, ما فيش نقلة, إحنا مش بننقل ليه؟ لأن في العادة وإحنا نفوسنا محبوسة مأسورة في أسر هذه العادة, دا اللي أنا عايز أقوله, إن النفس محبوسة في أسر هذه العادة.

 إيه هي العادة؟ العادة هي الحاجة اللي الإنسان درج ونشأ وتعود عليها, هو درج على أشياء معينة أو البيئة المحيطة حاطة قضبان أو طريق حديدي هو يعيش جواها, ولذلك ما بيقدرش يخرج من أسر هذه العادة, يبقى إذاً إيه المقصود بالعادة؟ الشئ اللي الإنسان بيعتاده, لذلك ابن القيم بيذكر التسلسل اللي بيوصل بالإنسان للعادة, العادة دي نوعين؛ عادة إجتماعية وعادة شخصية, عادة إجتماعية يعني إيه؟ حاجة الواحد نشأ فوجدها في المجتمع, عرف إجتماعي, فيلتزم به, وينشأ عليه, ويعتبره بعد فترة حق وصواب, على فكرة أصل هما ما رجعوش, أو عادة شخصية, فالعادة الشخصية, ابن القيم يقول إيه؟ يقول إن أصلها وسوسة أو خاطر يخطر ببال الإنسان, فيقول دافع الخاطرة, دافعها يعني إستعذ بالله منها وأصرفها, طيب, فإن لم تفعل؟ صارت فكرة, إيه الفارق بين الخاطرة والفكرة؟ الخاطرة دي وسوسة كده أو حاجة قذفت في قلب الإنسان, طيب لو سابها وأسترسل معها بالتفكير؟ بقت فكرة, يعني أصبح إن هو تبناها, في الأول كانت وسوسة شيطانية أنا بتنيتها مع إسترسالي معها, طيب فإن لم تدفع الفكرة صارت شهوة, الفكرة اللي الواحد بيفكر فيها النفس تميل إليها, قال فحاربها, خلي بالك مش دافعها, المشكة إن أنا اللي ورَمت الموضوع أكثر, ما هي كانت فكرة دفعها سهل, لما إسترسلم معها بقت شهوة دفعها أصعب, قال فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمة, الشهوة تتحول إلى إرادة وعزيمة على الفعل, كده بقت أصعب, طيب, قال فقاومها فإن لم تفعل صارت فعلاً, فإن لم تتدارك الفعل بضده – حاجة غلط الإنسان بيتوب ويقلع عنها ويجعل حسنة إن الحسنات يذهبن السيئات – صارت عادة, فيصعب علي الإقلاع عنها, يبقى العادة تتولد عبر إيه؟ لا ده مشوار طويل, حالة كده, خاطرة أنا تقبلتها بقت فكرة تقبلتها بقت شهوية تقبلتها بقت إرادة وعزيمة وهمة تقبلتها بقت فعل, مارست الفعل وأستمريت عليه فاستقر, فأصبح من الصعوبة علي إني أخرج من إلف أو أسر هذه العادة الشخصية.

