إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهده الله فلا مضل له، إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هاد له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً
ثم أما بعد
نستكمل ما قلنا في جمعتنا الماضية..
كنا نمتع بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكرنا كيف دخل صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها فرحاً مسروراً لقول مجذذ المدلبي في أسامة وأبيه مقدمين بهذا بين يدي ما نريد أن نشير إليه من طبيعة العلاقة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين هؤلاء السابقين الولين من صحابته رضوان الله تبارك وتعالى عليهم. كيف كان حبه لهم صلى الله عليه وسلم، كيف كان رفقه بهم، كيف كانت رحمته وحدبه ورأفته عليهم صلى الله عليه وسلم وفي المقابل كيف كانت حبهم له وولعهم به وحرضهم على صحبته وأن هذه القلوب لم تكن تملك غير هذا الحب وغير هذا الحدب وغير هذا الحرص، فلم يكن صلى الله عليه وسلم لأصحابه مجرد مرشد ومعلم يوجه إلى الخير وكفى بهذا قدراً ومكانة ومنزلة وعظيم أثر لو كان كذلك، لكنه صلى الله عليه وسلم كان لهم فوق ذلك ولذلك قال صلى الله عليه وسلم بين يدي تعليم من تعليمه وإرشاد من إرشاده وتوجيه من توجيهه صلى الله عليه وسلم: إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم فكان تعليمه لهم تعليم الأب لأبنائهن ولذلك أنزله الله تبارك وتعالى منهم بمنزلة الأب وجعل أزواجه صلى الله عليه وسلم بمنزلة الأمهات لأهل الإيمان، ولذلك لا عجب مما ذكرنا في خطبتنا الماضية من ولوع الأنصار وشغفهم به صلى الله عليه وسلم.
ونحن اليوم لازلنا على ذات الدرب، وعلى ذات السبيل.
يحكي البراء بن عازب رضي الله عنه عن قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فيقول: أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم رضي الله عنهما وكانا يُقرءان القرآن فرسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما بايعه الفوج الأول من الأنصار على الإسلام أرسل معهم مصعب بن عمير رضي الله عنه معلماً يعلمهم الإسلام ثم أتبعه بعبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه حتى تمهد أمر الإيمان في المدينة، قم توالت عليهم وفود من هاجر فيقول البراء: فقدم بلال وسعد وعمار بن ياسر ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقول البراء: فما فرح أهل المدينة بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جعل الإماء يقلن – الجواري الصغار من عبيد أهل المدينة – يقلن: قدم رسول الله، قدم رسول الله.
طيب ما معنى قول البراء ” حتى جعل الإماء يقلن ” قد وعينا وفهمنا أنه يريد أن يخبر عن عظيم فرح وسرور أهل المدينة بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم وهذا في أول عهد الأنصار به صلى الله عليه وسلم، فما بالك بهم وبه بعد سنوات عشر من قدومه إلى المدينة، لكن ماذا يريد البراء بقوله ” حتى جعل الإماء يقلن ” هو يريد أن يخبر رضي الله عنه أن الانتظار والترقب لمجيئه صلى الله عليه وسلم واللهفة عليه والمحبة له صلى الله عليه وسلم قد سادت هذه المدينة النيرة وصارت ظاهرة اجتماعية تشمل الكبار والصغار، الأحرار والعبيد، من عنده فهم وعلم ودراية ومن لم يكن كذلك، كلهم كلهم، حتى إمائهم وصغار جواريهم كن على هذه الحال.
بل أعظم من ذلك، يحكي عروة بن الزبير رحمه الله ورضي عن أبيه أن أهل المدينة لما سمع بخروج رسول الله من مكة صلى الله عليه وسلم كانوا يغدون كل غداة إلى الحارة في طرف المدينة حيث طريق مخرجه صلى الله عليه وسلم ينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة، يطلعوا من الصبح يفضلوا منتظرين عله يأتي لحد ما تشتد الشمس ما يقدروش يقفوا فيمشوا، ثم يعودوا في غداة القابلة، كل يوم كده.
النبي صلى الله عليه وسلم حياخد وقت عقبال ما يجي المدينة، هما بمجرد ما سمعوا إن هو خرج، مع إن هو أكيد لسه قدامه وقت على ما ييجي، بمجرد ما سمعو إن هو خرج كل يوم بيخرجوا للترقب والانتظار، وطال انتظارهم لأن خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة لم يكن خروجاً آمناً.
