إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ثم أما بعد: قال الله تبارك وتعالى عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ
قال تعالى وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ
قال سبحانه وتعالى مصدّراً بين يدي هذه الآيات، قال سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فهو سبحانه وتعالى يصدّر هذا القضاء وهذا الإخبار بذكر إسرائه سبحانه وتعالى بنبيه صلى الله عليه وسلم من مكة إلى القدس، مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ثم يخبر تبارك وتعالى عن نعمته ومنّته على بني إسرائيل بأنه قد آتى موسى عليه السلام كتاباً هداية ونوراً، ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً آمراً بني إسرائيل قائلاً أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا – يا – ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ثم يخبر تبارك وتعالى أنه قد قضى قضاءً وأعلمهم به في كتابهم أنه سيقع منهم إفسادٌ عظيمٌ مرتين يلقون جزائه وعقوبته، فهو يستفتح سبحانه وتعالى بالتسبيح وقد ذكرنا قبل مراراً معنى التسبيح وهو تعظيم الإنسان لربه تبارك وتعالى عن أن يوصف بنقصٍ أو بعيب أو قصورٍ في صفةٍ أو أمرٍ أو نهيٍ أو قضاءٍ أو قدر.
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ فهو يبدأ سبحانه وتعالى واصفاً نبيه صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف العظيم أنه إنما استحقّ هذه المكانة وهذه الرفعة وهذه المنزلة لأنه كان عبداً حق العبد، من الذي أسرى يخبر تعالى أنه هو الذي أسرى بعبده، وهذا أول ما ينبغي أن نلتفت إليه؛ أن الفعل والتقدير والتأثير والتوجيه في هذا الكون إنما هو لربه وخالقه ومالكه تبارك وتعالى الملك ملكه والأمر أمره، لا تتحرك ذرة ولا تسكن إلا بعلمه وبقدرته فهو قد أسرى بعبده صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس لكي يسلمه مفاتحه؛ إعلاناً وإيذاناً بأنه قد آن لهذا الرسول صلى الله عليه وسلم وآن بالتبع لهذه الأمة التي تتبعه أن تتسلم هذه المفاتح لأنها أصبحت وريثة لهذا الدين ولهذه الرسالة ولهذه الأمانة ولهذه المقدسات، وبعد أن سلّمه سبحانه وتعالى هذه المفاتح، ذكر الأمة التي سلبت منها هذه المفاتح ولم سلبت فأخبر أولاً أنه قد حمّله قبل هذه الأمانة وائتمنهم على هذه الديانة وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وجعلنا هذا الكتاب جعلناه هداية لهذه الأمة إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ آمرين إياهم بأمر أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا لا تتعلقوا إلا به ولا ترجون إلا إياه ولا تفزعون إلا إليه ولا تطلبون لا منه ولا ترهبون إلا إياه أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا أي سنداً ووليّاً وحافظاً ومعيناً وظهيراً ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ ثم وصفه فقال سبحانه وتعالى إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا يبئه إذاً هذه النجاة التي امتنّ الله عز وجل علينا بها فهو يخبرنا ويخبرهم أننا من ذرية هؤلاء إذ غرقت الأرض بمن فيها وما فيها إلا ما حملته هذه السفينة فقد نجّاه الله تبارك وتعالى ونجّى من معه لأنه كان عبداً شكوراً، هذا الشكر لله تبارك وتعالى هو سبيل النجاة، سبيل الحفظ والرعاية والحماية، ثم قال تعالى مخبراً أن هؤلاء الذين ائتمنوا على هذه الأمانة لم يوفّوا ولذلك استلبت منهم ووضعت في يد مَن مِن المفترض أن يقوموا على هذه الأمانة، فقال تعالى بعدما أخبر أنه قد آتى موسى عليه السلام الكتاب الذي هو الهداية والنور، قال وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيل أي قضينا قضاءً وأعلمناهم به وأوصلنا خبره إليهم في ذات الكتاب الذي جعله سبحانه وتعالى هداية أخبرهم عما سوف يجترحون، وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا فهو سبحانه وتعالى يخبرهم على أنهم سوف يقع منهم هذا الإفساد العظيم لمرتين متتاليتين، طيب ما فادة الإخبار بهذا في الكتاب؟ يعني الكتاب يحدد معالم الهداية، يحدد سبيل النجاح، يحدد الطريق إلى رضوان الله أما أن يخبر عن واقع مستقبلي تحدثه هذه الأمة فلماذا يورد هذا في الكتاب.