طيب الإجتماعية, حاجة درج عليها المجتمع, إلا قال مترفوها, فهم يعني إيه جعلوا الموروث الثقافي علامة على الصحة يحتاج إن إحنا نثبت عليه ونستمر, يبقى إيه اللي يخلينا نقدر نخرج من إللي إحنا فيه, إزاي نكسر العادة, هي دي المشكلة, يعني دلوقتي إحنا جينا هنا, بعد ما نطلع في برنامج لليوم, ولكل يوم, يعني أنا من حين ما أصحى لحد ما أنام في برنامج ماشي, من غير ما أملى الزمبلك ولا أعمل حاجة, أنا منين ما أصحى طبيعي يفضل الموضوع ماشي كده, عادات معينة إعتدها وسلوك إجتماعي معين ووسط معين بتعامل معاه, كل حاجة ماشية كده, وبالتالي ما أقدرش أخرج, المفروض أنا بصحى الصبح الساعة عشرة, هفطر وأقرأ الجرنال, أجي أحضر الجمعة نص ساعة ساعة إلا ربع أروح البيت عشان هعمل كذا, أتغدى وأنام, الساعة خامسة رايح لماما, المهم ماشي كده, السبت أجازة بنروح النادي, الحد الشغل من كذا لكذا بعدين أرجع أتغدى وأنام بصحى أتفرج على التوك شو نص ساعة وبعد كده…, إمتى أقد أطلع من ده؟ لازم أكسر ده؟ لذلك الغار لرسول الله صلى الله عليه وسلم, كان هو نقطة التحول, يعني النبي صلى الله عليه وسلم لو ما كانش في الغار كان يبقى على سبيل وسنن قريش, هو النبي صلى الله عليه وسلم إزاي خرج من أسر المنظومة الفكرية بتاعت قريش؟ بإن هو كان ينسحب إحياناً فيصعد إلى غار حراء, عشان يعمل إيه؟ عشان يفكر في حاله وحال الناس, ويستهدي ويستلهم من الله تبارك وتعالى أن يهديه إلى سبيل الحق والصواب, لولا ذلك؟ ما كانش هيطلع, قعد على كده شوية, ثلاث سنين, من سبعة وثلاثين لسن أربعين, ثلاث سنين, يتزود, دي حاجة صعبة جداً, تخيل واحد بيطلع بيسيب المجتمع بتاعه كله وبيطلع يتسلق جبل ويقعد في غار مظلم لوحده, تقول عائشة رضي الله عنها الليالي ذوات العدد, ياخد أكل وشرب ويطلع يقعد لوحده في مكان موحش, دي حاجة صعبة جداً جداً جداً, تخيلها كده, لو أنا هعمل كده دلوقتي, مين يقدر يعمل كده؟ يقعد لوحده أيام متتالية ما يعرفش حد ما بيتكلمش مع حد, في حلكة وفي ظلمة, عايز يتفكر كيف السبيل إلى الله ” ووجدك ضالاً ” , هي على فكرة مش عشوائية كده, هو كان ستحقها صلى الله عليه وسلم, لأن هو بذل في سبيلها, طيب لو هو ما كانش بيعمل كده, لو ما كانش بيتحمل ده؟ كان ربما فضل فرداً من جملة قريش, أحسن منهم شوية, إخلاقاً, لكن في النهاية هو فرد في جملة المنظومة دي, ليه ربنا من عليه وأصطفاه وأختصه بهذه المنة العظمى فأصبح النور النبراس والسراج المنير للعالمين إلى قيام الساعة؟ مش كده, دي برضه مش عشوائية مش بالحزر والتخمين, ” الله أعلم حيث يجعل ” , هو حطها هنا ليه؟ ليه إصطفى ذلك القلب؟ لأنه يستحق, يستحق بحرص وبذل وسعي, ولذلك حينما أراد أن يخرج أخرجه الله سبحانه وتعالى وأخرج به الناس, مش أخرجه بس, من الظلمات إلى النور, ولذلك الغار, كان نقطة التحول الفكري لهذه الأمة, والغار الثاني؟ نقطة التحول العملي لهذه الأمة, إحنا عندنا غارين؛ غار حراء وغار ثور, كل واحد من الإثنين دول بيمثل نقطة تحول كبيرة جداً في حياة هذه الإمة, تحول الفكرة والهداية, تحول الفعل والتأثير, الإنتقال من مكة إلى المدينة, الإنتقال بالإسلام إلى دائرة التأثير, ودائرة البناء.

يبقى هي إزاي الإنسان يخرق ويكسر العادة, لازم يكون في شوية من الغار, الغار ده عبارة عن إيه؟ قدر من الإنسحاب اليسير, أنا أقعد مع نفسي شوية أفكر, زي ما قلنا في كلام وهب بن منبه, قال في أربع ساعات, الأربع ساعات دول مهمين, هما دول إللي هيصلحوا من شأن الإنسان.

العوائق اللي بتواجهنا عائقين كبار, إحنا النهارده إتكلمنا عن واحد هو العادة, ونرجئ واحد تاني هو أهم وأخطر بكثير بس ده نخليه لمرة ثانية, يبقى إحنا النهار ده إتكلمنا عن إيه؟ العادة وتأثيرها السلبي, هي اللي مخليانا مش عارفين ننقل مش عارفين نتحرك مش عارفين نتغير, وفي جملة ده, كثرة الصوارف, الصوارف اللي بتصرف الإنسان, ومن الصوارف المهمة اللي إحنا بنغفل عنها إن في حاجة إسمها الشيطان, النبي صلى الله عليه وسلم يقول, في حديث عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما في المسند, يقول: ” خصلتان أو خلتان, لا يحافظ عليهما رجل مسلم إلا دخل الجنة وهما يسير ” حاجتين سهلين أوي ” وقليلٌ من يعمل بهما ” , بيقولك هما حاجتين إللي يحافظ عليهم, يحافظ عليهم, ربنا يدخله الجنة, وهما سهلين أوي, ومع ذلك قليل أوي اللي بيعمل بيهم, يقول: ” تسبح الله عشراً, وتحمد الله عشراً, وتكبر الله عشراَ في دبر كل صلاة ” , مش ثلاثة وثلاثين, عشرة وعشرة وعشرة, كام دول ثلاثين, يقول صلى الله عليه وسلم: ” فذلك مئةٌ وخمسون باللسان ” , ما هما ثلاثين في خمس صلوات يبقى مية وخمسن تسبيحة وتحميدة وتكبيرة, ” فذلك مئة وخمسون باللسان وألف وخمس مئة في الميزان ” , الحسنة بعشر أمثالها, ” وتسبح ثلاثاً وثلاثين, تحمد ثلاثاً وثلاثين, وتكبر أربعاً وثلاثين إذا أخذ مضجعه, فذلك مئة باللسان وألف في الميزان ” , صح كده؟ يبقى ثلاثين في خمسة بمية وخمسين, ألف وخمسمية, وثلاثة وثلاثين وثلاثة وثلاثين وأربعة وثلاثين مية باللسان وألف بالحسنات بفضل الله تبارك وتعالى, النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” فأيكم يعمل في اليوم ألفين وخمس مئة سيئة ” .