ولذلك، كان في تدبيره صلى الله عليه وسلم أن يخرج حينما يخرج إلى جهة الجنوب وليس إلى جهة الشمال حيث المدينة، حيث يتطلبه المشركون في طريق المدينة، أصل هما عارفين هو رايح فين، سوف يلحق بأصحابه في المدينة، فاتجه جنوباً صوب اليمن ثم بقي ثلاثاً في غار ثور، لا يخرج منه، ثم بعد ذلك بدأ يتحرك في طريقه إلى المدينة ولم يكن يسير طوال يومه وليلته بل كان يمكث أحياناً لئلا يدركه الطلب، فتأخر في طريقه إلى المدينة لكنهم جعلوا كل يوم يخرجون غداة لعلهم يلقونه فيستقبلونه.
فيقول عمر: فانقلبوا يوماً بعدما أطالوا انتظاره – قعدوا كتير – كلما مرت الأيام، كلما ازداد شوقهم فكانوا يتحملون من حر الظهيرة ما يتحملون، يقعدوا بقا الشمس يعني يمكن يجي فنصبر – يقول: فانقلبوا إلي بيوتهم فلما آووا إلى بيوتهم، أطل رجل من يهود، من يهود، أعداء هؤلاء العرب من الأوس والخزرج، وأعداء الإسلام فيما بعد، أطل رجل من يهود على أطم من آطامهم – حصن من الحصون بتاعتهم – إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أطل من هذا الحصن ينظر في أمر له، عايز يبص على حاجة، فبصر برسول الله صلى الله عليه وسلم وبأصحابه مبيضين يزول منهم السراب، يعني هو طلع يبص على حاجة فشاف النبي صلى الله عليه وسلم جاي من بعيد، مبيصين – لابسين لبس أبيض – جايين من بعيد، يزول بهم السراب، يعني الواحد في وقت الظهيرة بيبص كده في الفراغ حيتهيأله إن فيه ميا قدام.. دا السراب، يزول بهم السراب يعني هما شاغلين بصره فهو عينه متعلقة بيهم، عمل إيه بقا؟؟ فلم يملك = يقول عروة – فلم يملك اليهودي إلا أن صاح بأعلى صوته، دا مين؟ اليهودي.. صاح بأعلى صوته ” يا معاشر العرب هذا جدكم الذي تنتظرون ” جدكم دا مش بابا جدو.. جدكم دا اللي هو الشرف والمكانة والمجد والعظمة والرفعة، هذا الرجل الذي تنتظرون به مجدكم وشرفكم ورفعتكم.
يبقى إذن التأثير الإجتماعي، الترقب اللي كان فيه أهل المدينة والانتظار يشمل حتى يهود المدينة، حالة إجتماعية شملت حتى اليهود في المدينة، ولذلك يقول عروة: فلم يملك.. لم يملك إلا أن صاح بأعلى صوته. يبقى هو نفسه اتأثر بجو الترقب والانتظار والتأثر والإدراك لمكانة وعظمة الشخص المقبل، قال: هذا جدكم الذي تنتظرون. فثار المسلمون في السلاح فساروا إلى رسول الله يستقبلونه.
يقول سيدنا أبو بكر رضي الله عنه في حديث المسند، وهو يحكي مقدمه مع رسول الله، يقول: ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه حتى قدمنا المدينة، قال: فتلقاه الناس، فخرجوا في الطريق وعلى الآجاجير – الآجاجير دا السطح اللي من غير سور لو انت مشيت عليه تقع من فوق – فخرجوا في الطريق وعلى الآجاجير – يعني الناس يإما في الشارع يإما على أسطح البيوت ينظرون إليه صلى الله عليه وسلم، يقول فاشتد الخدم والصبيان في الطريق – الخدم العيال الصغيرين بيجروا في الشارع حول رسل الله صلى الله عليه وسلم يقولون: الله أكبر جاء رسول الله جاء محمد.
يبقى إذن الصورة دي بتعكس إليه؟ بتعكس مدى المحبة، الكلام دا قبل أن تأتي الملابسة والمعايشة، الكلام دا هو فقط بما سمعوه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما علموا عنه وبما تعلموا من قدره ومكانته ومنزلته عند الله تبارك وتعالى وعند الصالحين من عباده، فما بالك بهم بعدما عايشوه، بعدما استمدوا من نوره، بعدما صاحبوه صلى الله عليه وسلم؟!!