أولاً إنما يكون هذا رحمة من الله تبارك وتعالى لأن يكون الكتاب مضمن للتحذير من المخالفة ناهياً عنها يضمُّ إلى الأصل الذي ينبغي أن نكون عليه يخبرنا بواقعنا الذي نعيشه والذي سوف نمارسه، ثم هو بعد ذلك يبيّن لنا طريق المخرج يعني دلوقتي احنا المفروض هنلتزم بسنن معيّن، نلتزم بأمر معيّن، نهتدي بهدي ربنا تبارك وتعالى طب إذا خالفنا لكي يحفظنا ربنا تبارك وتعالى من اليأس ومن القنوط ومن الإبلاس ولئلا نعرف لنا مخرجاً فهو سبحانه وتعالى يرشدنا إلى المخرج فإذا وقعنا في الفساد أو الإفساد هل لنا من سبيل لكي نخرج منه؟ هل هناك من طريق لكي يسلمنا الله تبارك وتعالى من شرّه ومن ضرره ومن أثره في حاجة احنا ممكن نعملها؟ فهو يبيّن لنا ما سوف نفعل محذّراً إيانا من ذلك مبيّناً لنا إن نحن أبينا وفعلنا كيف نخرج من أثر ما أفسدنا.
طيب هل الإفساد كان مرتين؟ إنما يتحدث سبحانه وتعالى عن الفساد العريض، فهو سبحانه وتعالى لعظمة كتابه ولعظمة ما أوحاه إلى نبيه، كما يأتي لدينا إذا قرأنا نحن في السنة وفي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمور المستقبلة، فهو يخبر عن عظائم الأمور، لا يخبر عن الأمور المحقرة التي ليس لها كبير وزن في تاريخ الأمة أو مجريات أحداثها، فهو سبحانه وتعالى لا يشير إلا هذين الإفسادين العظيمين، غاضاً الطرف عما دون ذلك من صور الإفساد، مشيراً سبحانه وتعالى إلى أن رحمته سبحانه وتعالى قد عمت وشملت عباده وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ فهو سبحانه وتعالى لا يشير إلى هذه الأمور التي هي ما دون هذه العظائم وما دون هذا الفساد العظيم، وهي في دائرة وهي في دائرة الرحمة إذا وقع الاستغفار.
أما هذا الاجرام العظيم فيحتاج إلى التنويه والتحذير منه وإلى التخويف من مغبته وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيل فِي الْكِتَاب لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْض مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ذكر افسادا بينه عز وجل فى آيات كثيرة فى نقض عهد مع الله فى قتل أنبياء وصالحين بغير حق فى تحريف الكلم عن مواضعه ثم العلو والاستكبار التكبر على طاعة الله وعن الخضوع لله تبارك وتعالى التكبر والتجبر على عباد الله فإذا وقع ذلك إذا وقعت الأمة فى هذا الافساد العظيم وهذا التجبر هل تترك هكذا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا وعد أولاهما اللى هى ايه الوعد هنا بيتكلم عن الافساد؟ بيتكلم عن العقوبة يبقى إذا الافساد ده هياخد مساحة زمنية طويلة لعل هذه الأمة تستدرك ما فاتها أو تراجع نفسها أو تؤب إلى ربها طب إذا استطال الأمر ولم يزدادوا الإ طغيانا وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلا طُغْيَانًا كَبِيرًا آثر الخوف ايه المفروض الطبيعى إن الإنسان ينزدجر لا فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلا طُغْيَانًا كَبِيرًا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا طب يعنى ايه وعد يبقى ده شئ مقدر بقدر طب احنا لما بتتمادى معانا الأمور أصل انا دلوقتى وقعت فى شئ أذنبت ذنب طب لو مجتاش العقوبة بيحصل ايه يحصل التمادى يحصل اللامبالاة وعدم الاهتمام أنا محصليش حاجة أصل اللى أنا عارفه ومتعود عليه فى أى نظام أو أى قانون إن العقوبة تلى الجرم مباشرة أو تتراخى عنه تراخى بسيط طب لو الموضوع ماشى مفيش حاجة يبقى حتعامل باللامبالاة وعدم الاكتراث مفيش حاجة طب ما كانت فى حاجة حصلت فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا ده وعد وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ لا دقيقة قدام ولا دقيقة ورا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا احنا قولنا اول حاجة أَسْرَى بِعَبْدِهِ هو سبحانه وتعالى هو الذى أسرى هو الذى فعل فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا العباد دول جايين كده من نفسهم ولا ده إرسال وتسليط آلهى الدنيا مش ماشية كده أى حد بيجى حاجة فى دماغه بيعمله فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا يبقى كل شئ ربنا قدره أو قضاه لابد أن يقع لا محالة قال تعالى أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ أتى ده فعل ماضى فلاتستعجلوه ده مستقبل ازاى يبقى أتى وازاى يبقى لا تستعجلوه إن بما إن ربنا سبحانه وتعالى قدره وقضاه أن يقع فهو آت لا محالة كأنه قد وقع عليكم طيب بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ يبقى إذا الارسال والبعث والتسليط ده جاى منين جاى من قبل الله سبحانه وتعالى قال تعالى وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ اللى احنا حنتعلمه من الآيات دى بالأساس هو قضية كبرى بيندرج تحتها كل الكلام ده فى حاجة اسمها سنة سنة آلهية زى ما فى سنن كونية فى سنن اجتماعية قال تعالى وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا. سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا يعنى ايه سنة قانون ثابت لايتخلف زى ما الفيزياء فيها قوانين كذلك الاجتماع الانسانى فيه قوانين القوانين لا تتخلف مقدمات تؤدى إلى نتائج لا محالة وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا فهو سبحانه وتعالى يخبر فيقول وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا نسلط بعض الظالمين على بعض ليه بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ يبقى إذا ما اجترحت أيدى العباد السيئات اللى بيكتسبوها هى سبب العقوبات والبلايا التى تنزل بهم وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ ولذلك بتصدير هذه الخطبة نقول كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم وذكرناه قبل مرارا ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا ليه بنستعيذ من الحاجات ديها شر النفس اللى هيؤدى باللإنسان إن يعصى ربنا وسيئات العمل يعنى ايه يعنى الآثر السيئ للعمل اللى أنا عملته انا عملت أعمال سيئة مخالفة أنا بستعيذ ربنا إن ربنا يحمينى من شرها بإن أنا بتوب إليه وبستغفره عشان لا يقع على دماغى آثر البلاء اللى أنا عملته ولذلك ذكرنا قبل ذلك أيضا قول على رضي الله عنه لايرجون عبد إلا ربه ولايخافن إلا ذنبه لايرجون عبد إلا ربه لايرجون عبد إلا ربه أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً هى ديها لا يرجون عبد إلا ربه ولا يخافن إلاذنبه إنى أى عقوبة أو أى مشكلة بيقع فيه الإنسان لابد يراجع ملفات أعماله ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ده قانون احنا اللى بنعمل وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ده قانون القرآن جعله تبارك وتعالى تبيانا لكل شئ كل السنن الاجتماعية التى يحتاج الناس إلى ادراكها وإلى معرفتها عشان يسيروا على وفقها موجودة ومنصوصة فى كتاب الله بشكل بين غاية فى الوضوح وظاهر غاية فى الظهور لكن احنا اخدنا اللى احنا أسمينه قوانين الطبيعة أو القوانين الطبيعية اللى هى قوانين آلهية فساروا هم – الغربيين ومن تابعهم – ساروا عليها فوصلوا إلى نتائج طيب والقوانين الاجتماعية اللى هى ربما كانت اكثر اهمية تمت تنحيتها ده تناقض غريب ليه أنا باخد بالسنن هنا ومباخدش بالسنن هنا ولذلك هنا همشى وهنا لا مش همشى فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ عاثوا فسادا فى هذه الديار تقتيلا وتشريدا واساءة وافسادا،طيب العباد دول مين العلماء فى كتب التفسير اختلفوا