إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم،
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ثم أما بعد،
في صحيح ابن حبان عن عطاء رضي الله عنه قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها، فقالت لعبيد بن عمير: قد آن لك أن تزورنا، فقال: أقول يا أمه كما قال الأول: زر غبًا تزدد حبًا، فقالت: دعونا من رطانتكم هذه، ثم سألها عبيد فقال: أخبريني بأعجب شيءٍ رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسكتت، ثم قالت: لما كان ليلة من الليالي، قال لي يا عائشة: ذريني أتعبد لربي، قالت: والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك، قالت: فقام فتطهر، ثم قام يصلي، تقول: فبكى حتى بل حجره قالت: ثم بكى حتى بل لحيته، قالت: ثم بكى حتى بل الأرض، فجاءه بلال يؤذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله لما تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدًا شكورًا، لقد نزلت علي اليوم آية ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ .
فهذا عطاء يحكي عن مدخله وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها، فهي تعتب على عبيد أنه لا يكثر من زيارتها، فقال: أقول يا أمه كما قال الأول: زر غبًا تزدد حبًا، يعني هو لا يزورها كثيرًا لكي لا تسأم منه من كثرة تتابع الزيارة، فقالت: دعونا من رطانتكم هذه، الرطانة الكلام الأعجمي أو الكلام غير المفهوم، كأنها تريد أن تقول إن هذا الكلام لا ينبني على أصل، فلو كان الإنسان محبًا أو كان الإنسان محبوبًا فإنه لا يمل من حديثه ولا من كلامه ولا من زيارته كذا هو قانون الحب إذا كان حبًا صادقًا، ثم سألها عبيد عن أعجب شيءٍ رأته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسكتت وبعد أن سكتت قالت: لما كان لما كان ليلة من الليالي، قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذريني أتعبد لربي، أي أتركيني فإني أريد أن أناجي ربي عز وجل، فقالت: إني لأحب قربك وأحب ما يسرك، وهذا أصل ثانٍ في قانون المحبة، هي تؤثر ما يحبه أو ما يرضيه أو ما يسعده على أن تتنعم هي بقربه صلى الله عليه وسلم، قالت: فقام فتطهر، ثم قام يصلي قالت فبكى: فلم يزل يبكي حتى بل حجره، إحنا البكاء عندنا لو تخيلناه أو تصورناه أو حدث يومًا ما يعني الإنسان ربما تدمع عينه يعني تغرغر عينه بالدموع أو تنزل دمعة أو دمعتين، لكن هي تتكلم على أمر بعيد تمامًا، فقام يصلي فبكى فلم يزل يبكي حتى بل حجره، هدومه أتبلت، قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل لحيته، لحية النبي صلى الله عليه وسلم كبيرة يعني أبتلت بالماء حتى إن الماء يتقاطر منها، قالت: ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بل الأرض، ولا زال هذا دأبه صلى الله عليه وسلم حتى جاء وقت الفجر، فجاءه بلال رضي الله عنه يؤذنه بالصلاة، فرآه على تلك الحال، فقال: يا رسول الله لم تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر، فقال صلى الله عليه وسلم: وإن كان قد غفر أفلا أكون عبدًا شكورًا، ثم بين علة بكائه الشديد صلى الله عليه وسلم، قال: لقد نزلت علي الليلة آية، ويل (ويل من رسول الله شديدة، الويل وصف وعيد شديد، الويل هو الدعاء على الإنسان بالهلاك ولا يكون هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو رحمة الله للعالمين، إلا إذا كان على أمر عظيم وجناية عظمى) قال: لقد نزلت على الليلة آية، ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها ؛ قوله تعالى في خواتيم آل عمران إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ . ما في هذه الآية ما يستوجب هذا المستوى من التأثر الشديد لدرجة انخراطه صلى الله عليه وسلم في البكاء من حين ما قام يصلي إلى أن أتاه بلال يؤذنه بصلاة الصبح، أكيد لا يوجد إجابة، نحن فعلًا لا نعرف الإجابة، وإذا فكرنا