ولذلك لا تعجب إذا قرأت قول عائشة رضي الله عنها وهي تحكي – الحديث دا قلناه قبل كده – تقول جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: أنت أحب إلي من نفسي ولأنت أحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك، وإني إذا ذكرت موتي ومتك عرفت إنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإني إذا دخلت الجنة – لو ربنا من عليا ودخلت الجنة – خشيت ألا أراك… آنى لي بهذه المكانة، آنى لي أن أصعد إلى هذه المنزلة أو أرقى إلى هذا القدر، هو بيفكر في إيه؟
طيب الحالة دي، نقدر نتبعها مجرد حالة اتباع، يعني رسول تساوي صاحب رسالة أي مضمون ديني معين أنا حلتزم بيه، فهو مجرد مرشد أو هادي يهديني في طريقه، هي كده بس؟ لأ لو هي كده ما تفسرش الحالة دي. أو هذه الظاهرة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، واحد بيحكي وبيقول.. هو جاي يسأل على إيه؟؟ أو مشكلته فين أو إيه اللي هو شاغله؟ هو شاغله هل هو ربنا حيمن عليه فيتمتع بامتداد هذه الصحبة كما تمتع بها، تمتد هذه الصحبة إلى دار الخلد والجنة، فهو بيتكلم عن حالة من الحب، أصل هو إن الإنسان يحب حد أكتر ما بيحب نفسه .. دا صعب.
ولذلك حديث عبد الله بن هشام، سيدنا عمر، أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ بيدي، ماسك إيده وماشيين مع بعض، إيده في إيده، فتأثير الحالة جعل عمر رضي الله عنه يريد أن يعبر عن محبته لرسول الله ومقدارها قد إيه؟ فقال: يارسول الله لأنت أحب إلى من كل شيء إلا من نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم: لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك، فتفكر عمر في نفسه ثم قال: فأنت يا رسول الله أحب إلى من نفسي، فقال: الآن يا عمر. أي اكتمل الإيمان.
الشاهد هنا إن النبي صلى الله عليه وسلم بيقول لا يصل الإنسان إلى كمال الإسمان حتى يكون مشاعر الحب تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد من المشاعر اللي بيجدها الإنسان تجاه نفسه، اللي هي هو، هو بيقول كده ” من نفسي ومن ولدي ” زإن هو عنده حالة من الشوق الزائد، بيبقى قاعد عادي كده في البيت، وبعدين حاسس إن هو نفسه يشوف فيروح بس بس يبص عليه، طيب هل دا بيستمر؟؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم معرفش يقول له إيه. معرفش فلم يرد عليه شيئاً، فنزل جبريل عليه السلام بقول تعالى وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ عَلِيماً
يبقى إذن النبي صلى الله عليه وسلم مكنش عنده إجابة، مفيش إجابة، يستحق الأمر أن ينزل جبريل عليه السلام من عند ربنا تبارك وتعالى للتو ليجيب هذا الرجل وهو في محله، فيعطيه هذه البشارة لتسكن نفسه.
ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه، يقول كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوءه وحاجته – يعني يبيت معه صلى الله عليه وسلم لأجل أن يخدمه بليل، لو احتاج حاجة فهو بيقوم يصلي، فهو بيحضر له الوضوه وما يحتاجه لكي يقوم إلى الصلاة – فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: سل – يريد أن يكافأه على فعله، على خدمته – قال له تطلب إيه؟ هو كان واد صغير مش راجل كبير – قال: اسألك مرافقتك في الجنة – مش دخول الجنة – قال: اسألك مرافقتك في الجنة، قال: أو غير ذلك؟ – مش عايز حاجة تانية – قال: هو ذاك – مش عايز حاجة تانية – قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود.