المحصلة بتقول إن دول بابليين المهم عراقيين أو مش كده بس هم اتفقوا أن دول كانوا كفار دول كانوا كفار طب بنى اسرآئيل وصلوا بالافساد لدرجة كبيرة لكن ربما لازال لهم من الإسلام بقية يسلط الكافر على المسلم ده اللى تساءل عنه الصحابة أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ماشى احنا عملنا حاجة غلط لكن لازالنا احنا المؤمنين وقريش دول كفار اللى هم يريدوا إطفاء نور الله واحنا ما بيننا ومعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه شخصيا ينفع بالميزان كده يبقى احنا كده احنا اهل إيمان ومعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ودول الكفار اللى يريدوا إن هم يطفئوا نور الله واحنا عشان عملنا مخالفة يبقى هم ينتصروا علينا اه هى كده بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ طيب عبادا لنا،يبقى إذا كل الناس هم عبيد لله لإنهم هم خاضعين أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ كل الناس عبيد لله سبحانه وتعالى خاضعون لأمره وسلطانه قال تعالى وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ يبقى إذا احنا كلنا الطائع والعاصى والبر والفاجر والمؤمن والكافر كلنا تحت سلطان الله سبحانه وتعالى فهؤلاء سلط على هؤلاء ليه بالافساد والتكبر ولذلك كان من القوانين الآلهية أيضا وده خلينا فاكرينه احنا محتاجين منسهوش احنا المشكلة إن الحاجات ديها !! احنا مش حنعرف نترجم أى حاجة لإن احنا معندش!! فين القانون اللى أنا حمشى على أساسه اقدر أقيم أى حاجة من هذه القوانين الهامة التى لا ينبغى أن تنسى أو نغفل عنها إذا عصانى من يعرفنى سلطت عليه من لا يعرفنى لإن هو معملش حاجة بالمعرفة ايه فائدة المعرفة المعرفة إن مكناش ليه آثر تبقى لا شئ إذا عصانى من يعرفنى سلطت عليه من لا يعرفنى ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً هم استوعبوا الصدمة وعلموا من أين يأتون فأنابوا إلى ربهم فربنا رفع عنهم،طيب رددنا مين اللى رد يبقى أَسْرَىبَعَثْنَارَدَدْنَا مين اللى رد ربنا سبحانه وتعالى رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم مين اللى امد برضه ربنا سبحانه وتعالى بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ مين اللى جعل ربنا سبحانه وتعالى.
طب احنا نسأل سؤال احنا هنا دلوقتى فين ربنا فين رؤيتنا احنا لوجود الله أو لتأثير الله أو لسلطان الله فى الحياة محتاجين اجابة زى ما قولنا قبل كده قول أنت آخر مرة لما سألت حد بيتكلم أى حد بيتكلم فى أى موضوع من أمور الشان العام أو الخاص أو أى حاجة آخر مرة سمعت واحد بيتكلم عن ربنا امتى بيذكر قدرة ربنا وسلطان ربنا وتأثير ربنا فى كونه امتى نسمع فلان وعلان والقوى الداخلية والخارجية وده عمل وده سوى قول آخر مرة سمعت فيها حد يبتكلم بيقول ربنا امتى!! امتى ! احنا على فكرة من 25 يناير مفيش ربنا خلاص خلاص خلاص احنا داخلين فى تلات سنين مفيش خلاص كله ده عمل وأنا عملت وأنا اللى نزلت هو احنا مسلمين ليه !! ايه الفرق يبننا وبين أى حد إذا كنا احنا معايير نفس المعايير وموازين نفس الموازين وبنكلم نفس الكلام فين الإسلام !!فين الدين !!هو الدين ايه إذ مكناش الارتباط بالله التعظيم لله الركون إلى الله اللجوء إليه استشعار عظمة الله رحمة الله هو فى دين غير كده هو الدين ده حاجة تانية !! مش هو الدين هو لا آله إلا الله محمد رسول الله هو الدين ده كلمتين هم كلمتين إن المعظم هو الله واللى هيوصلنا لربنا هو الرسول صلى الله عليه وسلم بس هم كلمتين توحيد المعبود سبحانه وتعالى والمتبوع النبى صلى الله عليه وسلم هم كلمتين هو ده الإسلام الإسلام هو الاستسلام لله بس ده موجود فى حياتنا بنسبة كام عايزين إجابة.
وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً طيب وبعدين،قانون آخر إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ياعبادى إنكم لن تبلغوا ضرى فتضرونى ولن تبلغوا نفعى فتنفعونى يا عبادى لو أن اولكم وآخركم وانسكم كلنا كده كانوا على أتقى قلب رجل واحد احنا ناس صالحين أوى وبعدين حيحصل ايه ما زاد ذلك فى ملكى شئ يا عبادى لو أن أولكم وآخركم وانسكم وجنكم كانوا عياذا بالله على أفجر قلب رجل واحد أسوء شخصيات أسوء نماذج ولا حاجة ما نقص ذلك من ملكى شيئا يا عبادى إنما هى اعمالكم أحصيها لكم ثم اوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله عز وجل ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لم يلبثوا إلا قليلا بين رحمة ربنا وكشفه عنهم وبين إنهم أول مالواحد يشم نفسه يبتدي يستطيل يبتدي يتعاظم في نفسه يبتدي ينسى فضل ربنا عليه ويرجع كما كان, فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ الأولى فيها جاثوا خلال الديار دي فيها إنهم بيطاردوهم بيتبعوهم يقتلوا يأسروا لكن التانية العقوبة بتعلى مع الرسايل لما تكتر والرحمات تتوالى واحنا نُصر, ربنا ذكر ذلة ومهانةلِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًايدمروا ويجيبوه عالأرض, طب وبعدين؟ ده عنوان الخطبة بقىعَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ.. يبقى إذا التدمير ده نفسه رحمة التدمير يبقى رحمة؟! آه ربنا سبحانه وتعالى بيقول كده ليه؟ ماهو بكده ربنا بيرحم العباد, طب إزاي؟ أول حاجة إن هو بالعقوبة يكفر عنا بالعقوبة يُحط من خطيئاتنا بالعقوبة نستدرك مافاتنا, يبقى حاجتين ” إِنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ ” هو بيفضل الإنسان كده الوعاء بتاع الشر بيطلع وعاء الظلم يطلع لحد مايوصل هو ليه منسوب حد أقصى لا يتجاوزه, فمن رحمة الله إنه بيطلع كده تأتي العقوبات دي فتنزل تمسح منه, يبقى عندنا الفرص لسه موجودة, الحاجة التانية إن أنا أبتدي أفوق إحنا مبنفوقش أحيانا كتير إلا بالضغط, الضغط الشديد لكن للأسف احنا النهاردة متأخرين قوي معرفش ليه, الضغط بيزداد كل يوم واحنا المفروض يحصل حاجة بقى احنا حنفوق نترجم الكلام ده, واضح إن احنا ماشيين في سكك تانية احنا كل مدى ما بنبعد هو ده الخطر, الخطر إن احنا مش عارفين نترجم ومش عارفين نعالج ومش عارفين نستدرك, احنا كل يوم أمورنا بتزداد صعوبة لكن احنا بنزداد إعراض – هو الخطر هنا – قولنا قبل كده عن طول ماحنا بنتعاقب طول ماحنا على قفانا كده دي علامة على إننا لسه فينا حاجات كويسة دي مهمة جدا. لكن لو استمرنا دي على فكرة خلاصفَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ خلاص انتم مش عاوزين ربنا خالص خالص انتم مش فارق معاكم طب خلاص عاوزين دنيا خدوا دنيا, على فكرة ده خطر يبقى طول ماحنا في الدائرة الاولى دائرة إن احنا بنذنب بنقصر بنعمل مشاكل بنبعد عن ربنا بنتعاقب طول ماحنا لسه بنتعاقب يبقى احنا لسه فينا أمل بس احنا عاوزين نطول ده مش عارف ليه؟!حاجة ملهاش تفسير..عسى ربكم أن يرحمكم دي الجملة اللي عاوزين نطلع بيها النهاردة, العقوبات دي هي في النهاية طريق للرحمة لو احنا استثمرناها وفهمناها ووفرنا على نفسنا الوقت. طيب وإن عدتم؟ عدنا, طيب وإن عدتم للمخالفة عادوا هم أي الأعداء للتسلط عليكم؟لأ.. هو مين الحيعود؟ حيعود ربنا سبحانه وتعالى عليهم بإمضاء السنة, يبقى إذا ربنا سبحانه وتعالى يريد أن يلفت إلى أن القضية هي علاقة مابين العباد وبين ربنا وإن الناس اللي بيظهروا في النص دول هم وسائط لتنفيذ السنن الإلهية. المشكلة مش هنا, المشكلة إن احنا إيه فوق؟ هي بتظبط من فوق واحنا لما نيجي نبوظها بنبوظها من هناك بردو. وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًايتحبسوا فيها, فهنا ربنا سبحانه وتعالى بيذكر أن العود والإستمرار والإصرار ده عياذا بالله مقدمة لبلائين دنيوي وأخروي, يا ريت دنيوي بس فالدنيا دي مقدور عليها, وإن عدتم عدنا لأ ده لسه فيه وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا.. إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ..