لن نصل للإجابة، ولكن لابد أن يكون في هذه الآية أمر، فإذًا تفكره صلى الله عليه وسلم في هذه الآية، أورث هذه الحالة، وكما قلت نحن لن نعرف، ولكن على الأقل ندرك أن في هذه الآية، هناك شيء، أو أن تفكره صلى الله عليه وسلم في القرآن فيه معاني غاية في العمق وغاية في التأثير ولكننا لا ندركها، لكننا أمرنا أن نبحث عنها، قال تعالى أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ وقال تعالى أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا يبقى إذًا نحن في دائرة الأمر بالتدبر، وهذا التدبر هو بذل قصارى الجهد في الوعي عن الله والفهم عنه سبحانه وتعالى، فإذا لم نمتثل الأمر، إذا لم نقم بما وجب علينا؟ طيب هذا الكلام بين يدي أمر، نحن كنا نتكلم في الأسبوع السابق عن لفظ الجلالة، وما له من دلالات عظيمة، هذه الدلالات العظيمة كانت بقدر كبير معلومة لدى الصحابة رضي الله عنهم في إطار التفكر لأنهم أهل اللسان وأهل اللغة، فهو إذا تفكر في هذه الكلمات ومعه خلفيتها سيصل إلى معاني عميقة في فهم هذه الكلمة العظمى أعظم كلمة، لفظ الإجلال والتعظيم والإكبار (الله).
نحن ينقصنا من هذا كثير، فإذًا نحن سنجتاج نحصله، لأن هناك أشياء ليس معنا أدواتها، طب بما أننا ليس معنا أدواتها وهذه أعظم شيء، بيقى لابد أن نبحث عن معنى هذه الكلمة العظيمة، إذا كنا لا نعلم معنى الله أو معنى الرب وهذه أعظم حاجة إحنا نعرفها، فأي حاجة تانية دونها ضعيفة القيمة بل ربما كانت عديمة القيمة، هذه هي أصل المعارف وأعظم المعارف وأجلها وأكبرها، فلا يمكن أن تكون خارج دائرة التركيز والاهتمام.
يبقى الفرق بيننا وبين الصحابة رضي الله عنهم في أنهم إذا أرادوا أن يتفكروا، طبعًا هناك فرقًا في قدر الامتثال للأمر أو قدر مسارعتهم للاستجابة لأوامر الله أو قدر إدراكهم لعظمة القرآن هذا موجود، لكن بعد هذا لو حاولنا نحن أن نتشبه بهم، سنجد مشكلة أن هناك أمور نحتاج أن نعرف عنها أكثر، (ولو عملنا دور هرش) من غير ما نبحث عن المعاني في أصولها، أصل هانجيب منين، لو معنديش أنا خلفية مسبقة عن هذه الدلالة هاجيبها منين؟ كما قال صلى الله عليه وسلم: “إنما العلم بالتعلم”، هناك وسيلة أنا هاسلكها عشان أوصل لده، وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا يعني إحنا عندنا بفضل الله في الفطرة بدون تعليم تعظيم ربنا سبحانه وتعالى، هناك في الفطرة بدون تعليم محبة الله سبحانه وتعالى، هناك في الفطرة بدون تعليم التوجه لله، لكن معرفة ربنا سبحانه وتعالى ومعرفة عظمة الله محتاجة مسلك إلى هذه المعرفة؛ التعليم، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ألا إني أعلمكم بالله وأشدكم له خشية” أعلمكم وأشدكم له خشية، هذه تنبني على هذه، فعلى مقدار معرفة الإنسان بالله سبحانه وتعالى على مقدار علم الإنسان بعظمة الله نتيجة أو ثمرة طبيعية مباشرة على مقدار يتقي الله ويخشى الله سبحانه وتعالى ويستشعر العظمة، إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ هذه هي وظيفة العلم؛ أن يقود الإنسان إلى التعظيم وإلى الإجلال وإلى العظمة، ولذلك كان من قواعد الأصول؛ أصول الفقة التي قررها العلماء أنه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، حاجة واجبة لكي أحصلها، يعني مثلًا واحد توجب عليه الحج، هناك وسائل لابد أن يأخذها أو خطوات لكي يصل إلى هناك، فكل هذه الخطوات واجبة ليس لنفسها لأنه لا يمكنه أن يؤدي الشعيرة بدونها، وجب علي الصلاة فسيلزمني الوضوء، هذا الوضوء واجب لأنه مقدمة الشعيرة بدونه لا تصح الصلاة واجب علي تحصيل كل شروط الصلاة، واستقبال القبلة، فإذًا كل مقدمات العبادة وكل مقدمات الواجبات هي واجبة بوجوب الواجبات، فإذا كانت معرفة الإنسان لله أوجب شيء عليه، فطريق المعرفة واجب بوجوب الغاية، هذه الوسائل واجبة بوجوب الغايات التي يجب أن يتوصل بها الإنسان إلى هذه المعرفة.