قال صلى الله عليه وسلم يوماً لأزواجه، قال أسرعكن لحوقاً بي أطولكن يداً، تقول عائشة رضي الله عنها فكنا – أزواج النبي صلى الله عليه وسلم – يتطاولن أيهن أطول يداً – يعني يعملوا إيديهم كده عشان يشوفوا مين اللي إيديها أطول – ، وفي رواية في البخاري فأخذوا قصبة يذرعونها.. جابوا بقا مازورة عشان كل واحد بقا يقيسوا بالمللي عشان يشوفوا مين اللي إيدها أطول، طيب إيديها أطول حيحصل إيه؟ هو النبي صلى الله عليه وسلم بيقول إيه؟ بيتكلم عن إيه؟ هو بيتكلم عن الموت.. أصل أسرعكن لحوقاً بي.. دا الموت.. تقول عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله كلنا يكره الموت. على فكرة هو المفروض دي مش بتتكلم عن حاجة.. يعني.. دي حاجة الإنسان بينفر منها أو مش بيحب تيجي على دماغه أو ما بيحبهاش.. السيدة عائشة بتقول كده.. كلنا يكره الموت. طيب هما بيعملوا كده ليه.. يعني كل واحدة نفسها تبقى إيه؟ صباعها الوسطاني دا أطول بملي عشان هي حتروح الأول.. طيب تروح الأول تروح فين؟ بس بمجرد إن هو قال صلى الله عليه وسلم.. قال إيه؟ أسرعكن لحاقاً بي.. فخلاص مش عايزين نقعد. فتقول عائشة في رواية، ودا بقا العجب.. دا حقيقة العجب ” فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحداهن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم مددنا أيديهن على الحائط يتطاولن ” يعني كل ما يتقابلوا كل ما يتقابلوا يحطوا إيديهم على الحيطة كده ويمدوا إيديهم… كل واحدة تحاول تخلي إيديها أطول.. ” حتى إذا توفيت زينب ” إحنا دلوقتي عملنا المشوار دا مرة اتنين، كل ما يتقابلوا.. هو انا جاي عشان اطول، يعني انا دلوقتي قستها لقيتها كده.. المرة الجاية ايدي حتطول، حتكون التانية إيدها قصرت مثلا؟؟ عملت مثلاً عملية وركبت شريحة فإيدها قصرت؟؟ فإذن من كتر الرغبة أو التمني لدا، إحنا كل مرة يمكن يكون حصل حاجة ” إن الله على كل شيء قدير ” أعمل إيه تاني؟ حتى إذا توفيت زينب وكانت قصيرة – تقول عائشة – ليست بأطولنا يدا علمنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أراد بطول اليد الصدقة، فكانت زينب امرأة صنع – صنع يعني إيه عندها ممكن تخيط تعمل – تعمل بيديها وتتصدق، هما كلهم معهمش فلوس، فهي كانت بتشغل إيديها فكان بيبقى عندها فرصة إنها تتصدق، يبقى النبي صلى الله عليه وسلم كان بيقول إيه؟ هو كان بيتكلم مش على دا.. كان بيتكلم عن الصدقة والإحسان.. يبقى طول اليد.. إحنا عندنا إيده طويلة.. إيده طويلة دي ما بتجيش كده خالص، إيده طويلة دي يعني يإما بتبقى في جيوب البشر يإما بيلطش.. صح؟؟ إحنا عندنا كده.. أطولكن يدا دي تبقى شتيمة.. لا أطولكن يدا دي الصدقة والبر والإحسان.
لكن الشاهد إن هما لأجل الرغبة في سرعة اللحاق ولذلك تعجب مثلا إن النبي صلى الله عليه وسلم ناجى فاطمة رضي الله عنها فبكت، ثم ناجاها فضحكت، فسألتها عائشة رضي الله عنها – إنتي عيطتي وبعد كده ضحكتي على طول كده – فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما توفي صلى الله عليه وسلم، فعائشة لسه الموضوع دا شاغلها، فسألتها: دلوقتي مفيش بقا أسرار، خلاص لأن النبي صلى الله عليه وسلم توفي، فأخبرتها إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرها إن سيدنا جبريل كان يعارضه بالقرآن مرة في كل رمضان، والسنة دي عارضه بالقرآن مرتين يعني راجعه معاه مرتين، قال: فما أرى ذلك إلا اقتراب أجلي. فبكت. ثما أخبرها أنها أول أهله لحاقاً به فضحكت، أول أهله لحاقاً به فضحكت.
بلال رضي الله عنه جاءته منيته فقالت امرأته: واحزناه. قال: لا.. بل واطرباه.. غدا ألقى الأحبة محمداً وحزبه صلى الله عليه وسلم.
الحمد لله رب العالمين
يقول أنس رضي الله عنه لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منه كل شيء ولما كان اليوم الذي مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أظلم منها كل شيء، وما نفضنا التراب عن أيدينا ونحن في دفنه صلى الله عليه وسلم حتى أنكرنا قلوبنا، وقال رضي الله عنه: ما كان يوما أضوى ولا أنور ولا أحسن من يوم دخل علينا فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم – أي المدينة – وما كان يوم أظلم ولا أقبح من يوم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهنا أنس رضي الله عنه بيصور المدينة.. مدينة.. محلة بالسكان بالحيطان بالتكاتك كلها كده ” أضاء منها كل شيء ” مش أشرقت نفوسهم ” أضاء منها كل شيء ” ، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم – يقول أنس – ” أظلم منها كل شيء ” .
تقول عائشة رضي الله عنها: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب واشرأبت اليهودية والنصرانية ونجم النفاق – أي ظهر – وسار المسلمون كالشاة المطيرة – المبلولة – في الليلة المظلمة الشاتية لفقد نبيهم صلى الله عليه وسلم.
يقول عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: ابتلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالضراء فصبرنا، وابتلينا بالسراء بعده فلم نصبر. يقول أبي بن كعب: لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما وجهنا واحد فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرنا هكذا وهكذا.