النبي صلى الله عليه وسلم عايز يقول إيه؟ عايز يقول إن الإنسان عبارة عن ميزان, فدول ألفين وخمسمية حسنة, ما عملتش حاجة تانية, ألفين وخمسمية حسنة دول لوحدهم كده, في مقابل, هيعمل في اليوم ألفين وخمسمية سيئة, دا يبقى إنسان على فكرة يعني مفتري, في اليوم ألفين وخمسمية سيئة! إحنا برضه ممكن نكسر الرقم ده عادي يعني, لذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال إيه؟ قالي يعني إن الحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء, والسيئة بمثلها وإن الإنسان لوتاب, تاب الله عليه, ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم عقب في الآخر قال إيه؟ قال: ” ولا يهلك على الله إلا هالك ” , ما هو على فكرة بالميزان ده, الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف, وإن الإنسان إذا هم بسيئة فتركها لله كانت حسنة, وإذا هم بحسنة فلم يعملها كانت حسنة, وإذا هم بسيئة فعملها كانت سيئة واحدة, والميزان في الآخر يبقى ميزان السيئات يبقى الإرجح, لا يبقى هو اللي مترجت على الهلاك, لا يهلك على الله إلى هالك, فالنبي صلى الله عليه وسلم بيقول, الألفين وخمس مئة سيئة, هل سيعمل بهم إنسان في اليوم؟ عياز يقول إن ده مستبعد, طيب التعبير هنا يدل على إيه؟

هنا النبي صلى الله عليه وسلم أقر في الواقع إن عندنا سيئات, على فكرة هو ما قالش إن إحنا ناس حلوين كده وبنطير, لا, هو يقول إن دول ألفين وخمسمية, إنت أنا عارف أن أنت هتعك, لو هتعك في ألفين خمسمية يبقى إنت بصراحة فظيع, يبقى إذاً ضمنياً النبي صلى الله عليه وسلم بيشير إلى أيه, إلى إن القضية إن الإنسان عبارة عن ميزان, ما فيش إنسان خالص أو كامل, هو ده الإنسان, دي طبيعة الإنسان, بس اللي يفضل بيه إنسان عن إنسان إيه؟ أنهو كفة إللي هو بيحاول يرجحها, أنهو كفة إللي هو بيحاول إنها تبقى أقوى أو أكبر أو أكثر إتساعاً. فالصحابة إستغربوا, قالوا: ” يا رسول الله لقد قلت هما يسير ومن يعمل بهما قليل ” طيب إزاي؟ إزاي هما كده سهلين وإحنا برضه ما نعملش بيهم؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم قال إيه؟ قال: ” يأتي أحدكم الشيطان ” , هنا بقى الصوارف, ” يأتي أحدكم الشيطان وقد فرغ من صلاته ” , ده كتر خيره, سابه يخلص صلاة, إحنا شخصياً ما بيحصل معانا كده, هو بيجي من أول الصلاة ويفضل ها ها ها, فده حلو الحمد لله ده خلص صلاة, إفترضنا إن هو صلى, ” وقد فرغ من صلاته, فقال: أذكر حاجة كذا وكذا, فيقوم ولا يذكر ” , يعني هو كان خلاص, هما ثلاثين, الفكرة ممكن أقولهم وأنا ماشي, مش لازم وأنا قاعد, أقولهم وأنا ماشي, بس الفكرة إيه, هو أول ما أخلص صلاة قام جي مفكرني بحاجة, هوبا أنا سايب العربية مبوزة برة زمان واحد خبطها, أو دلوقتي ميعاد العيال تجيبهم من المدرسة وزمان السكة زحمة فإنت يا دوب تلحق تجيبهم, أو في ميعاد مع فلان, الإيميل إللي ما بعتهوش,…, المهم باي باي, يبقى ليه إحنا مش بنعمل بيهم؟ في حاجة إسمها الصوارف, طيب دي الأولانية, والثانية؟ الثانية أنا خلصت اليوم أهو, أنا هنام, ” فإذا أخذ مضجعه, أتاه الشيطان فنومه حتى لا يقولها ” , الشيطان هيعمل إيه؟ ينيمه, يبقى إذاً هل أنا محتاج إن أنا أشتري مهدئ عشان أنام أو منوم؟ أنا مش محتاج ده خالص, إحنا على فكرة مش محتاجين ده خالص, أبسط حاجة تعملها أبسط حاجة, شغل قرآن قبل ما تنام, هما دقيقتين على فكرة, بس تحاول تركز فيهم, يعني هو الأرق سببه إيه؟ الهموم إللي يجعلها الشيطان جاثمة على نفس الإنسان عشان إيه؟ عشان الشيطان عدو الإنسان, الشيطان عدو الإنسان, فهو عايزني أتعكنن, فيضل ها ها ها, وأنا مش عارف أنام, طيب أحل المشكلة إزاي؟ بسيطة خالص, ثلاثة وثلاثين تسبيحة وثلاثة وثلاثين تحميدة وأربعة وثلاثين تكبيرة, يقول إيه, ” فينومه ” , يعني يفضل ننا هوو, وأدبحلك جوزين حمام, يالا يالا, غور بقى إطلع, فهو إذاً مركز معايا, أول ما أخلص صلاة, هوب إلحق, أنام, أنت تعبان يا حبيبي نام, فإذاً عوضاً عن المهدئات, بس تقول سبحان الله هما على فكرة عشرة إتناشر وهتلاقي نفسك ريحت, يبقى إذاً النبي صلى الله عليه وسلم بيقول إيه؟ بيقول إن هما يسير أهم, بس خلي بالك في حاجة إسمها الشيطان يخليك ما تقولهمش, يبقى أنا المفروض أعمل إيه؟ أحاول إن أنا أركز شوية, أبقى عارف إن في حد عايز يصرفني عن ده فلا أمكنه من إنه يصرفني.