كنا نتكلم في الجمعة السابقة عن (الله) وقلنا بما لدينا من إدراك أو معرفة محدودة للغاية، أن هذا الاسم المعظم اختص به ربنا تبارك وتعالى، لا يستطيع أحد أن ينازع فيه، لا يتسامى أحد إلى أن يحاول أن يشارك فيه، اسم جبلت القلوب على تعظيمه، ولا يمكنك أن تنقله أو تنقل أو تجد مرادف له في اللاتينية مثلًا، ولذلك إذا كنا سنتكلم إنجليزي أو فرنساوي أو ألماني سنقول (الله) أيضًا، لا تصل إلى شيء آخر، مش هينفع تقول حاجة تانية، طب قلنا (الله) أصلها في اللغة (الإله)، فماذا تعني كلمة الإله؟ الإله هو المألوه، أي المعبود، فإذًا كلمة (الله) أصلها الإله، الذي يعظم الذي يتضرع إليه، الذي يخضع له سبحانه وتعالى، وقلنا أن الهمزة التي في الوسط حذفت تخفيفًا، أصبحت (الله)، وقلنا لماذا خففت؟ لأن هذه الكلمة هي أحوج الكلمات التي نحتاج إليها، فمن رحمة الله أنها قد خففت لسرعة وكثرة جريانها على اللسان، فنحن لا نحتاج إلى كلمة أحوج مما نحتاج إلى أن نذكر هذه الكلمة، وأن نخشع لله تبارك وتعالى بها، وقلنا أن كلمة (الإله) لا تطلق إلا على الله، بالألف واللام، حتى العرب لما حدث لديهم الشرك لم يكونوا يقولون كلمة (الإله) هذه بالألف واللام إلا على الله تبارك وتعالى، فإذًا (الإله) بالألف واللام اسم جنس، لكنه صار علمًا على الله، ثم اشتق منه هذا الاسم العظيم (الله).
فإذًا أنا لما أقول (الله) ماذا أقول؟ أو كما قلنا المرة السابقة أن الصحابة رضي الله عنهم وهم يقرؤون الْحَمْدُ لِلَّهِ وقلنا أن الفاتحة هي الخامسة في التنزيل، وقلنا أن السور الأربع، الأجزاء التي نزلت منها التي تلوناها في الخطبة السابقة، كان فيها دائمًا ترداد كلمة (الرب) ثم جاءت الفاتحة، فذكرت أول ما ذكرت الْحَمْدُ لِلَّهِ، ثم قالت رَبِّ الْعَالَمِينَ فكأن السور الأربع ذكرت كلمة الرب تذكيرًا وتمهيدًا وبناءً، ثم جاءت الْحَمْدُ لِلَّهِ معللة بأن الله تبارك وتعالى هو رَبِّ الْعَالَمِينَ، فإذًا إذا وضعنا أنفسنا مكان الصحابة رضي الله عنهم وهم يقرؤون أول ما يقرؤون الفاتحة حينما نزلت وهو يقرؤون الْحَمْدُ لِلَّهِ متى يجري في أذهانهم الآن؟ ما المعاني التي سوف تجري في عقولهم وفي نفوسهم حينما يقرؤون الْحَمْدُ لِلَّهِ؟ .