طيب الكلام دا بيروح فين؟ إحنا هنا فيه حاجتين.. زي ما قلنا إحساس الصحابة رضي الله عنهم بأثر وجوده صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم، وأثر دا في النور وفي الظلمة حسي ومعنوي وبعدين أثر الفقد، فسيدنا أنس بيقول: ما نفضنا أيدينا من التراب ونحن في دفن – لسه ما مشوش – ونحن في دفنه صلى الله عليه وسلم حتى أنكرنا قلوبنا، يعني ايه أنكرنا قلوبنا؟ تشعر إن ده مش قلبك اللي أنت تعرفه، مثلاً: يطلع عمره، ويكون في العمرة بحال معيّنة أو يكون في الحج ويكون في الحج بوضع معيّن أو يقرأ قرآن فيكون في القرآن بحال معيّن، أو يصلي فيكون في الصلاة بحال معيّن، ثم يعود من العمرة أو الحج أو ينتهي من القرآءة أو يخرج من الصلاة فينكر قلبه، يعني الواحد يحسّ إن هو اتغيّر، كأن أنا مش أنا، فهو بيقول بمجرّد ما استشعرنا فقدان وجوده بيننا حتى استشعرنا بتغيّر القلب، السراج المنير اللي احنا بنستمد منه فقدناه أصل هو النبي صلى الله عليه وسلم بيمثّل ايه للناس؟ بيمثل حجتين كبار أوي، بيمثّل مدد الروح، وبيمثّل الرعاية والحفظ والظهر، الحاجة اللي أنت بتركن عليها وبتطمئن لوجودها، فالواحد فجأة يحس إن وسطه اتقطم أو ظهره مش موجود، كالغنم المطيرة في الليلة المظلمة الشاتية.
تاني حاجة: الزاد الروحي، هو صلى الله عليه وسلم يعطينا من قوّة روحه وقوّة تأثره، فاحنا بنستمد منه ولذلك احنا ممكن نتكلّم بس مش دائماً بنتأثر بالكلام ليه؟ اتكلم أقول معارف أو معلومات تطلع من هنا وبتدخل هنا، أو هتنطق من هنا وتستقرّ هنا برده، لكن إذا ربنا منّ في لحظة من اللحظات على حد بيقرأ قرآن أو حد بيكلم فبيتكلّم من هنا ” القلب ” ، فديه هي اللي بتقع برده هنا ” القلب ” ، ولذلك احنا قلنا قبل كده نكون عند رسول الله يذكرنا الجنة والنار فكأنا رأي عين حتى إذا عافسنا الأزواج والأولاد والضيعة نسينا كثيراً، الحالة بتتغيّر.
طب هما كانوا بيستمدّوا من ايه؟ يستمدوا من هذه الروح، فهو بيقول إن احنا بدأنا نحس إن احنا متغيّرين وفي أبوبكر وعمر وعثمان… آه هو مش انهيار بس بداية تغيّر ومع الوقت بيبتدي يزداد.
أنكرنا قلوبنا، ولذلك زي ما قلنا؛ ميكونش في دين بدون ما يكون في ناس بتتأثّر وبتُأثر، تأثّر حقيقي، وتأثير حقيقي؛ روح بتُؤثر في أرواح، لأن الروح ديه هي حقيقة الإنسان، فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ديه حقيقة الإنسان ديه الحاجة اللي بترقي الإنسان وبترفعه، الروح ديه لما بتتجاوب بيبتدي الإنسان بيتأثر ويعلو ويرتقي فإذا لم يكن ثمَّ روح تؤثر في أرواح من حولها ميبقاش في تأثير؛ في معرفة في معلومات حجة من ربنا علينا، على المتكلم وعلى اللي بيسمع، ولذلك عبدالرحمن بن عوف بيقول ” ابتلينا بالضراء ” الجملة ديه بتحمل حجتين، ” ابتلينا بالضراء مع رسول الله ” ذكر حجتين؛ ذكر المعيّة وذكر الضراء طب وبعدها، ذكر السرّاء وذكر فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك رسول الله قال ” فوالله ” ده النص الأولاني ” فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم ” .