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم..
الحمدلله رب العالمين ..
يبقى إذا خلاصة اللي إحنا عاوزين نقوله أول حاجة إننا لازم نستعيد الإحساس بوجود ربنا سبحانه وتعالى, وبأن الكون ده مملوك لله رب العالمين, وإن صلة الإنسان بالله هو ده المعيار هو حيبقى كويس أو لأ, أموره حتنصلح أو لأ, حيبقى في خير أو لأ. الحاجة التانية إن في حاجة إسمها سنن الأمور مش ماشية بشكل عشوائي مفيش حاجة في كون ربنا كده ماشية بشكل عشوائي, هي مقدمات لابد إنها تؤدي إلى نتائجها, وإن الناس كل الناس زي ما ربنا سماهم عباد لله شاءوا أم أبوا, هم خاضعين لسلطان الله مفيش حد يقدر يخرج عن سلطان ربنا سبحانه وتعالى يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ. فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ. يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنْتَصِرَانِ فكل الناس خاضعين لله, لكن اللي بيميز حد عن حد إيه؟ كل الناس بيُبَثُوا إلى هذه الحياة حينما يأذن الله, يرزقوا بفضل الله تعالى ورحمته, بيخرجوا من هذه الحياة أيضا حينما يأذن الله تبارك وتعالى, يبقى إيه الفرق مابين حد وحد؟ إن جزء الإبتلاء أو جزء الإختيار اللي ربنا إداهولي هل أنا حبقى فيه عبدلله زي ما أنا خاضع لأحكام الله سبحانه وتعالى العامة عليَّ؟ ولا أعرض وأأبى وأستكبر. يبقى إذن ربنا سمى كل هؤلاء عبادوَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَلكن قال سبحانه وتعالىوَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ. إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ. وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ يبقى إذا مين اللي ربنا كتب له حق الوراثة؟ الكلام ده قولناه في أول السورة, ربنا سبحانه وتعالى نقل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من مكة نقله على بيت المقدس عشان يسلمه المفاتح ديه, إن هو أصبح الآن هو الحقيق بهذه الوراثة لأن هؤلاء عتوا وأفسدوا وحرفوا وأبطلوا ومابقاش يُرتجى منهم صلاح أو إنصلاح, طيب ودار الزمان دورته وأصبحنا كما اخبر صلى الله عليه وسلم: لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: اليَهُودَ، وَالنَّصَارَى قَالَ: فَمَنْ؟. فربنا أخبرنا في القرآن أنه قضى إلى بني إسرائيل ليه؟ عشان يخبرنا بالسنن عشان مانسلكش المسلك ده, فدار الزمان دورته وأصبحنا إحنا في محل أمة بني إسرائيل الامة التي حملت الأمانة ثم لم تقم بالأمانة, اللي وقع منها الفساد والإفساد والعتو والتجبر والحيدة عن أمر الله, لازم على وفق السنن اللي ربنا سبحانه وتعالى وضعها أن يصيب هذه الأمة ما أصاب أمة بني إسرائيل. إحنا شايفين إن إحنا شعب الله المختار زي اليهود بالظبط! إحنا كده للأسف شايفين نفسنا كده بما إننا أمة محمد صلى الله عليه وسلم وإحنا في النهاية أهل الإيمان وأهل الإسلام وكل واحد معاه بطاقة مكتوب فيه لاإله إلاالله إحنا أهل الجنة يعني. قال تعالىلَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِوَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَهو إحنا كده برده, هو ربنا سبحانه عدل لايظلم, مفيش محاباة مفيش حد بينه وبين ربنا نسب, هو في النهاية إلتزام بسنن الله بأوامر الله توكل على الله ركون إلى الله إعتماد على الله عبادة لله.. هو ده الخير والرفعة والنصرة والتمكين وكل ما نأمل ونرجو. طب الأخرى؟ حيبقى زينا زي غيرنا بس الفرق بينا وبين غيرنا حاجة واحدة بس, بس دي خاصة مش عامة, إن الأمم دي السابقة ليه أستلبت منها الأمانة؟ لأن هي أطبقت يعني أجمعت على المخالفة, أما هذه الأمة فمن رحمة الله أن تبقى فيها دائما عصبة أو طائفة قائمة بأمر الله ولذلك تبقى الأمانة محفوظة وراية الدين مرفوعة بيقوم بيها شوية ناس, ولذلك لابنا جعل دول مؤتمنين على الدين على قيام الساعة ليه؟ إيه الفرق بينهم وبين غيرهم؟ برضه هي مش محاباة.. ربنا قال إيه إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَربنا أوكل لهم حفظ الكتاب عملوا إيه؟ حرفوا وبدلوا, لكن هذه الأمة بقي فيها من يحفظ هذا الدين ” لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك “.
لكن عموم الأمة إذا إنحرفت عن ده لابد أن تلقى جزائها كما لقيه هؤلاء وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا.. يبقى ده اللي حنطلع بيه لازم نشتكي لربنا سبحانه وتعالى الذي ينبغي أن يُذكر فلا يُنسى وأن يُشكر فلا يُكفر وأن يُطاع فلا يُعصى. الحاجة التانية عن في حاجة غسمها سنن ربنا علمهالنا لو ممشيناش على هديها وسننها حنفضل في اللي إحنا فيه, ومينفعش نقولأنى هذا؟ كما قال تعالى قل هو من عند أنفسكم, وغن مفيش حد بينه وبين ربنا نسب لو إحنا ما أصلحناش حالنا تفضل أحوالنا من سيء إلى أسوا.
آخر حاجة.. دكتور جبجب من فترة كده كان بيتكلم على الهلوكوست, هو قالك إنه اكتشف إن في ناس فس التأسيسية مش عارف ولا فين بتنكر الهلوكوست أو لأ لأ غير مؤمنة بالهلوكوست! طب الهلوكوست ده عقيدة إيمانية؟ طب هو عاوز يقول إيه؟ عاوز يقول إن احنا كلنا لازم نؤمن بالهلوكوست – معرفش احنا يهود مثلا مش مهم – طيب إحنا إيه موقفنا من الهلوكوست بناءً على هذه الآيات؟ يعني الهلوكوست ده محرقة حنلم عليها فلوس؟ بنرفع عليها دعاوى؟ يعني من المنظور اللي ربنا علمنا إياه – هو موجود – الهلوكوست ده إيه على وفق الآيات اللي إحنا قريناها دلوقتي ده إيه؟ إن هو أي حد بيفسد وبيتخذ الإفساد ده منهج وطريق لازم الله سبحانه وتعالى يعاقبه ويسلط عليه, قال تبارك وتعالى في سورة الأعرافوَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ باب المغفرة ده مفتوح على طول لكل الناس وده من رحمة الله – أي حد – ربنا سبحانه وتعالى لما ذكر الناس اللي حرقوا المؤمنين في سورة البروجإِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ وقال سبحانه وتعالىلَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وقاللَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وبعدين؟ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ. مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ.
يبقى إذا الهلوكوست ده حنبصله إزاي؟ المفروض بقى كناس مؤمنين – المفروض يعني – سواء بقى مؤمنين بالهلوكوست مش مؤمنين بالهلوكوست, القضية دلوقتي ده جزء من سنن ربنا سبحانه وتعالى, يعني هم عاوزين الإجرام اللي هم بيجرموه في حق نفسهم وفي حق الأمانة وفي حق الأمم وسيلة يستدروا بها عطف الناس ويشحتوا بيها فلوس؟ حاجة عجيبة جدا ! ونحن كهم.. مهددين بالهلوكوست بردو طالما إحنا حنسلك سبيل هؤلاء, نعمل إيه؟ لازم نطلع, نطلع إزاي؟ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ – عسى – من ربنا واجبة يعني ربنا إذا ذكر كلمة عسى في القرآن لابد إن أمرها يكون واقع, لكن مشروطة بشرط لازم يتحقق الشرط. عسى ربكم أن يرحمكم إمتى؟ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى مينفعش أقول إن ربنا غفور رحيم وأسقط دول لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى يبقى إذا عشان ربنا يعافينا ويرحمنا وينجينا ويحفظنا لابد إحنا نفيء إلى الله نرجع إلى الله نسير على وفق هذه القوانين والسنن اللي ربنا علمنا إياها, هو مش العلم اللي ربنا علمهلنا ده مش حيسألنا عنه؟ مش إحنا دلوقتي لما نقف بين يديه سبحانه وتعالى يوم القيامة أول حاجة الواحد حيسأل عن علمه؟ طب ربنا علمنا يعني العلم وصلنا ولا إدانا أدوات العلم؟ إفرض واحد قالك على فكرة انا معرفش مقرأتش متعلمتش, كان متاح ليا ولا لأ, مهو المصحف كان في إيدي طب حقول إيه؟ معلش والله أصل كان فيه ناس تعرف الناس دول بقى هم المسئولين! طول ما العلم متاح طول ما المعرفة متاحة المسئولية ملقاة على أعناقنا, بعدين دي قضية نجاة أو هلاك مهو ده هلاكنا أو نجاتنا إحنا يعني إحنا لو حبينا نقلب الموضوع على ناس تانية هم المسئولين ماشي ماحنا كلنا حنتضرر, نفترض أن فلان ده هو الجاني أنا راجل مجني عليه حنغرق مع بعض بردو ماحنا معملناش حاجة, يعني المنطق بيقول إن أنا أحاول أنجي نفسي على الأقل. إيه سبيل النجاة نسلكه إزاي, يبقى إذا لانجاة إلا بالأوبة إلا الله بس الكلام ده لازم يترجم, إحنا بنسمعه وبنقوله بس الكلمة دي لو مترجمتش – نرجع لربنا – يعني حنعمل إيه قولي كده كبرنامج عملي حنعمل واحد إتنين تلاتة عشان نبقى عارفين إحنا ماشين كويس ولا لأ, حنعمل حاجة أصل النوايا الكويسة دي لاتكفي – النواية دي تسند الزير ملهاش أي فايدة تانية – لازم الإنسان يحول ده إلا عمل وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ, ليس بأمانيكم – ده التمني – وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَمش بحاجة تانية,يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي. فاحنا قدمنا إيه للقاء ربنا سبحانه وتعالى عملنا إيه ليوم السؤال, ماحنا حنتسأل كلنا حنقول إيه؟
نسأل الله سبحانه ونعالى أن ينفعنا بما قلنا وبما سمعنا فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يسأل الله تعالى دائما علماً نافعاً يقول ” اللهم إني أسألك علما نافعا ” ..
اللهم إنا نسألك علما نافعا اللهم إنا نسألك علما نافعا وقلبا خاشعا ويقينا صادقا ولسانا ذاكرا وعملا صالحا متقبلاً ..
اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لايخشع ومن نفس لاتشبع ومن دعاء لايسمع ومن دعاء لا يسمع ..
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ومن درك الشقاء ومن سوء القضاء ومن شماتة الأعداء ومن عضال الداء ومن خيبة الرجاء ..
اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك ومن تحول عافيتك ومن فجائة نقمتك ومن جميع سخطك يا رب العالمين ..
اللهم إنا نسألك من كل خير سألك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون ونعوذ بك من كل شر إستعاذك منه عبدك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون.. اللهم إجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين سلما لأوليائك حربا على أعدائك نحب بحبك من أحبك ونعادي بعداوتك من خالفك.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.