فأول أمر أن الله سبحانه وتعالى وحده هو المعظم، وحده هو الذي يخضع له العباد، وحده هو الذي يتضرع إليه الخلق، فإذا نظروا حولهم ووجدوا الناس على غير ذلك، أدركوا مقدار عظمة الله، وأدركوا مقدار نعمة الله عليهم سبحانه وتعالى أن هداهم للإيمان، أن وفقهم إلى هذه الكلمة، ولذلك كان عنوان الإسلام (لا إله إلا الله) ليس (رب) يعني إذا قال الإنسان لا رب إلا الله، فإنه بذلك لم يدخل في الدين، (لا إله إلا الله) لا يكون المسلم مسلمًا إلا بهذا الاعتراف وإلا بهذا الإيمان وإلا بهذا اليقين وإلا بهذا التسليم، قال تعالى وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ وقال تعالى وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ يبقى وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يقابلها وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ.
فإذًا حينما أقول كلمة (الله) أنا أدرك وأستشعر وأستحضر هذا المعنى، أنني لا أعظم إلا إياه، لا أتضرع إلا له، لا أخضع إلا له سبحانه وتعالى، فإذا قلت (لا إله إلا الله) ليس لي مفزع ولا ملجأ ولا ملاذ ولا معاذ إلا هو سبحانه وتعالى،
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم،
الحمد لله رب العالمين، فإذًا (الله) التي أصلها (الإله) لغة أصل الكلمة (أله، يأله، إله) (عبد يعبد عبادة) فإذًا هذه الكلمة ماذا تعني؟ عبادة الإنسان لله، ولذلك رؤبة بن الحجاج كان يقول:
لله در الغانيات المـُــــــــــدَّه سبحن واسترجعن من تألهــــــي
أي تعبدي لله
أن كاد أخلاقي من التــــنزه يقصرن عن زهو الشباب المزدهي
هو كان راجل شاب وجميل ووسيم وله ناس معارف يعني، فهو بيقول إن ربنا تاب عليه، فصحباته بقى أتأزموا، (الغانيات) اللاتي يستغنين بالجمال الطبيعي عن (الميكاب)، و(المده) أي الممدوحات، لكن الإنسان يمدح بأفعاله فهذا يسمى مدح، لو مدح بشكله الذي حباه الله إياه فهذا يسمى (مده) فالمده هذا المدح بالشيء الجبلي أنا لم أصنع فيه شيئًا، طب لو شيء أنا فعلته شيء أستحق به الحمد فهذا يسمى مدحًا، طب دول لما لاقوه كده عاملوا إيه؟ قال: سبحن، طب سبحن يعني سبحان الله، يعني ده إيه اللي خلاه عمل كده، طب سبحان الله تنفع هنا؟ يعني واحد تأله لله وتعبد، فأنا بأقول سبحان الله!! طب ماشي سبحان الله تعجبًا من تحول حاله مفهومة، طب استرجعن دي ببتقال في إيه؟ في المصيبة الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ طب دي مصيبة؟ يعني هو أناب إلى الله مصيبة؟ طب دي هيبقى بعدها أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ يعني التأله ده اللي هما استرجعن منه خلوه مصيبة؛ ربنا هينزل عليهم الصلوات والرحمة وأولئك هم المهتدون، هتيجي كده يعني؟