ده الشق الأول إن امتحان النعمة والسعة أصعب لأن الشدة بتحمل الإنسان على التوجه على الله بالفطرة أما السراء فربما تكون بتدي الإنسان مساحة واسعة من الفعل؛ الحاجة التانية إن هو ما بيحسّش في لحظة النعمة إن هو محتاج لربنا ما أنا كويس؛ كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى أنا مش محتاج ربنا في حاجة ولذلك الامتحان ده بيبقى أسهل من الامتحان ده، الشق التاني بئه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعده، يبئه إذاً وجوده كان بيخلينا نقدر بما يعطينا من إعانة ومن تثبيت ومن قدوة ومن نموذج إن احنا نقدر نتحمل ده، ولذلك كانوا بيقولوا لنا أيام – جوع شديد – فالناس من شدة الجوع كل واحد رابط حجر على بطنه جايب حبل ودايس على بطنه بحيث يخفف احساسه الشديد بالجوع فاشتكوا للنبي صلى الله عليه وسلم فرفع ثوبه فإذا به يضع حجرين على بطنه صلى الله عليه وسلم هو أشد منهم احساساً وتأثّراً فهو لا يستأثر عليهم بشيء بالعكس هو أشد منهم تحمّلاً، وأشد منهم معاناةً.
أما قول أُبي بيقول: احنا مع النبي صلى الله عليه وسلم كان وجهنا واحد يعني غايتنا واحدة وواضحة احنا مش عايزين حاجة إلا إننا نرضي ربنا، مش عايزين حاجة إلا إن ربنا سبحانه وتعالى يعلي كلمة الحق مش عايزين حاجة إلا إن ربنا سبحانه وتعالى يمنّ علينا بالجنة، مش عايزين حاجة إلا أن تكون كلمة الله هي العليا، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرنا هكذا وهكذا، بدأت الرؤيا الواحدة والهدف الواحد، وبالتالي الاجتماع عليه، لما هتتباين الاتجاهات هتتفرق القلوب ده طبيعي، لو دخل وسطنا شيء من الدنيا والتعلق بها وبالتالي لا تجتمع القلوب، إذاً النبي صلى الله عليه وسلم في وجوده صلى الله عليه وسلم هذا الاجتماع وهذا التوجه الواضح الواحد والإخلاص الشديد فبيحاوط عليهم طب لما مبقاش موجوديحصل الأثر ده.
قيمة وعظمة النبوة فين؟ وبالتالي احنا دلوقتي واحنا مفتقدين لشخص النبوة نعمل ايه عشان نحافظ على حد من التأثر بها لأن هي القدوة الماثلة اللي ربنا سبحانه وتعالى أمرنا جميعاً بإن احنا نقتدي بها واللي احنا هنسأل عنها بين يدي الله ” وأنتم تسألون عني ” فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا وابن مسعود بيقرأ من أول النساء لحد هذه الآية فيقول له حسبك صلى الله عليه وسلم يقول فنظرت إليه فإذا عيناه تزرفان، هو اللي بيبكي وهو الشهيد صلى الله عليه وسلم، المشكلة عندنا مش عنده، هو الشهيد علينا بإن هو بلّغ وهو بيبكي عشنّا احنا لأن احنا مش هنعرف نجاوب بصورتنا ديه، احنا مش هنعرف نجاوب، فهو يبكي صلى الله عليه وسلم رحمة وشفقة بينا احنا فقال: حسبك، يقول ابن مسعود: فإذا عيناه تزرفان مش هيقدر يكمّل سماع أكتر من كده جه هنا ووقف.
آخر حاجة هي ديه واصلة لحد فين، يقال عبدالله بن جعفر بن أبي طالب أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطاً من حيطان الأنصار – بستان – فإذا بجمل قد أتاه، فإذا بجمل قد أتاه يُجرجر وتزرف عيناه، يُجرجر:يعني بيهمهم، تزرف عيناه: بيعيط، جمل أول ما شاف النبي صلى الله عليه وسلم دخل جري عليه وبدأ يعمل صوت يهمهم كده ودموع نازله من عنين الجمل، الجمل، فالنبي صلى الله عليه وسلم مسح سراده قعد يمسح على السنام بتاعه ” مسح سراده ودفراه ط دفراه اللي هما جانبي الرأس، يعني مسح على سنامه وعلى دماغه من هنا ومن هنا، حتى سكن؛ حتى سكن، ثم قال لمن هذا الجمل؟ قال فتى من الأنصار هو لي يا رسول الله، قال: أما تتقي الله في هذه البهيمة التي ملككها الله، إنه شكى إليّ، ده مين اللي شكى؟ الجمل، مش للبني آدمين بس، للجمل ” أنه شكا إليّ أنك تجيعه وتدئبه ” مش بتأكله وتتعبه بيقول له: مبتتقيش ربنا فيه، ده ايه؟ الرحمة ديه هل كانت للمؤمنين في المدينة الجمل، والجمل على فكرة فاهم ده هو مجرد ما شافه أسرع، بمجرد ما شافه أسرع إليه وبدأ يشتكي ويعيط، فالنبي صلى الله عليه وسلم واساه ثم أزال شكواه، أنت متخيلين المستوى ده كان وصل لفين؟ الجمل مش البني آدم، هو يدرك مقدار هذه الرحمة ومقدار هذا العطف، وإن هو هيجد هنا ما يجعله في أحسن حال، وهيرفع عنه الظلم اللي بيقع عليه من هذا الشاب الأنصاري ” أما تتقي الله في هذه البهيمة مهو مبيعرفش يتكلم ” مهو بهيمة ديه معناه إن هو ما يعرفش يتكلم مش هيعرفش يشتكي.