يبقى إذاً إللي إحنا قلناه النهار ده إيه, كيف نخرج من أسر العادة, وكيف نقاوم الصوارف, يبقى إحنا عشان ننقل نحول النظري إللي إحنا نعرفه إللي نفسنا إن إحنا نعمله, بس إحنا حد تاني بالنيابة عننا يعمله, إحنا نحاول نعمله, في حاجة بتقاوم, إصل أنا لو معرفتش إيه إللي بيقاومني أو إيه إللي بيدافعني أو إيه إللي بيمنعني أنا مش هعرف أعمل حاجة, فإحنا في أسر قيود حديدية لابد إن إحنا نخرج منها, نخرج منها إزاي؟ إن إحنا نستصحب الغار شوية, إحنا محتاجين ده شوية, وإن إحنا نركز إن في صوارف, في معاداة, في شيطان, والشيطان ده, ربنا قال شياطين الإنس والجن, يعني الشيطان كمان يؤز عليك بشر, مش بس الشيطان لوحده, يعني لو إستعذت بالله من الشيطان فمشي, فهو مش هيسيبني بقى, يزق علي فلان علان, المدير يعكنني الصبح, بدون لازمة كده, يا عم في إيه, أنا لسه السلام عليكم, لسه جي أمضي, يبقى إذاً في حاجت تريد إن هي تصرفني عن طريقي, يبقى أنا أركز إني أقاومها, دي أول حاجة قلناها, عشان نخرج من إللي إحنا فيه ونتحول من حال إلى حال, لازم نكسر أسر وقيد العادة إللي النفس فيها محبوسة, الحاجة الثانية دي نرجئها إن شاء الله للمرة اللي بعد اللي جاية بإذن الله.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا, وثبت أقدامنا وأنصرنا على القوم الكافرين

اللهم خذ بأيدينا إليك, اللهم خذ بأيدينا إليك, اللهم خذ بأيدينا إليك, أخذ الكرام عليك, لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك, لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك.

اللهم إقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك, ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك, ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا.

متعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا أبداً ما أحييتنا, وإجعله الوارث منا, وإجعل ثأرنا على من ظلمنا, وإنصرنا على من عادانا, ولا تجعل مصيبتنا في ديننا, ولا تجعل مصيبتنا في ديننا, ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا, ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا, ولا تجعل إلى النار مصيرنا, وإجعل الجنة هي دارنا, وإجعل الجنة هي دارنا.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.