يقول: أن كاد أخلاقي من التنزه، يتنزه عن الأخلاق الزميمة، يقصرن عن زهو الشباب المزدهي، هو يريد أن يقول إن الشباب، بطبيعته فيه زهو وتفاخر وإعجاب بالنفس وعوجان واستخفاف، فربنا منَّ عليه فرزقه عقل الناس الكبار، نحن قلنا أن الشباب بطبيعته فيه نزق إلا من منَّ الله عليه، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: “عجب الله من الشاب ليس له صبوة” لا بيجي يمين ولا بيجي شمال يبقى ماشي كده على طريق الاستقامة، وفي السبعة الذين يظلهم الله في ظله “وشاب نشأ في عبادة الله” يعني هذا أمر ليس باليسير، أنه يستمر على كده لما يبتدي يكبر ويراهق، هذه منَّة عظيمة من الله تبارك وتعالى، فهو يقول أنه بالتنزه قطر نفسه عن هذه الأخلاق، المهم الشاهد أنهم دلوقتي بيسبحوا ويسترجعوا ليه؟ من التأله، طب إيه التأله؟ تعبده لله تبارك وتعالى، فإذًا قلنا أن (أَلَه) هذه أصلها التعبد يعني أنا هعبد ربنا، طب (ألِه) أي سكن، فزع، ولع، وتحير، يبقى إحنا دلوقتي عندنا أصل هذه الكلمة (ألَه) بالفتحة و(ألِه) بالكسرة، (ألَه) هذه التي هي العبادة أنا هعبد ربنا طب (ألِه)؟ خلفيات العبادة، أنا لماذا سأختص الله بالعبادة؟ لماذا؟ بسبب (ألِه) التي معناها سكن، ألهت إلى فلان أي سكنت إليه، فإذًا ألهت لله معناها أنني سأسكن وسأطمئن في جناب الله سبحانه وتعالى الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي
يبقى إذًا (ألَه) خلفها (ألِه) التي معناها سكن، و(ألِه) فزع، ألِه الرجل يأله أي فزع من أمر نزل به، (فألهه) فلان أي أجاره، طب إزاي سكن وفزع في نفس الوقت؟ أن الإنسان إذا أصابه الفزع لا يجد سكونًا إلا باللجوء إلى الله، قال الله تعالى: فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إذا فررنا إلى أحد غير الله، لن نجد هذا السكن سنبقى فزعين, وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ، السكون في جناب الله سبحانه وتعالى، الطمأنينة، النجاة من الفزع في اللجوء إلى الله، طب والولع؟ الولع الذي هو شدة الوجد والحب والتعلق، ألِه الفصيل إذا ولع بأمه، أصلها من (الوله) شدة الوجد.
فإذًا المحبوب هو الله سبحانه وتعالى، الذي يجد الإنسان عنده السكينة هو الله سبحانه وتعالى، الذي يلجأ إليه في الفزع هو الله سبحانه وتعالى، ثم (ألِه) يعني تحير، ماذا تعني تحير؟ أن الإنسان مهما تفكر في عظمة الله لا يدرك قدر عظمته، تحار العقول في عظمته سبحانه وتعالى، وإذا لم يهدِ الإنسانَ ربُه سبحانه وتعالى لمعرفته فإنه لا يطيق ذلك، قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي أي إليه لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ.
فإذًا إذا قرأ الصحابي هذه الكلمة أدرك أنه لا معظم إلا الله، لا يخضع إلا لله، لا يتضرع إلا له، لماذا؟ لأنه لا سكون إلا عنده، لا فزع إلا إليه، عظيم الصفات التي يحار الإنسان في قدرته وعظمته ورحمته، وهو الذي تتعلق به القلوب، طب لماذا تتعلق به القلوب؟ لعظمة صفاته، لعظمة إحسانه وإنعامه، ولأنه لا خير يأتينا إلا منه وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ.
فإذًا إذا قلت (الله) أصبح عندي مقدمة ونتيجة، كلمة واحدة، هي كلمة واحدة!!، كلمة واحدة فيها كل هذه المعاني، المقدمة والنتيجة، المقدمة أن الإنسان سعادته وطمأنينته وسكينته وهدوء قلبه ووجدانه في اللجوء إلى الله، وبالتالي عليه أن يتوجه أن يلجأ أن يتضرع لله سبحانه وتعالى، فالإنسان إذا (ألِه) الله (ألَه) الله، (ألِه) هذه بالكسر بالمعاني التي ذكرناها، إذا ألِه ربه تبارك وتعالى ألَه إليه أي تعبد له وتضرع ولجأ؛ لإدراكه أن الله سبحانه وتعالى الذي لا يحده حد، ليس له شبيه ولا مثيل، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا لا يمكن للإنسان أن يحيط بعظمته وجلاله وقدرته سبحانه وتعالى لا يمكن، ولكن إذا فتح الله للعبد باب بسيطًا من أبواب المعرفة؛ كفاه وأغناه وأرواه، لكن هذه منَّة من الله سبحانه وتعالى، لكي نكون حقيقين بها لكي نكون أهل لها لابد أن نحاول أن نقرب منها أو ندنوا من جنابها.
فإذًا إذا قرأنا نحن الْحَمْدُ لِلَّهِ وتكلمنا عن الحمد كثيرًا، فإذا قلنا لِلَّهِ فنحن نتذكر من المفترض كل هذه المعاني.
فإذًا بناء الإيمان كله في معرفة معنى هذه الكلمة، ولذلك الدين حقيقةً ليس كلامًا كثيرًا، لا يحتاج إلا كثير كتب ومراجع ومواعظ وخطب، هي كلمات بسيطة جدًا، لكن الإنسان إذا منَّ الله عليه وأدرك شيئًا من حقيقتها، وأدرك شيئًا من قيمتها، أدرك شيئًا من معناها ومغزاها، كفاه الله سبحانه وتعالى بذلك، ولذلك نحن سندرك إذا منَّ الله علينا ووفقنا أن نستتم الكلام عن معاني الفاتحة، حقيقةً أن تكون واجبة في كل ركعة من ركعات الصلاة، وأنه لا غنى للعبد عنها، وأنه إذا استغنى بها أغنته، إذا استغنى العبد بفاتحة الكتاب، علمًا وفهمًا ودرايةً وإدراكًا وممارسةً وعبادةً وسلوكًا؛ كفته وأغنته، لكن إذا منَّ الله علينا ووفقنا وأعطانا شيء من عطاءات هذه الكلمات الإلهية العظمى، ولذلك قال الله تبارك وتعالى: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ يكفيه أن يسمع كلمات الله وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى لكان هذا القرآن، يقرأ على الجبال فتتحرك من أماكنها، على الأرض فتتشقق، على الموتى فيحيون بإذن الله، لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ لماذا؟ لأن هذا كلام الله سبحانه وتعالى العظيم، هو المنزل للقرآن هو المتكلم به، ولذلك قال: لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ولذلك سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ الله هو الاسم الأعظم، لذلك فإن الأسماء ترد إليه، الأسماء كلها لكي تفسر شيئًا معنى هذا الاسم العظيم وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فهذا هو الاسم الأعظم الأجل، اللي كل الأسماء التي نعرفها أو المفروض نعرفها عشان تعرفنا بشيء من أسرار هذا الاسم العظيم، قال تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا أي تعبدوا له بها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن لله عز وجل تسعةً وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدة، من أحصاها دخل الجنة، وإنه وتر يحب الوتر” .
اللهم علمنا ما ينفعنا، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علمًا،
اللهم علمنا ما ينفعنا، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علمًا،
وأرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه،
اللهم فقهنا في ديننا، اللهم فقهنا في ديننا، اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك، لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك،
اللهم عرفنا بجلالك وعظمتك، اللهم عرفنا بجلالك وعظمتك، اللهم عرفنا بجلالك وعظمتك،
اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم، ولا تعذبنا فأنت علينا قادر، والطف بنا يا مولانا في جرت به المقاديير، واختم لنا منك بخاتمة السعادة أجمعين،
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.