ابن مسعود رضي الله عنه بيحكي ” كنا مع رسول الله في سفر فذهب إلى حاجته ” النبي صلى الله عليه وسلم مشي، يقول ” فرأينا حمّرة – حاجة زي العصفور كده – معها فرخان – عصفورين صغيرين لسه مولودين – قال فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمّرة فجعلت تفرش ” تفرش يعني تفرش جناحيها وقعدت ترفص، مضطربة، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من فجع هذه بولديها، هو مكنش شاف حاجة، قال: ” من فجع هذه بولدها، ردوا إليها ولدها ” ، ” من فجع هذه بولدها، ردوا إليها ولدها ” .
احنا تقريباً منعرفوش، لسه منعرفوش، احنا لسه منعرفوش، احنا محتاجين نتعرف على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تعرفنا على رسول الله هنعرف يعني ايه إسلام، هنعرف يعني ايه دين أصلاً، أنت لا يمكنك إن أنت تعرف الدين إذا لم تكن تعرف رمز ونموذج هذا الدين، فأنا هعرف ازاي ايه طبيعة الدين؟ ايه أخلاقيات الدين؟ كيفيات التعامل في الدين؟ ايه الصورة اللي بيرسمها الإسلام؟ أعرفها ازاي إذا لم يكن نموذج ماثل أنا عرفه كويس أو أنا فاهمه كويس، طب سؤال أخير: لو حاجة شبه كده موجودة احنا يبقى شكلنا كده، أنا عاوز أقول ايه
إن الصحابة كان طبيعي فوق المنهج لو في شخص كده بين ظهرانيهم ما هيبقوا كده طبعاً، على فكرة ده طبيعي ده مش عجب ده طبيعي، هيبقى التأثر ده طبيعي وبالتالي وجود شيء من التعيّر لفقدانه طبيعي، ولذلك ده اللي احنا بندندن عليه على طول، احنا محتاجين الدين ده يتحول إلى حياة ومش هيبقى حياة دون إدراك، أصل هيبقى حياة ازاي، يعني لو أنا مش مدركه، أنا مش مدركه، مش فاهمه، مش عارفه بيتعمل ازاي، ما هعيشه ازاي؟ طب إذا أنا ما نجحتش إن أنا أعيشه! صعب إن اللي حواليه يعيشوه، إذا أنا ما نجحتش أنا شخصيّاً إن أنا أتمثّله، ميقدرش المجتمع من حواليه إن هو يتمثّله، أصل هو هيجيبه منين، لازم الأول حد يفهمه وحد يستوعبه، وحد يجتهد يطبّقه فناس تشوفه فتعجب به فتتأثر به، فاحنا محتاجين نعرف أول حاجة ايه الرسول؟ ايه كنهه وايه ماهيته؟ وبالتالي ايه الإسلام؟
طيب إذا احنا أدركناه وعرفناه؛ اعتقد إن احنا هندرك إن احنا لقينا حاجة كبيرة، احنا لقينا حاجة مش سهلة، لقينا حاجة اللي احنا المفروض بندور عليها،اعتقد كده يعني إن احنا نظريّاً لو شفنا كده بفطرة البني آدمين العاديين، العادي يعني، إن احنا اللي احنا بندّور عليه لو احنا عافين احنا بندور عليه لو احنا مش عارفين ديه مشكلة تانية، مهو لو أنا مش عارف أنا بدور على ايه، محتاج حد يرسملي نموذج، يقولي بص هي السكة كده أو ده الأيزو اللي أنت المفروض تبئه عليه، فلو احنا مش عارفين يبئه عايزين حد نتعلم منه، عندنا حد أفضل من رسول الله قدوة أو نموذج أو شخص بنعتبره احنا فاهم، يعني فاهم الدنيا ماشية ازاي أو فاهم حقائق الحياة أو فاهم المآلات احنا عندنا حد تاني أحسن منه، شايفين إن هو بيفهم أحسن، شايفين إن هو فاهم الحياة أفضل، شايفين إن هو عايش الحياة بشكل أحسن، لو عندنا نطلّعه نمشي وراه ونخلص، مش لاقيين أو معندناش أو بنقول إن هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حلو جداً يبئه احنا وصلنا هوه ده طب هو كان ازاي، سهله أهه هو كان ازاي، كان كده، طب ده حلو، طب لو ده حلو طب احنا ليه مش عايزين نعيشه؟ ليه مش عايزين نقرّب منه، ليه احنا بنبعد، بنبعد واحنا نفسنا نقرّب، هي حالة كده من الصراع والتناقض الغريب احنا عايزين نقرّب بس احنا في الحقيقة بنبعد فهو النموذج ده احنا محتاجين إن احنا نتعرف عليه على فكرة هيغيّر كتير في حياتنا حتى على فكرة لو تطبيقنا ضعيف، يكفي إن أنا أقعد أقرأ أو أسمع ده، أعيش حتى نفسياً في الجو ده، يكفي ده يكفي لأن على الأقل فترة المصاحبة ديه هتخليني أحس بحالة نفسية كويسة ده أبسط حاجة على فكرة أقل حاجة، وده غالباً هيحببني في ده، أصل أنا لو حبيت حد، لو حبيت حد هحب إن أنا أبقى زيه، لو حبيت حد هحب إن أنا أقرب منه، لو حبيت حد هحب إن أنا أصحبه زي الصحابة رضي الله عنهم،،، نحاول نقرّب منه أكيد مش هنخسر، بصوا يا جماعة لو مكسبناش احنا مش هنخسر، واحنا معندناش حاجة نخسرها، احنا الحمد لله ظهرنا للحيط معندناش حاجة نخسرها، احنا كل حاجة رايحة هي بايظة بايظة، فما أظنش إن احنا هنخسر حاجة، ولو احنا صدقنا في ده واستعنا بالله واستمدنا منه أكيد ربنا هيمن علينا أكيد ربنا هيكرمنا، أكيد احنا هنبقى أحسن، على فكرة هي مش صعبة، هي مش صعبة لكن إرادة، إرادة مش معنى عزيمة، إرادة يعني قصد، أصل ف إرادة بمعنى أنا عايز ده، وإرادة بمعنى إن أنا عندي العزيمة عليه، أنا بتكلم حتى على الإرادة بمعنى إن أنا نفسي في ده أو بطلبه، عايز أوصل له، ولو حاولنا نعيشه الحياة تختلف تماماً هتختلف تماماً، فنحاول، ياريت، واحنا طالعين من هنا هو طلب واحد صغيّر إن احنا نحاول ندي النبي صلى الله عليه وسلم من يومنا وقت قليل، الوقت اللي هتحدده؛ ربع ساعة نص ساعة، يا ريت ساعة إلا ربع بمقام شوط في أي ماطش بتاع أي حاجة، ساعة إلا ربع أقعد معاه شويّه بس، بس أحاول أتعرف عليه، أحاول إن أنا أقرب منه، أحاول إن أنا أتأمل حياته، أحاول إن أنا أتخيّل صورته، بس لو أنا واظبت على ده بشكل يومي أنا هتغيّر كتير، وديه على فكرة مش هتستنزف من اليوم وقت كتير، احنا مشغولين وعندنا حجات، بس برده ده جزء مهم ومش أقل أهمية من أي حاجة تانية، إن ما كنش أهم، فهو مش أقل أهمية، واحنا معندناش حد أفضل ولا حاجة أفضل نصرف فيها الوقت، فياريت إن احنا نحاول ونطلب من ربنا سبحانه وتعالى إن هو يرشدنا ويهدينا، أصل ديه نعمة والنعم ربنا ما بيدهاش لأي حد، ” إن الله يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب ” كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا أي حد بياخده، ” ولكن ولا يعطي الدين إلا لمن أحب ” هي ديه النعمة اللي بجد هي ديه النعمة الحقيقية، لإن ديه سعادة الدنيا والآخرة فمن اتّبع هداي فلا يضلّ ولا يشقى، فلو ربنا منّ علينا وادانا من ده شويّة يبئه ربنا ادانا كتير يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم فقهنا في ديننا، اللهم حببنا في ديننا، حببنا في رسولنا، حببنا في أصحاب نبينا، وحببنا فيك ربنا، اللهم حببنا فيك ربنا.
اللهم خذ بأيدينا إليك أخذ الكرام عليك، لا تفضحنا بين خلقك ولا بين يديك.
اللهم ارحمنا فأنت بنا راحم ولا تعذبنا بذنوبنا فأنت علينا قادر، والطف بنا يا مولانا فيما جرت به المقادير واختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم