Generic selectors
المطابقات الدقيقة فقط
البحث في العنوان
البحث في المحتوى
Post Type Selectors
البحث حسب التصنيف
أحداث جارية
أسماء الله الحسنى
الأذكار
التلون
السيرة النبوية
القصص في القرآن
الكتب
بني آدم والشيطان
بني إسرائيل
تراجم
تربية
تربية
تفسير
جهد الغلبان في تبيان فضائل القرآن
خطب الجمعة
خطو خاتم الأنبياء ما بين اقرأ وإذا جاء
دروس
رمضان 1436هــ - 2015م
سلم الوصول إلى علم الأصول
عقيدة
غير مصنف
كتابات
كلمة التراويح
مسألة الرزق
من قصص كتاب التوابين
من هدي النبوة
مواسم الخير
هذه أخلاقنا

فقل لي كيف اعتذر

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ۝ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا

 ثم أما بعد ،،،

 كنا في حديث عن الصناعة القرآنية، نتحدث عن القرآن وعن بناء القرآن لهذا المجتمع المؤمن، كيف صنع القرآن إنسانًا صالحًا مؤمنًا، وكيف صنع القرآ، مجتمعًا صالحًا مؤمنًأ، وكيف صنع القرآن أمة صالحة مؤمنة، هذه إنمما هي صناعة، يعني هناك مادة يتم تشكيلها وصياغتها عبر زمان وعبر جهد وعبر دأب وعبر عمل وممارسة وعبر تجارب طويلة في زمان طويل تنتهي إلى ثمرة وإلى نتيجة عظيمة، لم يكن هذا بالأمر السهل أو بالأمر الهين، تحدثنا في الجمعة الماضية عن قصة الإفك، وكيف عالجها القرآن، كيف عالج القرآن هذه القلوب.

 فإذًا الله سبحانه وتعالى بهذا التنزيل الذي أنزله إنما تسلم أمة من الناس لم تكن حين تسلمها القرآن أمة صالحة، وإنما كانت أمة محبة للصلاح والإصلاح، يعني أناس تقبلت هذا النور الإلهي النازل، واستعدت وجدانيًا وإيمانيًا وفكريًا وسلوكيًا لاستقبال هذا النور الذي يأتي، فإذًا أين تكمن العظمة؟ في استعداد الإنسان لتقبل نعمة القرآ، والإيمان، ثم يسلم نفسه لله سبحانه وتعالى، فإذا أسلم نفسه لله أصلح الله سبحانه وتعالى حاله، هذا يحدث في لحظة؟ في يوم وليلة؟ بين عشية وضحاها؟ لا، وإنما عبر رحلة طويلة، يعني لما اكتمل تنزيل القرآن ونزل قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً حينئذِ، وحينئذِ فقط اكتمل هذا البناء، حينئذِ وحينئذِ فقط نضجت هذه الأمة، حينئذِ وحينئذِ فقط ارتفع هذا المجتمع، رحلة طويلة، القضية ليست سهلة أو بسيطة، ولذلك القانون الذي يحكمنا أن العبرة بكمال النهاية، وليس بنقص البداية، رحلة سيبدأ بها الإنسان في حال في من النقص، ما هو المطلوب منه في البداية؟ أن يكون مستعدًا لأن يرتقي، مستعدًا لأن يعلو بالإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: إنما بعثت، ما المهمة والرسالة والدور؟ لأتمم صالح الأخلاق، فإذًا هناك بنيان من الأخلاق، هذا البنيان إنما أتت الرسالة لإقامته، ثم جاء صلى الله عليه وسلم ليتمم بنيان الأخلاق.

طب ما معنى الأخلاق؟

نحن عندنا وللأسف مفهوم الأخلاق مفهومًا قاصرًا، وهو لم يعد موجودًا بنسبة كبيرة، نحن عندنا الأخلاق؛ أن الإنسان يتعامل مع الناس بشيء من الرفق أو بشيء من الأدب وفقط، لا، هذا جزء، بالعكس هذا ثمرة، الخلق هو كل وصف ثابت عند الإنسان، ولذلك في قوله تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ، قال مجاهد والضحاك والسدي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم: وإنك لعلى خلق عظيم، أي على دين عظيم، ولذلك قال ابن القيم في منزلة الأدب في المدارك: فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين، فإذًا ما هو الخلق؟ الخلق هو الوصف الثابت الموجود عند الإنسان، يعني خشية الإنسان لله ومراقبة الإنسان لله وتعظيم الإنسان لله، ومحبة الإنسان لله، هذه من أصول الأخلاق الموجودة عنده، التي سينبي عليها، الإحسان والرفق والأدب والرحمة والإحساس بالخلق، فأتى صلى الله عليه وسلم ليتمم هذا البنيان العظيم، طب هذا التتميم سيأتي هكذا؟ لا، هذا يحتاج إلى جهد وزمن، ما هو دور القرآن؟ أن يربي وأن يعالج وأن يصلح، نحن كنا نتكلم عن واقعة الإفك، التي ماج بها المجتمع النبوي، هذه بعد المريسيع أي إما أنها قبل الأحزاب مباشرة أو بعد الأحزاب مباشرة، يعني إما سنة 5 أو في سنة 6، ما هو زمن أو مدة بناء الإسلام والقرآن وتربيتهما للمؤمنين؟ ثماني عشرة سنة أو تسع عشرة سنة، هذه الحادثة لم تكن بعد أسبوع أو أسبوعين من تنزل القرآن، وأظهرت وجود عور أو نقص في جانب من الجوانب، فما هي مهمة القرآن؟ هل نفي هؤلاء الناس؟ أم إصلاح هذه القلوب؟

 هناك مشكلة كبيرة حدثت، فاقتضت حكمته سبحانه وتعالى أن يبقى هذا العناء لمدة شهر كامل، ولذلك نحن لنا في هذه الواقعة شيئين مهمين، كيف يربي الله سبحانه وتعالى عباده؟ النقطة الثانية المهمة؛ معنى الرسالة وحقيقة الرسالة، أن عبء هذا التوجيه وعبء هذه التربية، إنما يقع على كاهله صلى الله عليه وسلم، نحن قلنا من الذي حمل هذا العبء الثقيل؟ النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه وعائشة رضي الله عنها، هؤلاء هم الذين حملوا هذا العبء، هؤلاء هم من تحملوا عبء هذه المعاناة، لماذا هذا الثمن الباهظ؟ ولماذا هذه التكلفة العالية؟ لأنه حينما يأتي الدرس وتتحقق القيمة وتتنزل الآية يكون وقعها في القلوب كما ينبغي أن يكون، درس تتعلمه هذه الأمة، وتتوارثه الأجيال، ليس سهلًا أو بسيطًا، تكلفة كبيرة، تخيلوا هذا الموقف، أن هناك شخصًا محترمًا أو صالح في بيئة من الناس أشيع عن بيته وعن عرضه هذا الكلام، وماجت به المدينة، شهر كامل وهو لا يتكلم، من هذا الشخص؟ هذه هي المشكلة الأكبر، طيب هل هذا نقص في مكانته عند الله سبحانه وتعالى له؟ نقص في محبة الله سبحانه وتعالى له؟ نقص في عظمة قدره عند بارئه وعند مرسله سبحانه وتعالى؟ أبدًا، ليس من الممكن أن يكون كذلك، فماذا يكون؟ كان ذلك، لأن من تتمات الرسالة أن يقوم بدوره في غرس المعاني عبر معانته الشخصية، والشيء الآخر أن أشد الناس بلاءً كما أخبر صلى الله عليه وسلم الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، بخالف ما نظن أن البلاء علامة على عدم المحبة أو على البعد عن الله، إذا كان البلاء في الدين يكون كذلك، فإذا كان في الدنيا فبالعكس، لكن إلى شيء وجهنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم؟ إلى أن الإنسان لا يطلب الابتلاء وإنما يسأل ربه سبحانه وتعالى العافية، قال صلى الله عليه وسلم: سلوا الله اليقين والمعافاة فإنه لم يعط أحد بعد اليقين خيرًا من المعافاة، فإذًا الإنسان يطلب من الله العافية والسلامة، لكنه إذا وقع البلاء، فاليقين الذي بني عليه طلب المعافاة يقيه ويحميه لأن اليقين يترجم له الحدث أن هذا محبة من الله وليس العكس، وهذه قيمة الإيمان وقيمة اليقين في قلب الإنسان المؤمن، حسن الترجمة للأقدار وللرسائل الإلهية.

 فتكلمنا عن الحدث، ولماذا تكلمنا بالأساس عن هذا الحدث؟ لكي نرى أثر هذا الحدث في بناء المؤمنين، ولذلك لما ائتمنوا على أمانة الدين والقرآن وهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته وسيرته حفظوها بالقواعد التي علمها الله سبحانه وتعالى إياها، أول أمر في أن هذه الحادثة استمرت شهرًا، بيان أن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، وتثبيت هذا اليقين وأنه صلى الله عليه وسلم لا يملك من الأمر شيئًا، لو كان له صلى الله عليه وسلم من الأمر شيء لاستعجل التنزيل، شهر كامل ينتظر التوجيه من الله، أو ينتظر الآية، ولذلك كان موجودًا عنده صلى الله عليه وسلم قال: يا عائشة إن كنتِ برئية فسيبرئك الله، هو عنده يقين من هذا، وهي أيضًا كان عندها نفس اليقين، كانت تعلم أن الله سبحانه وتعالى سوف يبرئها ببرائتها، لكنها قالت أنها في نفسها أقل وأحقر من أن يتنزل فيها قرآن يتلى، لكن من المؤكد أن الله سبحانه وتعالى بمنه وفضله وعفوه ورحمته لن يتركها هكذا، لأن السبب قد انقطع من الناس، هي تقول للنبي صلى الله عليه وسلم ولأبيها ولأمها أنني إذا قلت لكم أني برئية لن تصدقوني، وإذا قلت لكم ما تسمعونه من الكلام ستصدقونني، فماذا أفعل؟ قالت: فلا أقول إلا كما قال أبو يوسف فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ، فكان هذا اليقين موجودًا، لكن متى؟ في الوقت الذي يختاره الله سبحانه وتعالى.

طيب النبي صلى الله عليه وسلم يقع الأمر في قلبه موقعًا لدرجة أنه بعد ثمانية عشر يومًا يدعو أحباءه والمقربون منه، ويسألهم ماذا أفعل؟ دعا أسامة بن زيد، ودعا أيضًا البراء، خاصته والقريبين منه، ما رأيكم في الموضوع؟ ثم وقف على المنبر، وهذا موقف نريد أن نقف عنده قليلًا، النبي صلى الله عليه وسلم يقف على المنبر، ويقول: من يعذرني من رجل تكلم في أهلي، ما هو الشيء الذي يضطر النبي صلى الله عليه وسلم أن يصعد المنبر؟ يخاطب المؤمنين أن يحموه من لسان يفري في عرض امرأته، هذا الكلام في هذا المجتمع يصعد المنبر ويخاطب الناس، فوالله ما علمت عن أهلي إلا خيرًا، وما الذي يضطره إلى ذلك؟ ولقد ذكروا رجلًا لا أعلم عنه إلا خيرًا، وما يدخل على أهلي إلا وهو معي، من الذي يقول هذا الكلام؟ ومن يخاطب؟ وفي أي وسط؟ وفي أي وضع؟ فسعد بن معاذ قام حمية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لو من الأوس نقطع لسانه ولو من الخزرج فقل لنا ما تريد ونفعله، فسعد بن عبادة وتقول السيدة عائشة: وكان قبل ذلك رجلًا صالحًا، ولكن احتملته الحمية، أو قالت استجهلته الحمية، فقال: كذبت، لعمر الله لا تقتله ولا تستطيع أن تقتله، فقام أسيد بن حضير هو ابن عم سعد بن معاذ فقال كذبت ولكنك منافق تجادل عن المنافقين، نقف عند هذا الموقف قليلًا، الآن رد الفعل، أحدهم قام فتكلم، والآخر رد عليه فقال لا تقتله ولا تستطيع أن تقتله، وإن كان من قومك ما أحببت أن يقتل، ” هي جت فين؟ إن إحنا بينا نزاع قديم وبطنين من القبيلة فدول هاستطيلوا على دول، فلا مش هتنفع دي ” فالسيدة عائشة تحفظ للرجل حقه وقدره، فالشخص من الممكن أن يكون كبيرًا وعظيمًا، ولكنها الهفوة ولكنها الزلة، وتحتمل، لأنه عند هذا الشخص تاريخ في الإيمان يعفو الله سبحانه وتعالى به عن هذه الزلة، ولذلك قال لعمر بن الخطاب حينما وقع من حاطب في الفتح ما وقع وراسل قريشًا وأخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقصدهم وأراد عمر أن يقتله وعد ذلك نفاقًا، قال صلى الله عليه وسلم: لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم، فالإنسان من الممكن أن يكون له تاريخ وسوابق خير من رحمة الله أن يعفو بها عن الزلة أو عن الهفوة.

عندما أتى عثمان رضي الله عنه بما أتى من الأموال في ساعة العسرة، جزء كبير من الجيش حمله وحده بكل تجهيزاته، سلاح ودابة يركبونها وطعام يطعمونه طوال هذه الرحلة من المدينة إلى الشام ذهابًا وإيابًا، يأتي رضي الله عنه بالمال فيضعه في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم، فالسيدة عائشة تقول وتعلمنا هذا المعنى: كان قبل ذلك رجلًا صالحًا، ولكن احتملته أو استجهلته الحمية، يعني من الممكن أن يكون الإنسان مؤمنًا وتأتيه لحظة، ويستعيد فيها شيء من خصال الجاهلية الذميمة، لكنه يراجع نفسه من قريب، وهذا هو الفرق بين المؤمن وغير المؤمن، فماذا فعل النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف؟ سكن الناس وسكت، يعني الموضوع حينما بدأ يدخل فيه الشر بين الناس، ماذا فعل؟ هدأ الموضوع، فنزل صلى الله عليه وسلم فسكنهم وسكت، فإذًا ربما إذا صارت فتنة لا يكون الحل إلا تسكينها، ولذلك هو لم يفتح ملفًا لمناقشة ما حدث، وكان في وسط جملة من سعد بن عبادة ليست سهلة، وكان رد فعل أسيد بن حضير أصعب، قال: ولكنك منافق تجادل عن المنافقين، وهو ليس كذلك، ووصف المؤمن أنه منافق وصفًا صعبًا، لم يعلق النبي صلى الله عليه وسلم على الموضوع، أغلق الملف برمته، لن تستطيع أن تفعل غير ذلك، وهذه هي عظمة هذه السياسة النبوية التي ربما لا نفقه نحن عنها إلا قليل وربما لا شيء، ولذلك نحن مقصرين جدًا في أشياء كثيرة، هو لنا صلى الله عليه وسلم أسوة، ولذلك هذه الأسوة جزء منها قدوة وجزء منها سلوى وتأسي، لماذا وصف الله نبيه أنه أسوة؟ أسوة أي نتأسى به، نتأسى به في أفعاله، ويكون سلوى لنا فيما يصيبنا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أصابه ما هو أصعب وأقوى وأشد وأعنف وهو أقرب إلى الله سبحانه وتعالى وأحب وأرضى.

ثم تنزل الآية، تصف هذا بأنه كان إفكًا، كذبًا مفترى، من أين جاء هذا الكذب؟ قال تعالى: عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لم يأتي من الخارج، من أين أتت الآفة؟ من داخل المجتمع وليست خارجة عنه، عبد الله بن أبي ألقى الكلمة وتلقفتها الألسن، العلل مختلفة، لكن كلها علل وأمراض تحتاج أن تداوى وتعالج، لينزل القرآن ليلمس موطن الداء، ويضع له دواءً وشفاءً وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ هذه هي الوظيفة، ليست للنفي أو للإقصاء، إنما للعلاج، حتى إذا كانت الأخطاء كبيرة، هو صلى الله عليه وسلم موجود لكي يعالجها، وليس العكس، عُصْبَةٌ مِّنكُمْ وبعدين؟ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً نفكر في هذا قليلًا، نحن هل نرى في هذا الموضوع الصعب أي نفع أو خير؟ هو كله سلبيات، على أشد ما يكون من الصعوبة، لكن الله سبحانه وتعالى لا يقول ذلك، هو سبحانه وتعالى هو الخبير العليم وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ هذا هو مقتضى الإيمان والتسليم، سيظهر لاحقًا، لكن مقتضى الإيمان، اليقين في الكلام الإلهي بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ كل شخص له من الوزر على قدر ما في قلبه وعلى قدر مما فعل وشارك، ميزان دقيق إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ، طيب وبعد أن نزلت الآيات، وقع الجلد على ثلاثة نفر، ممن ثبت عنهم أنهم صرحوا بهذه القالة من قالات السوء، طيب والذي تولى كبره منهم، لم يصبه شيء، لماذا؟ لأنه كان يعلم كيف يلقي بالكلام، وهذه هي حقيقة النفاق، فالمنافق فاسد القلب، وحسن اللسان، ويحسن التخلص.

يعني من الذي وقع عليه الحد؟ المؤمنين الذين ضعفوا، لكن المنافق الحقيقي، لم يصبه شيء، لأنه لم يقل عبارات صريحة وقال جمل وبثها واستحسنها واستوشاها، لأنه أحب أن تنشر، ويساعد على أن هذا الكلام ينتشر، هو في النهاية لم يفعل شيء؟ لأنه في النهاية يعلم ماذا يفعل؟ طب ما الفرق بينه وبين الآخرين؟ أن الآخرين وقعوا في الغفلة أو في الضعف، وهو استغل هذا الضعف، لكنه غيرهم، فهم سيطهرون بالجلد، أما هو وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً، فما الفرق هنا؟ الفرق في القلب والقصد وما انطوى عليه، فهو في الصورة أحسن منهم حالًا ولكنه في الحقيقة ليس كذلك، طيب من الذي جلد؟ مسطح رضي الله عنه، وذكرناه في الخطبة السابقة، مسطح هذا والدته بنت خالة أبي بكر رضي الله عنه، وممن جلدوا أيضًا حمنة بنت جحش رضي الله عنها أخت زينب بنت جحش رضي الله عنها التي هي زوجة النبي صلى الله عليه وسلم يعني حمنة هذه بنت عمة النبي صلى الله عليه وسلم وأخت زوجته التي هي بنت عمته، هذه هي الثانية، طب من الثالث؟ حسان، فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاء، لكنه جاء في هذه الحادثة وسقط، هؤلاء هم من جلدوا؟! طب مسطح ما الذي حمله أن يفعل ذلك؟ الضعف، وحمنة بنت جحش؟ الغيرة، عائشة وزينب هؤلاء الاثنين هما أعلى قدرًا في زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، ” فهي عايزة تدي عائشة كتف عشان اختها، جو ستات بقى!! ” لكنه من الممكن أن يصل إلى هذه المرحلة؟ نعم ممكن.

حمنة هذه هي زوجة مصعب بن عمير رضي الله عنه قتل عنها في أحد شهيدًا، طيب زينب نفسها؟ النبي صلى الله عليه وسلم سألها، ولم يسأل أحدًا آخر، ما رأيك فيما يقوله الناس؟ قالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري، فوالله ما علمت إلا خيرًا، فتقول عائشة: أما زينب فحفظها الله بالورع، يعني حمنة تفعل ذلك لأختها، وأختها لم تفعل ذلك، قالت: يا رسول الله أحمي سمعي وبصري، فوالله ما علمت إلا خيرًا، هذا دين، طب هذا الدين نفى أن يكون هناك غيرة وتنافس؟ لا، موجود، وهناك كلامًا يقال، وتقول للنبي صلى الله عليه وسلم ” انت ملكش غير دي تقصد عائشة ” ومع هذا إذا جاءت في هذا الأمر، تقف، هناك حدودًا تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا فالسيدة عائشة تحلل المواقف، طب حسان؟ الذي يؤيده روح القدس؟! نعم، هذا ما أردنا أن نقوله، فروح القدس يؤيده لأنه يحب الله ويحب النبي صلى الله عليه وسلم وحريص فعلًا أن ينافح عنه ويجعل عرضه دونه، هذا حقيقي، هل معنى ذلك أن يكون في حد العصمة؟ أو لسانه في حد العصمة، لتأييد سيدنا جبريل يعصم؟ لا لا يعصم أيضًا، طب هو فداءً لعرض النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الكلام في عرض النبي صلى الله عليه وسلم!! لكن أحيانًا الإنسان لا يعلم أبعاد ما يقوله، يعني مثلًا حمنة التي أمامها هي عائشة، لكن لا تعلم ما وراء هذا الكلام إلى أين يتوجه، الإنسان أحيانًا لا يعلم لوازم أو تبعات ما يقول، ولذلك هؤلاء أُخذوا بالضعف والتسرع، وهذا ما وصفه الله سبحانه وتعالى قال: لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ كذب واضح، لماذا واضح؟ لأنه يقدح في أناس لا نعلم عنهم إلا كل خير، وبلا أي بينة، وبلا أي دلالة واقعية، لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء هناك حجة؟ أي إنسان يدعي أي دعوة هل عنده أي دليل واضح نحتكم إليه؟ إذا لم يوجد فلا نقول به ولا نصدقه، ولذلك قال تعالى: فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ كيف يعالج الله سبحانه وتعالى هذه القلوب؟ كيف يداوي سبحانه وتعالى هذه الأمراض؟

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 الحمد لله رب العالمين.

وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ يبقى ما الذي انتشل هذا المجتمع، الفضل والرحمة فقط، وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ الاثنين لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ وماذا فعلنا نحن؟ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ثم يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فإذًا بعد تنزيل القرآن وبعد البيان سيكون هذا هو محك الإيمان، لأنه لا يمكن بعد القرآن، أستمر فيما أنا عليه وأتجاهل هذه الموعظة الإلهية وأتجاهل هذا التوجيه الإلهي، وأعرض وأولي ظهري لهذه العظة الإلهية، لأنه هذا لا يمكن أن يكون موجودًا مع الإيمان وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ۝ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ هذا شيء في داخلهم، أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ ولذلك الذين جلدوا ليس لهم علاقة بهذا الموضوع، ليس بداخلهم هذا الحب، إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا طيب كيف ستشيع الفاحشة؟ عبر الإشاعة، وعبر توجيه القلوب والأنظار نحو هذا الاتجاه.

لكن لماذا يحب إنسان أن المجتمع الطاهر يتحول إلى مجتمع دنس؟ ولماذا يحب أن الفضيلة تتجول إلى رذيلة؟!

لكن الله سبحانه وتعالى يقول أن هناك هذه النماذج لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا أيضًا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ۝ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ طب ماذا حدث؟ متعلق الآية لم يأتِ، مفتوحة وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ طيب ما الذي كان يحدث؟ نفكر نحن فيها، لماذا لم يضع الله سبحانه وتعالى لها حدًا؟ لأنها ليس لها حد فعلًا، يعني لولا فضل الله سبحانه وتعالى ورحمته نضيع في كل شيء، في كل شيء، ولذلك لم يضع لها حدًا، ثم يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ هذه من خطوات الشيطان، طب ماذا تعني خطوات الشيطان؟ هو لا يأخذ الناس من اليمين إلى الشمال، دفعة واحدة، فالشيطان ليس ساذجًا، ولديه استراتيجيات، خطوة ثم خطوة ثم خطوة، يدفعني دفعة ثم يثبتي في هذا المكان وهكذا، وبعدين وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ هذا هو الميزان، خطواته هذه إلى أين ستأخذنا؟ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ ثاني وثالث عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً نحن لا نفعل شيئًا، التزكية من الله والتطهير من الله، لكن ما الفرق بين شخص وشخص؟ الاستعداد والمحبة للتطهير، أنا لا أطهر نفسي، أنا لا أفعل شيئًا، قال تعالى: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ۝ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ۝ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ۝ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ما معنى زكاها؟ زكاها عكس دساها، فدساها تعني أخفاها، فأنا دسست شيئًا أي أخفيته بحيث لا يستطيع أحد أن يصل إليه، فما معنى أن يدسي الإنسان نفسه؟ يعني يخفيها ويبعدها عن أن النور الإلهي والوحي الإلهي الذي يطهرها ويزكيها، فالله سبحانه وتعالى هو الذي يطهر، ” أنا بطلع البطانية في الشمس عشان الشمس تتعامل معها، ودساها يعني خبتيها تحت الدولاب ” فزكاها يعني طهرها ونماها، عبر تعريضها للنور، وعكسها، أخفاها لأنه لا يريد أن يطهرها، فالله سبحانه وتعالى هو الذي يطهر وهو الذي يزكي وهو الذي ينزه سبحانه وتعالى وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ طيب هل من يشاء هذه عشوائية؟ عدل الله ورحمته لا يتماشى مع هذا، ولذلك عقب فقال: وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ بناءً على علم الله بالإنسان وسمع الله سبحانه وتعالى لأقواله ولدعواته وعلمه بما ينطوي عليه قلبه، هل يريد فعلًا أم لا؟

ثم قال تعالى: وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ نحن قلنا أن مسطح الذي أمه هي بنت خالة سيدنا أبو بكر وقع في هذا الأمر، فسيدنا أبو بكر قرر ألا يعطيه مالًا، هو فقير فكان أبو بكر رضي الله عنه هو الذي يتكفله وينفق عليه ويعوله ويقوته، وهل جازى الإحسان بالإحسان؟، للأسف لا، فسيدنا أبو بكر قال، والله لا أنفق عليه أبدًا، فالله سبحانه وتعالى يقول لسيدنا أبو بكر أنك تفعل هذا لله، هذا أمر صعب جدًا، إذا تخيلنا هذا الموقف، أقل شيء أن يُفعل هذا معه، يقول الله تعالى، وانظر إلى المعالجة وَلَا يَأْتَلِ ولا يقصر أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ فوصفه الله سبحانه وتعالى بأنه شخصًا راقيًا، ” مينفعش تعمل دماغك بدماغه، أنت فوق فلا تنزل نفسك لمستوى المعاملة بالمثل، أنت أعلى من كده ” وَالسَّعَةِ أن الله سبحانه وتعالى قد أعطاك من فضله، ثم يحنن الله سبحانه وتعالى قلبه على الرجل الظالم، فهو قد جُلد وأخذ حقه، حده وكفارته أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى لكنه لم يحفظ حق القرابة، لكن الرحم موجودة، وَالْمَسَاكِينَ ده إنسان غلبان وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تضحية إيمانية كبيرة، فالهجرة ربما أفقرته، طيب يؤتوا فقط؟ لا، وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا هذه أصعب وأصعب ” أن هاديله عشان بس خاطر ربنا قال، بس أنا انسى مش هاصفاله، ده إحنا برده ” أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وهذا هو القانون هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ أنت تتعامل مع الله ليس مع العبد، ستعامل الناس بالعفو، نحن أولى أن يصفح الله ويعفو عنا، عامل الناس بالصفح سيعاملنا الله بكرمه ومنه، نحن لا نتعامل مع العبد، لكن هل هذا سهل؟ لا صعب، لكن عظمة سيدنا أبو بكر أنه حين نزلت الآية قابلها بالامتثال التام والرضى، فقدرته على أن يزيل ما في نفسه بمجرد ما الله سبحانه وتعالى يوجهه أن يفعل ذلك، هذا شيئًا ليس سهلًا، معالجة النفس ليس أمرًا سهلًا، إزالة أوضان وأضغان تجاه ناس ليست سهلة، كيف يملكه الله مفاتيح قلبه، يطهره يتطهر بهذه السهولة، هذا أمرًا صعبًا جدًا جدًا، ولكن العظمة والرقي هنا، وهذا لم يأت في يوم وليلة، وكل الصحابة كانوا يحتاجون إلى توجيه حتى سيدنا أبو بكر أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وبعدين؟ إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ۝ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ۝ َيوْمَئِذٍ هو الحساب الختامي أخروي وليس دنيويًا، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ۝ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ يخاطبهم الله سبحانه وتعالى ويسألهم هل النبي صلى الله عليه وسلم طيبًا أم ليس كذلك؟ فهل يكون طيبًا ويسكن إلى من ليست بطيبة؟!

ولذلك ابن القيم كان يفرق في القرآن بين الزوج والمرأة، امرأة فلان وزوجة فلان، الزوج من المزاوجة، يعني هم متوافقون في الأخلاق والطباع والصفات، فإذا سكن صلى الله عليه وسلم لامرأة، وهو الطيب المطيب صلى الله عليه وسلم فهي الطيبة الطاهرة لا يمكن أن يكون شيئًا آخر، عقدوا عقدًا، سكن إليها، واطمأن بها، وأحبها ورضيها، طب المرأة؟ لأ عادي، في فرق أن هذه امرأة فلان، يعني بينهم عقد، ” جوازة ” لكن الحالة القلبية، لو حالة توافق وامتزاج، يكون هؤلاء لون واحد، وهذا في الأزواج وغيرهم، احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ نظراؤهم وأشباههم وليست زوجاتهم، فالله سبحانه وتعالى يقول: الطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ هذا قانون لا يمكن أن يكون شيئًا آخر، أوْلَئِك مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ، فإذًا هذه تسمى تربية من الله، الله سبحانه وتعالى يربينا، نحن قلنا قبل ذلك في أوائل الفاتحة معنى الرب أنه يربي، فالله سبحانه وتعالى ربى المؤمنين عبر تاريخ طويل عبر أحداث وآيات، ولذلك هذه الأشياء كانت مستقرة في قلوبهم، التربية كانت مكلفة، ولذلك ارتقوا إلى هذا المرتقى العظيم، والقرآن بين أيدينا، المفروض أن نرتقي إلى نفس المرتقى الذي ارتقى إليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه التربية كانت مكلفة، شخص النبي صلى الله عليه وسلم تكبد وتحمل أعباء نفسية عظيمة في سبيل أن تتحقق فينا في داخلنا معاني الإيمان، لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ أي مشقة تعز عليه وتضيقه يحاول أن يدفعها بكل سبيل حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ نفس الذي سمعناه في الآيات رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ طيب ماذا سنفعل؟ قال: فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ.

 اللهم صلي على محمد عبدك ورسلك النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم صلي على محمد عبدك ورسلك النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين.

 اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

 اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

 اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

أقولي قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

أضف تعليق